طرق البرت على الباب طرقات خفيفه وهو يتفحص ساعة يده، ويتلعثم من تأخره على الرجوع ويتخيل هيئة ماري الغاضبة وهي تراودة في الكلام، حيث كانت قد حطت الساعة الخامسة عصرا، وياويله ان استطاعت ان تلتقط حججه وكذباته من بين الاسطر، فقام بتعديل سترته عندما فتحت ماري الباب ليلقي نظرة الى الداخل، ليجد ارثر يتراكض في الداخل مع جوش ومارتن، فضيق عيناه عندما رآه يحمل مارتن على ظهره من على الأريكه ويضحك بصوت مرتفع على قفزات جوش الذي يطلب منه ان يحمله، فيقول له بأنه كبير، ضيق عيناه وماري استندت على الباب وقالت (مرحبا بعودتك، لقد ظننت انك تخليت عنا)
تبسم ابتسامه متكلفه وقال ساخرا (هيه؟؟ هل حصلتي على عائلة جديدة بمجرد ان غبت يوما واحدا، مالذي يفعله هذا الرجل في منزلي ومع اولادي)
ردت بالنظر فقط وفتحت له الباب ليدخل وفي تحركاتها برود شديد لم يعتد ان يراه، مما اصابه بالتلعثم، فلم تسأله حتى اين كان يقضي وقته في المساء، فدخل لينتبه اليه على وقع خطواته ارثر وجوش، ومارتن على ظهر ارثر يضحك بصوت خافت ويقول (لقد اعدتني لأيام الطفولة يا عمي، هذا ممتع، هل انا خفيف لهذه الدرجه)
قالها فتلعثم ارثر وانزله من على ظهره وجوش اختفت بهجته كليا وتولى الغضب عيناه، ليستعيد مارتن وعيه بأن والده قد جاء، فتحولت المتعه الى حالة من وضع الطوارئ، فأختبئ خلف جوش الذي وضع كلتا يداه في جيبه واخذ يحدق في عينا والده بجراءة، فقال الاخير وهو يخلع سترته (رائع رائع، برافو، لم اتوقع ان تأتي الى هنا يا ارثر، لقد توقعت بأنك تتقفى اثر ولدك وليس ان ينتهي بك الامر مع زوجتي)
قال ارثر بضحكه ساخرة (الحياة تسحبني الى حيث لا اعلم يا رفيق، لقد كنت متوترا ايضا لأنك متبخر، الن تبرر لزوجتك العزيزة اين كنت؟)
(كالعاده، المزيد من العمل والعمل، لم استطع ان اغفو بسبب العمل فأستغرقني النوم حتى هذه الساعه)
رد بسخرية (همم؟ لا بد انها كانت نومة مثيرة)
اغمض جوش عيناه بقوة واحمرت اذنيه من شدة الانفعال فتراجع الى غرفته بلا كلمة كي يتجنب الصراخ في اوجههم جميعا
انتبهت ماري لذلك فصمت شفتيها بهدوء وقالت وهي تنتشل سترة البرت كي تطبقها (هل انت جائع عزيزي؟)(ارغب في تفسير اولا لما يحصل هنا يا ماري، كيف انتهى بهذا الرجل هنا؟)
رد ارثر (دعني اشرح لك بنفسي كي اوفر على زوجتك العزيزة عناء الشرح)طوى البرت حاجبيه فأشار له ارثر ان يجلس وفي نظراته تختبئ حدة خفيفه، فازدرد ريقه وفعل ذلك وماري تخبئ اضطرابها بملامح متبلدة..
فقال ارثر (لقد كانت زوجتك التي تخاف عليها في وسط نقاش حاد مع رجل غاضب، في مساء الامس، بينما انت غائب ومنغمس في تدليع عملك المثير كانت زوجتك تصارع الكلمات الحادة والنظرات الغاضبة الوحشية لذلك العجوز، حتى انها كانت ستتعرض للأذى الجسدي، الن..)
أنت تقرأ
كابيلّا | Capella
Romanceولكنني كنت افكر في الاسباب التي جعلتك هكذا، في العواصف التي حدثت حول قلبك قبل ان تهب العاصفة الثلجية الاخيرة وتجمد كل شيء، كديسمبر، ينهي كل الفصول التي تسبقه في السنه بكتل من الثلوج .. (كابيلا هو نجم شتائي يبرق من الشرق في اوائل اكتوبر، كنت اشعر ان...