سلالة من لهب

49

الجزء التاسع والأربعون

اغلق الهاتف وضغط على دواسة البنزين بأقوى ما عنده.. لا يعلم كيف تجاوز كل هذه السيارات.. ولا يعلم كم من بوق سمع.. وكم من شتيمة.. وكم من شخص غضب بسبب قيادته الجنونية

كان جلُّ تركيزه في الخروج من المدينة.. وسلك الطريق المؤدي إلى القرية

ساعات قليلة ووصل.. ركض بأسرع ما يمكنه.. إلى أن وصل المكان المطلوب.. كان الناس في الطريق ينقلون المياه إلى المنزل

الجميع تعاون على الاطفاء.. ولكن النار كانت أكبر

حرب بأعلى صوت: انقلوا المياه من الغضيض والبريكة.. تفرقوا ولا تتزاحموا على مكان واحد

قبيصة: لقد أخليت المنزل وليس هنالك اصابات

حرب: الحمدلله.. كيف حال أمنا؟

قبيصة: مرتعبة.. ولكنها بخير الحمدلله

حرب: علينا اخماد النار بأسرع ما يمكن والا ستمحى قريتنا في ساعات

كانوا منغمسين بالعمل.. وما هي إلا لحظات حتى سمعوا دويَّ مروحيات عالٍ فوقهم.. وإنارة تتسلط عليهم
رفعوا رؤوسهم للاضواء فكانت عدة مروحيات ضخمة ما أن وصلت فوق الحريق حتى بدأت تغمرهم بالمياه

صرخ الأطفال: إنها تمطر.. انها تمطر يا صغااااار

زفر حرب براحة ما أن رآهم.. وانشرح وجهه لسماع لعبهم وضحكاتهم
كانت تدور فوقهم مروحيات صفراء تابعة للدفاع المدني.. والذين أبلغهم بنفسه قبل أن يحرك سيارته
كانت المروحية الواحدة تسكب المياه وترحل.. وتتبعها الأخرى.. إلى أن خمدت النار تمامًا

***

مر يوم كامل ولم يحادثها، ولم يرسل حتى أو يفتح رسائلها.. زادت بالقلق عليه حتى تمكن منها
كانت وكأنها تكوى بالنار كيًّا.. خافت عليه خوفًا شديدًا
فعلى الرغم من تمدّنه واكتسابه الكثير من الحُلم وخصوصًا في التعامل معها.. إلا أن دمه لازال ساخنًا.. ورأت ذلك في مواقف عدة
تخشى أن يكون دخل في شجار عنيف.. أن يكون في مريضًا في المستشفى أو في السجن.. لا تعلم أي ضرر قد يكون أصابه

اتصلت بمحمد.. فقد ذهب إليه مرة.. ويعلم عنوان منزله

محمد: تبيني أسير عند الريال لانه ما رد عليج؟ .. هالكثر مستخفة على الريل؟ تراه مابيطير

شما: والله متفيج انته.. اقولك اول مرة يسويها.. بالعادة يكتبلي اذا بيتاخر أو يخبرني.. فجأة اختفى وكمل يوم كامل.. أخاف يكون شي استوابه.. سير بيته تأكد.. بليز محمد

تأفف: وأنا شغال عند حرب وشما.. الا مرة أصالح والا مرة اسير اتطمن.. مادري تبيني اشتغل سستر عنده بعد ان طلع مريض

شما ضحكت: والله ياريت.. حبيبي محمد في ميزان حسناتك يارب.. سير اطالعه وطمن اختك

***