٥٦ | رقيبٌ عتيد

7 1 0
                                    

يقول الله عز وجل : "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٧) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (١٨) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"
[ سورة ق : ايه ١٧ - ١٨]

هذان الوصفان للملائكة التي وُكِّلت بكتابة كل ما يعمله ابن آدم من خير أو شر ، وهما وصفان صادقان على كل منهما ، فالملك الذي عن اليمين صفته أنه رقيب وعتيد ، والملك الذي عن الشمال صفته أنه رقيب وعتيد

(۱۷) حين يكتب الملكان المتـرصـدان عن يمينه وعن شماله أعماله . فالذي عن الـيـمـيـن يـكـتـب الحسنات ، والذي عن الشمال يكتب السيئات

(۱۸) ما يلفظ من قول فيتكلم به إلا لديه ملك يـرقـب قـولـه ، ويكـتـبـه ، وهو ملك حاضر معد لذلك

يقول الإمام القرطبي رحمه الله :
" في الرقيب ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه المتتبع للأمور .
الثاني : أنه الحافظ ، قاله السدي .
الثالث : أنه الشاهد ، قاله الضحاك .

وفي العتيد وجهان :
أحدهما : أنه الحاضر الذي لا يغيب .
الثاني : أنه الحافظ المُعَد ، إما للحفظ ، وإما الشهادة

معاني الآيات :
" ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ ) يعني : الملكين اللذين يكتبان عمل الإنسان
( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ) أي : مترصد
( مَا يَلْفِظُ ) أي : ابن آدم
( مِنْ قَوْلٍ ) أي : ما يتكلم بكلمة
( إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) أي : إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها ، لا يترك كلمة ولا حركة
كما قال تعالى : ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) [الانفطار/١٠-١٢]

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره :
( رقيب ) اي : مراقب ليلاً ونهاراً ، لا ينفك عن الإنسان .
( عتيد ) اي : حاضر ، لا يمكن أن يغيب ويوكل غيره ، فهو قاعد مراقب حاضر ، لا يفوته شيء

اذاً فكل عبد موكل به ملكان ، يراقبان حركاته وسكناته ، ويكتبان أفعاله ، ويحصيان عليه كل ما يصدر منه ، سواء كان عمل خير أو عمل معصية ، وسواء كان في محل كريم أو مكان مهين .

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن