ا ستيقظت وكل طرف في جسمي يؤلمني بشدة، لكنني لم أهتم ، وتجاهلته.
حاولت أن أفكر في الخيارات المتاحة لي، أو أي شيء استطيع القيام به، ولكن بمجرد أن شرعت في ذلك، أخذت أضحك بصوت عال كالمجنون.
تسأل لماذا؟السبب هو أنه لا توجد أي خيارات أخرى!!! فخياري الوحيد هو البقاء والموت هنا!
لقد جربت بالفعل الهروب ! وكانت العواقب وخيمة، لقد صُعِقْت بالكهرباء، حتى فقدت وعيي، ولا أظن أن ذلك الدكتور سيمانع أن يقتلني بهذه الطريقة!!!
وجربت المقاومة ، وكانت النتيجة واضحة! لقد أجبرني على فعل مالم أُرِدْهُ!، حتى أنه ذهب إلى حد إعطائي حبة مهلوسة لمجرد أنِّي رفضت أن اعتذر .
(ربما كان له الحق في ذلك بعدما نعته بالوغد المجنون، لكن ذلك لو لم يكن وغدا مجنوناً بالفعل!!!)
بعد فترة توقفت ، وكان كل ما شعرت به هو الفراغ ، لم أعد أشعر حتى بالألم الذي كان يعصف بي ، ولم أستطع التفكير في أي شيء، فأخذت أحدق في اللاشيء.
فجأة دخل مساعد ريموند الموثوق؛ جورج، كان يحمل صينيه وهذه المرة تغيرت الأطباق، فكان هنالك بطاطس مسلوقه وقطع لحم مفروم؟! إضافة إلى شرائح أناناس،وكوب من عصير الليمون وكوب ماء.
قال وابتسامة حميدة ملتصقة على وجهه بدا وكأنه يحاول تقليد ريموند؟
-" هذا هو الإفطار، يأمل الدكتور ريموند بلطف أن تتناوله، بحيث لا يقاطع عمله لمساعدتك على ذلك".
عندما أنهى كلامه، كادت نوبة أخرى من الضحك تهاجمني وبصعوبة تمكنت من إيقافها ، كان مضمونها - تناول طعامك وإلا سآتي وأحشره في فمك!-
ذلك الوغد يهددني ! ضحكت بسخرية وقلت لجورج الذي أصبحت ابتسامته تصيبني بالغثيان" لا داعي لحضوره ".
-" أهذا يعني أنك ستأكله؟".
-" ولما لا؟".
-" سيفرح الدكتور حينما يسمع هذا" ثم خرج بهدوء وابتسامته القبيحة ملتصقة على وجهه كما دخل
حدقت في الطعام المشبوه لبعض الوقت ثم حملت الملعقة وتناولته بهدوء.
لم يكن هناك سبب لإثارة المشاكل، فلما سأعترض ؟ سينتهي ذلك بمزيد من المعاناة لي وحسب ، ولا أريد أن يحدث ذلك بلا سبب وجيه، على الرغم من ذلك الطبيب سيكون سعيدا بعذابي!تركت الأواني الفارغة فوق الخزانة وشرعت أمشي ببطء نحو الباب، أمسكت المقبض وأدرته ببطء، لكن سرعان ما عدت أضحك كالمجنون.
لماذا ؟
إكتشفت أن الباب يُفتح باستعمال بصمة اليد! ولطالما تسائلت عن سبب عجزي عن فتحه!، وأدركت السبب الآن!، لم تكن لدي أي فرصة لفتحه من الأساس!!!
استمررت بالضحك حتى كدت أختنق! بعد ذلك تمالك نفسي، وقلت بهدوء شديد" افتح الباب!".
ولشدة دهشتي ،فُتح الباب بالفعل؟، هل يعمل بالبصمة الصوتية، لكن حتى وإن كان كذلك بالفعل ، فلن يضعوا بصمتي،ذلك الرجل! هل يعني بذلك أنه المُسيطر على هذا المكان؟ ولا يمكنني الخروج دون إذنه؟
غير أني تجاهلت الأمر ومضيت خارج الغرفة فمن يهتم؟ ،فحصت المكان بنظري، مجرد رواق فارغ، ، شديد النظافة، أعتقد أن أحدهم مصاب بالوسواي القهري هنا .
كان البلاط ابيض لامعا بزخارف ذهبية اللون يمكنني حرفياً رؤية انعكاسي فيه، الجدران المطلية بالأزرق مختلف الدرجات ، شكل بتدرجاته لوحة فنية جميلة.
لا توجد كاميرات مراقبه ، لكني لست غبيا لأصدق ذلك، على الأرجح مخبئة في إحدى الأركان ، ليراقب ريموند المكان ويسيطر عليه، لكن من يهتم؟
توقفت عن التفكير في الأمر ومشيت في الممر لبعض الوقت، وجدت رجلا عجوزاً ينظف الأرض ، فاقتربت منه وسألته
-" عذرا ، هل يمكنك مساعدتي في أمر ما".
ابتسم العجوز وقال بلطف" ماذا تريد؟".
على الاقل ابتسامته ليست مزيفة مثل الآخرين ردت عليه بنفس الطريقة" هل يمكنك أن تدلني إلى الحديقة".
-" همم ، هل حصلت على إذن؟".
ابتسمت بسخرية في نفسي وفكرت ' لمجرد الخروج ينبغي أن تأخذ إذنا؟، المكان يزداد روعة مع مرور الوقت!'.
-" لا".
-" همم، سآخذك دون إذن هذه المرة فقط ، إحرص على أن تأخذه المرة القادمة، حسنا؟".
- " نعم، لكن من سأستأذنه؟".
-" الدكتور ريموند، طبعاً".
-" هل هو الوحيد هنا".
-" أجل، إنه القائم على معالجة جميع المرضى هنا، ياله من رجل لطيف ". ثم اتسعت ابتسامته
هذا الرجل لا يبدوا أنه يكذب ، هل يعقل أنه لا يعلم بأفعال ريموند ؟ أم أنه جيد في التمثيل لدرجة حصوله على الأوسكار؟
-" هل حقا؟".
-" بالتأكيد".
-" مالذي يدفعك لقول هذا؟".
-" لأنه ساعدني كثيراً، فقد وجد لي مكانا أعيش فيه، بعد أن أصبحت مشردا، ووظفني هنا على الرغم من كِبَر سِني ، كما أنه يدفع لي راتباً جيد جدا للقيام بعمل مثل التنظيف، و يسأل دائما عن أحوالي، وأحوال الجميع هنا، معظمهم أيضاً يعمل هنا لسبب كهذا".
-" منذ متى بدأت العمل هنا؟".
-" منذ حوالي خمس سنوات".
-" هذا جيد".
-" أليس شخصا لطيفاً؟".
-" همم".
بعد ذلك مشينا بصمت ليقول العجوز فجأة
- " أتعلم أمرا؟".
-" ماذا؟".
-" من الغريب أنك تتحدث".
-" وما الغريب في ذلك؟".
-" حسنا ، جميع المرضى الآخرين هنا لا يستطيعون القيام بذلك!".
...........
أنت تقرأ
بسببه! اصبحت مريضاً نفسياً مجنوناً!!!
مغامرةالوصف في الفصل الأول لكن ...😎😎😎 مقتطف من الرواية انتشر دخان اسود نار حمراء جميلة تتراقص السنتها بوهج شرير ، وببطء ظهر ظلان اعرفهما جيدا اشير باجنحته المرعبة وقرونه الشيطانية وعيونه الدموية ، وردائه الاسود القديم الاسود من العصور الوسطى...