٩١ | باب مسائل الصيام {١}

7 0 0
                                    

[بابُ أمرِ الصَّائمِ بحِفْظِ لسانِهِ وَجَوَارِحِهِ عَنِ المُخَالفَاتِ والمُشَاتَمَةِ وَنَحْوهَا]

عنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: "إِذا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحدِكُمْ، فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صائمٌ " متفقٌ عَلَيْهِ

وعنهُ قَالَ: قَالَ النبيُّ ﷺ:" مَنْ لَمْ يَدعْ قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ فلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرَابهُ" رواه البخاري.

_____

الحديث الأول والثاني في الدلالة على أن الواجب على المؤمن أن يصون صومه عما حرم الله، فإن الصوم يقتضي أن يصون الإنسان لسانه وجوارحه عن كل ما حرم الله كما صام عن الطعام والشراب والمفطرات، يجب عليه أن يصوم عما حرم الله دائمًا في رمضان وفي غيره من قول الزور، من سائر المعاصي، من العقوق وقطيعة الرحم، من الغيبة والنميمة والكذب و الشتائم إلى غير هذا مما حرم الله، بل يجب أن يكون حذره منها في رمضان أشد وأكثر

فالصيام يقتضي أن يصون جوارحه عما حرم الله كما صان جوفه عن الأكل والشرب، يصون جوارحه عما حرم الله ولهذا يقول ﷺ: "الصيام جُنة" يعني سترة من النار، حِصن من النار لمن صانه وحفظه

في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:  "الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ "  -مَرَّتَيْنِ-   رواه البخاري

وبالنظر إلى لفظ الحديث والعلة منه وهو مخاطبة وإخبار الخصم ليكف، فالأولى أن يكتفي بلفظ ( إِنِّي صَائِمٌ )، لكن إضافة لفظ "اللهم" لا تغير المعنى - وهي من البدع التي يقولها الناس كثيراً في رمضان عندما يوشك على الشيمه أو اللغط فيقول ( اللهم اني صائم)  وهذا غير صحيح بل الصحيح قول (اني صائم) مرتين كـ قول الرسول صلى الله عليه وسلم سابقاً

فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق وفي لفظ: ولا يصخب، فإن شتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، يعني يكون يومه متميز يوم الصوم متميز كما قال جابر رضي الله عنه : (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء)

وفي الحديث: ما صام من ظل يأكل لحوم الناس. فالصائم يصون صومه، يصون بصره، يصون لسانه، يصون جوارحه عن كل ما حرم الله، ولهذا يقول ﷺ: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل"، الجهل : يعني الظلم  أو التعدي على الناس بالظلم، "فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" أي يعني لا قيمة لصومه ولا يصلح أن يقدم إلى الله هذا الصوم المجروح بالغلط والفسوق والمعاصي، يجب أن يكون المؤمن محترما لصومه، يقدم لله صوما سليما بعيدا عما حرم الله، فهو سبحانه أهل لأن يتقرب إليه بكل خير

والمقصود من العبادات الخضوع لله وأداؤها كما شرع رغبة فيما عنده وحذرا من عقابه وشوقا إليه وطلبا لمرضاته، ليس المقصود مجرد الصورة فقط لا، لا بد من الحقيقة تكون العبادة حقيقية يصونها ويحفظها، يقصد بها وجه الله عز وجل والدار الآخرة من صلاة وصوم وحج وعمرة وغير هذا، كل هذه العبادات يجب أن يصونها وأن يؤديها كما شرع الله بإخلاص وصدق ورغبة ورهبة وخشوع لله تعالى، وأن يحذر ما ينقصها من المعاصي والسيئات.

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن