١٤٤ | وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض

9 2 0
                                    

﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ
[ فصلت: ٥١]

التفسير الميسر : وإذا أنعمنا على الإنسان بصحة أو رزق أو غيرهما أعرض وترفَّع عن الانقياد إلى الحق، فإن أصابه ضر فهو ذو دعاء كثير بأن يكشف الله ضرَّه، فهو يعرف ربه في الشدة، ولا يعرفه في الرخاء.

_____

{ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ } بصحة، أو رزق، أو غيرهما
{ أَعْرَضَ } عن ربه وعن شكره
{ وَنَأَى } ترفع / نهض
{ بِجَانِبِهِ } عجبا وتكبرًا.
{ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ }- أي: المرض، أو الفقر، أو غيرهما
{ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ }- أي: كثير جدًا، لعدم صبره، فلا صبر في الضراء، ولا شكر في الرخاء، إلا من هداه الله ومنَّ عليه.

تدبر الآية
على الإنسان أن يستحضرَ رِقابة الله عليه حالَ تجدُّد النعم عليه، فإن إعراضه أكثر ما يكون هنالك، فليضبِط نفسه بدوام ذكر الله وتذكُّره، وكما يألف النعم فليألف الحمدَ والشكر.

اعلم أيُّها العبدُ أنَّ ما يُصيبك من عُسر وضُرٍّ إنما ينجرُّ إليك بسوء فعلك وقبيح عملك، أفتزرع الشوكَ وترجو أن تحصُدَ منه العِنَب؟! إذا أردتَّ أن تقفَ على حقيقة إيمانك فتأمَّل في حالك؛ فإن كنت ممَّن يُقبِل على الله وقت الشدَّة والعَناء، ويستغني عنه وقت الرغَد والثَّراء، فاعلم أنك على خطر!

هكذا حالة هذا الإنسان الجاحد، في حالة إعطائنا النعمة له يتكبر ويغتر ويجحد.وفي حالة إنزال الشدائد به يتضرع ويتذلل إلينا بالدعاء الكثير الواسع.

وفي معنى هذه الآيات الكريمة، جاءت آيات كثيرة، منها قوله-تبارك وتعالى-: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى.
أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى.
وقوله-تبارك وتعالى-: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً، إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً.

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن