6

806 27 3
                                    

الجزء السادس



وصلوا عند الشيخ وكانت أم قبيصة "زوجة الشيخ" موجودة عداله

شما ماعرفت شو تقول أول مادخلت.. تسلم مثل ماتعودت والا شو.. فضلت الصمت

أم قبيصة بحذر: الغريبة؟

حرب: نعم

أم قبيصة: مالذي تريدينه منا؟

شما بصراحة: لا أريد منكم شيئًا

حرب بغضب: اصمتي.. إنك تحدثين السيدة الأولى

شما بعدم فهم شافته

الشيخ كليب "أبو حرب وقبيصة": أم قبيصة دعينا قليلًا

أم قبيصة غادرت بضيق امتثالًا لأمر الشيخ

الشيخ كليب: والآن.. كبداية.. أود شكركِ لما فعلته وإنقاذك لي.. بإعجوبة.. لطالما عُرفَ الغرب بمهارتهم في الانقاذ

شما: اعذرني أيها الشيخ.. لم يسمح لي أحد بالحديث من قبل.. ولكن اظن بأن من حقي الحديث

حرب بنرفزة: النساء لا يحق لهن أي شيء!

الشيخ كليب: على هونك يا بني.. دعها تتحدث

شما بصدق: اقسم لك.. لا أعلم مالذي تقدسونه لكن اقسم بالله أنني لستُ من الغرب
انظر إلي أنا فتاة عربية.. شرقية.. لم تطء قدمي أرض الغرب يومًا.. اقسم بأنني لم أعرف عنكم ولا عن أرضكم شيئًا.. ولم اطمع بها ولا أي شيء

الشيخ كليب يحثها على الكلام: كيف وصلتِ إلى هنا

شما بدت ترمس بصوت مخنوق: لم اصل.. لم اعلم بوجودكم من الأساس!!
أنا اسكن بعيدًا وجئت إلى هنا برفقة أخي في مهمة عمل.. نسكن في مخيم بعييد جدا.. كنت اتمشى حول الصحراء لأنني احب الرسم
كنت ارسم الكثبان الرملية والاشجار حتى رأيت قبيصة وكنت اظنه جنيًا.. ولكنه كان لطيفا معي وتعرفنا على بعض وبدأنا اللعب اكثر عن مرة.. حتى جاء اليوم الذي خطفوني به.. اقسم لم اكن اعرف شيئًا ولا اريد منكم شيئا سوى اعادتي الى مكاني
ارجوك ايها الشيخ "بدت تصيح" ارجوك اشفق علي.. لقد تعذبت بما فيه الكفاية.. لا اريد منكم شيئًا فقط اعيدوني

الشيخ يسمع بصمت تام.. ووجه نظره لرجل كان يالس جريب منه.. الرجل هز رأسه ب "لا".. واشر له الشيخ بعلامة الانصراف

الشيخ كليب: هل رأيتِ الرجل الذي كان جالسًا هنا؟

شما تمسح دموعها: وين؟.... اقصد اين؟ آه الذي كان هنا.. نعم ما به

الشيخ كليب: هذا أحد الذين عاصروا الغزاة البيض وعاش معهم مكرهًا ومن ثم هرب ولجأ إلينا.. وقد احضرته مخصوصًا ليختبرك.. ويبدو بأنكِ قد نجحتِ بالاختبار

شما فرحت: اقسم لقد اخبرته "تقصد حرب" لقد اخبرته بانني لست مثلهم.. ولكنه لم يصدقني

الشيخ كليب بفخر: ابني حرب لا يمتلك شيئًا أغلى عن قريته.. لذلك لن يدع لأي خطر أن يحوم حولها مهما بدا صغيرًا

شما: شكرًا لك ايها الشيخ.. هل يمكنكم إعادتي إلى المنزل؟

الشيخ كليب: أنت حرّة

شما: لقد غابت الشمس وايضا اصوات الحيوانات مخيييفة لا اضمن وصولي لوحدي.. بالاضافة الى انني لا اعرف الطريق

الشيخ كليب يقهقه: الجلموديات يسلخن الذئاب ويشوينها في الشتاء

شما قشعر جسمها: صدق!!! هذا مخييف

الشيخ كليب: الا تأكلون الذئاب في بلادكم؟

شما: لا.. نأكل الخراف.. الماعز.. السمك.. لكن لا نأكل الذئاب ابدا

الشيخ كليب: آآه السمك.. لقد كنا نتنعم به في شبابنا.. ولكنه انقطع عن بحيرتنا منذ سنين طويلة.. حتى هذا الشيخ "اشر على حرب" لم يذقه يومًا

شما تطالع حرب بعفوية تامة: ما تعرف السمك؟ هو مخلوق هكذا "اشرت بايدها" لديه عين هنا واخرى هناك.. سارسمه لك هنا لحظة.. طلعت اللوحة من شنطتها ورسمت سمجة وراوته

وهو مارد عليها.. راوت الشيخ كليب اللي انبهر

الشيخ كليب: إنك بارعة حقًا!!

شما: نعم انا احب الرسم ولدي الكثير من الرسمات!

الشيخ كليب: هذا مثير للدهشة.. يمكنك الذهاب الآن وسيصحبك الشيخ إلى أن تصلي آمنة مطمئنة إلى داركِ.. وإن احتجتنا يومًا فدينك في رقبة كل جلمودي.. لا تترددي بطلبه

شما بامتنان: شكرًا أيها الشيخ الطيب

***

هو ما كان يرد عليها ولا عايبنه الحوار من البداية.. بس ساكت احترامًا لأبوه

ما يحس إن الحريم ينعطون ويه.. وهذا العُرف اللي تمشي عليه القبيلة.. بس أبوه كان ليّن معظم الوقت.. وعطاها أكبر عن حجمها

كان يبغي يشرد من المكان بس مب قادر لأن أبوه ما أذن له.. سمعها تشتكي من خوفها من الرجوع بروحها.. وكان يدعي في قلبه ما يكلفه هو انه يردها وغمض عيونها يوم فعلًا عطاه الأمر

ما صدّق أبوه سمح لهم يطلعون.. طلع بسرعة البرق.. متجه لعفريس اللي كان بعده في بيت الشيخ

حرب بصوت رجولي: العضيد

عفريس اللي كان يكلم وحدة من الجاريات بحديث غرامي.. فز يوم سمع هاللقب اللي ما يقوله الا اذا يبا مساعدته: لبيك سمعًا وطاعة ايها الشيخ

حرب يأشر على شما بعينه: اوصلها الى منزلها

عفريس ياشر للجارية تبتعد: لم لا توصلها انت

حرب: لا اريد الاقتراب منها لقد سئمت ذلك

عفريس بخبث: اوصلها.. وفي الطريق اقض منها وطرك "خذ منها حاجتك"

حرب بغضب: عفريس!!!

عفريس يقهقه: لو كان لك مطلب آخر لقضيته ولو كنت على فراش موتي.. ولكن هذا الأمر تركته لك "وغمز له مبتعد"

***

مشى برفقتها مكرهًا.. وهي تعطيه الاتجاهات إلى أن بدت لهم مظاهر المخيم من بعيد.. البقعة الوحيدة المنيرة في الصحراء

حرب: أهذا منزلك؟

شما تبتسم براحة: نعم.. وصلنا ولله الحمد

حرب باستغراب: كيف تنيرونه بدون نار؟ "صغر عيونه بتركيز" أم هي نيران في اوعية صغيرة؟ "يقصد الليتات"

شما ضحكت بغير قصد: لا بالطبع.. لا اعتقد بأنكم تمتلكون هذا.. انها الكهرباء نستخدمها للانارة ولكل شي

حرب بتفكير: من اين تحضرونها؟؟

شما: اممم لا اعرف كيف اشرح الموضوع.. ولكن هو يشبه ان تحك الاحجار ببعضها وتصنع النار.. ولكن هنا تصنع الكهربا.. هي مثل الطاقة وتشغل كل شي

حرب: وكيف هو شكلها

شما: لا اعلم فنحن لا نراها.. ولكن يمكننا استخدامها

حرب: هراء

شما: إن الموضوع معقد ولا اعلم كيف اشرحه

حرب: لا بأس.. هل تشعرين بالأمان الآن؟ ساتركك وارحل

شما: ألا يمكنك مواصلة الطريق معي الى ان نقترب اكثر

حرب تأفف ومشى وياها لين وصل على بعد أمتار من المخيم: والآن ادخلي ولا تعودي

شما تلوح له بامتنان على كل شي: مع السلامة وشكرا

عقد حواجبه على حركتها ولف راجع لقريته.. أما هي حمدت الله إنها وصلت.. سجدت في مكانها سجود شكر لله ودخلت بقلب يرفرف من الفرح

تذكرت إن الناس هنيه ما تدري عن شي.. وتمنت إن خالد يكون ما يدري عن شي.. ما تبغي تفتح الموضوع بالذات انه انتهى وخلاص ماتتوقع إنها بترد لهم.. وماتبغي حد يعرف عنهم.. شافت فعيون بني جلمود وتصرفاتهم خوف كبير من الغرباء رغم قوتهم وشجاعتهم

بدت تمشي بهدوء وهي تتلفت قبل لا تخطي عن يشوفها حد ويستجوبها

وصلت الكرفانة وشافت الليتات مفتوحة.. نزلت نظرها شافت عليا راقدة على الكرسي المحطوط في الزاوية

بوّزت بضيج.. مسكينة شكلها كانت تترياها

تقربت منها وهزتها على الخفيف: عليااا.. نشي ارقدي علي فراشج

عليا فتحت عيونها المحمرة ويوم استوعبت الوضع صرخت: شمااااااااا انتي وييين؟؟؟؟ خوفتييني عليج ليكون خطفوج الجن؟؟ "انخطف ويهها" ليكون انته جني ومتلبس على هيئة شما

شما تضحك: ههههههههههه والله خبلة.. كنتي كاسرة خاطري بس ضحكتيني

عليا تضربها: وتضحكين!!! انتي تعرفين شو استوابي وانا ادورج؟؟ مليون فكرة وهاجس يو على بالي ويالسة بكل بساطة تضحكين

شما حضنتها بحب: انا آسفة والله ماقصدت اخوفج.. اسفة وشكرا لانج فكرتي فيني وكنتي تحاتيني.. بس لو تعرفين اللي مريت به بتعذريني

عليا بقرف: شما من عيوني بسمعج وبفهمج بس كبداية سيري تسبحي الله يخليج عذبتينا

شما تضحك: والله صدقج روحي جبدي لايعة من عمري!

***

تنفست الصعداء يوم شافتها.. ما صدقت.. حضنتها وهي تخبرها شكثر كانت خايفة عليها.. صرخت وضربتها وضحكت عليها وصاحت وياها وهي تسمع اللي استوا بقلب مفتوح وعقل مب مصدق

معقولة شما مرت بكل هذا؟ ورادة بعقل كامل! لو هي مكانها جان ماتت من اول دقيقة.. مستحيل كانت تقدر تتحمل كل هذا

بس لحظة لحظة.. شما تتكلم عن شخص تقول انها ما تطيقه.. بس اللي تشوفه عليا شي ثاني.. تشوف نظرات حالمة.. وحب عذري توه ينولد.. هي أعلم به.. تلقطه من اول نظرة

وايد خافت على شما.. ما بغت تنبهها على الموضوع، يمكن مب منتبهة لمشاعرها، تخاف اذا نبهتها يبدا يكبر في بالها.. هي اكثر وحدة تعرف الحب الموؤود.. وما تبغي شما تمر بمثله

***

رد للقرية بعقل مشغول.. هالبنت غريبة جدًا ومختلفة عن كل البنات اللي شافهم في حياته، والمعدودات اللي خالطهم

كان متجه لبيته لين قاطعه صديقه المفضل وابن عشيرته: إلى أين أنت ذاهب، الحفل من هنا

حرب بملل: لست حديث عهدٍ بي "تعرفني من زمان"

عفريس: اليوم حفلٌ مختلف.. تحتاج للترفيه عن نفسك قليلًا فقد كان اليوم مُرهِقًا

حرب: لست مهتمًا

عفريس ابتعد عنه وقال بسخرية: بالمناسبة ستموت مبكّرًا.. ليس لضعف صحتك ولا وهن جسمك ولكن لصيامك الأبدي عن النساء

كان الحفل مقام في ساحة فارغة.. كان الحضور متوزعين على شكل دائرة
كالعادة كان النبلاء في صدر القاعة.. النساء منهم والرجال

أما بقية أفراد القبيلة كانوا متوزعين على شكل قوس

كان الحفل عبارة عن فقرات، فقرة رقص النسوة، وفقرة قتال الرجال، وفقرة الفرقة الشعبية النسائية

إلى أن انقضت الفقرات وغادر كبار القبيلة.. لم يتبقى أحد في الحفل سوى الشباب من الجنسين

قام عفريس بحماس يضرب صدره بيديه الاثنتين.. بحركة إعلان لبداية الحفل الليلي

مشى برجولة وحضور ساحر، يخطف قلوب النساء

مشى بطريقة متناسقة على صوت الطبول، وبدأ الرجال بالصراخ صرخات عميقة وبدأ النساء بالغناء

لحقه بقية الشباب.. وبدأن الفتيات بالتوافد إلى منتصف القاعة بغنج ودلع

كلهن يطمحن بعفريس كهدف رئيسي.. وإذا لم يلقوا استحسانًا منه يحوّلون إلى بقية النبلاء.. كل واحدة منهن جاءت بأبهى حلة لكي تستطيع الظفور بقلبه، ولو لليلة

يكفيها أن يختارها عفريس المجهجه.. الفارس النبيل، المعروف بقوته وشراسته

انتهى الحفل قرابة صباحًا، عندما شُرب آخر كأس جماعي من مشروب التيمبو "نوع من أنواع الكحول"

***

على بعد مسافة ليست بالبعيدة

نهض من مكانه وهو يشعر بتعب في جسمه ونار تشتعل في صدره، وخشونة في حلقه.. طلع يتمشى في القرية كعادته كل فجر.. ليتأكد من أمن القرية وأمانها، ومن خلوّها من الشرور

مر على الحفل المنتهي، وتعداه.. كان يكره هذه الحفلات طوال عمره.. لأسباب متعددة أهمها بأن فيها إهدار لخيرات القبيلة.. والسبب الثاني لكونها تجمع بين أبغض أمرين على قلبه: الخمر والنساء.. لأن الاهتمام بهم ذهاب للعقل

مشى إلى أن وصل الدومة المعتلة.. شعر بخطوات متفرقة وبعيدة.. كان يحاول أن يركز ويفتح عينيه ويقاوم الحرقة التي يشعر بها
ولكن الضربات التي داهمته، قضت على الطاقة البسيطة التي كان يمتلكها

كان يشعر بالضربات من كل اتجاه.. لم يشعر الا بافتراش جسده الضخم الأرض الرملية، وحركة الغبار حوله

كان يواجه صعوبة بالتفكير.. يريد أن يستسلم للنوم والشعور المريح المصاحب له، ولكن عقله يأمره بأن يلحق بهم ويقضي عليهم.. ولكنه لا يستطيع.. بدأ جسمه بالارتخاء وأهدابه بالاغماض

***

رقدوا متأخر بسبب السوالف اللي كانت بينهم.. زعلت لأنها ما لحقت تصلي القيام

يوم ردت شافت سيادتها ملفوفة بطريقة غير عن اللي تعودت عليها.. بس تجاهلت الوضع وفرشتها تصلي

يوم خلصت التفتت على عليا.. شافتها راقدة بهدوء كعادتها.. دققت في ملامحها.. عليا حلوة، ما تعتبر من اجمل اللي شافتهم.. لكن ويهها مميز وملامحها لطيفة..

فيها جاذبية عجيبة ممكن تكون اكتسبتها بسبة اهتمامها بنفسها اللي تحسه مبالغ به
بشرتها صافية ولامعة مافيها أي بثور، وخدودها وردية

حتى لو كانت ببجامة وبدون مكياج تحس ويهها يفتح النفس من نقاوته.. مستحيل تشوفها بشعر مب مرتب.. أو بدون شغابات "حلق أذن" او بدون خلخال وسوارة يومية تحطها في ايدها.. هالتفاصيل البسيطة هي اللي تحليها وتخليها مميزة عن غيرها

انسدحت على فراشها وهي تفكر بنفسها وتتخيل لو كانت تسوي نص اللي تسويه عليا كيف بيكون مظهرها؟

***

كان مغمضًا عينيه.. ومستسلمًا للشعور المريح.. إلى أن لمعت في ذهنه فكرة فجأة
هو حرب المجهجه.. الصل.. لن يموت عند الدومة المعتلة.. وبطريقة مخزية كهذه

استجمع كل قواه ووضع يديه على الأرض يسند نفسه بها.. وقف بشموخ يعاكس الضعف الذي يحس به داخليًا

مشى وهو يقدر المسافة لبيته.. كانت بعيدة.. ولا يضمن أن يصل بسلام

بدأ بالتلفت.. أقرب البيوت إليه هو بيت خالته سارة.. ويتبعه بيت عفريس

لكنه فضّل الذهاب إلى عفريس.. على الاقل سيكون مستورًا.. ويستطيع خذ قسط من الراحة بدون تهويل

كان مستندًا بصدره على الباب وهو يطرق بكل قوته: عفرييييس

لا يذكر كم مر من الوقت وهو في نفس مكانه، وعفريس لا يجيب وكأنه جثة هامدة.. ولسوء حظه أن عفريس يكره الخدم ولا يحب تواجدهم في منزله ولذلك لا يمتلك خادمًا

إلى أن جاءه الفرج وفتح الباب.. وسقط بكامل بدنه على الذي فتح الباب

***

كان يرقد براحة تامة، بعد أن قضى ليلة من أجمل الليالي.. خمر ونساء ونظرات إعجاب لا تنتهي.. من النساء والرجال

فعلى الرغم من قدراته القتالية المميزة.. إلا أنه يهوى استعراض قوته ورجولته لخطف قلوب النساء

كان يسمع صوت ضربات قوية على بابه.. وكأنها بدأت تضعف مع مرور الوقت.. لم يرد الاستجابة له إلى أن سمع صوتًا متغنجًا قريبًا جدًا من أذنه: يبدو بأن الشيخ لديه ضيوف!

عفريس: لا أحد اهم منك

الفتاة تضحك بغنج: لن يتركنا وشأننا فهو يطرق منذ زمن

تأفف ونهض للباب.. وما أن فتح القفل حتى سقط عليه جسم ضخم

انصعق من المنظر.. حرب.. بكدمات حول وجهه وجسمه.. وجسمه حار مثل النار

سحبه بكل قوته وأدخله إلى البيت بصراخ: إياك أن يسمع أحد بما رأيته

ألقاه على الفراش ليرتاح

فسمعه يتكلم بضعف: ماء

عفريس بنفس الصراخ: احضري الماء

فزت الفتاة وهي تحاول أن تستر نفسها بسرعة

عفريس يسقيه: سَم

حرب يشرب إلى أن شعر بأنه ارتوى: امسح جسمي بالماء

عفريس بصدمة: ماذا؟؟؟؟؟

حرب يغصب نفسه على الكلام: احضر خرقة مبللة وامسح جسمي بها

عفريس سحبه للمكان المخصص للاستحمام.. لأن الرجال في عرفهم لا يتلامسون ابدا.. الا في القتال: بهيجة.. تعالي وحمميه

حرب كان يحاول الرفض ولكن عفريس كان أقوى منه.. وبالفعل عراه وجعل الفتاة تحممه

إلى أن بدأ جسمه بالاستقرار فصرخ عليها: ابتعدي

هربت الفتاة وكأنها كانت تنتظر الكلمة

عفريس باستغراب: لم أخفت الفتاة

حرب بغضب: لم تركتها تلمس جسمي

عفريس يضحك: هل الموضوع بذاك الاهمية؟؟

حرب بنظرة نارية

عفريس بتقزز: هل توقعت مني أن أحممك

حرب: لو كنت بقوتي لأبرحتك ضربًا

عفريس: أنا مستعد لذلك.. ولكن كيف انتهى بك المطاف هكذا؟ "بسخرية لأنه تأكد انه بخير" يبدو بأن عظامك قد وهنت

رماه حرب بالخرقة المبللة: تتمنى ذلك

***

كانوا يالسين على الأرض يتريقون ريوقهم المعتاد
صينية دائرية عليها صحن فيه بيض.. صحن صغير فيه جبن مثلثات.. صحن ثالث فيه عسل مخفف بالماي.. وصحن كبير فيه خبز عربي مقلي بالزيت.. وكوبين شاي حليب

سمعوا دق على الباب

قام عبدالله يفتح الباب وهو لابس لبس المدرسة

دخل عليهم علي أخوهم الكبير ومعاه وحدة لابسة يونيفورم وحجاب

خولة تنرفزت شو هالجرأة ليش يايبنها عندنا؟؟؟؟ مع إن شكلها ما يبين إنها من هذاك النوع.. كعادتها بلعت الغصة وسكتت

علي: السلام عليكم

الكل: وعليكم السلام

خولة بضيج واضح: بغيت شي اخوي؟

علي بابتسامة تقرب وباس راسها: عنبوه يا خولة ماشي شحالك أخوي علومك بتطمن عليك؟

خولة بطول بال: شحالك يا اخوي علي؟ عساك بخير

علي: الحمدلله عال العال.. يبتلكم بشكارة تساعدكم

خولة: مشكور يا اخوي ويعطيك العافية بس من وين انييب بيزات حق الراتب؟ نحن يالله يالله نأكل عمارنا

علي: لا ما يحتاي تعطونها شي.. هي من بيت ربيعي مسافر أسبوعين هو وأهله وطلب مني اخليها عندنا

خولة: الله يهديك علي وين بنيلسها وكيف بنأكلها

علي هدها وطلع: ماعليه تتدبر يا اختي.. استفيدوا منها هالفترة وعقب خير

خولة: مب مشكلة.. بس شو عن الرواتب؟ ما نزل راتب الاعانة الاجتماعية؟

علي: أكيد نزل.. ماعليه انا برقد الحين وعقب بسير اسحب لكم البيزات

خولة: هالشهر كم بتعطينا؟

علي بنبرة بدت تحتد: ليش كم تتحرين يعطونكم؟ كلها على بعضها 4 او 5 آلاف.. نص حقي ونص حقكم

طلع وسكر الباب وراه

عبدالله: ماعليه خولة ان شاءالله السنة الياية بكمل 18 بخلص مدرسة وبداوم، وهو خليه يشبع بهالبيزات ما نباها

خولة: ان عدت هالرمسة يا ويلك مني.. ما بتداوم.. بتسير تدرس حالك حال اي حد ثاني وبتاخذ شهادة وعقب ان شاءالله بتشتغل

عبدالله بمصخرة: انتي تتمصخرين على عمرج ولا على منو.. ادرس من وين بييب بيزات حق المصاريف؟ انتي بروحج تدرسين وتعرفين كيف الجامعة تكلف "وبكل ثقة قال" انا بشتغل وبصرف على البيت وعليج عشان تطلعين من هالتخصص الخايس.. ماتسوى عليج هالثلاث آلاف اللي تحصلينها

خولة: استغفر ربك هذي نعمة.. شوف وضعنا كيف تحسن يوم خذناها.. وبعدين اسكت لا تطريها عن يسمع اخوك وياكل عنا الراتب كامل

عبدالله: مب على كيفه.. الراتب ينزل عشاننا نحن مب عشانه.. انتي ادرسي في المكان اللي تبينه وانا بشتغل.. وراج مستقبل

خولة بتأثر: لا والله تباني انا ادرس وانته تشتغل تكد علي؟

عبدالله بثقة: هي انتي عندج طموح.. انا مب لازم

خولة لا ارادي بدت دموعها تنزل وحضنت راسه

عبدالله يدزها: ايييييه قومي عني.. بتستوي ريحتي ريحة بنات

خولة: تراني ما اتعطر.. هذا صابون

عبدالله: حتى ولو.. ماداني هالحركات



نهاية الجزء.. شاركوني أفكاركم ولا تقرون من بعيد

أحبكم

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن