نزل الجميع من القارب مندهشه اعينهم من مشهد اشجار القيقب الحمراء التي كانت تغلف المرتفعات كغطاء دافئ يبدد برودة شتاء هذه الجزيرة، والاكواخ الموزعه على تلك المرتفعات بشكل زخرفي مدهش، هذا الطريق الذي يحيطه سياجين خشبيين محطمين ان سرت فيه سيقودك الى قرية من الخيال، كأحدى قرى السنافر واشجار المشروم، تلك الاكواخ ذو المداخن العالية التي يتصاعد منها بخار ابيض كثيف تجعل الامر واضحا ان العوائل قد صحت من النوم للتو وبدأوا بتحضير الفطور، على صوت غناء العصافير وتغريدات طيور الكناري التي تحلق بين اغصان الأشجار
كادت تظهر ابتسامه خفيفه على شفتي جودي، فلا شك ان سكان هذه القرية دافئين جدا، لا ينمو القيقب الى حيث يتواجد الحب
قاطعت تأملهم العمه كلوديا مسترسله (يا فتيات، المنزل الذي سنقصده هو لأمرأة تمتلك ثلاثة اولاد، ويعيش اولادها في المنزل المجاور لذلك ائتمنها والدكم، بالاضافه الى انه قام بدراسة الموضوع لعدة ايام وحاول اكتشاف طبيعتهم، المهم انكن ستحببن المكان كثيرا، سأترككن برفقتها واعود انا الى المنزل)نطقت جودي (اعجبني المكان كثيرا يا عمة، اتسائل من اين سيظهر ذراع المجرة)
لم يصلها جواب فلم تكترث لأمرهم اخذت تتمشى على مهلها بينما تسرح بين طيات خيالها متأمله تلك الطبيعة الخلابه، فردت ليسا على العمه كلوديا (لا بأس عمتي، اظن انني استطيع تدبر الامر من هنا، سننشغل بأعمال المنزل وترتيبه حتى يأتي والدي، لا تقلقي)
٠
-(لنذهب اذن)...
كوخا من الحلوى، وبعضا من رائحة البسكويت، وفطائر التفاح، وقليلا من دخان المدخنه الدافئ وصوت طقطقة النيران ليكتمل وصف منزل الجده من افلام الكرتون التي كانت تتابعها جودي في صغرها ، هل كان يسميه الاطفال منزل الحلوى؟ لمعت عيناها قليلا عندما شهدت ذلك الكوخ الخشبي امام عينيها كحلم يتحقق على ارض الواقع، تقدمت كلوديا لتطرق الباب ووضعت الفتيات حقائبهن على الارض، فجاء صوت شاب من خلف الباب قائلا (انا قادم)
فتح الباب فلم يكد يظهر جسده كله حتى سقط قلب بريتني في دوامة من العشق، كانت عيناه مثل سهما احسن تصويبه على قلبها، في نقطة المنتصف التي ينبض فيها مفهوم العشق، كان فتى يظهر وكأنه في العشرين من عمره ولكن تبدو على هيئته ونظراته لمحات من الطفولية، ذو شعر يتنافس في لونه مع لون الفحم الأسود، وعينان خضراوان يخيل لمن يتفحصهما كما لو انه قد غاص في غابة خضراء واسعة
اتسعت عيناه وقال في دهشه(من انتم؟) تراجع خطوتين متحمستين اما جودي فتنظر اليه بجمود وتتسائل بداخلها *من هذا الاحمق؟ لا تقل لي بأنني سأراه بالجوار دوما*ابتسمت كلوديا وقالت له (مرحبا صغيري، هل ماما هنا؟)
احمرت وجنتيه وارتبكت عيناه الخضراوين بينما يحدق بالفتيات باحراج (ا..انا كبير، لست صغير، لا تحدثيني هكذا يا سيدتي هذا محرج)
فجاء صوتا من الخلف لأمرأة (جوش؟؟ هل جائو؟؟)
نظر جوش الى الداخل بقلق (هل كنتي تنتظرين احدا يا اماه؟)
أنت تقرأ
كابيلّا | Capella
Romanceولكنني كنت افكر في الاسباب التي جعلتك هكذا، في العواصف التي حدثت حول قلبك قبل ان تهب العاصفة الثلجية الاخيرة وتجمد كل شيء، كديسمبر، ينهي كل الفصول التي تسبقه في السنه بكتل من الثلوج .. (كابيلا هو نجم شتائي يبرق من الشرق في اوائل اكتوبر، كنت اشعر ان...