50 الأخير

1.3K 34 17
                                    

الجزء الخمســون
والأخير

جاء اليوم الموعود.. وامتلأت القاعات من النساء والرجال.. كلن على حدى
الجميع متشوّق لحضور الزفاف الأسطوري.. والأول من نوعه في البلاد
زفاف ابن جلمود.. على ابنة المدينة

كنَّ النساء بانتظار أن يُزفَّ العريس.. بهن فضول شديد لرؤية الجلمودي يتبختر بالبشت الأسود.. ولكن طال الانتظار.. ولم يصل أحد

بل بدأت ألحان أخرى.. وكلمات بمدح العروس.. والتي ما أن بدأت حتى نهضت من مكانها برفقة أخواتها.. بدون عريسها

تعالت الهمسات.. أين العريس؟ لمَ لمْ يُزف؟ أهناك خطبٌ ما؟

شهد: افااااا وين المعرس؟ خسارة سهرت على الفاضي

مهرة: انتي ايه ترا بخبر اخوي.. شو هالخفة اللي فيج

بخيتة: والله تستاهل دخيلج خبري عليها يمكن يأدبها شوي

شهد: هههههههههه ماقلت بنعجب فيه بس بشوفه شوف يعني

أما هي.. فكانت تمشي بفستانها الضخم.. واضعة كل توتّرها في باقة الورد بين يديها

كانت على يمينها أم سالم، وعلى يسارها أم لطيفة وكنَّ يرشدانها للمشي.. والتبسم قليلًا لليمين.. ثم لليسار وهكذا.. إلى أن وصلت إلى باب القاعة.. ومن ثم إلى جناح العروس حيث ينتظرها عريسها

أخبرها مسبقًا بأنه لن يدخل قاعة النساء.. فليس مقتنعًا بهذه العادة أبدًا.. فضّل أن يُزف عندها بين أخوتها وأهلها في جناح العروس فقط

فُتح باب الجناح وكان واقفًا بشموخ لا يليق إلا ببني جلمود.. وحوله أخوتها

شعرت بعبرة تخنقها من المنظر الشاعري.. جميع أخوتها ينظرون إليها بحب.. ومحبوبها الوحيد يتوسطهم واللهفة من عينيه تسبقه

غاب أبيها عن اللقطة بحكم العادات القديمة.. ولكن خالد كان لها كالأب الذي احتضنها وأطال باحتضانها

خالد: الله يوفقج يا حبيبة قلبي وبنتي الأولى "رفع راسها" قمر الله يحفظج يارب.. لا تنسين اذكارج وتحصني دوم

تبعه محمد: مبروك يالخسفة.. ما بغيتي تفكينا وتعرسين

حميد: هي والله ما بغيتي.. اقولك محمد شو نسوي بحجرتها نحولها جم؟ ولا ملعب بليارد

شما: تافهين.. فارجوا مب متفيجتلكم

محمد ضحك: هههههههه حميد اسكت عن تخبر ريلها.. بيدفني وياك مافينا

شما صدت عنهم.. ما لها مزاج أبدًا تتجاوب مع سخافتهم المعتادة

أمسك خالد بالعصا وكلمهم: هووووب وين الرزفة.. يالله لعيون شماني

ابتسمت له وتفدته في قلبها.. مستحيل ما يفرحها.. مستحيل تمر عليه لحظة بدون لا يحاول إسعادها.. ربي يسعدك يا خالد وين ما كنت

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن