الفصل الخامس عشر _ بعد ما فعلت !!

444 22 2
                                    

"الفصل الخامس عشر"
"رواية ڪَـــيَانْ"
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

وصل الشركه بسيارته وهبط منها مُتجهًا لداخل الشركة بخطواتٍ مترددة وهو يخشى من ردة فعلها حين تراه، لكنه حتمًا سيحاول.

وصل لمكتبها وطرق الباب بهدوء فأذِنت هي للطارق بالولوج دون أن ترفع عينيها عن الحاوسب الخاص بها، فتحدث هو بهدوء حتى يُلفت انتباهها:

"السلام عليكُم"

هل ما سمعته صحيحًا إنه صوته !! كيف لا تعرفه وهما معًا منذ الصِغر؟! رفعت عينيها عن شاشة الحاسوب فوجدته يقف أمامها ويظهر عليه التعب رغم أناقة ثوبه وهندمته إلا أن آثار الإرهاق والتعب يظهران على وجهه بوضوحٍ للعيان وكأنه خارجٌ من حربٍ صعبة للتو.

ورغم شعورها بالشفقةِ عليه والحنين له إلا إنها تحدثت بجمود:

"أنتَ إيه اللي جابك هنا؟!"

ردَّ عليها بانكسارٍ:

"جاي عشان تسامحيني يا غاليه، إنتِ أختي واللي بقيالي ومش هقدر أشوفِك زعلانه مني و...."

قاطعته «غالية» بعصبيةٍ وعتاب:

"متقدرش تشوفني إيه !! ده أنتَ دوست علينا كُلنا بعملتك دي، بقى يا شيخ تخون الناس اللي أكلت معاها عيش وملح.. ده أنتَ اللي كُنت بتحكيلنا بِبؤك إنهم كويسين وبيحبوك وإنك بتحبهم، تقوم تخونهم بالطريقه البشعه دي !!"

ردَّ عليها بحزنٍ شديد وندم وضيق من نفسه ومن فعلته:

"كُل اللي بتقوليه صح.. بس حسوا بيا يا جماعه، اللي حصل واللي عملته كُنت تحت الضغط واللهِ.. أقسم بالله زي ما بقولِك إنتِ متعرفيش مين اللي كان مسلطني عشان أعمل كده"

ردَّت عليه «غالية» بضيق وعتاب:

"مش مهم مين اللي قالك إن شاء الله لو ماما نفسها اللي قالتلك، المفروض إنك كبير بما فيه الكفايه عشان تعرف الغلط من الصح يا شهاب، وكمان عندك عقل توزن بيه الأمور يعني مش محتاج لحد يقولك أو يوجهك، بس أنتَ أخترت الخيانه واستحمل النتيجه بقى"

تحدث «شهاب» برجاء:

"أنا هستحمل أي حاجه، عاقبيني بأي طريقه، بس متقاطعينيش يا غاليه، عشان خاطري.. بلاش أنا طيب عشان خاطر بابا الله يرحمه طيب.. ده انا مبقاش ليا غيرك"

أغمضت «غالية» جفونها بقوة تردع دموعها بتلك الحركة، ثم قالت بعصبيةٍ وجمود:

"اِسمع يا شهاب هما كلمتين.. اِطلع برا، لأن بابا الله يرحمه لو كان عايش كان مستحيل يقبل ولا يسامحك عـَ اللي أنتَ عملته ده، وأنا مش عاوزه اتخانق ولا ازعق عشان إحنا في شركة أبونا، فاتفضل برا وياريت متجيش هنا تاني"

ڪَـــيَانْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن