10

776 21 10
                                    

الجزء العاشر


في القرية

قبض لحية الشاب الكثيفة بعنف: من الذي أرسلك.. يمكن أن تعترف الآن أو أوكل أمرك لعفريس.. فلست طويل نفس أو صبر

الشاب خاف أول ما سمع اسم عفريس: لن تحصل مني على شيء.. لقد أخبرتك بأنني لم أرسل من قبل أحد.. لقد فعلت فعلتي بإرادتي التامة

عفريس كان يالس على بعد مترين مستند على شجرة الدوم: شجاعتك مبهرة يا فتى

حرب اشر له بعينه بأن يباشر العمل

عفريس بملل قام فايده نبتة سبط حرقها وبدا يمررها على جسم الشاب الثاني: هل تتفق مع ابن عمك؟

الشاب الثاني صرخ: لااااااا ايها الشيخ

عفريس كشر: لا تصرخ

الشاب الاول زجره: ألا تستطيع احتمال لسعة من السبط؟

عفريس: يمكنك تعليمه الرجولة لاحقًا.. أما الآن يا صغيري غمد ستخبرني بكل ما لديك والا ستذوق العذاب العفريسي الشهير قبل موتك.. وسنرى من الذي سيجرؤ على سؤالي عن مكان جثتك!

غمد (الشاب الثاني) برعب: لقد زاد اللغط على ما حدث اثناء دخول الغريبة والعديد كان يقول بأن الشيخ حرب خائن ويريد زجها بيننا لينال المشيخة.. واردنا الانتقام منه

عفريس ينفخ على الغصن الملتهب: ومن الذي أمرك بذلك؟



غمد: لا احد.. ولكن كان هنالك العديد من المجالس التي فتحت السيرة

حرب بهدوء: مجالس العم ثوبان؟

غمد: نعم قد خرجت الاخبار من هناك

حرب قام: لنتركهم

عفريس كشّر: لم أمارس العذاب العفريسي منذ مدة

حرب بابتسامة جانبية: فلتجربه على فريسة أخرى!

مشوا مبتعدين عنهم

قال عفريس بجدية: ستترك الأمر؟

حرب: كالعادة

عفريس: ألن تضع له حدًا؟

حرب: لا يمكنني ذلك.. نفوذه كبير في القرية.. وتهمة مثل هذه بشهادة ضعيفة من شابين صغيرين لن تحرك ساكنًا

عفريس: ارغب باقتلاع عينيه الجاحظة

حرب: لعلّك قد تكسب شرف هذا الفعل يومًا

عفريس يشوف خطواته المتجهة خارج المخيم: إلى أين؟

حرب بسخرية: لقد أصبحت مرسالًا للنساء في أوسط عمري

عفريس بصدمة من كلامه: يا ويح لاوذ!

"لاوذ هو جد بني المجهجه الأكبر وهالكلمة يقولونها بمعنى الترحم على مجهوده.. اذا استعجبوا من تصرف احد احفاده"

حرب قهقه: ههههه سأذهب لدعوة الأعجمية "الغريبة/ التي لا تتقن العربية" على وليمة على شرفها في بيت ثمّال المجهجه "زوج خالته سارة"

***

سمعوا صوت ضرب خفيف على الكرفانة

عليا بخوف: شما تسمعين؟

شما باستغراب: هي!

عليا: ليكون هذيل الجن؟

شما تضحك: ههههههههههه استغفر الله قلنالج مب جن.. وبعدين قلتلج كم مرة احرصي على اذكارج.. قريتي اذكار المساء؟

عليا: والله من يوم شفنا الجني وانا ما اودرهم "ما اتركهم"

شما: الله قلتلج مب جني.. بس ابشرج اتوقع انه اخوه

عليا بصدمة: نعم؟؟ أخوه شو يايبنه هني؟؟

شما: مادري بس المرة اللي طافت يوم يا كان يفر الكرفانة بشي نفس هالصوت

عليا: وشو بتسوين ليكون بتطلعيله؟

شما: عيل شو اسوي تبين ايلس لين حد يشوفه ويفضحنا

عليا: ونحن شو يخصنا هو كيفه ياي بريوله

شما: اففففف لا ماقدر لازم اقوم يمكن حد تعبان!

عليا باستخفاف: ليكون صدقتي انج دكتورة؟

شما ضحكت: هههههههه تقريبًا

عليا: شلي وياج شي سلاح احتياط.. والا اقولج انا بي وياج صراحة اخاف عليج

شما: ليكون انتي اللي بتحميني؟

عليا فرت عليها قوطي فاضي: ماتستاهلين.. بس بقوم وياج لانج ياهل ومينونة

عليا لبست روب على البجامة وشما لبست عباة رمادية ولفت شيلتها باهمال.. اهم شي تغطي شعرها

طلعوله ومشوا بعيد شوي عشان ياخذون راحتهم

هو يوم شاف ثنتين انصدم

حرب بحاجب معقود: من هذه؟

شما: صديقتي وزميلتي في الغرفة

حرب: لم جاءت معكِ

شما تتثاوب: للحماية

حرب ضحك ضحكة عالية بصدمة.. ضحكته كانت صدمت الكل.. حتى نفسه: هههههههههههههههههههههه تحميك مني؟

عليا تنرفزت: ياربي كيف كريه

حرب: واعجمية مثلك

شما بملل: محد اعجمي غيرك.. مالذي تريده الآن

حرب طلع خنجره الصغير يلعب به كالعادة: هذه اللهجة.. لا تعجبني

شما خافت يوم شافت الخنجر: اوكي.. هل هنالك شيء مهم؟

حرب: خالتي تدعوكِ لوليمة غدًا.. بعد تعامد الشمس بقدر رمح

شما تعباانة وماتروم تكمل السالفة: حسنًا.. سآتي.. الى اللقاء

ومشت ويا عليا اللي تتحرطم لأن شما وافقت على العزيمة وسمحت له يتأمر عليها

عليا: أنتي مينونة يطلع لج هالخنير وعلى طول توافقين؟؟ اصرخي بيفزعولج كل الرياييل اللي هني

شما: لا والله ليكون تتوقعين جاك وخالد بيرومون عليه شفت شطوله ماشاءالله

عليا: الكثرة تغلب الشجاعة ترا

شما: هههههه الصراحة ما وافقت خوف بس عشان افتك منه والله ما تعرفينه اذا بغى شي ما بيفج "يفك" الا يوم ياخذه

عليا بسخرية: هيه محد يعرفه كثرج انتي

شما: شو قصدج انتي

عليا: مادريبج.. اعرفه وتعرفينه ومادري شو.. شو هالحركات بعد؟ خلاص ما تحسين انج مصختيها بالمشاوير وياه

شما تنسدح وتتثاوب: عليا دخيلج اجلي نصايحج لباجر اليوم تعبااااانة

***

كان أكثر واحد محسود لأنه يرقد أول ما يحط راسه على المخدة.. واليوم كمل ساعتين يتجلب على الفراش

هي فكرة وحدة في باله ومليون سيناريو لها وافكار وهواجيس ما تخلص.. كل ما حاول يبدل افكاره يلقى نفسه يرد لنفس الفكرة اللي سببت له هالأرق.. اللي هي خولة!

أسلوبه الزفت والاتهام السافل اللي وجهه لها رغم إنه يشوف عليها كل مظاهر الاحترام.. كسرت خاطره من اللحظة اللي كانت ترمس فيها بصوت مرتجف وعيون تلمع من الدموع.. كان يبغي يعتذر منها بس ما عطته فرصة تكلمت وايد ويوم خلصت كلامها طلعت ولا لفت
يتذكر كلامها وتوعداتها لشخص اسمه "علي" وخوفها الشديد على شخص اسمه "عبدالله"

كان يفكر منو ممكن يكون علي؟ اخوها؟ ريلها؟ ريل امها؟ عبدالله يمكن يكون ولدها؟ ما يبين عليها متزوجة بس مايدري.. كل الاحتمالات جايزة
هي قالتله ان ماعندهم رياييل في البيت بس مايدري اسلوبها كان تهكمي والا صدق ما عندهم؟ معقولة ما عندها حد يسندها ويحميها من علي؟

يلس يفكر شو ممكن يكون استوابها؟ معقولة تقدر تواجه هاللي اسمه علي؟ شو ممكن يسوي فيها يضربها يكسرها؟ الله أعلم

ومايدري ليش مصر يتخيل شما مكانها.. بسم الله عليها بس بيتخبل لو كان في شخص يحاول يبهدلها مثل هالشخص.. يلس يفكر كيف ممكن يعرف حقيقة الموضوع؟ وأساسًا شو يقدر يسوي؟ يمكن صدق يكون اخوها او ابوها او ريلها في هالحالة بيحرج نفسه.. وقرر إنه يتناسى اللي سمعه ويتجاهلها كالعادة

***

ثاني يوم قبل الظهر

شما: بلاج تتعدلين هالكثر ترا سايرين قرية في الصحرا مب عرس

علياء باستغراب: وييين؟ ما تعدلت وايد عادي ما احس اني حطيت وايد.. شي بسيط وعملي.. رسمت حواجبي وحطيت تنت ومسكرا

شما باستنكار: كل هذا وما حطيتي شي؟ أنا حتى واقي شمس ماحطيت

علياء تسويلها "مالت": لأنج مينونة.. مستقوية الحين تتحرينها شطارة.. بتحرقين ويهج وتسويلج تصبغات وعقب كم سنة بتيلسين تصيحين وتدورين بين عيادات التجميل

شما: بسم الله علي.. الله يبعدني عن التجميل كما باعد مابين المشرق والمغرب

علياء تضحك على تفكيرها: يالخبلة عيادة تجميل مب يعني تسوين عملية تجميل.. عادي تسوين تبييض ليزر وهالسوالف.. انتي في اي زمن عايشة "تمد ايدها وقالت بأمر" اندوج حطي من هالواقي يلااا

شما تحطه بسرعة: انزين يلا يلا خلصينا عن يشوفنا خالد ويستجوبنا

علياء: لا ماظن بنشوفه اليوم الجمعة وبيصلون.. أكيد هو سابقنهم

شما بطنازة: يسبقهم ليش يتحرا عمره الامام

عليا ضحكت: ههههههههههههه حلوة منج بس للاسف هو الامام صدق

شما: اونه يا حبيبي يا اخوي.. الله يبارك فيه ويجعله من عباده الصالحين

عليا: آمين يلا خلصت خلينا نسير

شما فتحت الباب وسبقتها

علياء تلحقها وتمد النظارة: شموه اندوج البسيها عن تردين البلاد عميا وسودا

شما قهقهت: هههههههههه والله ونعم الصاحب.. مستوية جنج امي الصغيرونة.. في حياتها بشرتي محد خاف عليها كثرج

عليا بملل: شسوي تراج كبر بنتي

شما: اونه ليش انتي كم عمرج؟

علياء كشرت بويهها: شمااا ما قالولج ان البنت ماتنسأل عن شيئين؟ عمرها ووزنها

شما لزقت فيها: عادي خبريني ياخي شو فيها؟ اوعدج اني ما اخبر حد.. غير امي وخواتي و3 من ربيعاتي

علياء بسخرية: لو تطرشينه ايميل لرئيس تحرير الcnn وايد اسهل

شما: لا صدق صدق.. شوفي أنا بخبرج توقعاتي وانتي قولي صح او لا

علياء: يلا نورينا

شما بتذاكي: بما انج ماخذة ماستر اكيد بتكونين فوق ال25 ونقول 4 – 5 سنوات في الوظيفة لين تثبتين عمرج ويختارونج لهالمهمة.. احس عمرج في الثلاثين.. صح؟

علياء تصفق: الله الله على العبقرية.. لا ينفع تشتغلين ويا كونان.. عمري 34 سنة

شما بإعجاب: ماشاءالله يعني من عمر خواتي.. بس مول مايبين جنهن خواتج الكبار

عليا بدلع: هي ادري مبين علي بنت 16 سنة

شما: هههههههههه هو صدق تبينين صغيرونة بس بالغتي شو 16 يعني اصغر مني!!!

علياء: هي أنتي شوفي شكلج ورمستج جني "كأني" يالسة ويا يدتي

شما تطالع عباتها المغبرة وتمسح عليها: تغارين أصلا لان ملامحي شرقية مميزة وطبايعي بدوية .. يعني فيني من ريحة الأوليين

علياء باستخفاف: تعالي اشم

شما تدزها "تدفعها بعيدا" بضحكة: هههههههههههههه سخيفة


ومشوا لين بدت تتضح لهم معالم الواحة اللي ترتفع شوي عن سطح الصحراء الغير مستوي أساسًا


علياء بطنازة: وين الورد والبساتين اللي خبرتيني عنهم؟ وجنة الله في الأرض؟

شما: اصبري بعدنا مادخلنا.. يعني اتخيلي عمرج داخلة حدود البلاد.. شو بتحصلين غير الغاف والشير الميت؟

عليا: يلا بنشووف

شما: شوفي الحين على اليسار

عليا بانبهار: واااااااو شو هذا!!!

شما: هذي يسمونها البُريْكة.. هني كانوا رابطيني اتخيلي!

عليا تشهق: وااااو حظج سجن فايف ستارز

شما: فعينج فايف ستارز والشمس ضاربة في راسي والعرق يصصصصل

عليا لاعت جبدها: يععععع ياللوعة

شما تضحك عليها: ههههههههههه هذا الصدق

علياء: ربيعج بو القمل وين؟

شما: مسكين ما شفته من هاك اليوم.. عاد مايندرى حابسينه والا خاشينه عني

عليا بسخرية: زين ما فينا على القملان

شما: اليوم بنمر على خالة اخوه بنتغدى عندها

علياء باستغراب: خالة اخوه؟ جي مب خالته

شما: لا تراه مب اخوه صدق.. متبنينه شي جي.. يستويلهم هو من بعيد وأمه وأبوه متوفين

علياء: جنج يدتي في العزايم.. هذا ولد هذا وأخو هذاك بالرضاعة "تحرك ايدها بملل" ولا فهمت منج شي

شما تتأفف: اوهوو.. "ثبتت نظرها للأمام" علياااا هاذوه على اليمين بس اصبري بس لا تصدين الحين عن يزخنا

علياء صدت: وين؟ ليكون هذا المزيون ما حيد جي كان شكله أمس؟؟؟؟

شما تضربها: مزيون فعينج غضي البصر

علياء: استغفر الله هذا وين عاطني مجال اغض البصر شوفي كيف متفصخ جن "كأن" ماعندهم ثياب

شما: هذيل بكبرهم مفاصيخ استغفر الله.. الحمدلله فكروا يلبسونهم هالوزار والا جان مادري شو بيستوي

علياء باشمئزاز: عافانا الله.. هيييه هاذوه طلع عداله يطالعج شموه اشردددي

حرب اقترب بخطوات واسعة: أهلا وسهلا.. لم الهرب ايتها الدومة المعتلة؟

شما تتطالع عمرها وتتطالع عليا: منو يقصد؟ ليكون يقصدني انا؟

عليا: مادري شو يعني اصلا دومة معتلة

شما تهمس: بقولج عقب اطالعي كيف يطالعنا بسم الله يزييغ

حرب بملامح باردة اشر بايده: من هنا المنزل

مشوا لين وصلوا بيت الخالة سارة.. هدهم وتوجه لمكان ثاني.. شافت الكل كان يترياها عند الباب.. وشالين في اياديهم لفات ورد بنفسجي

شما بخجل: أهلًا

الكل: حياكن الله وبياكن يا سيدات

درية: أهلا أهلا بالسيدة المباركة.. أسفرت وأنورت تفضلي أنتِ وصديقتكِ

شما بابتسامة: شكرًا درية حبيبتي.. هذه علياء صديقتي

الخالة سارة بابتسامة مريحة: مرحبًا بك يا علياء.. رجاءً تصرفي وكأنكِ بمنزلك وإن احتجتِ شيئًا فإن الخادمات كلهن تحت إمرتك

عليا ردت بابتسامة صامتة ماعرفت شو تقول

درية تقترب من شما وتبدا تمسح بنتها بسرعة

شما تصرخ: ايييييه ابتعدي

الكل صد عليهم.. ودرية خافت

سارة تقربت باهتمام: ما يزعجك يا ضيفتي المكرّمة؟

شما علّت صوتها بنرفزة: لقد أخبرت درية والجميع بأن عملية التبرك والتمسح بي تضايقني ولكنها مصرة على إزعاجي

سارة بغضب: درّية لم تزعجين ضيفتي

درية بتهور: سيدتي لم ارغب بالشيء الكثير! أردت فقط تبريك ابنتي لتتزوج

سارة عصبت: ويحك من امرأة.. وتطيلين لسانكِ علي وعلى ضيفتي!!! اخرجي من هنا حالًا.. يبدو بأنني قد ارخيت عليك الحبل كثيرًا.. اخرجي قبل أنادي زوجي ليجلدك!

شما تضايقت من أسلوب الخالة سارة مع درية لأنها كبيرة في السن.. لكن صدق مصختها.. وهالتصرفات تضرها نفسيًا ودينيًا.. منو هي عشان تبارك الناس استغفر الله

أما درّية اختبصت بكبرها وقامت ترجف من الخوف.. طلعت من البيت بدون أي كلمة

الخالة سارة إنسانة جدًا هادية ومسالمة وتتغاضى عن الاخطاء.. وهذه أول مرة تعصب على درّية والسبب مكانة الضيف عندهم ومكانة شما خصيصًا اللي ساعدتها في أصعب حالاتها

***

في أحد البيوت الفخمة داخل في الدولة

أم سالم "أخت شما الكبيرة" تصب فنيان قهوة لعمتها أم ريلها

عمتها "أم محمد": سلمتي بنتي

أم سالم: الله يسلمج

أم عيسى "أخت ريلها": وماشي والله يا أمي عيزت وأنا أدورله حرمة ما حصلت وحدة شرات المواصفات اللي يباها.. يتحسب عمره بياخذ سيارة.. يبا وحدة قصيرة وجميلة وبدوية وما تكون بيضا وايد واهم شي تكون صغيرة عشان يربيها على ايده.. عيزت.. ويوم احصل له وحدة ترفض تقول عود!

أم محمد: جنج ترمسين عن أخت أم سلوم.. والا أنا غلطانة؟

أم سالم تبتسم: هي والله وهي ترمس جنها توصف شميم أختي

أم عيسى: شما كم عمرها؟ أحيدها صغيرونة بعدها في المدرسة

أم سالم: لااا وين كبرت البنية.. توها متخرجة من المدرسة وداخلة على الجامعة

أم عيسى: هييه يا حليلها.. والله إن نسبكم ينشرى يا أم سالم.. وعندنا أكبر مثال وزين ما شرتي علي يا أمي.. لو ادري من زمان ان اختج في سن زواج جان ما تعبت عمري ودورت بعيد!

أم سالم: حبيبتي ما عليج زود.. بس شاوري الريال قبل وشوفي يمكن ما تعيبه او شي

أم عيسى بحواجب معقودة: والله يا بخته ويا حظه اذا طاعت تاخذه بنت راشد!

***

منزل الخالة سارة

درّية تركض لداخل البيت وتصرخ: السيدة الأولى هنااااا.. السيدة أم قبيصة هناااا

سارة فزت: حقا!!!

شما وعليا يطالعون بعض مب فاهمين شو السالفة

الكل ارتبك ونشت الخالة سارة بسرعة تأمر الخدم اييبون مواعين نظاف وأكل يديد يليق بمقام السيدة

وسط نظرات مذهولة من شما وعليا

شما تهمس: اظني أم قبيصة هي اللي مربية حرب ويعتبرها أمه.. حرمة شيخهم تراها من جي مرتبشين شكلها ياية

انفتح الباب على وسعه ودخلوا منه 6 خدم.. 4 نساء ورجلين تتوسطهم سيدة كبيرة في العمر.. مظهرها وملامح وجهها المريحة ما تناسب مظاهر الهيبة والفخامة اللي تحيط بها

سارة بابتسامة تتصدر الجمع: أهلا أهلا مرحبا بك حللت من الأهل سيدتنا سيدة أهل القرية

أم قبيصة تضع يدها على كتفها: كيف الحال يا سارة؟

الخالة سارة باحترام شديد: نتنعّم بفضلكم يا سيدتي

أم قبيصة تتلفت: اظن بأنكم باشرتم وليمتكم

الخالة ترد بسرعة: لقد حضرنا لك أوانٍ نظيفة وطعام جديد عسى أن يليق بمقامكِ العالي

أم قبيصة تمشي بتفحص على عكس عادتها.. جنها تدور شي ضايع عنها.. دخلت القاعة الداخلية المخصصة للأكل.. وكان فعلًا مثل ما وصفته سارة.. نظيف ومرتب ولا جنهم لمسوه.. غيروا كل الوعيان والأكل المستخدم بأكل يديد

وأخيرًا طاحت عينها على الشي اللي تدوره من البداية.. بنتين بمظهر غريب عنهم.. احتارت يوم شافت اليديدة

شما وعليا ما عرفوا شو يسوون فوقفوا باحترام وتموا ساكتين

أم قبيصة بابتسامة: المداوية هنا

شما بتواضع: لست مداوية يا سيدتي ولكن لدي خبرة بسيطة اكتسبتها من بلادي

أم قبيصة توجه كلامها لعليا: ومن هذه الحسناء؟

شما: صديقتي علياء

أم قبيصة: أهلًا بك يا علياء في قريتنا.. لا بد وأنها تختلف تمامًا عن موطنكم

عليا تكلمت أخيرًا: نعم

أم قبيصة: إذًا لم لستن متشابهات؟ وترتدين ملابسَ مختلفة

شما وعليا توتروا وماعرفوا كيف يوضحون الموضوع

شما: لأننا من قبائل مختلف "وغمزت لعليا اللي سكتت"

أم قبيصة: لا بأس إذًا.. سارة فلنفتتح الوليمة

الخالة تحاول تلطّف الجو: تفضلي يا سيدتي.. على شرفكِ.. وأنتِ يا درية احضري النساء والطبول وغنّين لتبتهج السيدة بينما تتناول الطعام

وبالفعل حمَّين الطبول واتين 4 نساء وجلسن على طرف الخيمة.. تتوسطهن شابة تكلمت بخجل وصوت مبحوح: سيدتي.. هل تفضّلين قصيدة معيّنةً نتغنى بها؟

أم قبيصة بابتسامة لا تفارق وجهها، رفعت يدها بمعنى لا بأس


بدأت الشابة بالغناء بصوت شجي وخلفها النساء يعدنَ القصيد:

يا طائرا قد باتَ يندبُ إلفهُ * وينُوحُ وهْوَ مُولّهٌ حَيرانُ

لو كنتَ مثلي ما لبثتَ ملوَّنا * حَسنا ولا مالتْ بكَ الأَغصان

أين الخَليُّ القلْبِ ممَّنْ قلْبُهُ * من حرِّ نيرانِ الجوى ملآن

عِرْني جَناحَكَ واسْتعِرْ دمْعي الذي * أفنى ولا يفنى له جريان

حتى أَطيرَ مُسائلا عنْ عبْلة * إنْ كان يُمكنُ مثليَ الطَّيرانُ


نهاية الجزء التاسع

توقعاتكم لـ:
أم قبيصة وتعاملها مع شما وعلياء؟
العم ثوبان
خاطب شما الجديد وخطة أم سالم؟

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن