16

722 20 5
                                    

الجزء السادس عشرة


كانت تمشي إلى مقر العمل بعجلة.. وسط نظرات استغرابٍ من الفريق

اقتربت من خالد: مشغول؟

خالد باستغراب: لا خلصت شغلي بس اشرف عليهم

شما: بغيتك بشي

خالد: آمري حبيبي شو بغيتي؟

شما: كنت بسألك إذا چد "قد" دعيت حد للإسلام

خالد باستغراب أكثر: شو ياب هالموضوع على بالج الحين؟

شما: أعرف شخص يحتاي أساعده في هالموضوع والصراحة ما عندي خبرة فقلت بسألك.. يعني ماعرف بشو أبدا أو شو أقوله؟

خالد: انزين خليه يرمسني

شما بانفعال: لا مايستوي

خالد بطولة بال معتادة: وليش مايستوي؟

شما: اممم الشخص يبا الموضوع سري وأنا وعدته

خالد: حد ويانا في المخيم؟

شما بتوتر: أكيد من وين بيكون! بليز خبرني اذا تقدر تساعدني

خالد: هذي بليز مادانيها منج.. من وين لاقطتنها

شما بقهقهة: من وين بعد.. المهم لا تغير الموضوع.. بسرعة مستعيلة

خالد: شما فديتج انتي يايتني في وقت شغلي وتبيني ارمسج عن موضوع مثل هذا؟ صعب يباله تفكير ومخمخة

شما: انزين أنا بخبرك بشو فكرت وأنت عطني رايك

خالد يتكتف: قولي

شما: لاحظت إن الشخص اللي بكلمه مهتم بالدين وأحس عنده فضول وممكن قبول.. بس جاهل تمامًا بالدين.. لكنه قرا القرآن
فأنا افكر ابدا بإني اتكلم عن ارتباطنا ومصيرنا للآخرة
مثلًا أقوله إننا نؤمن بأن حياتنا مؤقتة والدنيا دار اختبار أما الآخرة فهي دار القرار
يعني أرمس عن كيف إن الدنيا كلها ابتلاءات ونحن مأجورين عليها باذن الله والابتلاءات هذي اختبار للمؤمن وغيره.. فهمت قصدي؟

خالد يصفق: ممتاز.. لو ما عطيتيني تفاصيل عن الشخص يمكن كنت ارفض تطرقج لهالموضوع
بس إذا كان فعلًا مثل ما تقولين متقبل وقاري القرآن.. اعتقد إن هذا افضل باب تدخلين منه
لأن يا حبيبتي، الإنسان مثقل بالهم والمشاكل.. هذي سنة الحياة مهما تمنينا العكس.. وما في أصعب من شعور الشخص بأنه غرقان في الهم ولا مفر منه ولا خاتمة له سوى الموت
أما يوم يعرف إن في رب يحس به ويشوفه ويجازيه على صبره وتعبه.. وبيعوضه.. وإن في حياة ثانية في الآخرة ما فيها تعب ولا مشقة.. تهون عليه الدنيا ويهون عليه همه

قام من كرسيه وباس راسها: قبل لا تخطين خطوة صوب هالشخص اقري دعاء نبينا موسى عليه السلام قبل لا يقابل فرعون "رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهو قولي".. عسى ربي ييسر أمرج ويجازيج خير الجزاء عن نيتج هذي

***

محمد يدخل الصالة بزيّه العسكري: السلام عليكم

الكل: وعليكم السلام

أم خالد: وعليكم السلام هلا حبيبي يلا تعال بدل وتغسل لين نحط لك الغدا

محمد يبوس راسها: فديتج أمي ما تقصرين

أم خالد: ربي لا يحرمني منكم

أم راشد: هيه الدلع كللله حق الولد.. ما تتم دعوة الا وتدعيها له، أما نحن، شو بقول؟ العوض في الجنة

محمد يحضن أمه: خلي بو راشد يدلعج شو تبين بأمي

أم راشد استحت: عن المصاخة وسير بدل خيست أمي بوصخك.. شمس ومعرق قوم عن أمي

محمد بغياظ تقرب منها وحضنها: فديييييتج أم رشود الخسف متوله عليج تعالي

أم راشد تصارخ: يعععععع يالوصخ قووووم

أم خالد بغضب: ويَهد! لا تصارخين.. عنبوج قلنا بتعرسين بتعقلين

محمد: هيهااا يا أم خالد راح عليها العقل.. الله يعظم أجرك يا بو راشد كسب فينا أجر وابتلى

أم راشد: مووووت بقهرك.. بو راشد ما يصبر عني

محمد: واضح عشان جي كل يوم فارنج بيتنا

أم راشد بدفاع: ما يخصه بس أنا ماصبر عن أمي

محمد: حتى أمي ما تباج تبانا،، دوريلج مكان يلمج يا اختي خلاص

أم راشد: أماية شوفي ولدج

محمد يضحك: هههههههههههه صيحي صيحي "يكلم عيالها" تشوفونها يا عيال بتصيح أمكم الصياحة

أم راشد تفره بالمخدة: سخيييف والله.. الله يصبر حرمتك على ثجل دمك

محمد طرشلها بوسة في الهوا وهو صاعد حجرته

***

كانت تتمشى برفقة شما في الغضيض.. مكان سقيا النياق وانعكاس الشمس المبهر على الجبال

عليا بحلج مفتوح من الصدمة: مستحيييييل معقولة هالمكان صدق

شما تلتفت حولها بابتسامة: سبحان الخالق.. هالمكان يسمونه الغضيض

عليا كشرت: الغضيض؟ شو هالاسم

شما: معناه النبات اللي يطلع توه "أشرت لها" نفس هاللي ياكلون منه الحيوانات

عليا: والله صدق سبحان الخالق.. منو يتخيل إن هالمناظر موجودة في نص الصحراء!

عفريس: سلامٌ عليكم

شما بابتسامة: وعليكم السلام.. يبدو بأنك قرأت القرآن

عفريس: بتدبّر

شما: ممتاز

عفريس: كيف أدخل في الاسلام؟

شما وعليا صدوا على بعض

عفريس يطالعهم بجمود

شما: امم توقعت بأنك تريد معرفة المزيد

عفريس: الإسلام يا صبية.. ولاشيء سواه

شما: ولكنك إذا اسلمت لا تستطيع تغيير دينك والا ستكون عقوبتك أشد عند الله

عفريس: وهل تريني مرتدًا؟

شما: أنا لا اعرف شيء عنك.. ولكنني انبهك.. لان عليك تعاليم كثيرة

عليا بغضب: شما شو فيج تبين تقنعينه ما يسلم انتي!!

شما بتوتر: مادري عليا شو المفروض أسوي

عفريس: كيف أسلم؟

شما: تكون مسلمًا عندما تنطق بالشهادة بقلب صادق.. أن لا إله إلا الله.. وأن محمدًا رسول الله

عفريس كان ساكت ويطالع السما.. يتفكر بما هو مقبلٌ عليه
كان في الظلمات.. فوجد النور في القرآن.. ولكنه لم يشبع.. يريد المزيد
ريد أن يعبد الإله العظيم.. الذي فلق البحر لموسى.. الذي يريد أن يتوب علينا ويخفف عنا.. والذي هو أقرب للمؤمن من حبل الوريد

شما بأنفاس محبوسة.. هل سيحدث.. ويدخل الإسلام؟ هل سيكرمها الله بهذه النعمة؟

أما علياء فكانت منهمرة بالبكاء.. كل ما يحدث أكبر منها.. هي التي قد أغرقتها الذنوب.. تشهد حدثًا مهيبًا كهذا

قال بصوت متحشرج: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله

شما بعيون مدمعة: ماشاءالله تبارك الله.. الحمدلله رب العالمين.. الله يبارك لك ويبارك فيك يارب وينفع بك.. ويجعل إسلامك خير على القرية وأهلها يارب

عفريس غير مصدق: مسلم؟

شما بدموع تهطل: الحمدلله

عفريس أجهش بالبكاء وابتعد.. كان يبكي ولا يعلم السبب.. يشعر بطاقة عارمة للبكاء.. يريد القفز أو التحليق.. يريد فعل شيء قد يساعد بإخماد طاقته

رد لهم بعد دقايق بعيون محمرة: كيف أصلي؟

شما يلست تشرح له عن الصلاة والصيام وأساسيات الإسلام.. وعليا عدالها تصيح بصمت وقلبها يرتجف من رهبة الموقف

شخص ما سمع عن الاسلام ولا شافه.. الا على شما.. وفي القرآن.. أسلم.. ويبغي يصلي.. وأنتي يا عليا تربيتي على الإسلام ودرستيه 12 سنة.. شفتيه في كل بقعة في بلادج.. ما تطبقين أبسط تعاليمه
كانت تصيح وكأنها أسلمت مع عفريس.. اللي رغم خشونة مظهره وحياته.. كان يرتجف بأنف محمر وكأنه طفل ولا استحى من دموعه

اتفقوا على موعد يومي تعلمه أساسيات الإسلام لأنه بيروح مهمته وهي بترد البلاد.. وتبغي تعلمه كثر ما تقدر

كانوا رادين بصمت غريب.. كل وحدة تسبح في عالمها.. لين قاطعتهم درية خادمة السيدة سارة

درية مستعيلة كالعادة: سيدة شما

شما التفتت باستغراب: درية؟ نعم.. في شي؟

درية: آه نعم السيدة سارة تريد رؤيتك بعد يومين

شما: لماذا؟؟

درية: لا اعلم ولكنها أخبرتني بأن الموضوع مهم ولا تريد أن يعلم بلقائكن أحد من القرية

شما باستغراب صدت على عليا وعقب ردت تصد على درية: مب مشكلة.. متى تريد رؤيتي؟

درية: يوم الجمعة.. عند بزوغ الشمس

شما: لماذا!!!

درية: لا أعلم.. والآن علي الرحيل.. إلى اللقاء

عليا بصوت مخنوق: شو بلاها هاي؟

شما: مادريبها.. يمكن شي مستوي بالولد ويبوني اساعده؟

عليا: مايندرى!

***

في الكلية

سهيل: وأنت بلاك تدافع عنها هالكثر؟

حميد: منو قال اني ادافع عنها.. أنا قلت الصدق.. الاستاذ هو اللي كلفنا بهالشي هي شو يخصها

سهيل: لانها تراويه انها مجتهدة

حميد: ودر عنك سوالف الحريم ولا ترمس عن بنت الناس عيب

سهيل: كل تبن

حميد يقهقه: ان شاءالله

خلصوا من الكلاس وطلعوا بطريقة عادية

بالرغم من تطور العلاقة بين حميد وخولة.. إلا إن هالشي ما يتعدى حدود التلفون والواتس اب
حميد صارم جدًا بخصوص هالعلاقة وما يبغي أي حد من الكلية يشم ريحة هالموضوع.. خوفًا وحفاظًا على سمعتها أولًا وأخيرًا

اتصل بها أول ما وصل مكان خالي: حي الله

خولة: الله يحييك

حميد: شحالج؟

خولة: توني كنت جدامك ماشفت شحالي؟

حميد: لا ما عطيتيني ويه

خولة بظرافة: ليش ماعندك ويه؟

حميد: هه هه هه.. تصدقين توقعت كل الصفات فيج الا السخافة

خولة: ليش يعني

حميد: مادري مبينة نفسية

خولة: محد نفسية غيرك

حميد: هههههههه بدينا الحين بتزعل وبتبند فويهي

خولة: بدينا ها؟؟ متعود على حركات البنات

حميد: استغفر الله منكن.. تصنعن المشكلة وتكبرنها

خولة ضحكت: ههههههههه

حميد: أنا ما بنكر إني اتجهت لهالدرب في بداية مراهقتي بس عقب وقفت وتبت لله

خولة بطنازة: سبحان الله كل الشباب جي يقولون

حميد يرد الحركة: وأنتي شدراج؟ مجربة؟

خولة ضحكت: هههههههههه حلوة منك.. بس هالشي معروف كل الناس تقوله مب سر

حميد يغير الموضوع: ويا منو رديتي؟

خولة: ويا منو بعد؟ تكسي

حميد بضيج: ويهالتكاسي.. ما بتشوفيلج حل؟

خولة: شو تباني أسوي.. متفقة ويا باص الكلية اللي عدالنا يشلني 7 الصبح ويردني 4 العصر.. إذا تأخر كلاسي مثل اليوم ماقدر ارد وياه.. مجبورة ارد بتكسي

حميد زفر بضيق: الله المستعان

خولة: الله كريم.. القهر إن الكلية صوب بيتنا وادفع هالمبالغ

حميد: صدق؟ جي وين بيتكم

خولة: ما بخبرك طبعًا.. يالذئب البشري

حميد بصدمة: انا ذئب بشري؟؟؟

خولة: كل الرياييل مب بس انته

حميد قهقه: لا حووول

خولة: ولا قوة الا بالله.. كملها مب زين تقطعها

حميد: ان شاءالله.. انزين ما بتخبريني وين بيتكم؟

خولة: لا

حميد يفكر: إذا صوب الكلية يعني بتكونون يا في منطقة **** أو ***** أو ******

خولة: تمام مر على بيت بيت دورني

حميد: أسويها تراني فاضي

خولة خافت: من صدقك

حميد: ههههههه أسولف "بمكر" بس ما يمنع إني أخذ لفة كل كم يوم يمكن أشوف زول الظبي وأعرف بيته

خولة: نععممممم

حميد: أسووووولف ياخي

خولة: سوالفك بايخة

حميد: مشكورة

خولة: يلا بدخل البيت

حميد: انزين عادي خلج على الخط مابرمس

خولة: انزين

دخلت البيت وما حصلت الشخص الوحيد اللي يشاركها السكن، أخوها عبدالله
دخلت غرفتها: هلا حميد.. البيت فااضي للأسف.. مادريبه وين يهوم عبود

حميد: حليله خليه يتهنى شوي جي راصة عليه

خولة: شسوي أخاف عليه

حميد: ما عليج.. ربيتيه ولا قصرتي.. تابعيه وراقبيه بس لاترصين وايد

خولة: ان شاءالله

حميد بابتسامة: شاطرة

خولة: لا تعيد هالكلمة.. عقدوني من كثر مايقولولي اياها وآخر شي رسبت في أسهل امتحان مر على الشعبة

حميد: ههههههههه بعدج شالة في خاطرج

خولة: مقهورة لأنه فضحني جدام الكل

حميد: بشو يهمونج؟

خولة: ما يهموني

حميد: خلاص عيل.. ماعليج منهم

خولة: انزين ببند الحين لين ابدل واتغسل واحط لي غدا

حميد: ليش تبندين؟ حد عندج في البيت؟.. لا.. ترومين تكلميني وتسوين كل هذا؟ هي.. خلاص لا تبندين

خولة تضحك: هههههههه شو فيك.. حالف تربحهم يعني

حميد: بالعكس بخسرهم، عندي دقايق مجانية ما استخدمها من شهووور ومجبور ادفع عليها في كل الحالات.. خليني أحللها شوي

خولة: هييه زين.. عيل كل مرة أنته اتصل أنا مابخسر رصيدي

حميد بخبث: كل مرة؟؟ مب على أساس هالأسبوع بس وعقب ما بترمسيني

خولة إحراج: هي اقصد هالأسبوع يعني

حميد بقهقهة: اعترفي حبيتي سوالفي صح؟

خولة بمصخرة: يعني.. شوي.. أحسن عن السوالف ويا الجن

حميد يخوفها: انتي ما تخافين تطرينهم عن ايونج؟

خولة بثقة: متحصنة وقارية البقرة ليش أخاف

حميد: حتى ولو

خولة بطنازة: وااااابووووي عليك انا يالخواف

حميد يمثل الغضب: امف عليج شو خواف بعد؟؟؟؟ ريال عن خمسين الف ريال

خولة تنرفزه: وتغلبه جنية

حميد ضحك: هههههههههه خاطري أفوز عليج مرة

خولة بغرور: في أحلامك!

***


كانت تضع قطرات من المصل الباهض الثمن، على وجهها كعادةٍ ليلية استمرت عليها منذ سنين

قالت بتفكير: أبا أقولج شي بس مترددة.. ومادري اذا بندم على كلامي عقب

شما باستغراب: قولي.. من متى تستحين مني؟

عليا: مادري

شما: قولي ولا يهمج.. وإذا ندمتي في نص كلامج لا تكملين.. ومعذورة

عليا: امممم مادري كيف افتح الموضوع

شما: عادي يمعي الحروف في حلجج وانطقي

عليا: تستخفين دمج؟

شما تضحك: هههههههه شو اسويبج.. " تقلدها" ابا اقولج شي بس مادري كيف افتح الموضوع

عليا: مالت عليج شجيعيني

شما: انا جي اشجع

عليا بجدية لفت عليها: أحس إني ابا اتحجب

شما تحاول تسيطر على صدمتها: صدق؟

عليا: عادي ليش تمثلين ادري انج مصدومة

شما ابتسمت: مادري ما بغيت احرجج

عليا: من ناحية الاحراج ف أنا منحرجة في كل الحالات

شما قامت وحضنتها: الله يعينج ويقويج يارب.. وااايد فرحتيني والله

عليا: من كم يوم افكر بعفريس.. سبحان الله شوفي كيف الله غيره.. من انسان جاهل وعايش بهمجية.. بنفسه بحث عن الحقيقة وسعى لها.. أنا كل شي جدامي وأعرفه وفوق هذا أهملته

شما تشد عليها: لا تقولين هالكلام.. مجرد إنج فكرتي بالحجاب هذي نعمة عظيييييمة وااايد ناس محرومين منها.. حتى اللي متحجبة ومب مقتنعة أو متحجبة لأنها متعودة بدون لا تحتسب الأجر.. والله ان هذي الفكرة عظيمة عظيمة يا عليا لا تستهينين بها.. بالعكس تمسكي أكثر.. وادعي الله يهديج ويعينج على الحق دوم

عليا بتأثر: آمين يارب العالمين.. كل الفضل لج.. الحمدلله لأنج طلعتي في حياتي.. لو ما ييتي المخيم مستحيل افكر بهالأمور

شما: أنا مجرد سبب.. الهداية من الله والإرادة من عندج.. ولو ماييت انا الله بيسخرلج ناس من تحت الارض عشان تعينج وتساعدج،، وممكن بروحج حتى مب شرط حد يساعدج

عليا: الحمدلله رب العالمين.. بس شما انا وايد خايفة من الفكرة.. من كم يوم افكر واتخيل ردة فعل اللي حولي.. احس بكون محط الانظار والاسئلة وهالشي ماحبه

شما: هذا باب الشيطان عليا.. يبا يخوفج ويشردج من الهداية

عليا: اعوذ بالله منه.. بس والله الموضوع مب هين

شما تتقرب منها مرة ثانية تحضنها: ومنو قال ان الموضوع هين؟ الموضوع يتطلب إيمان قوي وارادة وقوة باس.. الموضوع ابدا مش هين.. واللي كبرت وهي متحجبة مب مثل اللي تحجبت على كبر.. هالشي يتطلب جهااااد عظيم من النفس.. وانتي قدها.. وانا وياج

عليا: حبيبتي شما.. الله لا يحرمني منج يارب

شما: آمييين ولا منج يا اختي الحلوة.. بس تعالي نجرب شيلي عليج

عليا بمزح تبعد الاحراج: فيج قمل والا قشرة؟

شما: كل اللي في خاطرج.. قمل قشرة فطريات كل شي في شعري

عليا لاعت جبدها: وووووععععع يالوصخة

شما ضحكت: هههههههه انتي لازم تشوفين اخواني يعلمونج لوعة الجبد صدق

عليا بعفوية: منو؟ الدكتور؟

شما: لا.. خالد عاقل.. اخواني اللي اصغر عنه.. بتحسين انج معدومة الانوثة من دفاشتهم

عليا ابتسمت: الله لا يحرمكم من بعض

شما: آميين "قامت من فراشها" يلا تعالي نجرب

عليا: الله فعالية خوات.. كنت أتمنى تكون عندي أخت عشان نتمكيج ونتعدل نص الليل

شما مدت بوزها: أنا عندي 3 خوات ولا جربت هالفعالية

عليا: يلا اعتبريني اختج الرابعة وبنطبقها ويا بعض

شما تحضنها: احلى اخت والله

عليا تدزها: جنج مصختيها بالتلزيق؟ "الالتصاق"

شما: اشبعج عاطفيا

عليا بطرف عينها: ان شاءالله ماشبع عاطفيا منج!!!

شما تلعب بشعرها: تتمنيييييين.. تعااالي بس خليني احجبج

كانت شما مندمجة في اختيار الحجاب ووضعه على رأس علياء.. بينما كانت هي تتأملها وهي تلف شعرها بحنية وتخفيه تحت الحجاب الأسود.. وبطرف إصبعها تدخل الخصل المتمردة من تحت الغطاء
كانت تشعر بخفة في جوفها.. وكأن جدران قلبها السوداء قد طُليَت بالأحمر.. شعرت بقمة الحب والامتنان.. الحب الأخوي العفيف والطاهر.. الذي لم يطأ قلبها ولم تعلم بوجوده من قبل

شما تسحبها للمنظرة: تاراااااا ها شو رايج

عليا بكلمات تعاكس الرفرفة في قلبها: شكلي بايخ

شما: عادي.. الغرض من الحجاب الستر مب الجمال

عليا تأيدها: صدقج

شما: خلاص عيل شو رايج من باجر تطلعين جي؟ إذا تبين تتسلفين من ثيابي بعد بسامحج.. ولو انج دبة واخاف ماتي قياسج

عليا: بتجاهل كلمتج الثانية ياليابسة "الضعيفة"، وبقولج لا.. بعدني مب مستعدة اطلع جدام الناس جي

شما باحباط: لييييش.. عادي مرة وحدة سويلهم سربرايز

عليا: ما فيني على النظرات والاسئلة

شما: يولون شو تبين فيهم! الناس بتتطالع وبتعلق وبترمس.. ماتقدرين تشردين منهم.. حطيهم تحت الأمر الواقع ولا تسمحين لحد يناقشج في الموضوع.. كل ما كنتي واثقة بنفسج كل ما قل عدد المتطفلين

عليا: ماعليه خليني على راحتي.. ماقدر اتحجب فجأة.. واخاف ردة فعلي تكون عكسية

شما: بس الله وياج.. وانا وياج

عليا: الله لا يحرمني منج.. بس صدق ماقدر الحين لا تضغطين علي

شما بوزت: على راحتج

***

كان جالسًا لوحده يتأمل النار وهي تأكل بعضها.. أغلب الرجال قد ناموا باستثناء من عُيّنوا للحراسة اليوم
كانت النار مضرمة لتبعث لهم الدفئ وتبعد الحيوانات الشرسة.. فالرغم من كونهم في فصل الصيف.. إلا أن درجة الحرارة تنخفض ليلًا

أخرج إسوارتها التي قد لفها مسبقًا بقطعة قماشية وعلّقها مكان خنجره الصغير.. تأملها مطولًا.. ذهبية.. رفيعة ورقيقة.. مثلها

كانت عبارة عن خيط ذهبي تتعلق به عدة فراشات.. بشكل طفولي جميل.. ومبهر بالنسبة لحرب الذي لم يرى بحياته حلية بهذه الدقة
كان يتأملها بشكل يومي، حتى أجزم بأنه قد حفظ تفاصيلها في ذهنه
شعر برغبة عارمة بتقبيلها، رغبة كبحها خشيةً من أعين الرجال
اليوم هو آخر يومٍ في المهمة، وسيعود إلى قريته فجر الجمعة

لا يعلم كيف يصف مشاعره.. مزيج ما بين اللهفة لرؤية عيونها الواسعة الساحرة، وحجابها الأسود الذي يحدد وجهها الدائري ذو الأنف الشامخ والشفتين الصغيرة.. وما بين الحزن والخوف من رحيلها المحتم.. الذي لا يعلم كيف سيواجهه.. خصوصًا وأنه رحيل أبدي.. لا عودة بعده

لا يعلم كيف سيعيش يومه بدون أن يبحث عنها في ثنايا القرية، وكأنها فراشة ملونة تحلّق في الصحراء البنية.. بابتسامة لا تفارق شفتيها.. ومرح طفل لا ينتهي

الوقوع بحبها كان كالذي حاول أن يثمر شجرة الدومة المعتلة، وإن بذل الغالي والنفيس لاستثمارها، لن تثمر
حبها أيضًا لن يثمر.. وسيبقى في قلبه.. يشغل حيّزًا من الفراغ

***

فجر الجمعة

شما تقوم عليا: يالله عليووووه قومميي بيأذن الفجر ولا صلينا القيام

عليا تتأفف: استغفر الله كم باقي؟؟

شما: باقي ربع ساعة قومي يلا انا توضيت واترياج يمديج تصلين 3 ركعات

عليا بعيون مغمضة: يوم بتبقى 10 دقايق قوميني

شما تصرخ: قوووووومييي يلا ماشي وقت

عليا قامت بكسل: اففف انزيين

شما: لا تتأففين وايد احتسبي التعب أجر ان شاءالله

عليا: اسكتي

طلعت عليا من الحمام بعد دقيقتين وصلوا

شما شافت عليا متجهة للفراش: على وين على وييين يالطيبة تعالي ورانا مشوار

عليا: مشوار وين بعد

شما: بنسير القرية نسيتي؟؟؟ تبانا خالة حرب

عليا: وأنا شو يخصني بخالة حرب.. حبيبي والا حبيبج

شما تقترب وتضربها: يالماصخة شو هالكلام

عليا: فكينا انا برقد

شما تسحب اللحاف: لا والله ماترقدين.. انتي وعدتيني انج بتسيرين وياي.. وين اطلع بروحي الدنيا بعدها ظلام

عليا: مشكلتج ليش ترابعين هالغجر؟

شما بأسلوب ترجي: علياا بليييييز الله يخليج تعالي وياي.. افزعيلي ولو مرة

عليا: لا اله الا الله.. اللي عندهم خوات جي يعانون؟

شما: هي اللي عندهم اخت مثلي

عليا: عافانا الله مما ابتلاهم

شما تضحك: هههههههه يلا قومي يا حلوة بنسير على السريع وعقب ردي ارقدي

عليا: اي رقاد.. اليوم الوفد بيرد

شما: صدق؟ واخيرااا بنفتك من العلة

عليا: هييه الحمدلله ما بغينا

شما: الحمدلله بس يللاااا علياا يلاااا فكينا وايد تتأخرين تراج.. الله يعين اللي بياخذج

عليا بتوتر: ومنو قالج اني بعرس

شما: مادري مصير كل بنت أحس

عليا: أحاسيسج غلط.. برايج انتي اسبقيني وأنا بييج

شما: أخاف ان روحت تتأخرين زيادة.. لازم اوقف ع راسج

عليا: ان ما سرتي الحين برد ارقد وأخليج

شما تركض صوب الباب: اوكي باااااي

***

كان جالسًا على كرسي مخصص للرحلات.. بعيدًا عن السكن.. يدخّن وينظر في اللاشيء
رآها تمشي باتجاه باب المخيم وابتسم.. الحظ حليفه هذه الأيام.. نهض بنشاط ورمى سيجارته ليدهسها بحذائه الرياضي.. ولحق بها ليرفع ضغطها قليلًا

عبس عندما رأى الأخرى تنتظرها بالقرب من باب المخيم
متى وصلت إلى هنا وكيف لم يراها وهي تمشي

أثار ريبته منظرهن.. كنّ وكأنهن ذاهبات إلى مهمة رسمية.. أوكل نفسه مهمة مراقبتهن ومشى خلفهن طويلًا.. حتى بدت تظهر أمامه شجيرات صغيرة وأغصانٍ متفرقة مرمية بشكل عشوائي
علقت رجله بأحدها وكاد يصرخ من القهر لأنها مزقت بنطاله الغالي، ولكنه كتمها لكيلا يفتضح أمره

سمع صراخًا جعله يرفع عينيه إليهن.. رأى رجالًا ضخامًا يشبهون الذي زارهم قرب المخيم ذاك اليوم.. بنفس الاحجام والهيئة
ربطونهن بالحبال ورموهن على البعير على بطونهن

كردة فعل عربية كان سيهب لنجدتهن، ولكن التفكير لمدة ثوانٍ معدودة جعله يتيقن بأنه لن يستطيع هزيمتهم مهما فعل.. وعلى العكس سيتسبب لنفسه ولهن بالأذى.. وربما القتل والافضل ان يعود طلبًا للنجدة


نهاية الجزء السادس عشرة

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن