21.مشاعر متهوره

120 13 14
                                    

عاد الى الوقت الحاضر على صدى تلك الكلمات التي تهفو على ذاكرته، منذ ذلك الوقت كان يردد في داخله بأنه نكره..
كان يحاول التماسك في مسيره، فجوفه الداخلي يجعل من ذلك الصقيع الذي يخفق على بشرته اكثر حده، فكلما زادت البرودة زادت الحاجه الى الدفء، وهل من سبيل الى الدفء ونحن على ابواب ديسمبر؟

زفر فخرج البخار برفقة انفاسه الدافئة ليلمح تلك الامرأة التي يمر من جانب منزلها بكل مرة يسير فيها الى منزله، ترتدي ملابسا ثقيلة وتكنس الجليد من امام منزلها بذبول، ثم انتفضت عندما مر من جانبها ايان، فرآها تنظر بحزن ناحية الطريق مرة اخرى
يقال انها تنتظر ابنها الذي التحق بالجيش منذ عشرة سنوات
تنهد وابتسم ابتسامه جانبية (الجميع لديه اوجاعه، هاه! اتسائل ان كان ابي يمتلك ندوبا ايضا)
قالها واقترب من بوابة منزله الذي بجانب منزل تلك الامرأة فمرت فتاتين من على جانب الرصيف، انهما حفيدتا تلك الامرأة، يتنفسن بسرعه ويدردشن مع بعضهن بحماسه على المشتريات التي اقتنياها من المحل في جانب الشارع
فتوقفتا عندما لمحتاه يفتح قفل الباب
ارتبكتا مع بعضيها ووضعا كفيها على شفتيهما بسعاده، امالت احداهن رأسها ناحية شقيقتها وقالت بهسهسه (انه..انه هذا الوسيم، هل عاد؟)
اجابتها بنفس النبرة (ل..لا اعلم، اااه انظري اليه والى طوله وشعره)
لمعت عينا الاخرى وقالت بحماسة (اجل، لقد لاحظت بأنه يأتي الى هنا في بداية كل ديسمبر، سنمتع ابصارنا هذا الشهر)
اومأت برأسها بحماسه ثم تأملتاه يفتح الباب، معتقدتان بأنه لا يعلم بهمساتهن تلك، ولكنه يستطيع سماع كل شيء، ابتسم ابتسامه ساخرة والقى نظرة خاطفه نحوهن جعلتهما يتجمدان، ثم اغلق الباب خلفه، بقيا متجمدتان لثواني حتى اردفت كبيرتهما بارتجاف (هل..هل رأيتي؟ لقد نظر الينا، عيناه جميلة، وكأنه قام باختراقي)
(كدت احصل على نوبة قلبية، قلبي يرتجف)
ضحكتا بصوت خافت ثم ركضتا ناحية والدتهما بجانب منزله، بينما خلع هو قبعته الصوفيه واخذ يتأملها بابتسامه ساخرة (الجميع يبكي من الالم، باستثناء هاتان المخبولتان، وجوش ومارتن)

قالها فتعثر جوش وهو يتقافز مع مارتن على الجليد، نظر ببلاهة الى اخيه وقال متأوها (ااااخ، لقد تأذت مؤخرتي)
انفجر مارتن ضاحكا وقال وهو يمد يده اليه كي يساعده في الوقوف (مالذي جرى فجأه)

امسك جوش بيديه ووقف متأوها (ل..لا اعلم، شعرت ان انفي يحكني فجأه ففقدت تركيزي وتعثرت)

-(يبدو ان احد ما يتحدث عنك)
ضيق جوش عينيه الخضراوين وقال ساخرا (هيه؟)

رفع مارتن كتفيه بلا مبالاة (تقول امي بأن انفك يحكك عندما يتحدث عنك احدهم، انها خرافات ولكن من يدري)
ابتسم جوش بسخرية وقال (ههه..اظن انها معجبه سرية)
قالها ثم اختفت ابتسامته بجزء من الثانيه عندما خطفت ملامح بريتني في رأسه، فكشر وجهه وقال هامسا (اتمنى انها ليست تلك الافعى، ييك)

كابيلّا | Capellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن