الجزء الحادي و الأربعون
لا شيء يجعلنا كبار كالتجربة
و لا شيء يجعلنا أكثر صمتا كخيبة الأمل
.. و هيا حاليا مصابة بخيبة أمل شديدة و قاتلة
لأنها اعتمدت على نبضها في الحكم على أقرب شخص ليها
و تخلت عن عقلها
أصيبت بخيبة أمل لما نثرت قمح محبتها في أرض اعتقدت أنها صالحة
و أخيرا تفاجأت بأنها قاحلة كصحراء
و صماء كحجر صوان
الأيام إلي عيشهالها عابد مؤخرا
حسستها أنها عنده كل شي
و ممكن تكون بالنسبة ليه أهم شيء
هيا و ولدها إلي في بطنها
إلي بالرغم من إختلافهم على الإسم إلي كانوا ناويين يسموه للبيبي
لكن هالة استسلمت لرغبة عابد
مكانتش حابة تنكد على عابد و على روحها
الإهتمام و المراعاة إلي يعامل فيها عابد بيها
مخليها مستعدة ادير كل شي تقدر عليه بش يقعد جوهم حلو و ماينكد عليهم شي
لكن هذا كله تبخر لما هالة كانت تفضي في
شنطة عابد إلي مخليها في جناحه في حوش أهله
عيونها كان ماليهم .. الخوف.. الألم..
و عدم التصديق
كانت واقفة زي الجماد و مش لاقية طريقة
تعبر بيها عن إلي حاسة بيه
وقفت و وقفت و وقفت و كأنها كانت متمنية
في لحظة تكون في حلم .. أو مجرد خيال
و حيصير شي يقوللها شوفي يا هالة
شوفي مفيش شنطة قدامك
مفيش الحاجة إلي شديتيها بيدك و رجعتي لوحتيها على طول يدك و كأنها ثعبان و حيلتف على رقبتك
و يخنقك لن تلفظي أنفاسك الأخيرة
و فات الوقت و هالة كانت محتاجة حد يقوللها
إلي تشوف فيه حلم و خيال و لا واقع موجع
لفت حواليها ادور بعيونها
ادور و ملقتش..لن سمعت تليفونها يشرين في جيبها
طلعاته و لما شافت اسم (توأم روحي ) على الشاشة
ردت بصوت كأنها غارقة في مكان عميق :
أماني .. أماني تعاليلي فيسع يا أماني
و أماني إلي كانت كيف طالعة من حوشهم
لما سمعت صوت هالة تكلمت بسرعة:
باهي هي هاني جاية
أهدي أنتي بس
خيرك مريضة تحسي في حاجة ؟؟
توجع فيك حاجة ؟؟
هالة : قلبي يا أماني
تعاليلي بالله عليك متعطليش عليا
أماني : خلاص أني في السيارة مسافة الطريق
و نكون عندك
هالة: متجينيش في حوشي أماني
أماني : عند أمك ؟؟
هالة : لا لا عند .. أني في حوش عيلة عابد
حوش عمي عبد الرحمن
أماني : إيه إيه فهمت
اصبري لن نجيك بس
و لو حسيتي روحك مريضة كلمي عزوزتك و لا حماتك
يجوا يقعدوا حداك
و لا كلمي عابد يجي يرفعك يعاينك
هالة قعمزت على حافة السرير و تكلمت بوجع:
مش مكلماته .. مش مكلمة حد تعالي أنتي بس
متعطليش بالله عليك
و صكرت الخط و طاح التليفون من يدها
و قعدت تستنى على نار حرقت جواجيها
بعد عشرة دقائق خشت عليها أماني في جناح عابد
لقتها ملامحها حايرة و تايهة زي البيبي
إلي ضيع أمه في غابة مليانة وحوش و ضباع
و أماني في خطوتين قعمزت جنبها :
خيرك هالة شن يوجع فيك ؟؟
مريضة ؟؟ نوضي نرفعك نعاينك
نوضي معاي سلم وخيتي
هالة شافت لأماني بنظرات مليانة تعب و ألم :
مش مريضة حالي باهي
لا لا مش مريضة .. قلبي بس يوجع فيا
أماني طبطبت على يدها:
سلامة قلبك حبيبتي
خيرك بس شن صارلك
الصبح كلمتك و مكانش فيك شي و كنا بنطلعوا ناخدوا باقي حاجات البيبي
علاش هكي صارلك قوليلي هلولة
سلفتك الحلوفة قالت لك حاجة
نكدت عليك..
قوليلي و أني نطلع نحرش فيها عزوزتك
و لا علاش نحرش فيها
نطلع لها نريشها مع شفاشيفها و نعطيها طريحة
نخلي دمها يبخ الحلوفة هذه
و هالة ناضت بصعوبة حاطة يدها على بطنها
و مشت للشنطة نهضت حاجة بيدها
و قربت من أماني حطتها في حجرها
و أماني شافت باستغراب:
شن هذا ؟؟
قصدي علاش توريلي فيه؟؟
هالة رجعت قعمزت بصعوبة :
لقيتها في شنطة عابد
أماني شداته بيدها و تكلمت باستغراب :
حمالة 👙
شن قصتها ؟؟ علاش ؟؟ فهميني هالة
هالة بغصة : لقيتها في شنطة عابد
سيرها رقيق و حرايري
و من شكلها واضح ال👙 شن نوعه
لا و فيها ريحة عطر نسائي واضحة
يعني واضح أنه ملبوس و مستعمل مش جديد
موجود في شنطة عابد إلي كانت معاه في سفرته الأخيرة لا و محطوطة في وسط شخاشيره
بش ميشوفهاش إلا إلي بيفضي الشنطة
يعني أني يا أماني
إلي حاطتها قاصدة نشوفها أني قبل لا عابد ينتبه لها
أماني : باهي نبي نفهم حاجة
توا عابد قداش ليه مروح من سفرته الأخيرة
قريب أكثر من أسبوعين
علاش هذا وين شفتيها؟؟
مرات فيه حاجة غلط
هالة : لا مش غلط يا أماني مش غلط
الشنطة ليها أسبوعين هنايا من لما روح عابد من سفرته
حطها هنايا لأنه لما روح لقاني بايتة في حوش اماليه
و قعدت..
و بكري قلت خلي نخش نفضيها لأنه فيها حاجات
عابد يحب يلبسهم..
و فيه حاجات شتويات معش وقتهم
قلت نضمهم في رف حوايج الشتاء
لكن ولا لحظة توقعت نشوف إلي شفته يا أماني
أماني : باهي تخيلي فيه حد حطه في الشنطة بعد لا روحتوا
بالعاني مدايره بش تصيرلك مشكلة مع راجلك
أنتي قلتي عابد متغير معاك و بدي غر على شن ترضي
و قالك معش حيسافر بكل لن تجيبي على خير و سلامة
و لو عنده خدمة حيبعت حد من خوته بداله
يعني لو كان عنده موضوع برا و متع دوة فاضية شن يخليه يقرر يقعد حداك بش متقعديش بروحك
إلا لأنه خايف عليك و يهمه أمرك
هالة : لا مستحيل مستحيل حد يخش
للجناح هذا غيري أني و عابد
و شنطته مصكرة برقم سري ميعرفاش غيري
و بعدين جاوبيني يا أماني
نوع زي هذا من الملابس الداخلية
نلبسوا فيه حني الليبيات؟؟
مشفتيشي كيف رقيق
هذا بكيني يا أماني بكيني
و نوعيته صعب تلقيها في ليبيا كلها
قوليلي شن جابه لشنطة عابد؟؟
أماني : أول حاجة لازم تهدي يا هلولة
و تخافي على صحتك و على البيبي
أهدي و فكري بهدوء مرات يكون فيه شي غلط
و تطلعي ظالمتيه معاك
صحتك و حملك توا قبل كل شيء
و خلينا نفكروا بالعقل
منبوش تسرع خراب البيوت مش ساهل
سامعتيني يا هلولة
خلينا نطلعوا توا نغيروا جو
اسمعي نقولك توا لما نطلعوا
و تشري حاجات للبيبي حتهدي و تنسي النكد كله
و بعدها نمشوا ناكلوا آيس كريم في مكاننا المفضل
تهدي و دمك يبرد .. و نقدروا نفكروا بهدوء
هيا سلم وخيتي نوضي خشي اغسلي وجهك
و غيري حوايجك خلينا نطلعوا
مش لازم سلفاتك و لا حد من العيلة يشوفوك هكي
عيونك منفخات و حمر
متعطيش لحد فرصة يتشمت فيك
هالة ناضت بصعوبة و ثقل في قلبها قبل جسمها
و مشت بخطوات رزينة للحمام
بينما أماني شدت الحمالة في يدها
و قربتها لخشمها تشم في ريحة العطر القوية
و الجريئة إلي غالبا معندناش منها في ليبيا
و قلبها محروق على صاحبتها
إلي باين مش مكتوبلها الراحة مع راجلها
و بترجع رياح الشك تعصف بيها من جديد
أنت تقرأ
حين يعصف العشق❤
Romanceروايتي الأولى 😍😍 شخصيات روايتنا عايشين في 2 مدن ليبية، المدينة الجبلية الشامخة يلي سطرت قصص آمال وآلام ،، يلي كانت فيها نهاية حلم ،، وبداية حب❤ قصص حفرت بشموخ في جبالها وصنعت بإصرارها وديان جارفة زي طوفان انتقام آتي من بعيد... ومعالم حالمة حترسم...