6.شتاء داخلي

158 17 7
                                    

بعد ليلة باردة قد ارضت الجميع ناموا فيها على معدة ممتلئة، تستيقظ جودي بعد ان تلاشت وردية الفجر، وكسا الضباب تلك البقعه المحاطه بالاشجار حيث المخيم، وتتسلل الى رأسها اصوات زقزقة العصافير بالغابة التي بجانبهم، تبدد ذلك الطابع الكئيب الذي رافق رحلتهم واستبدله الصباح ببهجة دافئة وامل يولد من جديد مع انبثاق شعاع الشمس الدافئ.
حركت عينيها بنعاس ثم قامت بحك شعرها فوجدت نفسها نائمة على بعض المفروشات وبجانبها اختيها متعانقتين، وتانيا في حضن عمتها كلوديا وقد استغرقا في نوم عميق، ثم قررت النهوض عندما استمعت لطقطقة البيض قادمه من خارج الخيمه، ولثمت عبق الشاي الساخن، استنشقت تلك الرائحه بارتياح ووقفت قاصده الخروج لتظهر بعض الضجه في الخارج (وواااااا، انه البيض الذي تعده امي)
كان صوت مارتن المتحمس ويبدو انه قد خرج للتو من خيمته، فضربه جوش على رأسه قاصدا اغاضته (لا تتصرف بهذه الطريقه الحمقاء، مالذي افعله كي اربيك)
وكانت السيدة مارينيت ترمقهم بابتسامه واسعة وتغرف البيض وتضعه في الصحن ثم تعاود فقس بيضات اخرى وجوش ومارتن يترقبان بحماس طفولي، ليرد الاخير على كلام جوش (للعلم فقط انت تكبرني بسنه واحدة فقط)
-(مهما يكن لا زلت اكبر منك)
وضعت السيدة مارينيت الصحون بترتيب معين غير منتبهه لجودي التي تراقب هذا المشهد العائلي السعيد، ثم قالت ملقية أمرا (جووش، قم بأيقاض ايان، سيأتي سائق العربة بعد دقائق)
تجمدا جوش ومارتن كمن هبت عليه ريح باردة، وتوقفا عن الشجار فيما بينهما، ابتلع جوش ريقه واستفهم ببعض التوجس (لماذا، ماذا عن الفتيات؟)
- (سأذهب لايقاظهن في الحال، هيا ايقظ اخيك والا لن تحصل على حصتك من الطعام)

نظر اليه مارتن متشمتا، فقوس جوش شفتيه باستياء ووقف قاصدا اخيه الذي كان نائما كالدببة القطبيه تحت خيمة نصبها لنفسه في عزلة عن باقي الخيام، يلتف الغطاء حوله كشرنقة فراشة، معانقا وسادته وغارقا في عالم الاحلام، ولولا رغبة جوش في التهام البيض لما خطت قدماه هنا، وما كان ليحدث ايان بشيء طوال اليوم، فقال بجانب وجهه ببعض الانزعاج والتردد (اا..اممم...ايان؟ انه الفطور، استيقظ، الو؟؟ فطور فطور فطور، لنتناول البيض معا يا اخي الاكبر)
لم يأتيه رد فتأفف وحاول ان يرفع الغطاء عنه ولكنه ملفوف باحكام، فهمس بنبرة شيطان يحترف الوسوسة (ايان، هل انت حي؟ ان كنت ميتا فهذا افضل)
تمطط ايان بتعب وقال (اخخ ابتعد، مالذي تريده)
-(لعلمك فقط لا ارغب في ان اخسر حصتي من الطعام بسببك)
لوح ايان له بيديه مشيرا له ان يبتعد فأمسك بيده وقال (ان لم تصحو في الحال سأخبر والدتي بأنك تضع عينيك على الفتاة الباردة ذو الشعر القصير) قالها ثم اظهر تعبيرا مضحكا وقال مقلدا صوت ايان (ان اخبرتما احدا ستفقدان اسنانكما الامامية)
انفرجت عينا ايان بقوة وذهب النوم منهما، وراح ينظر الى اخيه نظرة عتاب وتهديد مختلطة ببعض التوجس والخوف، وعندما لاحظ شرارة ابتسامة جوش نهض من مكانه على عجل فتحركت قدما جوش من تلقاء نفسها وراح يغادر الخيمة كمجرم قد هرب من بين قضبان السجن، وايان ينادي عليه (هل تود ان تموووت؟؟؟)

كابيلّا | Capellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن