1

4.2K 48 17
                                    

الجزء الأول


مررت عينيها على حقائب السفر الكبيرة، والمصفوفة على جوانب الجدار
ابتسمت عندما تذكرت وصف والدتها للمنظر: "صافة الشنط عند الباب تتحرينها زهبة معاريس؟"

فعلى الرغم من موافقة والدتها المتأخرة على الرحلة إلا أنها متيقنة بأن الموافقة لم تنبع من قلبها، ولكنها جاءَت إثر ضغوطٍ ممن هم حولها..
فـ شما.. هي "آخر العنقود" كما يقال.. ولم تعتد على مفارقة عائلتها أبدًا.. فكيف برحلة جنونيةٍ كهذه!

انسدحت على فراشها الأبيض وغمضت عيونها بحماس للمغامرة

قاطع بسمتها واغماضها لعيونها أصوات عند الباب تردد نفس الكلمة: خااالووووووووه افتحي بنسلم عليج

استغفرت ربها ورفعت صوتها: قومووووا عن الباب لا أنش اكفخكم! باجر سلموا علي الحين سيروا ارقدوا حشى يهال واعين الساعة 12 فالليل!!!

رمت بنفسها على السرير مرةً أخرى محاولةً تجاهل الأصوات التي عكرت صفو أفكارها
تيامنت وتلت أذكارها، رتلت "الملك" بهمس خاشع وأهداب مغمضة.. نامت وفي قلبها طمأنينة وعلى محياها طيف ابتسامة.

***

قامت على صوت ضربات على الباب وصوت امها الغاضب: قومي حسبي الله على ابليسج من بنت (تكلم شخص حولها) قلتلك لا توديها شو تبا بها ماغير انها بتعطلك وتأخرك على شغلك

خالد بصوت هادىء: شما يلا نشي بنتأخر

فزت تفتح الباب: شو!! تاخرنا؟؟؟ ليكون راحت علينا الرحلة؟؟

خالد بابتسامة: لا ماراحت علينا.. يلا استعيلي انا اترياج برع

وبسرعة البرق دخلت الحمام تتغسل بسرعة وتلبس لبس مناسب وطلعت تسحب شنطها.. سلمت على أمها على السريع وزعلت لأنها ما لحقت تسلم على ابوها لانه كان في الحمام

شافت سيارة فاخرة من نوع دفع رباعي تترياهم (تنتظرهم) برع والسائق ينتظرها عشان يحمّل الشنط في الدبّة

خالد أول ماشاف الدريول (السائق) يركب السيارة: يلا محبوب.. قول بسم الله وطير على الغربية لازم نوصل قبل الساعة 8 (صد عليها) وأنتي لا تنسين اذكارج

شما قضت طول الوقت ايدها على قلبها من سرعة السيارة المرعبة وضميرها يأنبها لأنها السبب في كل هذا

وصلوا نقطة التجمع وكل الرجال الموجودين تقربوا يشلون الشنط بسرعة ويحملونها في الهليكوبتر (طائرة مروحية)

سلمت وركبت الهليكوبتر الخاص بها هي وأخوها
وكانت تكح بفعل الأتربة اللي دخلت صدرها، اللي يتحسس أساسًا من الغبار

مسحت دموعها وعيونها المحمرة بكلينكس تناولته من خالد

وأول ما هدا جهازها التنفسي حستّ بحركة قوية للهليكوبتر باتجاه اليمين.. صدت على خالد اللي يلس (جلس) على بعد سنتيمترات منها وشافت ملامحه جامدة.. تطمنت وقالت في خاطرها "دام انه هادي يعني نحن بخير" وفتحت تلفونها تقرا من مصحفها الالكتروني.. ما كملت عشر دقايق الا وحست بحركة قوية بنفس الاتجاه

شما بذعر: خالد شو اللي يستوي!!!

خالد بصوت متماسك: اذكري الله واستغفري

شما: بموت من الخوف.. هالشي طبيعي؟

خالد ما تعود يجذب (يكذب) عليها: حركة الهوا وايد قوية.. قلتلج استغفري واذكري الله

قاطعهم صوت من السماعات اللي يلبسونها على أذونهم، وكان من قائد المروحية: مضطرين نهبط يا دكتور حفاظًا على سلامة الجميع

شما شافته برعب.. وقبل لا يفتح حلجه (فمه) بكلمة حسّوا بحركة عنيفة باتجاه اليمين، شما صرخت من الرعب يوم حسّت بالمروحية تتحرك بعشوائية تبعها صوت تحطم عالي وهجوم الرمال داخل المروحية.. كارثة.. انتهت بنزول قطرات دم دافئة على جبهة شما

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن