١٤٠ | لَحْنِ الْقَوْلِ

5 1 0
                                    

﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
[ سورة محمد: ٣٠]

التفسير المختصر :
ولو نشاء تعريفك - أيها الرسول- المنافقين لعرّفناكهم، فلعرفتهم بعلامتهم، وسوف تعرفهم بأسلوب كلامهم، والله يعلم أعمالكم، لا يخفى عليه منها شيء، وسيجازيكم عليها

____

( ولو نشاء لأريناكهم ) أي لأعلمناكهم وعرفناكهم

( فلعرفتهم بسيماهم ) بعلامتهم ، قال الزجاج : المعنى : لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامة تعرفهم بها .
قال أنس : ما خفي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد نزول هذه الآية شيء من المنافقين ، كان يعرفهم بسيماهم .

إذا معنى { ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم } يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ، فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه ، وحملا للأمور على ظاهر السلامة ، ورد السرائر إلى عالمها ،

{ ولتعرفنهم في لحن القول } أي: فيما يبدو من كلامهم الدال على مقاصدهم ، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه

(لحن) مأخوذ من اللحن في الإعراب ، وهو الذهاب عن الصواب، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض" أي : أذهب بها في الجواب لقوته على تصريف الكلام، والفعل من الخطأ لحن يلحن لحنا فهو لاحن، والأصل فيه : إزالة الكلام عن جهته .

والمعنى : إنك تعرفهم فيما يعرضون به من تهجين أمرك وأمر المسلمين والاستهزاء بهم ، فكان بعد هذا لا يتكلم منافق عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عرفه بقوله

وقيل : كان المنافقون يخاطبون النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلام تواضعوه فيما بينهم ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع ذلك ويأخذ بالظاهر المعتاد ، فنبهه الله تعالى عليه ، فكان بعد هذا يعرف المنافقين إذا سمع كلامهم .
قال أنس : فلم يخف منافق بعد هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عرفه الله ذلك بوحي أو علامة عرفها بتعريف الله إياه .
والله يعلم أعمالكم أي لا يخفى عليه شيء منها .

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن