٥٤ | قابيل وهابيل {٢}

6 3 0
                                    

قابيل وهابيل (٢)
( باقي خفايا القصة )

----

قابيل و هابيل كانا يريدان الزواج بنفس الفتاة و اختصما على ذلك فذهبا الي ابوهم آدم عليه السلام الذي اقترح عليهم أن يقدموا الي الله قرابين، الذي يقبلها الله منه هو الذي سيتزوجها - وفي هذا الزمن كان لكي تعلم أن الله قد قَبِل قربانك فإنه ينزل ناراً من السماء تأخذ هذا القربان فهذا دليل على أن الله قد قبله منه 

فـ كل واحد اخذ قراباً من حلاله - العمل الذي يعمل به - ف قابيل كان مزارعاً فـ اخرج من اعشابه، وهابيل كان يذبح الذبيح ف ذبح ذبيحه لله سبحانه وتعالى
وذهبوا الي جبل من الجبال، وكل واحد فيهم يقدم قربانه على صخرة، فقدم كلا من قابيل وهابيل قرابينهم لله ، ولكن قبل الله قربان هابيل فقط لأنه كان تقياً و قابيل لم يكن تقياً

ولكن.. هناك ما لم يُذكر في القصه، وهو ان ابليس كان له يد فيما حدث وان قابيل قتل هابيل مع انه أخاه

نعود حيث كان كل واحد منهم يريد أن يضع قربانه على صخرة، ولكن ما لم يكن يعرفونه ان إبليس كان لهم بالمرصاد وعرف كيف يوقع ما بينهم في هذا المنفذ

وفي هذا اليوم تقابلوا ف كان هابيل معاه أطيب وأفضل أمواله من الغنم (كبش) أما قابيل كان ليأتي بأحسن ما يملك من الأعشاب ولكن وسوس له الشيطان وقال له ان الذي سيقدم افضل أمواله سوف يخسر ولن يقبل الله قربانه، فـ سمع له قابيل واخرج اقل الحصاد جوده لديه و إخراجها بدون طيبه نفس

ف كل واحد منهم وضع قربانه على الصخرة و قدّمها الي الله سبحانه وتعالى، ف هابيل ذبح ذبيحته الغالية و قابيل قدّم حصاده القليل

وجلس كل كنهم ينتظر اجابه الله له، ومن منهم سوف يقبل الله بقربانه

وفجأه إلا بنار من السماء تخرج و تتوجه الي ذبيحه هابيل وتختفي تماماً كأنها اخذتها الي السماء، ف علموا ان الله قد تقبّل قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل

فنطر قابيل الي هابيل بنظره حقد لأنه سوف يتزوج الفتاه التي يريد أن يتزوجها هو أيضا، وهنا قد علم هابيل من نظرته وقال انما يتقبل الله المتقين، الذين يقدمون احسن ما يملكون و يقدمونه بنفس طيبه

فغضب قابيل وقال بحقد والله لأقتلنك و أستريح منك، ف ذهب هابيل ولم يكن يخاف سوى من الله، وكان فرحا بأن الله قد قبل قربانه

وبعد ايام كان هابيل يرعى بأغنامه وقد تأخر خارج البيت والليل اقترب على القدوم وهو لم يعد ، ف قلق عليه آدم عليه السلام - ابوه - فسأل قابيل : أين اخوك؟

فرد عليه قابيل انه يرعى بأغنامه
فقال له آدم عليه السلام :اذهب لناديه لعله قد أضاع الطريق او نساه

وبعد قول ابوه ذلك له قد عَلِم ان هذا هو الوقت المناسب لقتل هابيل وانه لن يشك به احد حتى ابوه

ف اخذ قابيل معه حجر او عصا و انتطلق الي هابيل ليبحث عنه، وهو في الطريق الا بهابيل راجع بأغنامه الي المنزل

ف اول ما رآه قابيل قال له : يا هابيل لقد تُقِبل قربانك و رُفض قرباني، والله لأقتلنك ولا تتزوجها

فقال له هابيل : فقد قرّبت أطيب مالي وأنت قرّبت أخبث مالك، وأن الله لا يقبل إلا الطيب وانه لا يقبل إلا المتقين

وهنا قابيل تضايق اكثر وزاد الحقد داخله من هابيل، ف امسك الحجر الذي في يده او العصا و ضربه في رأسه بقوه اسقطته أرضا ولكنه لم يمت

فصاح هابيل فيه :ويلك يا قابيل، أين أنت من الله، كيف يجزيك الله بعملك

ف حمل قابيل الحجر مره اخرى و ضربه مره ثانيه به على راسه، وهذه هي كانت آخر أنفاسه ومات بها

وبسبب خوف هابيل على أخيه لم يجرأ على أن يدافع عن نفسه منه ولكنه نصحه في اخر أنفاسه

ف نظر قابيل في جثه هابيل وبدأ يدري حجم المصيبه التي ارتكبها وكل ذلك بسبب وسوسه الشيطان له

ف حاول أن يخفي جثته في الارض لكي لا يرى آدم عليه السلام - ابوه - ما فعله

واذ بـ طير يسقط امامه أرضاً ميتاً ف نظر لما حدث واذ بطائر اخر يهبط بجانب الطائر الاخر الميت ؤواخك يحفر حفره بـ منقاره ليدفن بها جسد الطائر الميت في التراب، ومن هنا علّم الله سبحان وتعالى قابيل كيف يتم دفن الجسد بعد موته

فشعر قابيل انها رساله من الله ف بدأ يطبق ما فعله الطير أمامه بجسد اخوه هابيل

وهذا يعلمنا ان الغيرة قد تؤدي الي القتل أو رغبتك في شيء بقوه وحقدك على الآخر لمجرد انك تريد أن ترضي الناس و تنسى الحلال من الحرام وتنسى نفسك وتترك الشيطان يسيطر عليك و على أفكارك

إذ تجد أن اغلب الأشياء التي تبنى على المشاعر في الحياه، دايما ما تجد ان الشيطان ينفخ و يسوسك لك فيها، فلذلك اجعل امرك مع الله دائماً

( بالعودة الي شرح الآيات في الجزء الأول رقم ٣٤ )

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن