روى الترمذي وصححه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: " كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: ( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ )
____
شرح الحديث :
"يا غلامُ"، والغُلامُ هو الصَّبيُّ الصَّغيرُ الَّذي لم يَبلُغِ الحُلُمَ بَعدُ،
"إنِّي أُعلِّمُك كَلِماتٍ"، أي: أُعلِّمُك أُمورًا وأشياءَ يَنفَعُك اللهُ بها،
"احفَظِ اللهَ"، أي: احْفَظْ حُدودَه وحُقوقَه وأوامَرَه ونواهيَه، فاتَّقِ اللهَ في أوامِرِه ونَواهيه بحيثُ يَجِدُك في الطَّاعاتِ والقُرباتِ، ولا يَجِدُك في المعاصي والآثامِ، ومِن أعظمِ ما يُحافَظُ عليه الصَّلاةُ والطَّهارةُ التي هي مِفتاحُ الصَّلاةِ، وحِفظُ الرأسِ وما وعَى وهو يَتضمَّنُ حِفظَ السَّمعِ والبَصرِ واللِّسانِ مِن المُحرَّماتِ، وحفظُ البَطنِ وما حوَى، ويتَضمَّن حِفظَ القلبِ عن الإصرارِ على المحرَّماتِ، وكذلك مِنْ أعظمِ ما يَنبغي حِفْظُه مِن نواهي الله عزَّ وجلَّ: الفَرْجُ وأنْ يُحفَظ ولا يُوضَعُ إلَّا في حلالٍ
"يَحْفَظْك"، أي: إذا اتَّقيتَه وحَفِظتَه كان جَزاؤُك أن يَصونَك مِن الشُّرورِ والموبِقاتِ ويَحفَظَك في نَفسِك وأهلِك ومالِك ودِينِك ودُنياك، ويَحفظَك مِن مكارِهِ الدُّنيا والآخِرَة؛ فحِفظُ اللهِ لعَبدِه نوعان؛ أحَدُهما: حِفظُه له في مَصالِحِ دُنياه، كحِفْظِه في بدَنِه وولَدِه، وأهلِه ومالِه؛ قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِن أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: ١١]؛ فمَن حَفِظ اللهَ في صِباه وقوَّتِه، حَفِظه اللهُ في حالِ كِبَرِه وضَعْفِ قوَّتِه، ومتَّعه بسَمعِه وبصَرِه وحَوْلِه وقوَّتِه وعقلِه. النَّوعُ الثَّاني: حِفظُ اللهِ للعبدِ في دِينِه وإيمانِه، فيَحفَظُه في حَياتِه مِن الشُّبهاتِ المضلَّةِ، ومِن الشَّهَواتِ المحرَّمةِ، ويَحفَظُ عليه دِينَه عندَ موتِه، فيتوفَّاه على الإيمانِ، وعلى العكسِ من هذا؛ فمَن ضيَّع اللهَ ضيَّعه اللهُ، فضاع بينَ خلقِه، حتَّى يَدخُلَ عليه الضَّررُ والأذى ممَّن كان يَرْجو نفْعَه مِن أهلِه وغيرِهم.
أنت تقرأ
أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ]
Phi Hư Cấu# هذا الكتاب غير روائي [ أبيض وأسود ] كلنا عندنا مجموعة من المعلومات الغلط و الصح في حياتنا ويمكن بيختلطوا مع بعض أحياناً، و غالباً بنشبه الصح «بالأبيض» و الغلط «بالأسود» و قد تكون كمان معلومات مجهوله في ديننا فـ انا في المجلد ده هحاول إني احط الم...