Chapter -45-

94 13 1
                                    


-" اعتقد اني بالغت في الامر، كان علي دراسة الوضع أولا قبل أن اجازف". قلت بينما يبتلعني الثقب الاسود على شكل دوامة، ثم سقطت في ظلام دامس

    تدريجياً ظهرت أصوات مخيفة ومرعبة ، علت أصوات الصراخ وإطلاق النار ، أصوات اقدام تركض في الممرات،  ولكن لم يظهر أو تتضح ملامح المكان بعد، لا أزال أحدق في هذا الظلام

     فجأة شعرت أن جسدي ارتفع عن الأرض،  بواسطه شخص ما ، ثم اخذ هذا الشخص يتحرك بسرعة ويركض بعيدا عن اصوات وقع الأقدام التي سرعان ما راحت تلاحقه !

    حاولت أن اتحرك أو  أرفع رأسي لعلي أرى شيئا ما لكن الشخص ثبتني اكثر! وعندما حاولت ثانية همس في اذني صوت رجل  عميق بارد قائلا " توقف عن الح...".

     قاطعه رصاصة أطلقت من طرف المطاردين وتبعها سيل كثيف، " إنه هنا!". صاح أحد المطاردين لتزيد سرعة الرجل أضعافاً مضاعفة، كأنه ليس إنسانا بل أشبه بنمر!.

   بعد عدة منعطفات شعرت أن الرجل دخل غرفة ما لأنه توقف عن الركض ووقف يتنفس بقوة كأنه غريق انتشل من الماء

  حاولت أن أخرج من بين ذراعيه فانزلني بهدوء، وما إن لمست قدماي الأرض حتى تراجعت بسرعة مبتعدا عنه، وقد صدمني مظهره تماما!

     كان رجلا طويل القامة قوي البنية، ارتدى ملابس زرقاء داكنة اللون ، غطى وجهه بلثام فلم تظهر منه سوى عينيه ذات اللون الاخضر المشع الغريب ، وتناثر الدم الاحمر على وجهه وقد تجلط في عدة أماكن وغطى إحدى عينيه، ما جعله يبدوا بمظهر دموي.

      جلس على ركبة واحدة ، ليصل إلى مستواي ، ثم أخرج منديلا ابيض من جيبه وحاول أن يمسح به وجهي ، تراجعت خطوة إلى الوراء وأشرت إليه
-" هل يجب أن امسح وجهي؟".

   -" طبعاً مظهرك يبدوا مخيفا!". قلت أو بالأحرى ذلك ماحاولت قوله لادرك انني لا استطيع الكلام! فاومت بنعم

     لا أعلم أن كان صحيحا ام هو خيالي فقط من صور لي بأنه يبتسم؟!

-" ألا أبدوا وسيما هكذا ؟!". عاد الرجل يقول بينما يمسح وجهه ببطء والإبتسامة ظاهرة من عينيه
  تبدوا وسيما ؟! جديا؟! بل تبدوا مرعبا !

-" لا تنظر لي هكذا!" .

    يبدوا أنه أصيب بجروح في رأسه ، فعلى الرغم من أنه مسح وجهه إلاّ أن دمه لا يزال يسيل ويغطي وجهه ثانية، نظرت بعيداً عنه وحدقت في مكان آخر  لافتح فمي كالاحمق في حالة صدمة!

    في هذا المكان الصغير تراكمت أكثر من جثة إحداها مشوهة وأخرى مبتورة الأطراف والاسوء بلا رأس ! تبا، ماهذا بحق خالق السماء! وكيف لم يستطع هذا الرجل أن يرى هذا ؟ ألا يمكنك أن تحذرني على الأقل ؟!!

   طرف الرجل عينيه الخضراوين ببراءة لا تناسب وجهه الدامي  وقال " .... إياك أن تنظر إلى أي مكان آخر عداي، حسنا؟".

    بسببه! اصبحت مريضاً نفسياً مجنوناً!!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن