45.لا تعجبني اماكن اخرى

124 10 11
                                    

عادت جودي لتشعر بالواقع مرة اخرى، فتحت عيناها مستمعة لصوت زقزقة العصافير يتسلل من النافذه، والنسائم الباردة التي تهوي الى داخل غرفته وتراقص معها الستائر الصغيرة التي تنسدل على الجانبين، وانعكاس اللون الازرق الداكن للسماء على الزجاج، فلم تتحرر الشمس حتى الان من احضان الافق، ولكن وهجها قد سطع شيئا فشيئا فبهت ذلك اللون الداكن، وتلاشى سرب النجوم برفقته..
شاعره به دافنا رأسه بين ذراعيها على صدرها، وقد كانت تضع كفها على رأسه بين خصلاته الناعمه، فأحمر وجهها بجنون وانتفضت بشكل صامت، وهمست برجفه خفيفة (ك..ك..كيف انتهى بنا الامر بوضع كهذا)

كان نائما بعمق وكأنه في اقصى مراحل الراحه والهدوء، فتشنجت عن الحركه كي لا توقظه واخذت تتأمل ملامحه بصدمه، شاعره بالدم ترتفع سخونته في عروقها، وقلبها ينبض بقوة وكأنها في سباق ماراثون في الثواني الاخيرة، فغطت وجهها خلف رأسه واغمضت عيناها بقوة، اوقفي قلبك عن النبض واللعنه سيصحو من شدتها، كيف سأنظر الى وجهه عندما يصحو..
اشعر بالدم سيتفجر من اوردتي، كيف اصبحت انثى بلا حياء لهذه الدرجة، لم اتوقع يوما بأنني سأشهد شيئا كهذا، ان اغفو في احضان رجل براحه تامة من دون ذرة خوف، او اشمئزاز..
بل اشعر ان روحي سعيدة كأنها تحلق بجناحي فراشه، هل من الطبيعي ان يشعر قلبي بهذه السعادة؟؟

اغلقت عيناها الدامعين فبدأت تشعر بدفء انفاسه على نهديها، فمررت اصابعها الى فتحة بلوزتها ورفعتها قليلا نحو رقبتها بوجنتين محمرتين كالبندورة، ثم ازدردت ريقها عندما شعرت به يتحرك قليلا ويعيد دفن رأسه على صدرها، ثم مرر كفه على خصرها، فهمست وهي تحاول تحرير ساقيها من بين ساقيه (ا..ايان؟؟ هل انت مستيقض؟؟)
لم يرد عليها كان يتنفس انفاس هادئة ومتساوية، فعلمت انه لا زال نائما، فرطبت شفتيها بخجل وعادت تحدق بملامحه غير مصدقه بأنها معجبه بما يحصل، ولولا ان حيائها يدفعها للابتعاد قليلا فحررت ساقيها ببطء كي لا يشعر بها، وامسكت بكفه كي تزيحه عن خصرها بحركات متباطئة، ثم تبعت ذلك محاولة الابتعاد والنهوض فشعرت به يفتح عينيه ببطء..
فانتفضت ونهضت من مكانها وحدقت به بصدمه، كان يضيق عينيه من شدة الضوء المعكوس من على النافذه فلم يستطع الرؤية بوضوح، فقالت بنبرة مكبوته (ه..هههيييهه!!! هل استيقظتتت؟؟)

اخذ يعبث بعينيه بلا استيعاب وقد لاحظ احمرار وجهه وانفاسها المتسارعه، وكفها المرتجف وهي تحاول رفع فتحة بلوزتها بخجل ورغم انها لا تظهر اي شيء من جسدها ولكنها كانت تشعر بالخجل حتى من ان ينظر الى رقبتها او اطراف شعرها..
ازدرد ريقه وانقلب على ظهره وهو يفرك عينيه (هل انتي بخير؟؟)
-(اجل.. ماذا عنك)
حدق بها بعين واحده وقال بخفوت (اهناك شيئا ما عالق في عيني؟)
لم تجب عليه بل مدت اصبعها نحو عينيه فأغمضها بهدوء، ليشعر بها مسحت عليها بشكل خفيف وهي تهمس (لقد بالغت في العبث بها، لا تفعل ذلك مرة اخرى سيذهب الالم عندما تقوم بغسلها)
اومأ برأسه بهدوء وحدق بها تبعد كفها بسرعه وتبحث عن شيئا ما لتقوله، فهمس وهو يبعد خصلاته عن عينيه لتظهر جبهته (لماذا انتي خجله؟؟ هل فعلت لك شيئا سيئا؟؟)
لاحظ ازدياد احمرارها، فأبتسم بشكل خفيف شاعرا بنبضات قلبه تتزايد، يكفيه سعادة بأن هذا لم يكن حلما من الأساس، فسمعها ترد بخفوت (كلا، لم تفعل اي شيء، لقد كنت رجلا مهذبا)
-(هيه!! حقا؟ ولكن تعابيرك تربكني)
-(ذلك ..لان..)
وضعت يدها خلف رقبتها فانسدلت خصلاتها تحت اذنيها ليظهر احمرارهما المفرط (ذلك ل..لا اعلم، ولكن اقسم لك بأنك لم تفعل شيئا)
-(لم امسسك بشيء؟؟ لم المس شيئا؟)
اومأت برأسها وهي تنظر الى الناحية الاخرى
-(بالرغم من انني كنت ثملا؟)
- (اجل.. بالرغم من انك كنت ثملا)
ابتسم ونهض ليجلس بمقربه منها، ثم وضع يده خلف رقبته ايضا وحدق بها بأعجاب، فدفعته مشاعره ان يدير وجهها ناحيته بطرف اصبعه، ليتبادلا النظر في اعين بعضهما بصمت، بدا وكأنه يتحقق من انها حقيقية حقا، وليست نسجا من مخيلته كان نتاجا عن اصابته بالجنون، فشعرت بنبضاتها تتسارع بقوة، لتقول بأنفاس متسارعه وهي تهف بيدها نحو وجهها كي تخفف من حرارته (هل صحوت بشكل كامل؟ اظنني احتاج لبعض القهوة..ا..ايمكنني اعداد بعضا منها)
-(يمكنك ذلك، سأذهب للاستحمام ثم الحق بك)
ردت وهي تضع كفها امام فمها كي تقلل من تسارع انفاسها (سأعد بعض الطعام اذن)
-(اعتبريه منزلك)
استنشقت نفسا عميقا ونهضت بانفعال من على السرير وهو يراقبها بعسليتيه مخبئا ابتسامته، اصبحت اكثر وضوحا من كتاب مفتوح، لا بل اكثر وضوحا من زجاجه شفافه يمكنني ان اخمن مالذي تحتويه في داخلها..

كابيلّا | Capellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن