43.خيانة..

115 9 11
                                    

اسند روك ظهره على سياج الجسر بنظرات حادة نحو ارثر منتظرا منه ان يبدأ بالحديث، فتقدم قليلا وهو يشعل سيجارة اخرى كي يشعر نفسه بالدفء (انت تبالغ في ردود فعلك يا رجل، لا داعي لكل هذه الفوضى)

زفر روك بانزعاج (انني لا اعلم اين ستبيت ابنتي ليلتها، وانت تخبرني بأنني ابالغ في ردود افعالي؟)
اومأ برأسه بسخرية (اجل، لقد اخبرناك بأنها في امان، الن يكفيك ذلك كي تهدأ؟)
كشر شفتيه بانزعاج وراح يبعد نظره الى المارة كي يمنع نفسه من التصرف بأنفعال مرة اخرى ولكمه على وجهه لكمة تفقده اسنانه الامامية، فقال ارثر ويهو يبتسم (اما بالنسبه للزواج فدعني احزر، انت المستفيد الاكبر من ذلك اليس كذلك؟ ذلك الرجل عرض عليك بعضا من الاسهم في شركته ووعدك بحياة هانئة لأبنتك التي يمكنني ان اقسم بأنك لا تضع سعادتها كأولوية، الست محقا؟)
قطب حاجبيه بأستغراب فأسترسل ارثر بسخرية (انت لا تتصرف بحكمه، لقد قلت بأنهم من شركه في لندن، ودعني احطم امالك هذه واخبرك بأن تلك المدينة بأكملها ليست اهلا للثقه، انهم يفكرون بالطريقه الاكثر فعالية في الحصول على الماال، ومالذي سيستفيده رجل له شركه كبرى كاللتي وصفتها بأبنتك متوسطة الجمال؟ احزر بأنه لم يرها حتى ولكنه غير مهتم بتاتا، لقد عاشرت البريطانيين لعقدا كاملا من حياتي ولم اجد من بينهم شخصا واحدا يستحق ان تسلم بمصيرك اليه)

ازدرد روك ريقه ناظرا اليه بتركيز، فقد اثار الحديث اهتمامه، ليرد عليه بعد ان شعر بغضبه قد بدأ بالتلاشي (هل انت من لندن؟)
رد بلا مبالاة (انا من اصول فرنسية، ولكنني امقت كلا البلدتين، سأوجه لك نصيحه من رجل جعلت منه الحياة عبرة لمن اعتبر)
قطب روك حاجبيه باهتمام فقال وهو ينفث الدخان بأنفاس ساخرة (ان اردت طاعة اولادك فأترك امر تعليمهم على الحياة، انها تجيد التربية اكثر منا كآباء، وستجد تلك الفتاة مصيرا افضل مما توقعته لها، اتتوقع من طفله لا تعلم اين تستقر سعادتها ان تحسن التصرف مع شخصا كهذا؟ وكما ارى فلا يبدو لي بأنك تركت لها الفرصه في اتخاذ قرارا بنفسها حتى، لا تبدو لي كصفقه ناجحه، بل ستنتهي بفشلك وافلاسك)
قالها فرد روك بانزعاج (لا اظن بأنني هنا كي اتلقى دروسا في كيفية تربية اولادي، كان هدفي واضحا كوضوح هذه السخرية في عينيك، اين هي ابنتي؟)

رد بلا مبالاة (ولكنني هنا كي امنحك دروسا، ولن اخبرك بمكانها ايضا فستقتلني تلك الامرأة المتوحشه، السموحه والعذر)
صك روك على اسنانه بانزعاج فقال ارثر بهدوء (هيا هيا يا رجل توقف عن اظهار هذه التعابير، سأصطحبك الى هناك عند الصباح)
-(انني مستغرب من طريقة حديثك المستفزة)
ضحك ارثر بسخرية واتكأ بجانبه على السياج (انني اشفق على من تتحكم بهم اعصابهم بهذه الدرجة المخيفه، توقف عن اعطاء الحياة اكبر مما تستحقه يارجل، سنموت على اية حال، مارأيك ان نستمتع بتناول بعض المشاوي؟ فلترمي بكل هذه الافكار بعرض الحائط)
اتسعت عينا روك بأستغراب (لماذا تتحدث وكأنك صاحبا لي؟)
-(لم لا!، لدينا بعض الافكار المتشابهه، انت تعتقد بأن تلك الامرأة حشرية وعنيدة وانا اوافقك!، تتعرض للرفض والتمرد من قبل اطفالك، وانا ايضا)
عجز روك عن الرد من شدة استغرابه فهذه هي المرة الاولى التي يحدثه احد بهذه الطريقه، فأمسك ارثر بكتفه بضحكه (والاهم من ذلك فكلانا وسيمان، سنسرق قلوب النساء هناك بسهولة)

كابيلّا | Capellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن