25.كما أنا

143 13 7
                                    

كان واقفا خلف جدار المنزل يلقي بنظرة قلقة الى الفناء الخلفي لمنزل الفتيات، مرتديا معطفه الثقيل وقبعته الصوفية، ويتناول تفاحه حمراء باردة فترتجف شفتيه من برودتها
يحدق ببريتني التي كانت تغسل ثياب مستخدمه يديها العاريتين
ضيق عيناه بفضول وجد ان معاصمها بدأت تتقشر بسبب برودة الماء ومساحيق الغسيل، من هو الاحمق الذي يستخدم يديه العاريتين لغسل الملابس في طقس جليدي كهذا، هل تعطلت غسالتهم؟

قضم قضمه صغيرة من التفاحه و رأها تمسح عينيها بزندها بذبول، تهسهس مع نفسها محاولة ان تمنع دموعها من التساقط (انظري الى الجانب المشرق يا بريتني، كوني قوية كجودي، لا تبكي اكثر، انه يفعل ذلك لانه يود ان يجعلك مسؤولة عن نفسك، ذلك لانك دوما الاكسل من بينهن وتعتمدين اعتمادا كليا على ليسا)
تساقط دمعه باهته وعادت تبري قميصه بارتجاف بسبب برودة الماء (اجل، ابي لا يكرهني، انها طريقته فقط في تربيتي، لطالما رأيتي الآباء في المسلسلات يتصرفون بقساوة من اجل هدف نبيل)

تنهد وعاد يقضم قضمه وراء الاخرى ويثبت عيناه الخضراوين نحوها (هل نودلز شخصا سيء حقا؟ لماذا تستمر بذرف الدموع ان كانت هي المخطئة؟)

مسح شفتيه بأكمام معطفه بضياع ورمى بقايا التفاحه المتأكله على الارض احمرت اذنيه وهمس مخفيا تعابيره الخجله (تلك القبلة لم تكن شيئا كبيرا، ينجذب الرجل كلما اقترب اكثر من شفتي الانثى، ولقد كنت احاول ازعاجها فتعمدت الاقتراب رغما عن نفسي، لم اكن ارغب بذلك حقا انا متأكد، ولأنني اقتربت كثيرا.. من ..انثى، اختلطت غريزتي ورغبتي في ازعاجها، فارتكبت تلك اللعنه)
قالها ثم ازدرد ريقه يتأملها تبعد خصلاتها المجعده خلف اذنها بعينان محمران، ثم تأمل شفتيها ترطبهما بسبب البرودة
(وبعد كل ماحصل، لماذا اشعر بشعور مريع جدا؟؟ كيف سأصحح ذلك من دون ان اخسر كبريائي)
خفض رأسه بحزن (هل استطاعت النوم ليلة البارحه؟)

...
سعلت السيدة ماري بأبتسامه ثم قالت منزله ملعقتها على الطاولة (اظن ان علي ان اناديه اذن)
قالتها بابتسامه خبيثه فاجابتها جودي مخفيه نبرتها الخجله (هل اناديه انا؟ اكملي طعامك)
اتسعت عينا ماري وقالت بصرامه (ناه، كلا، ابقي انتي هنا ولا تتحركي من مكانك)
قالتها ونهضت من مكانها، ثم ابعدت خصلاتها خلف اذنها وراحت متجهة نحو الباب الخارجي تراقبها جودي بخجل، اكان من الضروري ان تتركها لوحدها مع ايان؟
فتحت السيدة ماري الباب بعد ان ارتدت معطفها الذي كان معلقا خلف الباب صارخه في داخلها (اجلللل، احسنتي صنعا ماري، انه فخ رائععع، دعيهما لوحدهما ثم اقبضي عليهما بالجرم المشهود)
اغلقت الباب خلفها والقت نظرة فضولية من فتحة الباب، ازدرد ايان ريقه ونظر بطرف عينيه الى جودي التي حاولت عدم النظر اليه، يلاحظ اضطرابها وارتباكها
فقال مهدئا (هل انتي بخير؟)
اومأت برأسها من دون ان تنظر اليه، فأبتسم بشكل خفيف وقال (وايضا، توقفي عن المبالغه في التفكير بشكل سلبي، ولا تقسي على نفسك)

كابيلّا | Capellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن