24.لمسة

150 16 26
                                    


وضع كفه خلف رقبته وقال متأملا تلك الندبة (هل تعلمين كيف تتداوى الروح)
اجابته باختناق (لا اعلم)

اطال النظر في ندبتها ثم اقترب ببطء ناحيتها، ازدرد ريقه بعد ان وصل بمقربه منها، وضع كفه على الباب فاتسعت عيناها وهي تنظر الى كفه، شعرت به يقف خلفها مباشرة فتصاعدت الحرارة الى وجهها، واحمرت وجنتيها خجلتين من تقربه منها من هذه المسافه
انتبه لاحمرار اذنيها فابتسم جانبيا وقال هامسا (بعناق دافئ، ويمكن تحويل الندبات الجسدية الى شيئا سعيدا)
-(ايمكن ذلك حقا؟)

اقترب منها حتى بدأت تشعر بأنفاسه الدافئة تخفق على رقبتها من الخلف، فأغمضت عيناها بخجل واستسلمت لسخونة هذه المشاعر التي احتلت كيانها، همس بصوت منخفض (اجل، ذلك بتقبيلها.. عندما تلقين نظرة ثانيه اليها لن تذكري ذلك الالم، ستشعرين بأنه اثر قبلة مبهجه)
قالت بارتجاف (م..مالذي تقصده)

ازدرد ريقة (اقصد ما اقصده، هل تريدين اثباتا؟)
اتسعت عيناها ولكن جسدها قد امتنع عن اداء رد فعل، خفض رأسه ناحية رقبتها ليلامس بشفتيه تلك الندبة ويقبلها بشكل سطحي فشعر بها ارتجفت بخجل، ليهمس مرة اخرى (يمكنني ان ارممك ببطء، واداوي تلك الندبات واحدا بعد الاخر، ولكنني سيء ايضا، انني سيء لدرجة انني لا استطيع اخماد نيراني، قد يكون هدفي في ذلك هو احاطتك بالدفء، ولكن ينتهي بك الامر في جحيم حارق)

تسارعت انفاسها وقالت وسط دموعها (ماذا عني؟ هل انا قوية كفاية لأرد ذلك)
ظهرت ابتسامته على شفتيه ثم همس (اتشككين بصدق هذه الدموع؟)

قالها ثم امسكها من كتفها ثم امالها ليجعلها تستدير ناحيته فرأى وجهها المحمر يكاد يحترق، ودموعها تسيل بلا توقف

انزلت نظرها نحو الارض بخجل، فامسك ذقنها باصابعه كي يرفع رأسها ناحيته، ثم مسح دمعتها بأصبعه، لم يكن يود ان يرى انكسارها، رغم انه كان مصرا على ان تعترف بدفئها، ولم يجد وسيلة لذلك سوى ان يجعلها تبكي
طأطأ رأسه واسنده على كتفها فشعرت بخصلات شعره الاماميه على كتفها

شهقت بطفولية وقالت بانكسار (انا ابكي، لقد وعدت نفسي بأنني لن ابكي، كيف تستطيع ان تستند على كتف شخص مهزوز مثلي)

امال رأسه براحه على كتفها وقال بهمس (ومن اخبرك بأنني احتاج الى القوة، انا قوي بشكل يثير قرفي، لقد نسيت كيف اكون دافئا، حتى انني تهربت عندما رأيت امي تبكي بسبب تكسيرها للصورة، لم اكن قادرا على اطفاء حرقتها بعناق دافئ، لأنني لم اعد اعلم كيف
اما انتي..
انتي دافئة جدا، لدرجة كانت تغضبني محاولاتك في اخفاء ذلك الدفء، لماذا يحاول شخص بهذه الحساسية ان يبدو صلبا؟ لماذا يحاول تخبئة ذلك الحنان وحبسه في داخله، هذا العالم البائس يحتاج الى الحب، لا تخبئيه، ولا تخافي من احد)

شعر بدموعها تتساقط على كتفه، فأغمض عيناه سامعا صوتها المرتجف تهمس (انت فقط من استطعت رؤيته، وهذا كان يخيفني، لا تقرأني بهذه الطريقه تبا)
اجابها بابتسامه ساخرة (لا يمكنني منع نفسي)
امال رأسه اكثر فبدأت تشعر بأنفاسه تخفق على رقبتها، شاعره بقدميها يرتخيان، تشعر وكأنها تحلم، ايحصل هذا في الواقع حقا؟
ايرتمي عليها حقا
يمكنه ان يسمع ضربات قلبها القوية

كابيلّا | Capellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن