كابيلّا | Capella

36.أرثر

نظرت جودي الى صورة والدة ايان في كفها وكأنها تلقي عليها نظرة الوداع الاخيرة، مستمعه لصوت ليسا وهي تخرج الملابس من الدولاب كي يتحضرن للخروج مع والدهن للقاء بصاحبه في مهرجان ديسمبر السنوي، كانت تحضر ثوبا بلون باهت كي ترتديه جودي اليوم، اشتراه اياها والدها بشكل مفاجئ واخبرها ان ترتديه خصيصا من اجل اللقاء بمن يزعم انه سيكون زوجها المستقبلي، قال ان سكان تلك القرية ينادونه كلاوس ريشيليو، وان السبب الرئيسي لاختيار السيد روك ان يأتي الى جزيرة القيقب خصيصا هو انه يمتلك معارفا هنا ومن ضمنهم والد كلاوس، وهذا ما جعله يتوفق في الحصول على العمل بسرعة خارقه..

يقال ان الطبقية قد تم محوها من الكون واصبح الجميع متساويين واختلطت دماء النبلاء مع العبيد، ولكن هذه مجرد اكذوبة، لا زال العالم يسير على نهج الطبقية، لن تحصل على عمل او تجد مقعدا يكفيك كي تحارب من اجل عيشك ان لم تكن تمتلك وسيطا اعلى، وهذا ما كان يفعله روك دوما.. انشاء علاقات من اجل المصلحة الذاتيه..
خبئت جودي الصورة بعينان ذابلان وتظاهرت بأنها كانت تستمع لكلامها عندما قالت (اذن؟؟ ماهي خطتك يا جودي؟ استوافقين فقط على هذا الزواج؟)
اطرقت برأسها بيأس (سأخبر ذلك الرجل بأنني لا ارغب بالزواج)

-(عليك التفكير بشكل جاد، ذلك سيجعل من ابي يبدو وكأنه قد اجبرك منذ البداية)
-(وهذا هو الواقع)
قالتها بانزعاج فردت ليسا بتنهيدة يائسة (ولكن ذلك سيوقعك بمشكلة اكبر، سيقطعك والدي اربا)

-(وليفعل اذن، انني افضل الموت على العيش برفقة رجل لا يميل قلبي اليه، لقد سئمت المكوث في اماكن ترفضني، وارغب في الاختيار بنفسي هذه المرة)
رفعت ليسا حاجبها وقالت مستنكرة (جودي، فكري بمنطقية، قد يكون رجلا جيدا حقا)

-(لست مهتمه)
-(تبدين وكأنك تمتلكين طموحات في رأسك مسبقا، اتعلمين لماذا اختارك ابي من بيننا؟ لأنه يعلم بأنك لا ترغبين بفعل شيء اخر في هذه الحياة، بريتني تمتلك احلاما وردية وانا امتلك تانيا للاعتناء بها، اما انتي فليس لديك شيء، اخبريني مالذي تخططين لفعله عدا الزواج؟)

زمت شفتيها بانزعاج واشاحت بنظرها نحو النافذه (كالزواج من شخص احبه مثلا؟ هذه ابسط الاشياء التي ارغب بها)
-(مثلا؟؟)

ازدردت جودي ريقها بانزعاج فأسترسلت ليسا وهي تطوي الفستان كي تحضره للكوي (لا وجود للحب في هذا العالم، قد يخبرك رجلا بأنه يحبك ولكنه في الواقع يطمع في تذوق المشاعر الجميلة التي تمنحينه اياها، الرجال يقعون في حب الشعور، وليس فيك كأنسان، هذا ما كانت تقوله امي لي دوما، وهذا ما امنت به، لذلك تزوجت من ابي، كان يزعم بأنه يحبها كثيرا ولكنها لم تكن تحبه)

ابتسمت جودي ابتسامه ساخرة (ابي يكاد يقبل الارض التي طبعت عليها خطوات والدتي، فمالذي تحاولين قوله الآن؟ ربما لم تنتبهي لذلك ولكنني انتبهت، كان يفعل اي شيء لأجل سعادتها وكأنها الامرأة الوحيدة في الكون)