Chapter -18-

337 35 44
                                    

     آه !حلقي أشعر وكأنه يحترق! ، لماذا يؤلمني الآن؟! ، استيقظت مرتبكا ، على حريق في حلقي،و تذكرت آخر شيء رأيته قبل أن أفقد وعيي

   لحظة! ألم أَمُت على أيدي تلك المخلوقات المرعبة؟!، بعد أن استعدت وعي فتحت عيني بسرعة وقفزت من السرير .وبحذر أخذت احدق في كل أنحاء الغرفة.

    ان تُقتل من طرف وحوش أسطورية وفايكينغ ، وبطل فيلم رخيص مبتذل أمر محزن ومحبط ومخيف!، لحسن حظي أنها غير موجودة، فمن يعلم ماستفعله بي!

     فجأة وأثناء تفكيري في ذلك أدركت شيئاً! كان كل ذلك مجرد هلوسة! على الرغم من أنها بدت واقعية وحقيقية جدا!

  حتى أني شعرت بالألم!، ذلك الوغد تبا له!

    أهذا ماكان يقصده حينما قال  "كما ترغب، لكن لا تلمني على ما سيحدث لك" ؟ ، تبا له! .

    شعرت بقشعريرة تمر في جسدي عندما تذكرت تلك الحبة الحمراء وتأثيرها المرعب! إن كان لديه المزيد من تلك الأدوية فمن يعلم ما سيحصل لي!، سأجن تماماً!

   بعد عدة دقائق أخذت عصافير بطني تزقزق! ومعدتي تصرخ!، وحلقي يشتكي!، وقلبي ينبض بشدة!!!

' يارفاق من فضلكم! كفا!!!

' أحضر لي طعاماً أولاً! ( المعدة)

' أنا أحترق! ماء! ( الحلق)

' هل يمكنك أن تكفَّ عن الذعر ؟ (القلب)

     ياقلبي! أنا أكاد أموت هنا وأنت لا تشعر بي ؟!، أكاد ألقى حتفي وانت تريد مني الكف عن الشعور بالذعر؟ يالك من شرير غير مراع!

    ليت عقلي هنا ، كان ليعرف ما يجب علي فعله، تنهد! لما أشعر بالحزن الآن؟، هو لن يعود بأي حال، أنا محبط!

     تجاهلت أصوات اعضائي وعدت أفكر

  ' أنا واثق من أني لم أتناول أي شيء بالأمس، ولا حتى قطرة ماء ، ذلك الطبيب المجنون!، هل يمارس سياسة التجويع علي الآن؟ ذلك الوغد!' ابتسمت بسخرية وأخذت أحدق بشرود .

     فجأة فُتح الباب المقفل ، ودخل أحد الممرضين حاملا صينية  عليها طبق من الطعام وكأس ماء وحليب.

    وضع الصينية على الخزانة الصغيرة، ثم قال بهدوء " طلب الدكتور ريموند أن أخبرك بأنه يأمل أن تستمتع بطعامك وتنهيه قبل حضوره ".

    ثم غادر الغرفة ولم ينسى أن يغلق الباب من الخارج! ألا يوجد أي شخص متساهل هنا ؟

' إخرس ، أسرع وتناول الطعام!  ( المعدة)

' حسنا! طالما تصمت!

    ثم اقتربت بهدوء من الطاولة ألقيت نظرة خاطفة على الطعام، بيض بالطماطم ، وخبز ، بطاطس مسلوقه، شرائح تفاح.

' أليس من المفترض أن توجد معه أدوية ؟ أو شيء من هذا القبيل؟ من الغريب أنه لا توجد'

' وهل هذا مهم! الطعام أسرع!!! ( المعدة)

' جدياً؟! ماذا إن كان مسموماً

'...... ( المعدة)

   بعد حلول الصمت استأنفت التفكير في الأدوية

  'عدم وجودها سيوفر لي المتاعب وحسب، فأنا لا أريد أن أعاني من الهلوسة ثانية و بالتأكيد لا أريد أن يظهر ذلك الطبيب المجنون ، ويرغمني على ابتلاعها!!!

    لكن أليس هذا مريبا؟، إن كان هدفه أن يجعلني مختلا عقلياً، ألا يجدر به أن يعطيني تلك الأدوية؟'

   سرعان ما تجاهلت الأمر وصرفت انتباهي إلى الطعام،

  أخذت الماء أولا، ثم قمت برجِّه قليلا، وقربته من فمي، و حينما كدت أشربه لاحظت شيئاً غريباً ،  كان الماء أكثر كثافة! ، كأنه امتزج مع شيئ أو مادة ما،

( كان ذلك هو الحال حينما أمزجه مع السكر أو الملح)

   أيضاً لونه مُزْرَقٌ قليلا، لن تلاحظ ذلك إلا إن دقَّقْتَ فيه جيداً، من الطبيعي أن يكون لونه شفافاً ، إذن لماذا هو هكذا ؟ هل بسبب لون الكأس؟، لا غير صحيح، لأن لونه شفاف أيضاً، فما السبب ؟ .

    لقد تغيرت خصائص الماء ،هذا يدل على شيء واحد!

    لقد مزجوا شيئاً ما فيه ! ، لا بد أن الأمر نفسه مع بقية الطعام .  إذن الأدوية غير الموجودة أُذيبت في الماء!، وخلطت مع الطعام؟

    على الرغم من أنها مجرد فرضية، إلاّ أنها السبب الوحيد الذي يمكن أن يفسّر تغير خصائص الماء!، أو تفسر البودرة بيضاء اللون التي ظننتها ملحا!!!

   ابتسمت بازدراء بينما أفكر ' لكن لماذا تُرك هكذا، من السهل ملاحظة أن به خطئا ما ؟، هل يحاول قياس رد فعلي؟

    هل يظنني غبيا لأتناوله دون أن أفحصه أولاً؟ همف! لن أتناوله بالتأكيد، ( على الرغم من أني قلق مما سيحصل) !!!'

   ثم عدت إلى سريري متجاهلا إياه على الرغم من جوعي ونمت. الأمر الذي سأندم عليه لاحقاً!

  وقبل أن أنام ، إقتحم ريموند الغرفة بصوت عال، كأنه يحاول محاكاة أفلام الحركة، ظهر على وجهه تعبير هاديء، عكس الضوضاء التي أحدثها .

   ثم أخذ يفحص الغرفة ببصره

   وما إن لاحظ الأكل الذي لم يُلمس حتى ظهر تعبير أكثر لطفا على وجهه ، والذي كان تناقضاً صارخاً بينه وبين صوته البارد المخيف!

-" صغيري اللطيف، لمَ لمْ تتناول الإفطار؟".

  نظرت له بسخرية وسألت " لقد وضعت شيء ما به، صحيح؟ ".

  أومأ برأسه وقال بهدوء " نعم، فعلت".

-" وتتوقع مني أن أتناوله؟".

-" طبعا".

-" لن أفعل!".

-" صغيري اللطيف، كم مرة أخبرتك أن هذا ليس منزل كلارك؟حينما أقول أن تتناوله يعني أن تتناوله!". قال بابتسامة حميدة، جعلتني أتوتّر.

-" في أحلامك!". فأجبت باحترام كالعادة !

-" كما تريد، ولكن لا تلمني على ما سيحدث لك!".
قال بلطف لتتغير ابتسامته الحميدة، إلى أخرى باردة ومتوحشة

   هذه الكلمات أصبحت ترعبني ! وابتسامته أكثر!

    أنقذوني!

........

   
  
  
 

  

  

    بسببه! اصبحت مريضاً نفسياً مجنوناً!!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن