...كان جوش قد وقف امام باب المنزل الخاص بالفتيات بثقة تامه بمظهره، فهو لا يرتدي لباسا انيقا الا نادرا، ومارتن خلفه يحاول ان يلقي نظرة في الداخل ليطمئن على من ستكون زوجته التي لا يعرف اي واحده منهن (ااه يا صاح، ما رأيك في ان نقتحم المنزل)
-(هل تود ان تجعلهن يهربن من المنزل منذ اليوم الاول)
حك مارتن شعره (اذن ماهي خطتك كي نحصل على احداهن)
طوى حاحبيه متظاهرا بالدهاء ثم كتف يديه قائلا بنبرة لا تخلو من المزاح (رغم انني لا انوي ان احصل على واحده منهن ولكن دعني اخبرك التكتيك الصحيح يا اخي، دعهن يثقن بك، تظاهر بأنك محترما عكس حقيقتك، وبأنك هادئ ووسيم، حاول تقليد ايان مثلا، ثم بعدها اقفز على التي اعجبتك واجبرها على الوقوع في حبك)
قالها ثم استدار بحماسه قابضا يديه كمن كان يشرح معادلة معقدة،فرآى مارتن متجمدا في مكانه وكأنه يشهد مشهدا لنهاية العالم، فذبلت عينا جوش بسرعة البرق وظهر العرق على جبينه عندما استطاع ان يشعر بهيئة ايان يقف خلفهما، يحمل بيده كتابين، وعلى وجهه تعبيرا ساخرا عجز عن اخفائه، امسكهما بالجرم المشهود وهما يفكران بخطه سيئة كهذه، ارتجف جوش وقال متظاهرا بأن شيئا لم يحصل (م...م.م.ممممساء الخير ايان، لم اشعر بوجودك، منذ متى وانت هنا)وضع يده في جيبه وقال ببرودة (منذ مقطع القفز على احداهن واجبارها على الوقوع بحبك)
منحهم نظره هازئه وتقدم نحو الامام حيث ينتظرهم سائق العربة بين شجيرات صغيرة من اشجار القيقب التي لم تنضج بعد، فازدرد جوش ريقه واخذ يتمتم (يا الهي انه مخيف)
انتبه لمارتن الذي لم يحرك ساكنا منذ مجيء ايان فطوى حاجبيه وقال له مستفهما (مالذي تفعله يا صاح؟)
-(اتظاهر بأنني تمثال شمعي)
فقهقه جوش بسخرية (يال الغباء، لقد نسيت الان من كان يهزأ بأيان قبل ساعات)
_(ذلك كان من خلف ظهره بالطبع، لن اجرؤ على قول ذلك امامه)خرجت السيدة مارينيت تحمل على ظهرها حقيبة قالت بأنها تحتوي على معدات الشواء، وحقيبة في يدها تحتوي على الطعام واللحم الذي اعدته للشواء، وابتسامه طفولية تزين ثغرها، بدت كطفلة صغيرة تخوض في تجربة الخروج مع العائلة للمرة الاولى في حياتها، فقد مرت فترة طويلة جدا لم تجرؤ فيها ماري على الابتعاد من المنزل خوفا من ان يعود زوجها البرت في اللحظه التي تغادر فيها، فيعاتبها ويوبخها كعادته، اسرع جوش نحوها منتشلا تلك الحقيبة الثقيلة وعاتبها على عدم مناداته ليحملها عنها، وفي نفس الوقت تراجع مارتن خطوتين مرتبكتين عندما رأى باب الكوخ يفتح على مصراعيه، وظهرت من خلفه السيدة كلوديا، امرأة في بداية الثلاثينات، تمتلك بشرة مائلة للسمار وشعرا من خصلات سوداء ينسدل تحت مستوى كتفيها، وتبعتها ليسا، انثى في منتصف العشرين، ذو عيون عسلية وشفتين نحيفتين، وبشرة شديدة البياض، خصلات شعرها المبعثرة كادت في تطايرها ان تلامس وجهه الذي لم تنتبه لقربه، ، وتانيا بين ذراعيها تقتطف خصلة من شعرها وتضعها في فمها، وبريتني الصغرى، ذو قامة قصيرة وجسد يفتن الأنظار، خصر رشيق ونهدين ممتلئين فلم تبدو بعمر العشرين، بل اكبر من ذلك، وشعرها الاسود المجعد ينسدل حتى اسفل ظهرها فكانت خصلاته تداعب انحنائات خصرها في مشهد فاتن، ولم تكن توجه نظراتها لمارتن الا انها حدقت به بحثا عن ذلك الفتى الذي فتح الباب، بوجنتين قد اصبح احمرارهما بارزا رغم ظلمة الليل، ثم خرجت من خلفها جودي، لا تزال على حالها ذاته، نظراتها كنظرات الموتى حين تلج اجسادهم الى قبورها، وبشرة بيضاء كبياض الموتى، تبرز اسوداد عينيها الفاتن، ووردية شفتيها الممتلئتين، توجس في مكانه لا يعلم ماذا يقول
استرسل بارتباك معقبا لإبتسامة كلوديا (ا..اوه، اسف، لم اعرف عن نفسي، انا مارتن)
-(سررنا بلقائك صغيري، هل كل شيء جاهز للانطلاق؟)
أنت تقرأ
كابيلّا | Capella
Romanceولكنني كنت افكر في الاسباب التي جعلتك هكذا، في العواصف التي حدثت حول قلبك قبل ان تهب العاصفة الثلجية الاخيرة وتجمد كل شيء، كديسمبر، ينهي كل الفصول التي تسبقه في السنه بكتل من الثلوج .. (كابيلا هو نجم شتائي يبرق من الشرق في اوائل اكتوبر، كنت اشعر ان...