حين يعصف العشق❤

37

الجزء السابع و الثلاثون

الساعة 11:10 صباحا
خيمة العزاء كانت شبه مليانة
من قبل ساعة أو أكثر ...

أسيل غابت اليوم عن امتحان الفترة الثانية في مادة النحو بعد لا خدوا إذن من الأخصائية الإجتماعية الأستاذة زاهرة إلي جت تعزي أمس و راجلها حضر صلاة الجنازة
و أمبارح باتت هيا و أميرة في حوشهم بعد لا روحوا في الليل متأخر
بعد لا ناضوا الصبح بكري و فطروا
أسيل مشت لحوش الحاجة وردة
و أميرة روحت بتبدل حوايجها و تدوش و تلحقها
أسيل أول ما خشت انضمت للبنات تساعد فيهم
في الضمان و تقديم واجب الضيافة
و لما كانت مع البنات في المطبخ كانوا فيه صناديق أمية فاضيات بتطلعهم لسطل الكناسة الكبير المحطوط في السور شرين تليفونها رنة وصكر
طلعاته من جيب تجاكتها لقاته رعد
استغربت علاش دار رنة و صكر
و قبل لا ترجعه ثاني لجيبها شرين ثاني
و لأنها كانت مش بعيدة على الباب الخارجي للمطبخ و على زحمة الناس و خافت حد يسمعها لفت مشت للجهة الخلفية بعيد شوية على الدوشة
و فتحت الخط : أيوة صباح الخير
رعد : يا صباح النور
كيفك أسيل ؟
أسيل تنهدت و بصوت مليان حزن و ألم :
الحمد لله كيف حالك أنت؟
أسيل : و نا الحمد لله
عظم الله أجركم و أحسن عزاءكم
أسيل تتلفت حواليها :
شكر الله سعيكم
شكرا رعد بارك الله فيك
رعد : مفيش بيننا شكرا أسيل
نحنا أصدقاء
و بعدين نا كنت من امبارح نبي نتصل و نعزيك
بس قلت أكيد زحمة و متقدريش تردي عليا
أسيل : كان يوم صعب هلبااااا رعد
بالرغم كلنا كنا عارفينها الله يرحمها في أيامها الأخيرة
من كثر ما كانت مريضة و تعبانة
و صحتها كل يوم لتالي
لكن وفاتها كانت حاجة فوق الإحتمال
الله يرحمها و يوسع عليها و يجعل الجنة مثواها
تصدق رعد مكانش فيه حد في حنيتها و لا كبر قلبها
برغم مرضها و حالها إلي ما يعلم بيه إلا ربي كانت ديما تنشد علينا أني و عميمة و بيسان بنتها
و لما يوم ننشغل و منمشولهاش
حتى ربع ساعة تبعت لنا تبينا نمشولها
و تقعد تنشد فيا شن كليتي و شن شربتي
و خيرك لابسة خفيف الجو مصقع
معش تطلعي بلا كبوط
و خيرك مش لابسة شخشير في رجليك ت
وا يركبك البرد و تسأل على قرايتي و درجاتي
و تقولي أقري بش تولي حاجة كبيرة زي أمك و بوك الله يرحمهم
و أهي مشت و لحقتهم😭😭
من مازال بيحن عليا
من مازال بينشد عليا و يدورني و يهتم بيا و يحس بيا
فرحانة و لا متضايقة كانت من عيوني تعرفني
و يوصيني على صحتي
و ماكلتي و قرايتي و مستقبلي
و انهارت بالبكاء😭😭
و رعد لما كان يسمع فيها قلبه كان ينعصر عصر
دموع أسيل حركت هلبا حاجات كان يسحابهم ماتوا بسبب قسوة إلي شافه من غدر الحياة و ظلمها
كان يحساب معش فيه شي يوجعه أو يأذي مشاعره هذا إذا كان عنده مشاعر أصلا بعد كل الأسى إلي تعرض ليه
و فكرة أنه أسيل إلي من عيلته
و كلامها عن الحرمان و شعور الفقد إلي لو كانت عايشة معاهم مكانتش حتعاني منه
خلوه متمني لو يقدر ياخدها و يطير بيها و يبعدها على كل الحزن إلي يقطر من نبرتها و حروف كلماتها
صدره غم عليه و تكلم بصوت رخيم :
الأموات ما نقدروا غير ندعوا ليهم بالرحمة يا أسيل
و نكونوا كيف ما يحبوا يشوفونا
نهتموا بمستقبلنا و صحتنا
و نهدوا لأرواحهم صدقات و دعاء بالرحمة
أسيل و مازالت رعشة البكاء واضحة في صوتها :
يارب ارحمها و اغفر لها يا رب
أصلا مش عارفة شن بيفوت باقي الإمتحانات
من وين بتجيني نية نقرأ
و كيف بنقدر نخش للإمتحان و نجاوب
رعد : أنتي امتحانات قصدك الأسبوع الجاي؟
أسيل : إيه بدينا من الأحد إلي فات الفترة الثانية
و امتحان اليوم خدينا إذن أني و أميرة و غبنا
بتعاودهولنا الأبلة بعد لا نكملوا المواد كلهم
رعد : قصة صعبة على هالحال
بس ضروري يا سيلا تهتمي بدراستك
أنتي سنة شهادة
و ضروري تهتمي بكل درجة تجمعيها لأنه المجموع النهائي ضروري عشان تسجلي في تخصص مناسب لكي و تحبيه
أسيل لما رعد دلعها و ناداها سيلا حست
بفراشات ترقص في معدتها
و دغدغة لطيفة و حنونة في وسط قلبها :
إن شاء الله ربي يقدرني
رعد : أسيل
أسيل : نعم
رعد تردد شوية و بعدين حسم أمره و تكلم باندفاع
لأنه معش قدر يدس أكثر من هكي:
أسيل من فضلك بلاش تغيبي عليا هكي أرجوك
خليني نتصل بيك و نسأل عنك و نطمئن عن أحوالك
بلاش تبعديني عنك كيف الفترة الماضية أرجوك
أسيل تحشمت و تكلمت بتلعثم:
أني الفترة إلي فاتت كنت ....
ك ك مش قصدي يعني مش عارفة شن بنقول
رعد قاطعها ميبيهاش تقعد تلكلك
و حب يعفيها من الإحراج :
سيلا يا سيلا
خلاص كيف ما يقولوا إلي فات مات
نحنا حننسوه مع بعضنا
نحنا أولاد اليوم نبدوا صفحة جديدة
و نا نوعدك مش حنضايقك
نتصل و لو مرديتيش عليا
عشان فيه حد جنبك
أو حتى مشغولة دزيلي مسج بس
و لو مش قادرة ادزيه افصلي عليا بالحمراء
نعرف أنه متقدريش تردي و نا حنفهم
بس متخلينيش
مقطوع ما نعرف لو صاير معاك شي
أو فيه بأس لا سمح الله
متفقين سيلا نبيها منك وعد
وبنبرة صوت حنونة :
ممكن سيلا توعديني
و أسيل بصوت ملياااااااااان خجل :
تمام نوعدك
بس ممكن معش تكشخ عليا مرة ثانية
نخاف من الصوت العالي أني
رعد : آسف و حقك على رأسي من فوق
يعدن أيام العزاء على خير
و نا حنعرف نرضيك بطريقة تليق بيك
و بغلاوتك عندي
أسيل نا لما قعدتي مترديش عليا
في كل المرات و نبي نبلغك تقولي لعمك يعدي يسوي وضعه لأنه رتبت له أموره كلهن
و مارديتيش استغربت و انشغلت
و بعد لا تكرر الموضوع كذا مرة و مردتيش عليا حتى بمسج تنرفزت واجد
و ما صدقت رديتي عليا بعد سبعة أيام..
سبعة أيام بحالهن لا رديتي عليا
و لا عبرتيني حتى برسالة فيها كلمتين نطمن عليكي قعدت معصب و بعد فتحتي الخط
فترشت واجد
و نا بعد نفترش في الدوة
معاد نعرف حتى شن نطلع من فمي فآسف
أسيل تحشمت منه :
أنت ماهو مخليتنيش نوضح لك علا...
و رعد قص عليها :
خلااااص سيلا خلاص
قلنا إلي فات مات تمام
أسيل : تمام و حتى أني آسفة
و نوعدك معش نعاودها
رعد ابتسم بهدوء :
تمام حلو الكلام
تعرفي أنه هلي في الطريق جايين
أسيل: عيلتك يعني؟؟
رعد : أهه أمي و باتي و حني و جدي
و سيدي و مراته و خوتي و مش عارف شكون بالضبط جاي معاهم
أكيد حتشوفيهم
أسيل حست بشعور حلو :
إن شاء الله حنتعرف عليهم
احم رعد أني معش نقدر نكلمك أكثر
واقفة جهة السور من الخلف
خايفة عميمة تفقدني
و بعدين لو وحدة من إلي يتحركوا
و يعولوا من الجارات لقتني شادة تركينة بروحي معش حنخلص من لساناتهم ..
قصدي يعني فهمت عليا صح ؟؟
رعد : أكيد سيلا مفهوم خلاص عدي و نتواصلوا بعد تفضي و يكون الوقت مناسب
أسيل : إن شاء الله.. باي رعد
رعد : بايات أسيل
و تصكر الخط
أسيل حست بشعور لطيف و مريح
بعد لا زال سوء التفاهم بينها و بين رعد الفترة الأخيرة
وجود رعد كان محسسها بشعور حلو ..
زي توا لما خفف عنها من حزن فقدان الحاجة وردة و حساته هون عليها و ريح قلبها
رجعت تليفونها لجيبها و مشت خشت ثاني للمطبخ