12

765 22 2
                                    

الجزء الثاني عشرة


في غرفة شما وعليا

شما تزوع "تستفرغ" في المرحاض.. وعلياء داخلة بعد الدوام تغني

علياء: هلوووو "شافت باب الحمام مفتوح وشما تزاوع" بسم الله الرحمن الرحيم شو مستوي؟؟ "اقتربت ولاعت جبدها من المنظر والريحة بس ماحبت تحسس شما"

علياء تطلع من الحمام: ازقرلج النيرس؟

شما يلست على أرضية الحمام بتعب: لا تزقرين حد مافيني شي

علياء باستغراب: شو اللي ما فيج شي وانتي تزاوعين ومنهد حيلج؟

شما: ما فيني شي قلتلج؟

عليا بخوف: شموه شو بلاج؟ سوولج شي عيال ابليس؟

شما ابتسمت وسط تعبها: لا

عليا بدت تتنرفز: انزين ارمسي عيل!! شو فيج تعطيني الرمسة بالقطارة

شما: مغص من التوتر

عليا مدت بوزها: وشو اللي موترنج؟

شما: اتخيلي اسوي فيج حركة البارحة وما اخبرج

عليا ضحكت بصدمة: هههههههه انتي مب صاحية للحين الموضوع في بالج؟؟؟

شما: هيه ولا بنساه

عليا: ماعلينا من موضوعي الحين دورج تخبريني شو فيج!

شما: اختي يايبتلي ريل

عليا انصدمت: نعم!

شما قامت تتغسل وطلعت: تقوللي ياينج ناس يبون يشوفونج.. وخلت العايلة الكريمة كلها تسأل عنه وأوونه وايد زين مافيه عيوب ومايتفوت

علياء ماعيبها الموضوع: ليش هو سيارة والا صفقة تجارية عشان مايتفوت.. بعدين شو هالريال اللي ماعليه اي عيب

شما بتأييد: شدراني! هو لأنه من أهل ريلها طايرة فيه هالكثر

علياء بحذر ماتبا تغلط على اختها: والله غريبة اختج

شما: والله اني احب اختي بس هالطبع الخايس فيها مووول ماحبه.. كل ماتشوف وحدة تبا تزوجها مادري منو حطها مسؤولة عنا

علياء: عيل لو شافتني صاكة الثلاثين شو بتقول

شما: هههههههه بتدورلج واحد فوق السبعين عادي عندها اهم شي يستر عليج

علياء: وأنتي رافضة عشان الدراسة والا تحسين عمرج صغيرة؟

شما: كل شي.. مادري ماحس اني ابغي اعرس الحين ولا مستعدة لهالأمور

علياء: أحس صعب تدرسين وأنتي توج عروس.. الجامعة في البداية تبهدل لين تتعودين على النظام وجي والزواج نفس الشي

شما: بالضبط! وأنا مب مستعدة أتنازل عن دراستي.. وبعدني صغيرة

علياء: اممم والغجري؟

شما بنبضات متسارعة: عليوووه انا شو قلتلج

علياء: والله ردة فعلج يوم طريته ما تطمن.. بس في كل الحالات تراج تعرفين إن اللي تحسينه تجاهه مب حب.. مجرد إعجاب

شما: ماعرف بس في كل الحالات ما أحس إني مستعدة إني استقبل شخص يديد في حياتي.. بالذات إنه زوج مب أي شخص

علياء: والله أنا وياج.. بس كيف بتتفاهمين ويا أختج؟

شما بحيرة واضحة: مادري.. ماعرف شو أقول.. أصلًا ماعطتني مجال أقول شي! الله يهديها يارب


***


بدت درّية روتينها اليومي في بيت السيدة سارة.. دورها يتلخّص في الاهتمام الشخصي بالسيدة.. ملابسها، شعرها، الخ

جهزت لبسها البسيط المخصص لسيدات القرية النبيلات.. وهو عبارة عن قميص طويل قماشه بني فاتح وفيه حبل من عند الصدر.. أما شابات القبيلة الباقيات يلبسون تنورة متصلة بقطعة مربوطة على الرقبة وخلف الصدر، وأطراف الجسد مكشوفة

درّية: الحمام جاهز سيدتي

سارة: حسنًا إذًا خذي السيد الصغير ونادي حولاء لترضعه

درّية خذته منها بسرعة وطلعت تزقر "تنادي" خادمته ومرضعته حولاء.. وردت بسرعة تسبّح سارة

سارة تحرك عيونها على درية اللي تصفف شعرها مستعيلة: درّية.. هل هناك أمر ما؟

درّية: لاشيء سيدتي

سارة بلطف: يبدو بأنك حصلتي على خبر جديد تريدين نشره في الارجاء

درية بضحكة: هههههه يبدو بأنكِ تحفظين طباعي عن ظهر قلب

سارة ردت بابتسامة لطيفة: لا بأس اعطني لباسي واذهبي

درية تطلع من البيت بفرحة كبيرة لأن السيدة أعفتها من باقي الأعمال.. وكأنها فازت بجائزة ذهبية.. اتجهت لبيوت سادة صديقاتها الخادمات.. وفرّت في كل بيت حجر (إشارةً لاجتماع عاجل)

تيمعن الخادمات الثلاث في مكانهن المعهود تحت ظل شيَرة الدوم

درّية: هذا ما قاله أبو صالح.. ماذا عنكن؟ ألم تسمعن شيئًا من أسيادكن أو أزواجكن؟

سودة: اعتقد بأن هنالك شيء يخص الكاهنة الغريبة.. وكأنني سمعت اسمها.. هل تذكرنها؟

درّية بحقد: وكيف يمكنني نسيانها؟ عشتُ أربعينَ عامًا أخدم السيدة سارة ولم تزجرني قط.. الا عندما زرعت الفتنة بيننا

حليمة: لقد كانت صدمةً للجميع.. لم نعهد السيدة الا سارَّةً ودائمة التبسم

درّية: والذي زاد من غيظي أنني لم أؤذها.. وددت أن أبرّك ابنتي المسكينة منها.. ولكنها بخيلة وحقودة.. أتمنى لو استطيع أن أحرق وجهها بلهيب السبط (السبط نبتة صحراوية تستخدم لإشعال النار)

***

في مجلس الشيخ كليب (أبو قبيصة)

كالعادة يتيمعون كبار القبيلة بين فترة وفترة عشان يتناقشون في اهم المستجدات، إذا كان في شخص محتاج يساعدونه، وإذا في مشكلة يحاولون يحلونها، الخ

الشيخ كليب: أما تأمين الزاد سيتولاه الشيخ حرب ورجاله

حرب: تحت أمرك سيدي.. سنخرج أنا والرجال على ثلاث رحلات أسبوعية.. الأولى تحت قيادتي، والثانية بقيادة عفريس والأخيرة بقيادة معاذ

عفريس ومعاذ نزلوا على ركبهم وحطوا ايدهم على صدورهم: تحت أمرك

حرب: وسأقسم بقية الرجال على مجموعتين الأولى بقيادة تميم لسلخ اللحم وتقطيعه والأخرى سيقودها جام لتوزيع الغذاء

تميم وجام بنفس حركة عفريس ومعاذ: تحت أمرك

حرب: أخيرًا، ستتولى النساء مهمة تخزين الاغذية وتجفيف اللحم كالعادة.. وسأوكل ثلاثةً من رجالي لدعمهن في وقت الحاجة.. أما بالنسبة للحطب، فسأوكل مهمة جمعه وتقطيعه لجارم ورجاله

جارم على ركبته: تحت أمرك

الشيخ كليب باطمئنان: بوركتم

***

دخلوا الكلاس على آخر ربع ساعة

الدكتور: ماشاءالله عنكون ليش جايين؟ منشان الحضور؟ رح سجلكون غياب حتى لو حضرتوا

خولة: مب مشكلة بنسمع عشان نفهم

حميد: انا استأذن

الدكتور: اطلعي انتي كمان.. عم تتمسخري شو بدك تفهمي اخر ربع ساعة؟؟؟

خولة تفشلت وقامت: آسفة

شافته يطلع ولحقته.. حاولت تكلمه بس استحت من الناس اللي حولها.. رغم خلو الجامعة تقريبًا من الشباب لأنهم في فصل صيفي

بعد ربع ساعة وصلها تنبيه من قروب سوته ونسته

حميد: السلام عليكم.. شحالج اختي خولة؟ شفتج تبين ترمسيني وشكلج استحيتي من الشباب.. آمري بغيتي شي؟

خولة بغضب كانت تحاول تسيطر عليه جدام الناس: انته بأي حق تلحقني!!! تتحراني ما شفتك؟؟ انا شفت كل شي بس سكتت حشمة لانك ريال ومب حلوة ايلس اخذ واعطي واياك وانته غريب علي.. بس هالحركات انا مادانيها.. ولقافة الحريم ودرها عنك

حميد عصب: نعم خير يالطيبة.. حشمي رسمتج شو لقافة حريم تتحرين عمرج ترمسين واحد ياهل شراتج يالياهل؟؟؟

خولة: شو تسمي اللي سويته؟؟؟ لاحقني لين مركز الشرطة ليش؟ تتطمن بعد اني مب راعية حبوب ومخدرات؟ والا تبا تعرف فضايح اهلي؟

حميد حس باحراج كبير بعد كلامها ولا عرف شو يرد

رد عليها بعد ربع ساعة: اسمحيلي اختي.. تبين الصدق كنت ابغي اعتذر منج على الرمسة اللي قلتها وما حصلت فرصة.. وماعرف كيف لقيت عمري الحقج بس ماكان عندي فرصة ثانية

خولة: اعتذارك مقبول.. ودخيلك احترم إني بنت حاطة حدود واضحة وحاول إنك ماتتعداها

حميد: ان شاءالله والسموحة منج مرة ثانية.. واذا بغيتي أي حاية امارة لا تستحين اعتبريني شرات اخوج

خولة: مشكور ويعطيك العافية

حميد: ربي يعافيج

سكرت التلفون وهي تحس بضحكة غريبة.. الشباب مادري عبيطين والا يستعبطون.. بعد ماكان يستحقرني فجأة حس بانجذاب لي؟ ومسوي عمره الشهم اللي ياي يعتذر! وانا صدقته الصراحة في البداية بس ضحكني يوم قال اذا بغيتي شي لا تستحين! ههههههههه وانا ليش بقولك انته.. ليش انته منو؟

***

كان حاس بها من يوم طلعت من الكلاس بخطوات سريعة يحس إنها تلاحقه.. وفجأة توقف وترد تمشي بنفس اتجاهه.. حس إنها تبا ترمسه وفعلًا كان ناوي يلتفت بس شاف عدد بسيط من الشباب في الجامعة وما بغى يرمسها جدامهم عن يطلعون عنهم رمسة واشاعات

ما خفى عليه خدها الرصاصي بفعل المكياج الرخيص اللي استخدمته.. يمكن كانت بتغطي اثار؟ كان يشوف هالسوالف في السوشل ميديا اللي حتى لو ما كنت مهتم يجبرونك تتطالع غصب لانها تطلع لك في كل مكان

هو متأكد ان تحت هالمكياج كدمات بفعل الضرب اللي حصلته من اخوها.. قلبه عوره وحس بنغزات قوية.. مب حلو شعور إنك تشوف أو تسمع عن ريال يستقوى على حرمة مالها سند

تذكر رابط الواتساب ودعى ربه ما يكون سهيل ربيعه دخل القروب.. سمى بالله وفتح الرابط عشان يكلمها.. لأن ما في أي وسيلة تواصل ثانية ممكن يتخذها بدون لا تسببلهم فضيحة

كلمها.. وعلى كلامها انها سامحته.. بس هو يعرف ان الكلام مب من قلبها.. الشي اللي قاله واللي سواه.. واضح انه مأثر عليها.. بالذات بعد ماشافها في المركز

بالنسبة لمجتمعهم الحريم ما يدخلون المراكز.. واللي تدخل مراكز الشرطة غالبًا تكون من عايلة سمعتها مب زينة

***

في بيت ثمّال المجهجه (زوج السيدة سارة)

سارة: أتعلمين يا درية.. لم أشعر يومًا بأنكِ خادمة عندي.. أشعر وكأنكِ فردٌ من العائلة

درية بمزحة: لو كنت فردًا من العائلة لما كنت أمسح ظهرك الآن

سارة ضحكت بتسامح، تعودت على مزح درية اللي مستحيل ترضى به أي سيدة في القرية

سارة: بينما كنتي تتقصين الأخبار.. ألم تلمحي ابن أختي الوحيد؟

درية: اعتقد بأنه يستعد لرحلة الصيد.. اظن بأنه سيترأس الرحلة الأولى

سارة: وماذا عن الغريبة؟ هل رأيتها برفقته مؤخرًا؟

درية بامتعاض: اممم أراها بعض الاحيان معه

سارة بحب: لا بأس.. بالمناسبة.. لا أريدك أن تحزني على ما حدث في منزلي.. تعلمين بمدى حبي لكِ ولكن الضيف مقدّس في عُرفنا إزعاجه عارٌ على المنزل وسادته.. وإن لم أزجرك لكان عارًا علي وأنا سيدتك

درية: لا بأس يا سيدتي لست سوى خادمة عندك ولك الحق بكل ذلك.. ولكن "بفضول" لم تسألين عنها؟

سارة: سأخبرك سرًّا "قالت بمزحة" ليس للنشر ولا المشاركة مع صديقاتك النمامات

درية تحمست: نعم أخبريني.. بالطبع هو سر

سارة بتفكير: أظن بأن ابن أختي معجب بالغريبة

درية فتحت حلجها: ماذا!!!!!

سارة بتحذير: اخفضي صوتك

درية جابلتها: هل تظنين ذلك حقًا؟

سارة: أشك بذلك.. لم أرَ ابن أختي يتعاطى مع أحد من النسوة بهذه الطريقة من قبل.. معروف هو بانعدام اهتمامه بالنساء ولكنه يعاملها معاملة مختلفة.. كما ترين فهو يحرسها ويهتم بها على عكس عادته مع النساء

درية بتفكير: اممم نعم اعتقد ذلك.. أيضًا سمعت بأنه قاتل الرجال يوم دخلت إلى القرية ووقف بوجه الكاهن شيحان.. هل يعقل بأنه كان يعرفها ويحبها من قبل

سارة: لا أعلم

درية: ولكنه موضوع خطير

سارة بقلق: نعم وهذا ما يقلقني.. أخشى عليه أن يقع في المتاعب لعشقه امرأة غريبة

درية بصدق تحاول تخفف عنها: ولكن لا تنسي بأنها محبوبة ومبروكة، ولديها يدٌ سحرية

سارة بدأ الأمل يتسلل لقلبها: آه صحيح.. معك حق.. أتمنى أن لا يقع بالمزيد من المتاعب "بحزن" ابن أختي الوحيد المسكين لم يذق الهناء يومًا

***

ما تعودت إنها تطلع للصحراء في هالوقت.. لكنها اختارت تطلع اليوم عشان تشرد من الافكار اللي يابتلها الصداع

لا إرادي لقت نفسها تتجه للقرية

أول ما وصلت شافت ويه من زمان ما شافته وصرخت: قبيييصة

قبيصة انشرح ويهه يوم شافها وركض لها: أهلًا أهلًا بالاعجمية

شما تحضنه وتضربه على كتفه بخفة: لا تقل أعجمية.. أنا عربية أبًا عن جد!

قبيصة باستغراب: ولكن أخي يقول بأنكِ أعجمية

شما بامتعاض: ماعليك منه.. لا تصدقه.. أنت أين كنت كل هالفترة؟

قبيصة بوّز: لقد منعني والدي من الخروج خارج المنطقة المحددة.. حتى أطراف القرية أصبحت محرمة علي!

شما تربّت على كتفه: يا عمري.. ما عليه

قبيصة مافهم عليها: هل أتيتِ بلوحة لنرسم؟؟؟

شما: بالطبع! ماتفارقني لوحاتي

قبيصة: إذًا تعالي سآخذك إلى مكانٍ سيخطف عقلك!

وهم يمشون سمعته يقول: إلى أين؟

كشرت يوم شافته وهو ابتسم على تكشيرتها

قبيصة: سآخذها إلى الغضيض

شما: الغضيض؟

حرب يتجدمهم: سترين بعد قليل.. مكان لا يمكن لأي غريب تصوّره

شما بوزت مرة ثانية: أيها المغرورر

قبيصة انصدم وصد عليه بسرعة.. لقاه يقهقه

حرب غمز: الغرور لا يليق على غير العرب!

شما: وانا من قال لك باني لست عربية؟

حرب: هل يمكنك سماع لغتك؟ مضحكة ومثيرة للشفقة.. حتى لغة قبيصة الطفل سليمة وأكثر بلاغةً منكِ

شما: قلتلك بأننا نتحدث العامية في بلادي ولا نستخدم الفصحى

حرب: لا يهم.. كما أنه لم يتبقى من العرب سوى بني جلمود

شما تتحرطم: على كيفه هذا!!!! من قال لك!! انت لم تدرس التاريخ

حرب بثقة: نحن لا ندرس التاريخ في مدارسَ مثلكم.. التاريخ يلقّن ونتجرعه منذ الطفولة "كلم قبيصة" قبيصة من هم بني جلمود وإلى من ينسبون؟

قبيصة بثقة وكأن عنده تسميع: يرجع نسب بني جلمود إلى سلالة عمليق بن لاوذ بن إرم.. أول من نطق العربية.. وبني جلمود هم آخر من من تبقى من العماليق.. انشقّ جدّنا لاوذ من قبيلته بسبب اعتراضه على اعتداءاتهم، وهاجر إلى هذه القرية بعيدًا عن العالم

تعرَّض بني جلمود والقرية للعديد من الاعتداءات على مرّ السنين.. آخرها كان من الغزاة البيض اللذين حاولوا نهبَ الأرض ولكن أجدادنا دفعوا دمائهم وأرواحهم فداءً لنا ولأرضنا

شما بإعجاب: ماشاءالله

حرب بهدوء: التاريخ ينقش في قلب الجلمودي منذ الولادة.. لا يؤخذ من الخارج

كانت بترد عليه بس أبهرها المكان اللي وصلوا له.. هي بقعة معزولة عن باقي القرية.. فيها جبال متوسطة الطول لونها بني محمر مائل للبرتقالي.. كانت عريضة كأنها جداريات صخرية ضخمية تحاوط بهم من اليمين واليسار.. وفي النص جدول طولي.. مياهه زرقاء صافية
يتجمع حولها مجموعة من الإبل.. حاولت تعدهم ماقدرت ماشاءالله يتعدون المية جمل
بعضهم كانوا يشربون منهم والبعض ياكل من النباتات اللي نمت حوله بشكل عشوائي.. واللي أسر قلبها صدق.. عدد بسيط منهم كان داخل الجدول جنهم يتسبحون عشان يخففون حرارة الشمس

شما بحلج مفتوح من الصدمة: تباااااارك الرحمن شو هالجمال!!!!! والله حرام مايبت تلفوني.. مستحيل حد يصدق إن هالمنظر موجود على الكرة الأرضية

حرب يهز رأسه بيأس لانه مافهم: الاعجمية!

كشرت فويهه: ماذا قلت لك الان

حرب: أحاول أن اركز على كلماتك وافهم معظمها ولكن أحيانًا أجدك تلوين لسانكِ بطريقة عجيبة

شما ضحكت على أسلوبه: ههههههههه بالطبع إذا تحمست ساتكلم بلهجتي! لم اتعود على الفصحى!

مشت عنه وهي تطلع اوراق بيض عطت قبيصة منها وخذت وحدة ثبتتها على القاعدة الخشبة الصغيرة.. ويلست تخطط

حرب تقرب منها: يمكنكِ تعلّمها من أهلها

شما مندمجة: ما هي؟

حرب: اللغة العربية

شما تفكر: ليس لدينا الكثير من الوقت.. سنعود للبلاد قريبًا

حرب: أليست هذه بلادكم؟

شما: لا.. بلادنا بعيدة.. نحن هنا بمهمة عمل

حرب يشاركها التفكير: سأنطلق أنا أيضًا بمهمة عمل قريبة

شما عقدت حواجبها: حقًا؟

حرب: علينا أن نجمع مؤونة الشتاء.. فتأمين الغذاء اثناء الشتاء صعب جدًا.. يكاد أن يكون مستحيلًا لجميع الأهالي

شما تهز راسها: والله فكرة جميلة.. أحب هالنوع من التعاون والمسؤولية تجاه الاخر

حرب يلمس ايدها: اعطني لأجرب

شما سحبت ايدها جنها ملسوعة وصرخت: لم تلمسني!!!!

أفجعته صرختها وكان على وشك إنه يضربها بظهر ايده بس مسك نفسه: ما بك؟

شما: لا تلمسني.. قلت لك بأن لمس الرجال حراااام

حرب باستغراب: مالمشكلة؟

شما: لا يجوز في ديني

حرب: لديكم الكثير من الممنوعات في دينكم!

شما: بالعكس.. الأصل في كل شيء التحليل الا إن ثبت نص ديني العكس.. وبعدين ديننا دين وسط مافيه انحلال ولا تشديد.. دين يحث على السيطرة على النفس واهوائها

حرب عيبه كلامها: إذًا لمس الرجال من اهواء النفس؟

شما انحرجت بس تعرف ان مافي حد غيرها يشرح له: بالطبع! الاضداد تتجاذب.. الذكور للاناث والاناث للذكور.. هذا الطبيعي

حرب يتذكر: إذًا لم لا يتحجب الرجال مثلك؟ حتى صديقتك.. قلتِ بأنها ليست من قبيلتك

شما انحرجت ماتبغي ترمس عن عليا بسوء: قبل أن اجاوب بسألك.. هل جميع أهل القرية متدينون وملتزمون بجميع اوامر الكاهن؟

حرب: لا بالطبع.. هناك المتدين وهناك المستهتر.... وهناك المشكك

شما: لدينا بالمثل.. هناك من هن أشد تدينًا مني.. حتى أنهن لا يكشفن وجوههن عند الرجال.. وهناك من لا تلتزم بالتعاليم الدينية

حرب: اذا المرأة تتغطى حتى من زوجها؟ كيف؟؟؟؟

شما توترت من المنحنى اللي وصلوله بالاسئلة: لا بالطبع.. الزوجان يحلّان لبعضهما تمامًا

حرب زفر براحة: اووه لقد شعرت بالضيق لوهلة

شما ماردت بس كتمت ابتسامتها

حرب: ولم تتغطى النساء

شما: أوامر إلهية.. أمر المرأة والرجل بتغطية عوراتهم وأيضًا امرهم بغض البصر.. فإذا غطى الجميع عورته وغضوا البصر سيساعد هذا على كبح الرغبات ولن ينفلت المجتمع على بعضه بشكل همجي

حرب بألم: مثل بني جلمود

شما توترت: اتكلم بشكل عام!

***

طرشتله بوست شافته عن مطعم يديد فاتح عندهم

فطامي تكلمه فيديو كول: طرشته توني شفته؟

محمد: هيه شفته.. شكله حلو

فطامي بدلع: شو رايك توديني؟ نفس آخر مرة

محمد: لا حبيبي مافينا على المشاكل.. مب باقي على العرس شوي اصبري.. كنت معصب وماشوف جدامي وتصرفي هاك اليوم كان متهور.. لو حد شافنا من أهلج بتستوي بيننا مشاكل ما لها داعي

فطامي: بليييييز حموودي محد بيعرف.. نفس آخر مرة تعال شلني من الجامعة وبنسير بسرعة وبناكل فالسيارة.. والله فخاطري من كم يوم

محمد: عمري انتي.. والله ان خاطرج غالي يالغالية.. بس مابغي أسوي مشاكل خلينا نصبر شوي

فطامي تمد بوزها: حبيبي بليييز

محمد بهيام: اويلي على المبوزين.. والله ماقدر اقاوم هالجمال.. كيف تبيني اشوف هالحلاة كلها واردج عقب؟ ماقدر!!

فطامي تحرك شعرها بدلع: لازم تردني عشان مايقنصنا ابوي

محمد: آآآخ بس متى بيي شهر 9!

فطامي: مستعيل؟

محمد: اعد الثواني عشان تكونين عندي

فطامي تضحك: ههههههههه عمري انته

***

درية تسحب الفراش الخفيف استعدادًا للنوم: لا أعلم لمَ لا زلت أشعر بالحنق عليها.. رغم أن السيدة هوّنت علي وقالت بأن سببها الوحيد للزعيق علي كان كرامة الضيف وقدره عند السادة

أبو صالح ينهض: هل أنتِ مجنونة؟؟؟؟ لقد تماديتِ كثيرًا.. كيف سمحتِ لنفسك أن تستمعي لتبريرات السيدة.. لو علِمَ أحدٌ بهذا الفعل ستجلدين وتصلبين على النخلة

درّية خافت: ولكنني لم أطلب ذلك منها

أبو صالح: حتى ولو لم تطلبيه.. نحن لسنا سوى خدم وهم أسيادنا.. لا تنسي مكانتكِ.. أنا أعلم بأن السيدة سارة طيبة القلب وعطوفة.. ولكن لا تستغلي هذا الشيء لكيلا ينقلب عليكِ

درية: حسنًا حسنًا.. "اقتربت من ظهره" ألم تسمع شيئًا عن ابناء المذنب؟

أبو صالح: ألا زلتي مصرة على نبش الأمر

درية: نعم لقد أرسلت سودة لتأتي بالأخبار ولكن يبدو بأنها لم تنجح.. فلم تحدثني من يومها

أبو صالح: اعتقد بأنني رأيتها برفقة غمد.. "بضحك" قد تكون تآمرت معه عليكِ

درية: ماذااااااا

أبو صالح يقهقه: ههههه


نهاية الجزء الثاني عشرة


تتوقعون درية على شو ناوية؟
وبيصير شي في الغضيض؟
شما وحرب والخاطب الجديد!

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن