9.الحب والحرب

152 13 25
                                    

خرجت مارينيت من المنزل حامله بيدها صينية من البسكويت الحار و اكوابا من الشاي فوجدت جودي في وضعها ذاته تنظر الى الكتب بحيرة ويبدو ان عقلها منشغل بشيء ما عجزت عن التملص منه، فأصبحت اسيرة لأفكارها لا تكاد تشعر بالدقائق تمر؛ فابتسمت ابتسامة ماكرة وراحت تتسلل اليها؛ ثم اصدرت صرخة خفيفة من جانبها بغية اخافتها، انتفضت جودي نفضة قوية اعادتها الى ارض الواقع، وكانت تمسك ذلك الكتاب بشكل مقلوب ولا تدري مالذي كانت تنظر اليه، فالتفتت الى ماري بعينان متسعان وانفاس تكاد تتقطع وسط سخرية الأخيرة
(يا الله، لماذا انت شاردة لهذه الدرجة؟ هل حصل لك شيئا ما؟)
-(خالتي، لقد افزعتيني)
وضعت مارينيت الصينيه على الكتب وامسكت بيدها بدفء يحمل فيه مشاعر امومية تكنها ماري لكل من يخطو خطوة في هذه البقعة، وقالت (مالذي يشغل بال صغيرتي، لماذا هي شاردة لهذا الحد)
احمرت وجنتا جودي ونظرت الى كفيهما متشابكان، وهاهي ذي تجرب ان تنادى بكلمة صغيرتي بهذه النبرة الحنونة، وتجرب تشابك الأيدي مع امرأة اصبحت تتمنى لو انها امها فعلا، فخبأت شعورها بالغبطه في داخلها وقالت مستفهمة (خالتي، لدي سؤالا غريبا، ا..اكنت، تملكين صداقات من الجنس الاخر عندما كنت شابه؟ اعني، الا بأس لو حدثتي رجلا من اقاربك على سبيل المثال؟)
ظهرت ابتسامه خفيفة على شفتي مارينيت (همممم؟؟ هل انت خائفه من شيء ما؟ و نعم، لقد كان زوجي احد اقاربي وكنت ابادله الحديث من حين الى حين، لا بأس في الأمر)
-(وماذا ان لم يكن قريبا لك، اعني، رجل من الجيران يعجبك حديثه، فتعجزين عن مقاومة طرح الاسئلة مرارا وتكرارا في كل مرة ترينه فيها، شخص ما، يجعل من الامور المعقدة تبدو بسيطه عندما يلفظها بطريقته هو، الابأس في مبادلته الحديث من حين لآخر؟ حتى وان كان رجلا؟)
رمقتها مارينيت وكأنها تعلم عن الرجل الذي تقصده في حديثها، واستطاعت ان تلمح حمرة الخجل على وجنتيها ققالت ببعض الهدوء (ولم تحملين الأمر اكبر من حجمه يا صغيرتي؟ لا بأس في ذلك حتما، ما دام الحديث في حدود)
-(انه فقط، لا اعلم، اشعر بأنني ساذجه)
-(هل الامر بشأن ابني الاكبر، اتخافين التحدث معه لأنه رجل)
هزت رأسها رافضه (كلا في الواقع، العكس تماما، انا خائفه لانني اتحدث بعفوية معه، الن يخلق هذا مشكله؟، انني معتاده على خلق حواجز بيني وبين البشر)
-(لا الومك، الحديث مع ايان كالحديث مع شخص بإمكانه ان يقرأ كل شيء في روحك، يرى الإنكسارات والشظايا، ويلملم شتاتك، ثم يعيد ترتيب كل شيء، ويفصح عن الأمر، وكأنه يحل عقد افكارك بنفسه من دون ان تبذلي جهدا، لديه هذه الموهبة منذ الصغر، فتعلقت به تعلقا شديدا لدرجة انني لا اطيق يوما من دون ان احدثه ولو ببعض الكلمات البسيطه، لذلك، لا اظن ان الأمر يحمل في طياته شيئا مريبا، اظنك تحتاجينه، وطالما انت تحتاجينه، فهي علاقة اخذ وعطاء)
-(وهذه تشترط على الاخذ والعطاء من الطرفين، مالذي اعطيه انا؟ يبدو الأمر كأخذ من جانب وعطاء من جانب آخر، اطرح السؤال، ويبدع في اجابته، ولكنه لم يطرح علي سؤالا حتى الآن)
-(سيسألك كثيرا عما قريب، وإن كان في حاجة ماسة، سيأخذ منك ما يمكنك اعطاؤه اياه، لذلك لا تقلقي، كل شيء يحصل في وقته المناسب)
-(الن يجعلنا هذا نرتبط في رابطة ما؟ ان هذا يخيفني يا خالتي)
وضعت ماري يديها على كتف جودي(جودي، دعيني اخبرك شيئا بشأن ايان، حققققا لا داعي للخوف بشأن ذلك المغفل، لن يهتم او يخلق اي مشكله لمجرد انك فتاة، انه لا يمتلك قلبا، لدي ابنة اخ كانت تحبه منذ طفولتها، انها جميلة لدرجة لا تتصورينها، وكانو يعيشون اساسا بمقربه من منزلنا، ورغم انهما كانا مقربين لانهما يرتادان المدرسة نفسها، الا انه لم ينظر لها بطريقه اخرى بالرغم من محاولاتها تلك، لم يكن ينتبه لها اساسا كان فقط يعرف انها موجوده، يا الله كم انني غاضبه منه، لا اعلم حتى متى سأزوجه)

كابيلّا | Capellaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن