38

559 19 0
                                    

كتبت جزء واحد لهذا الويكند للأسف.. لكن بنشوف إذا قدرت اخلص الثاني بنزله لكم.. واذا ماقدرت سامحوني

الجزء الثامن والثلاثون


كان يتقلّب في فراشه، وتارةً يتمشى في الجناح، ويشغل نفسه بأسخف الاشغال لكي ينام، ولم ينم.. حتى بدأ يرى خيوط الشمس تتسلل إلى الغرفة من وراء القطعة القماشية الطويلة.. اتجه إليها وأزاحها فرأى منظرًا مذهلًا

مبانٍ كثيرة بأطوالٍ مختلفة.. والشمس باشعتها البرتقالية تتعاكس عليها وتكوّن لوحة فنية.. لم يتخيل انه قد يرى مثلها في يوم

أيقظ بو عبيد وهم للصلاة.. صلى ودعى الله من كل قلبه.. أن يكتب له ييسر له الخير، ويسخر له جنود السموات والأرض، ويحفظ أهله من كل سوء.. ودعوة قالها باستحياء واحتفظ بها بينه وبين قلبه

بو عبيد: ترا تونا الفجر انته ليش جي مزعج

حرب: لدينا أعمال كثيرة.. نم لاحقًا

بو عبيد: أي أعمال؟؟؟ شغلنا بعده الضحى.. مطولييين يعني

حرب: لنفطر

بو عبيد: استغفر الله العظيم انا شو خلاني اييبك من الصحرا

طلب الفطور إلى الغرفة.. لا زال الوقت مبكرًا على أن يخالط الناس في ردهة المطاعم

فطروا وكان عبيد يتولّى مهمة تعليم حرب أساسيات الطعام والتصرف مع الناس هنا.. ويحاول أن يلطّف الجو لكيلا يحرجه

بو عبيد: باقي الحلاقة.. متفقين ويا الحلاق ايي على الساعة 9 ونص

حرب هز رأسه بهدوء.. ثم قال: هل يمكنني رؤيتها؟

بو عبيد باستغراب: منو؟

حرب بابتسامة: الحرمة

بو عبيد بحزم: لا طبعًا.. الدنيا هني مب مثل القرية.. والحدود بين الريال والحرمة وايد كبيرة.. ماتقدر تسير تقابلها

حرب: ولو من بعيد؟

بو عبيد: والله صعبة البلاد كبيرة

حرب: ولكنك تعرف أهلها

بو عبيد: صعبة والله اوديك عند بيتهم

حرب: أيصعب عليك شيء وأنت بو عبيد؟


***


اغتسلت وجلست تسرّح شعرها بسرحان تام.. حين رن هاتفها.. عقدت حواجبها باستغراب من الاتصال.. وردت

شما: الو

عليا: شما

شما ابتسمت: يا هلا والله وغلا بعليا

عليا: اهلين شحالج

شما: تمام الحمدلله شحالج انتي واخبار ديار الغربة؟

عليا: آآآه صعبة وتلوع بالجبد.. الله يعزج يا بلادي

شما بنقمة: هيه زين يوم حسيتي.. مب تقوليلي اول بهاجر وبعيش مادري وين

عليا بوزت: شسوي.. لأني متعودة على السفر والعيشة بروحي توقعت الموضوع بيكون سهل مثل كل مرة.. بس العيشة وايد صعبة برع يا شما.. واايد.. كل من هب ودب يغلط عليج ولا ترومين تاخذين حقج.. تبلعينها وتسكتين.. عنبوه حتى الشرطة إن بغيتي تبلغين تفكرين مليون مرة لأنهم روحهم مشاكل

شما: عليا لا تزعلين مني بصراحة أنا اشوف يلستج مالها داعي خلاص انتي اولريدي تحجبتي وتعودتي على الحجاب الحمدلله الحين ردي هني.. حتى لو ماتبين تكونين في نفس العمل ونفس الفريق اكيد بتحصلين مكان ثاني

عليا: والله افكر هالفترة.. مديري وايد ملعوزني ومب بس يدور علي الزلة الا بروحه يصنع لي الغلط عشان يفره علي

شما: حرااام الله يعينج وييسر أمرج يا رب

عليا: آمين.. شما.. أنا عندي موضوع ثاني مهم

شما: هييه؟ قولي شو هالمقدمات

عليا: اممم.. والله مستحية اقولج.. اصلا مادري اذا عادي اقولج بعد انتي ياهل وشو عرفج بهالسوالف

شما: بدينا سوالف ياهل وما ياهل.. تراني شايفة كل فضايحكم

عليا باحراج: ويعة يا شما

شما تضحك: شدراني عنج

عليا: الصراحة أنا حامل

شما شهقت: شووووووو

عليا تنهدت: هي والله

شما: متأكدة!

عليا: فحصت في البيت وسرت المستشفى ونفس الشي

شما بقلق: اويه.. الله يستر.. شو بتسوين؟

عليا بحزن: ماعرف "صاحت" ضايعة والله ضايعة.. خالد الله يسامحه وعدني نتفاهم وأخلف وعده.. وتجاهلني جني نزوة عابرة.. والحين تشوفين الوضع كيف.. ماعرف شو اسوي بعمري وبهالياهل

شما تحاول تعذره: يمكن انشغل عليا تعرفينه هو وايد مشغول

عليا: هو يتهرب.. بتعلميني فيه؟

شما: ماتفكرين تخبرينه؟

عليا: هاللي مخوفني أكثر.. مابغي احرمه من ذريته.. اصلا مايجوز.. وفي نفس الوقت اقول يمكن مايبغيه وانا مابغي الزمه فيني غصب

شما: شو هالكلام؟ غصب وما غصب.. هذا أمر الله.. يمكن فيه الخير لكم انتوا الاثنين

عليا: والله خايفة يا شما.. الموضوع مب مثل ماتتخيلين

شما: يمكن صدق انا مبسطة الأمور مادري.. وماعندي خبرة بس أنا اللي أعرفه إن كل أمر يستوي للمسلم ففيه الخير.. أنتي وخالد على كلامج بينكم وايد حواجز وأمور أنا ماعرفها يمكن الله يجعل هالطفل هو اللي يقرب بينكم

عليا: برايج اخبره يعني

شما: أكيد.. اختاري قرارج بناء على الحلال والحرام.. لا تبدّين أي فكرة ثانية مهما حسيتي انها صح.. وصدقيني بهالطريقة مابتضيعين.. واستخيري طبعًا

عليا: ان شاءالله


***


أحد الرجال: ألم تروا الشيخ حرب؟ أود أن أُبلغه برسالة

رجل آخر: سلّمها عفريس إن كانت تخص الحرب

رجل ثالث: ولكن بالفعل أين هو؟ لم أره منذ أن جاء ذلك الغريب

الرجل1: صحيح لقد ذهب معه ولم يعد.. أيُعقل أن يكون قد تخلّف عن الوواجب وتركنا

رجل2 اخرج سيفه: اياك والطعن فيه.. كشيخ للقبيلة لم يكن مجبرًا على الوقوف معنا في الخطوط ولكنه تواضع لنا ووقف بجانبنا ولم يتركنا برهة

رجل1 يتلفت بسخرية: أين هو لا اراه

رجل2: لا أعلم ولكن لابد وأن لديه سبب

رجل4 بقلق: هل يُعقل أن يكون تخلى عنا للغزاة البيض

رجل2: ويحك مالذي تقوله عن قائدنا

رجل1: ولكن هذا مانراه "صرخ" ابحثوا عنه يا رجال

ضج الجميع.. ما بين غاضبٍ على حرب، وما بين مدافع، وما بين صامت لم يتبيّن موقفه بعد.. إلى أن وصل الأمر إلى عفريس، فزلزلهم

عفريس/أحمد: اتنوون الردة على حرب بعد أن بايعتموه؟ ويحكم

الرجال: ولكن كيف يتركنا ونحن في حال حرجة؟

عفريس: لقد رحل مع أبو عبيد صاحبنا.. لشأن يخص القرية ومصلحتها

أحد الرجال: وهل من شيء اهم من أمنها والحفاظ على نفسية الرجال؟ ألم يأمرنا بالأمس أن نقاتل قتال حياة أو موت؟ فكيف يتركنا هكذا

عفريس بتفهم: اتفهم موقفكم.. ولكنني أقسم لكم بأنه لم يكن ليرحل لو لا أن الأمر يستلزم.. هو يحاول حفظ أمننا بدون أن تقوم الحرب ما بيننا وبينهم لحفظ الدماء

رجل آخر: انت صديقه وبالطبع ستدافع عنه.. أنت وحرب كهاتين "وضع اصبعيه عن بعضهم" تسندون بعضكم البعض في حق أو باطل

عفريس اخرج سيفه: ساعفو عنك هذه المرة.. ولكن اقسم بأن من يشكك بحرب سيدق عنقه بسيفي هذا.. لا يغرنكم هدوئي واعتزالي في الفترة الأخيرة.. فلا زلت عفريس.. ولا زال دمي حاميًا ولا اعرف الرحمة

قالها وهو يتراجع ويستغفر ربه.. ويدعو أن يُسرع حرب.. لينتهي هذا الأمر بسلام.. فهذه المهمة ثقيلة عليه بشخصيته الجديدة ومبادئه نفسه التي لا يريد أن يكرّسها لغير الدين والقرآن


***


طرش لها مسج: لا كلمة ولا جبر خاطر؟

خولة: زين يوم تذكرتنا

حميد: وكيف اذكركم وأنا ما نسيتكم؟

خولة: صدقتك

حميد: كل يوم اقول أكيد اليوم بتشتاق وتحن لكن أبببد القلب حصى

خولة: هيه انا قلبي حصى وانته قلبك شو؟

حميد: قلبي ميت فيج.. عنبوه يا قلوب البنات مب قسوة عليكن

خولة: مابرد عليك

حميد: ههههههههههههه اعترفي انزين.. ما اشتقتيلي

خولة بوزت: قلت خلاص اكيد مستانس بدوني

حميد: اسمعيني يا حلوة.. شو رايج اي بيتكم اليوم تقهويني واشرب من فنيانج يعلني ماهزه

خولة بتوتر: اممم بيتنا؟ لا مايستوي

حميد: ليش

خولة: بس

حميد: ما في شي اسمه بس.. يالله خبريني شو سببج والا بي الحين

خولة باحراج: يعني تعرف وضعنا كيف وين ايلسك اذا ييت بيتنا

حميد: ولا كلمة.. خذتج وأنا أعرف كل شي وراضي.. هالكلام لا تعيدينه.. وبعدين بيتكم مافيه حريم عادي يلسيني اي مكان لو في الحوي

خولة: انزيين لا تعصب


***


كانوا يتغدون يوم شاركتهم شما

أم خالد: محمد جي ماعندك دوام اليوم؟

محمد: أي دوام امي اليوم السبت

أم خالد: هييييه والله نسيت مادري كيف ماقمت احسب الايام من أجزت شماني

شما: فديتج يا امي.. وليش تحسبيلي خلاص عودة بروحي ادبر عمري مب في المدرسة

أم خالد: عاد انا اذا ماجابلتج بروحي ماعرف ايلس

شما: فديت روحج امي.. أمي اليوم انا بطلع ويا محمد العصر عندنا شغلة بسيطة

أم خالد: زييين والله تسوين شوي تونسين اخوج ياحليله الا مبوز طول الوقت

كان محمد مصدوم من جرأة شما وطلبها هذا بدون استئذان: أمايه الحين انا مبوز؟ حرام عليج

أم خالد: والله يا اني ما اتذكر اخر مرة سمعت فيها ضحكتك

محمد حس بالذنب ونزل راسه


***


كانوا يتجادلون على حلاقة حرب.. كان حرب يريد شعرًا قصيرًا ولحية كثيفة.. لأنها من مظاهر الرجولة كما يعتقد

حرب: أبعد كل هذه السنين تريدني أن ابقى بلحية خفيفة وكأني امرأة

بو عبيد: منو قال الحريم فيهن لحية

حرب: لا أرى الرجال رجالًا بلا لحى

بو عبيد: يا رياااال خفها بتبين صغير والبنيات بيتخبلن عليك شو تباها جي تقول ابو عيال

حرب بطرف عينه: ومن قال بأنني مهتم للنساء؟

بو عبيد: حتى عروسك تراها صغيرة تبا واحد كول وشبابي مب شيبة

حرب: لا شأن لك "كلم العامل" اتركها غليظة ورتبها قليلًا

بو عبيد: ولا فهم عليك "كلمه" محمد سوي هذي لحية ثقيلة ورتب على الاطراف

بدأ العامل عمله كما أُمِر.. وانتهت العملية بنجاح

بو عبيد: الحين يبالك سبوح سريع تنظف الشعر وخلاص بنكون مستعدين 100٪ حق الريال وعقبها نسير القصر بإذن الله

حرب: ومتى سنذهب

بو عبيد: عقب المغرب اعتقد موعدنا.. خلنا بنشوف شو بيخبرنا الريال.. بس اسمع بنخلص من الريال وأنا بسير عند أهلي شوي الوالدة حاشرتني حشرة واعذاري خلصن ولا ابغي ارمس عن موضوعكم.. شوي وبرد لك

حرب: لا بأس خذ راحتك

بو عبيد: عاد ياويلك تطلع والا تدور ترا مابنحصلك البلاد هني مب مثل القرية

جاء المندوب من الأسرة الحاكمة.. حدث حرب وبو عبيد عن بروتوكول الدخول إلى القصر والتعامل مع القيادة العليا.. بتعليمات كان يحفظها بو عبيد عن ظهر قلب.. لزياراته المتكررة.. على عكس حرب الذي كان يسمع بإنصات


***


اتصل بها محمد يخبرها بأنه ينتظرها في السيارة.. خرجت وهي مصممة على نيّتها.. لقد استخارت الله.. وقد قررت
ستكون قاسية.. ستكون واضحة.. لن تجمّل الحقائق أبدًا.. تريد أن يرى بشاعة عمله.. المجاملة لن تفيد أحدًا بشيء.. عليه أن يعي حقيقة الأمر.. لعلّه يتوب عن فعله ويتعظ

ركبت شما بابتسامة: يا حظظناااا وأخيرًا محمد بيحوطني.. والاهم انه لا بيوديني المكتبة ولا بنسير المول نشتري حق العيد

محمد ابتسم: وين ماتبين

شما: ما يهمني وين دام اني وياك واروم آخذ راحتي

اختفت ابتسامة محمد: قولي اللي في خاطرج

شما تلطف الجو: بس لازم تبركن بصراحة اخاف على عمري تسوق وتعصب علي

محمد ابتسم مجاملةً: تبين كرك؟

شما: ليش لا

محمد مر على الكفتيريا، طلب كرك وبركن عند اقرب مكان: وبركننا

شما مسكت كوبها: مادري كيف افتح الموضوع.. ومادري شو بقول اصلا.. حاولت وايد ارتب الكلام بس كل مرة مايضبط وياي.. بس قبل لا اي صليت العصر ودعيت ربي يحلل عقدةً من لساني لتفقه قولي.. وإن كلامي يدخل قلبك وعقلك

محمد صد عليها بجدية: اسمعج

شما: تتذكر اللي استوا هذاك اليوم؟

محمد باحراج: اتذكر شوي

شما: محمد انا شفتك بمنظر مب حلو ابدا.. في حياتي ماتمنيت اشوف اخوي بهالمنظر.. كنت في الصالة تحت بفوطة بس متبهدل وغايب عن الوعي.. متخيل؟ يعني لو ما كنت انا كان ممكن يشوفك اي واحد غيري
سرنا الحجرة فوق تعرف كيف كان الوضع؟ كنت زايع كل مكان.. والله العظيم لو اوصف لك بالضبط كيف كان المكان والريحة مابتتحمل.. ولا بترضاها على نفسك

محمد غمض عيونه بألم

شما دمعت عيونها: انا ماقول هالكلام اذلك أو امن عليك.. لا والله.. بس محمد انا ابغيك تعرف كيف الوضع وعقلك مغيب.. محمد والله انه ذل ومهانة.. واللي يقولك غير هالكلام انسان مايحبك ولا يهتم لك.. الخمر ظاهره حلو لأنه ممنوع.. لكن الواقع لا

محمد: تتحريني مب ندمان؟ شما انا مب قادر احط عيني بعين حد.. مادري كم شخص شاف فضيحتي وستر علي.. تتحرينه علي هين؟ عايش عندكم وأحس عمري انسان اقذر من اني ايلس بين ناس طاهرين مثلكم.. ماودي ايلس لو لا اني مابغي اكسر بخاطر امي

شما: محمد لا تقول هالكلام.. والله إن ربي يفرح بتوبة عبده.. توب له ولا بيردك.. واللي استوا بينك وبينه هو يدري به وبيستر عليك انته اهم شي لا تفضح نفسك

محمد: مب قادر اجابل ربي.. اصلي الفرض لانه فرض.. مب قادر ادعي.. مب قادر اكلمه.. انتي ماتعرفين انا شو سويت ووين سرت.. ماتعرفين.. والله اللي شفتيه ولاشي

شما بألم: مابغي اعرف.. خله بينك وبين ربك واستغفر عنه وبيغفر لك.. هذا وعده.. الله قال لا تقنطوا من رحمة الله.. فليش تقنط؟
كل بني آدم خطاء

محمد: بس مب كل حد يغلط مثلي

شما: ومب كل حد يغلط يعترف بغلطه مثلك يا محمد وبهالسرعة

محمد: مب قادر.. افكر بوايد اشياء.. اقول بستغفر اقول بدعي.. بس من اكبر بصلي ماقدر اقول شي.. مستحي.. مستحي وايد من الله

شما: لا حول ولا قوة الا بالله.. هذا الشيطان يوسوس لك عشان تبتعد عن الله أكثر.. كل مابتعدت عن الله كل ما يقدر يتمكن منك اكثر.. وبيجرك لهالدروب أكثر
دام فيك ذرة خير تقبض فيها.. ولو بينك وبين درب الهداية شعرة تمسك فيها لا تفرط فيها ترا أكثر الناس ماعندهم هالضمير

محمد فجأة: بتين وياي نعتمر؟


***


كانوا جالسين بعد صلاة العصر يتناولون من "فالة العصر" بعادة تقليدية بحتة.. وضعوا على طاولة سفلية الكثير من الفواكه والحلويات المحلية والمستوردة.. وبالطبع الشاهي بأنواعه والقهوة العربية

كان بو عبيد يلهو بهاتفه غير آبه بالحوار الحاد حوله

شرينة: أمي فديتج حصل خير البنت زل لسانها وقالتها.. لا تكبرون الموضوع لهالدرجة ماتسوى عليها

أم سيف: هي مصخوها زيادة.. جنها ناقصة مصاخة ودلع

مهرة: اماية انتي ما سمعتيها ياية تعايرني بطلاقي! لازم ارد عليها

أم سيف: سكتي مسودة الويه وبعد تراددين

شرينة: خلاص مهاري سكتي عن أمي تشوفينها معصبة

بو عبيد: بسألكم انتوا كل يوم تعيدون نفس الموضوع ما تملون

أم سيف: ماتشوفها اختك مسودة الويه اقوللها رمسيها استسمحي من الحرمة تقول تهبي.. هاي رمسة تقولها بنت محترمة وحشيم

سيف: مهرة خلاص سمعي كلام امي ورمسي حرمة عمي واعتذري.. وهالموضوع سكروه.. عاد الحريم غير شكل يا حبكن لتكبير المواضيع

شرينة: حاضرين بنسكره.. بس قوللي سيف حبيبي متى ناوي تعرس؟ كل ماشوف خطيبتك قلبي يتشفق اشوف عيالكم يالله عاد

بو عبيد ضحك باستهزاء وكمل لعب

شرينة: شحقه تضحك ترا ياينك الدور

بو عبيد: كملي سوالفج ويا سيف.. انا بعدني نونو

أم سيف: وابوي عليك.. اي نونو وانته شاب شعرك لحيتك كلها بيضا

بو عبيد بمزحة: افااا شكلي يبالي اعيد الصبغة

أم سيف تحرك راسها بأسى: صدق ما تستحي

شرينة: سيف ساكت ها موافق؟ والله نبا نفرح فيكم عنبوه خلوني أحس اني اخت المعرس في يوم

سيف بابتسامة: جريب ان شاءالله

أم سيف فرحت: الله يبشرك بالخير يارب

منى: هاه وأخيرًا انفجت العقدة خلاص

أم سيف: قولي لا اله الا الله.. يالله حبيبي متى مابغيت نرمس أم بخيتة وشهد نخطبهن.. بصراحة ما بغيهن يروحن علينا والعمر يمشي

بو عبيد بعبط: بتخطبوله بخيتة وشهد؟ ماييوز

أم سيف: لا بنخطبله هو بخيتة وبنخطب لك انته شهد في يوم واحد

بو عبيد: اماية انا وصلت نص الثلاثين صابر اخرتها تبين تيوزيني وحدة تشبه عمي؟

مهرة ماتت ضحك: يالخايس.. والله انها قمر عيب عليك

شرينة: اسميك انته.. منو قالك انها تشبه عمي بسم الله على البنت

بو عبيد: مايحتاي حد يقوللي بروحي اتذكرها! مررة تقول عمي ميلّس


***


تنفست الصعداء.. وضغطت على الزر.. عليها أن تفعلها.. لا مجال للتردد أو التراجع

خالد: مرحب

عليا: هلا خالد

خالد بتردد: عليا؟

عليا: ما سجلت رقمي؟

خالد يبرر: امبلى.. بس غيرت التلفون شكلي نسيت انقله.. شحالج عليا؟

عليا: الحمدلله انت شحالك؟

خالد: الحمدلله رب العالمين

صمت

خالد بتهرب: عليا في شي ضروري؟ عندي شغلة بعد شوي

كانت ستقول لا وتنهي الحديث.. وتنهي المحاولة.. ولكنها استجمعت قوتها وقالتها.. رمتها على أذنه وكانها قنبلة.. "أنا حامل يا خالد" وضغطت زر الاغلاق.. ورمت الهاتف.. وكأنه ساخن يلسعها

كانت تهمس لنفسها: قلتها.. قلتله.. قلتيله يا عليا.. قلتيله

بدأت دموعها بالهطول.. لا تعلم مالذي سيحدث.. لكن الأمر الآن مسلّم له.. شعرت براحة في صدرها.. على الاقل الآن ليس عليها تحمل الأمر كله لوحدها.. على الاقل هو مجبر على مشاركتها
رغم كل مساوئ خالد.. إلا أنه يخشى الله.. ومحال أن يترك ذريته هكذا.. هكذا ما أملت نفسها به!


نهاية الجزء الثامن والثلاثون

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن