١٣٥ | صلاة الفتح

3 1 0
                                    

صلاة الفتح هي صلاة صلّاها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بعد فتح مكة في بيت أمّ هانئ بنت أبي طالب، ثم أصبحت سنّة، فكلّما فتح المسلمون بلاداً صلّوا صلاة الفتح فيها، ما أنّها تُسمّى أيضاً صلاة الشّكر

فكانت شكر من الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لله -تعالى- في يوم فتح مكة، وتعظيم لنعمته -سبحانه وتعالى- بأن تمّ له هذا الفتح المبين، فقد دخل خاضعاً لله -تعالى- ومتذلّلاً له حانياً رأسه، واغتسل وصلّى صلاة الفتح، وقد قال بعض أهل العلم بأنّها صلاة الضحى كالإمام النّووي، وأكدّ آخرون أنّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قد صلّاها من أجل الفتح

بيّن الطبريّ أنّ عدد ركعات صلاة الفتح ثمان ركعات متّصلة ببعضها بدون فصل بينها،وثبت عن سعد بن أبي وقاص أنّه صلّاها عندما فتح المدائن ثماني ركعات متّصلة ومن دون إمام، فهي صلاة سريّة وليست جهريّة

قال بعض العلماء إنّ صلاة الفتح تنتهي جميعها بتسليمة واحدة، والأصحّ التّسليم بعد كلّ ركعتين، وجاء ورد عن أمّ هانئ في صحيح البخاريّ أنّها قالت: (إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ)، وأكّد على ذلك أنّ الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- قد صلّاها بعد فتوحاته، والقول عن الضحى إنّما جاء بمعرض الوقت الذي صلّى به الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- صلاة الفتح

حُكم صلاة الفتح
قال بعض الصّحابة إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمرهم إذا فُتحت المدائن بالحمد والشكر لله -تعالى-، والتّسبيح، والتّهليل، والاستغفار والصّلاة،[١١] وقد أفتى علماء المسلمين باستحباب صلاة الفتح عند فتح المدن والأمصار، واعتبر بعض العلماء والأئمة هذه الصّلاة صلاة ضحى، وليست صلاة فتح كالإمام النّووي، ومشروعيّة ثبوتها أنّ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- صلّاها في فتح مكة

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن