Chapter -17-

220 30 21
                                    


    بمجرد أن خرج ريموند من غرفة جيو أسرع في مشيه متجها إلى مكتبه، ثم جلس وفتح حاسوبه المحمول ليراقب العينة الجيدة التي جاءت حديثا!

-" لا يبدو خائفاً". قال ببرود وهو يراقبه من خلال كاميرا المراقبة

     فكر في نفسه' كان ينبغي أن يخاف منذ مدة ، ولكنه يبدو مستمتعا بل سعيداً، وهو يحدق في أرجاء الغرفة، أيعقل أن الحبة لم تعمل ؟، أم أنها أثرت عليه بشكل آخر؟، لا هذا غير وارد. كما توقعت ذلك الفتى مثير للاهتمام'

   بعد مدة قصيرة شرع الخوف يغزوه ببطء، مما جعله يظهر جلياً على وجهه، وماهي إلا دقائق معدودة حتى أخذ يصرخ ، ولم يكن الوحيد!

  حيث سُمع صراخ الكثير من المرضى ، ومن الصوت نفسه يمكنك أن تميز أكثر من خمسين شخصا ، تداخلت أصوات صرخاتهم، لتعطي سيمفونية من الجحيم!!!.

   عند ذلك فقط! خفت النظرة الباردة  لريموند. وظهر على وجهه تعبير مستمتع! ، أخذ يحرك أصابعه في الهواء كأنه يعزف على البيانو !، بينما أخذت أصوات المرضى ترتفع وتنخفض كأنها تتبع اللحن الذي يعزفه بأصابعه!

   وبعد عدة دقائق خمدت الاصوات ، إلا واحد، إستمر لعدة ثوان أخرى ثم توقف معلنا، نهاية سيمفونية العذاب.

   صفق ريموند بفرح " رائع!، رائع!، رائع!، بإضافة صوت العينة الجيدة الشاب، أصبح عملي الفني أفضل بكثير!".

   أضاءت شاشة هاتفه نظر إليه مستمتعا!

  ' كلارك، كلارك، كلارك، لك كل الفضل في إحضار العينة الثمينة، همم أعتقد أنه يجب علي أن أرد على مكالمتك '.

-" مرحبا".

  أجاب الطرف الآخر بهدوء "أهلا". ثم أضاف " ريموند، كيف حال جيوفاني".

-" لا بأس، إنه يعتاد ببطء على المكان ".

-" أحقا؟، آمل أنه لم يسبب لك المشاكل؟".

-" بالطبع لا، لقد غضب قليلا لا غير ".

-" حسنا ، سآتي عما قريب ".

-" كلارك أتذكر اتفاقنا؟".

-" نعم".

-" إذن عليك أن تحضر بعد ثلاثة أيام".

-" حسنا". قال بخفوت ثم أغلق الخط.

    بعد عدة دقائق دخل جورج عابسا فضحك ريموند وقال

-" فاتتك الموسيقى العذبة".

-" بسبب من ياترى؟!". رد جورج بإنزعاج

-" أنت بالطبع، لم يخبرك أحد أن تتأخر في أداء واجباتك!".

-" المهم أني قمت بها!".

-" لا، بل السرعة والدقة هما الأهم".

-" على أية حال، كيف أبلى الصبي؟".

-" جيد كما توقعت، إنه عينة مثيرة للاهتمام".

-" لكنها لا تزال تعُضّ!".

-" لا بأس ، أستطيع أن أجعله مطيعا".

-" هل ستأخذه لمقابلة 'هم'؟!". سأل جورج بفضول

-" أجل، مالم تكن هنالك مشاكل" أجاب ريموند بهدوء

    ارتبك جورج وسأل ريموند " أي مشاكل؟".

   إلاّ أن ريموند لم يجب واستمر في مراقبة العينة الجيدة

   كما يقول!

.............

  أما على الناحية الأخرى

  بعد أن تحدث مع ريموند ظل كلارك  يحدق في هاتفه بهدوء ، 

   أخذ يستذكر محادثته معه ببطء ، شدّ انتباهه إجابة ريموند حينما سأله إن تسبب في المشاكل ليرد عليه ريموند بهدوء

   'بالطبع لا، لقد غضب قليلا لا غير'.

  فكر كلارك في نفسه' جيو، غضب قليلا فقط ؟ هه مستحيل، جيو الذي أعرفه سيصرخ بأعلى صوته ويضرب الباب ، ولا يمكن تسمية ذلك بالقليل من الغضب ، فلماذا لم يطلعني على الأمر؟ .

   هل يعقل أنه يظنني سأتدخل في علاج جيو؟، غير ممكن فهو يعلم أني أعلّق أهمية كبيرة عليه، فما هو السبب إذن؟

   ثم لماذا يصر على عدم مقابلة جيو لمدة أربعة أيام؟ ، ولماذا يستمر في تذكيري بذلك هذا مريب جدا'.

     ومض في عينيه أثر للشك ، واستمر في التفكير بالأمر بينما أخذ ينقر بأصابعه على الطاولة ، ثم و بعد مدة قصيرة بحث في هاتفه عن رقم شخص ما واتصل به 

وقال بخفوت " همممم، ريموند هنالك شيء غريب فيه، أنا بحاجة إلى دخول المنشأة بسرعة، و دون علمه ".

   بعد عدة ثوان فتح الطرف الآخر الخط وظل صامتاً

فقال كلارك " سآي أحتاج مساعدتك في أمر ما ".

...........

   

    بسببه! اصبحت مريضاً نفسياً مجنوناً!!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن