37.حديث امام الشموع ..

105 9 11
                                    

كان مستلقيا على الاريكه وممسكا بين يديه احدى روايات ليو تولستوي، واضعا بجانبه صحنا من المعكرونه، يتناول قليلا منه ثم يعود للقراءة بأنسجام، كانت عن رجل يقوم بخيانة زوجته مع احدى خادمات المنزل، واندمج ليو في وصف خصرها الممشوق وجمالها الذي يدفع اي رجل ان يفقد تحكمه في نفسي ويسقط خاضعا لغريزته امام فتنتها، فأبتسم ايان ساخرا، لقد دفعتني حياتي لتمضية الوقت في قراءة هذه السخافه، لم يجد البشر شيئا اكثر اثارة من وصف مفاتن النساء، ليته تعمق في وصف محتويات سندويتش الهمبرغر الذي يتناولونه على الغداء بدلا من ذلك..

تناول لقمة اخرى من المعكرونه فقاطعه صوت رنين الهاتف فتنهد بانزعاج، ووضع الكتاب على الطاولة بجانب الصحن، انطلق الى الهاتف في المطبخ بنظرات متعبه وقام بالرد عليه، انتظر من المتصل ان يعرف عن نفسه ولكنه لم يفعل فقال ايان بتساؤل (مرحبا؟؟)

التقط ارثر نفسا من السيجارة بابتسامه ساخرة وقال (لقد تغير صوتك كثيرا، لا اصدق بأنك كبرت لهذا الحد)

اتسعت عينا ايان، واغلق الهاتف بقوة كردة فعل لا ارادية، ثم تسارعت انفاسه وهو ينظر الى كفه على الهاتف، شعر بأن الرؤية اصبحت تتشوش، انه متأكد بأن ذلك الصوت هو صوته، لقد لاحقه منذ طفولته ككابوس لا مفر منه، كانت صوته يتردد في رأسه قبل النوم فأدمن على تشغيل الموسيقى في المساء كي يخفف من حدة شعوره
شرب قليلا من الماء من الكوب الذي امامه، فعاد الهاتف يرن، رفع السماعه بنظرات باردة فسمع ضحكته الخافته من خلف الهاتف

(هههه..لا اصدق، لقد ظننت لوهلة بأنك خائف مني)
ضيق ايان عيناه بحده، فعاد ارثر لضحكته (ههه الن ترحب بي هذه المرة ايضا؟)

اكتفى بالصمت فاسترسل ارثر بعد ان استنشق نفسا من السيجارة (لقد عانيت حقا في الوصول اليك هذه المرة، انت تتعامل معي وكأنني قاتلا متسلسلا، عليك التخفيف من حدتك)

رد ايان بعد ان ابتسم بسخرية (لا اصدق انك تمتلك بعضا من الشجاعه للاتصال)

رطب ارثر شفتيه وقال شاعرا بضربات قلبه تضطرب من شدة التوتر (انا اتفهم شعورك، ولكنني امتلك الكثير من الكلام لأقوله لك، هناك الكثير من الاشياء اود توضيحها لك، بخصوصي، وبخصوص والدتك وسأرغب في ان اقولها وجها لوجه)

-(وماذا ان لم اكن ارغب في الاستماع؟)

نظر ارثر بضياع ناحية الارض (يجب ان تستمع لما لدي، لن ادعك تفلت مني هذه المرة)

رد بعد ان زفر بسخرية (اسمعني ايها العجوز، عليك ان تنساني تماما، هذا ما كنت اتمناه منذ طفولتي، ان تنسى اسمي واسم والدتي ايضا، اشعر بالغرابه الآن في كيفية حصولك على رقم هاتفي)

تنهد بلا حيلة (سأخبرك بذلك وجها لوجه، سأبقى هنا حتى صباح الغد، سأبقى انتظرك عند مقهى القرية، لن يهمني كم ستتأخر؛ سأنتظرك حت...)

كابيلّا | Capellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن