٦١ | أنواع الصبر

11 2 0
                                    

الصبر في الإسلام ثلاث انواع وهم :
١ - الصبر على قضاء الله وقدره
٢ - الصبر على الطاعة
٣ - الصبر في الابتعاد عن المعاصي

اولاً : الصبر على قضاء الله وقدره
أي الصبر على الابتلاء، حيث يصبر المسلم على ما يصيبه من قضاء الله وقدره مما هو خارج عن إرادته، وهذا الصبر هو مدار امتحان الله للعبد في الدنيا

وقد وصف الله -تعالى- حال الصابرين على بلائه في الضراء في قوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) ثمّ وجّه الله تعالى عباده إلى ما يعينهم على الصبر حال وقوع البلاء؛ فقال: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).

فالتوكل على الله -تعالى- واحتساب الأجر يعدّان من الصبر أيضاً، كما أنّ الرضا بقضاء الله وقدره مطلوب من العبد؛ فيسلّم ويفوّض الأمر لله -تعالى-، ولا يتسخط أو يشكو من قضاء الله وقدره، ويعلم أنّ الله -تعالى- يعلم الأقدار وهي لا تظهر للعباد، وله الحكمة في كلّ أمر

والرضا بالقضاء والقدر مرتبةٌ أعلى من الصبر على البلاء، ويصل العبد إلى هذه الدرجة حين يعلم أنّ ما أصابه تقديرٌ الله -تعالى- فيسلّم أمره له ويرضى بقضائه

ما الفرق بين الصبر و الرضا بالقضاء؟
فالصبر إمساكٌ للنفس عن التسخّط على القضاء مع وجود الألم منه والرغبة في زواله، أمّا الرضا؛ فهو طمأنينة في النفس وانشراح في القلب بقضاء الله تعالى، مع عدم تمني زوال الألم، وإن كان الإحساس به موجوداً، وفي الصبر منع للنفس عن أيّ ردِّ فعل يوجب الخوف من المصيبة.

واعتراض المسلم على ما يصيبه، والسخط على قدر الله، والحزن الشديد على الدنيا، وترك التسليم لله -تعالى- هو مما يتعارض مع الرضا والصبر

ثانياً : الصبر على طاعة الله
وهي من أعظم أبواب الصبر، وهو عملٌ يستلزم صدق العبد مع الله -تعالى-، والصدق مع نفسه أيضاً ومجاهدتها على فعل الطاعة، قال -تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)

وللصبر على طاعة الله أقسام ثلاثة؛ أولها أن يكون العبد مقبلاً عليها مستعدّاً لها، وثانيها أن يؤدّيها كما أمر الله -تعالى- ويكون قلبه حاضراً وخاشعاً فيها، وثالثها أن يتمّها دون أن يلحق بها ما يبطلها من الرياء وطلب السمعة والمنّ والأذى وغيرها من مبطلات العمل

ثالثاً : الصبر في الابتعاد عن المعاصي
أن يمسك نفسه عن فعل معصية لا ترضي الله ورسوله ، وذكّر نفسه دائماً بتقوى الله -تعالى- وباليوم الآخر، وجاهد نفسه لمنعها عن حبّ المعصية أو التعلّق بها، ويدرب المسلم النفس على كراهة وبغض ما يكره الله -تعالى- من الأفعال والأقوال

والصبر عن المعصية ينقسم إلى أقسام ثلاثة؛ أولها أن يصرف المسلم قلبه عن حبّها والتعلق بها، والتواجد في الأماكن التي تكون بها أو يجالس أصحابها ويأنس بهم، وثانيها أن يمنع نفسه عن فعلها إن كان قادراً على ذلك، فلا يقربها ولا يزوالها، وثالثها أن يكون خروجه منها وإقلاعه عنها سريعاً إن وقع بها، ويسرع بالتوبة عنها

--

{فَضل الصبر}
أثنى الله سبحانه وتعالى على الصابرين في مواضع عدّة في القرآن الكريم، قال تعالى : (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، فهم بذلك ينالون صلاة الله -تعالى- عليهم وينالون رحمته وهدايته.

وقد بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ الصبر هو أفضل العطاء فقال: (ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ)

كما وينال المسلم عند تخلّقه بالصبر الأجر العظيم، قال تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)، كما وينال المسلم الصابر محبة الله -تعالى ؛ فقال: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)،

وبالصبر تتحقق مَعيّة الله للعبد؛ فقال: (وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ)، وهو بذلك يذوق حلاوة الإيمان

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن