اختبأت بين الحشود من انظار والدها وتسارعت خطواتها عندما لمحت بعضا من طيور الغربان الصغيرة تحط على سياج الجسر وترفرف بأجنحتها الرطبه، تنفش ريشها الاسود فيتقطر منه قطرات الماء ويتناثر هنا وهناك، وتطبع اثار اقدامها على الجليد، كيف يمكن لكائنات رقيقة كهذه ان لا تلسعها برودة الماء..
ابتسمت بطفولية ورمت قليلا من الخبز الذي سرقته من صحون الطعام على طاولة الشموع، فتجمعت الغربان بجانب قدميها واخذت تنقر الخبز من على الجليد
بهتت ابتسامة جودي وجلست جلسة القرفصاء ثم قدمت لهن فتات الخبز في كفها، فاخذن ينقرن الخبز منها، اشعرها ذلك بالحب..
لطالما شعر الناس بالخوف من الغربان لأنها سوداء وغامضه جدا، يخاف البشر من المجهول والمنعزل..وفي الوقت ذاته دخل ايان الى المعبد، كان يرتدي معطفه الثقيل ويدفن كفيه في جيوبه، ويرتدي لفافا يغطي على رقبته..
القى نظرة الى الارجاء الهادئة حيث يتجمع الناس كي يشعلو شموعهم متوقعين منها ان تقاوم برودة الهواء الذي يهفو عليها، والى الجانب الاخر الذي يطل على الجسر.. حيث تتجمع عليه الغربان السود التائهه
وقد جذب نظره تكتلها بجانب فتاة قد بدا وكأنها تمنحهم الخبز من كفها العاري..ابتسم بخفوت ولم يلقي بالا لملامحها او حتى محاولة تمييز من هي
بل تقدم بجانب الحشود منتبها لأحدى الفتيات التي ينسدل شعرها المجعد خلف ظهرها؛ تتقافز بجانبهم محاولة القاء نظرة الى الشموع ولكن قصر قامتها يمنعها، فأبتسم وتقدم ببطء نحونا، من غير تلك الخرقاء تمتلك هذه المواصفات! انها طفرة في جينات هذه القرية..
وقف بجانبها ولم تنتبه له فألقى نظرته الى وجوه البشر..
بما ان هذه الطفله هنا ففتاته في احدى الاركان، لا يهم فحقيقة بأنه سيراها بعد هذه المدة تبدو كمكافئة له على الاستمرار حتى هذه اللحضه في التنفس..قفزت بريتني قفزة خفيفه فارتطم كتفها بكتفه، خفضت رأسها واعتذرت ملقية نظرة الى ملامحه، فأخذت تحدق ببلاهة في عسليتيه والى نظراته الفارغه نحوها، ثم أشارت بأصبعها وكأنها تعالج معلومه في دماغها (ايه!! انت!! الاخ الاكبر!!، هييهه! هل جائت خالتي بهذه السرعه)
ابتسم بسخرية وابعد اللفاف عن رقبته فاحتشاد البشر اشعره بالاختناق، لتظهر رقبته الحنطية لتتسع عينا بريتني، احمرت وجنتيها عندما رد عليها (انا هنا لوحدي، ماذا عنك؟ هل انتي هاربة من المنزل؟)
اخذت تحدق برقبته بجمود، اوه يا الله، اولاد هذه العائلة بارعون جدا في التصرف بطريقة تجعل من قلبي يرفرف، ذلك السافل بعيناه وهذا..انتظري بريتني مالذي تفعلينه!! انه يكبرك بستة سنوات!، ولكن.. ماهذه الوسامه بحق الاله..
انتبه لها تحدق به بلا توقف فابتسم وخفض رأسه ناحيتها هامسا (اتسمعينني!! لقد سألتك سؤالا مهما!)
اتسعت عيناها (هيه!! كرر سؤالك ارجوك)
-(اين هي اختك!)
أنت تقرأ
كابيلّا | Capella
Romanceولكنني كنت افكر في الاسباب التي جعلتك هكذا، في العواصف التي حدثت حول قلبك قبل ان تهب العاصفة الثلجية الاخيرة وتجمد كل شيء، كديسمبر، ينهي كل الفصول التي تسبقه في السنه بكتل من الثلوج .. (كابيلا هو نجم شتائي يبرق من الشرق في اوائل اكتوبر، كنت اشعر ان...