الفصل الثاني والعشرون _ للقدر رأيٌ آخر

441 21 0
                                    

"الفصل الثاني والعشرون"
"رواية ڪَـــيَانْ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

لحظات السعادة دائمًا هي التي تجعلنا ننسى ألمنا وأحزاننا حتى وإن كان ذلك الحزن طويلًا هذا ما شعر به الأربعةِ وهم بين ذراعي أحباءهم بعد فترةٍ عصيبةٍ مروا بها.

أخرجهم من لحظتهم تلك صوت «ريان» المغتاظ:

"ما خلاص ياض منك ليه، إنتوا استحليتوها ولا إيه؟!"

ابتعدوا الأربعة عن بعضهم وكانت الفتاتان في غاية الخجل، فيما رد عليه «فهد» ببجاحة واستفزاز:

"جرا إيه ياعمي دي بقت مراتي خلاص، يعني أحضنها براحتي"

رد عليه «ريان» بغيظ:

"ولا بقولك إيه أنتَ هتقرفني من أولها هطلقها منك عادي"

ردت عليه «داليا» بشهقةٍ فزعةٍ:

"إيه اللي بتقوله ده يا بابا، عاوز تطلقني أنا مش هرضى طبعاً"

تحدث «ريان» بسخرية:

"يا ما شاء الله ضرايري اِتجوزوا بعض"

ضحك الجميه بيأسٍ على مشاكستهم المعتادة والتي لا تنتهي هي بالأساس ما تعطي لحياتهم طعمٌ مُختلفٌ، وما هي إلا دقائق وكان أربعتهم سويًا في سيارة «زيدان»، و«كيان» كانت مع «غيث» في سيارته يتحركون خلفهم حتى يجلسوا معهم.

طوال الطريق كان الصمت سيد الموقف وكانت «كيان» تتحاشى النظر لِـ «غيث» خاصةً مع ضربات قلبها السريعة والقوية.

وأخيرًا وصلوا لذلك الكافيه الذي سيجلسون به، جلس «زيدان» وزوجته على طاولةٍ خاصة و«فهد» وزوجته على طاولةٍ أخرى، وبالطبع «غيث وكيان» على طاولةٍ أخرى.

على طاولة «زيدان» كانت هي تجلس تفرك يديها بارتباكٍ ولا تصدق بإنها أضحت زوجته، ها هو حبيب طفولتها ومراهقتها وشبابها يجلس أمام عينيها وقد أضحى الآن زوجها.

رفعت عينيها له وجدته ينظر لها بحبٍ خالص، فقالت بهمسٍ بالكاد وصل لمسامعه:

"مالك يا زيدان بتبُصلي كده ليه؟!"

ابتسم «زيدان» بحب وهتف وهو يمسك بكفها:

"مش مصدق عينيا، حاسس إني في حلم جميل مش عاوز أفوق منهُ"

ابتسمت «تاليا» بخجلٍ فيما استطرد حديثه مُبتسمًا:

"تاليا عاوز أقولِك حاجه مهمه"

نظرت له «تاليا» باهتمام وقالت:

"قول يا زيدان سمعاك"

نظر  «زيدان» لعمق خضراويها بحب وقال بصدق:

"بحبك يا تاليا، ده بجد علفكره ومبسوط اوي باللحظه دي لإنك بقيتي مراتي، وسعادتي الكُبرى لما تبقي في بيتي إن شاء الله"

ڪَـــيَانْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن