الجزء السادس والأربعون
كانت شديدة الغضب عليه.. لقد بدأ بالتمادي.. وإن كان شقيقها فهي مدركة بأنه غير مؤتمن.. ولن تسمح له بأن يلعب بقلب شهد الحساسة.. والتي لطالما أحببته
بو عبيد: شكلي برد أسويلج بلوك اشوف وايد تتصلين
مهرة بغضب: انته وين؟
بو عبيد: شو يخصج
مهرة: من كم يوم أدورك ولا قادرة احصلك
بو عبيد: شو تبين؟
مهرة: ليش ساير عند شهد وداخل عليها المطبخ بهالطريقة؟؟؟
والله عيب عليك.. هذا وانت شايف سهيلوه الزفت وناقد عليه اخر شي تسوي نفس سوالفه
بو عبيد: انته اييييه.. الحين تقارنيني انا بهالزفت سهيل؟
مهرة: ما اقصد جي بس عيب البنت وايد معصبة "قالت بمبالغة" تقول بتخبر ابوها
بو عبيد ببرود تام: خليها تخبر.. أحسن بعد بتسهل علي المهمة
مهرة: مهمة شو؟
بو عبيد: بخطبها
مهرة: لا والله؟
بو عبيد: ليش مب عايبنج الخبر؟
مهرة بجدية: انته من صدقك بتخطبها؟ ترا هالسوالف ما فيها مزح لا تيلس تلعب بقلب البنت يوم تباها ويوم لا
بو عبيد: لا ما امزح
مهرة: مستحيل توافق
بو عبيد: اسأليها
مهرة: انا اعرفها شهد مستحيل توافق
بو عبيد: مب على كيفج ولا على كيفها.. يلا اجلبي ويهج
سكر في ويهها وهي تتحرطم.. بو عبيد مستحيل يتعلم اللباقة.. تعبت منه وتعبت من كثر ما تعصب وتزعل وتضاربه على هالموضوع.. ولا فيه فايدة
مشت متجهه إلى شهد اللي كانت تشاركها الغرفة ولكن على مسافة أبعد.. زعلت على حالها.. شهد من يوم كانوا صغار وهي مهتمة ببو عبيد
صح بأنها ما اعترفت ولا مرة بانعجابها به.. بس كانت دوم تسأل عنه، وتدور صوره واخباره، واذا حد انتقده كانت دائمًا تحسن صوره وتدافع عنه وتحط له ألف عذر
كانت شهد على ارجوحة داخلية خاصة بمهرة.. قالت بسرحان: اخوج هذا بلوة وابتليت بها
مهرة ضحكت: ههههههه كلنا ابتلينا به
مهرة: يقول يبا يخطبج
شهد لفت عليها
مهرة: هي والله.. هزبته هزاب.. قاللي بخطبها
شهد: ماعندي تعليق
مهرة: شوفي شهود صح إن لسانه متبري منه وانه قوي عين وما يستحي على ويهه وفيه عيوب الدنيا.. بس والله ريااال.. وواايد حنون.. بس مايطلع حنيته جدام حد أبدًا.. وانه سند قوي.. لو احتجتيه ما عنده مشكلة يجلب الارض عشان ياخذ حقج
كانت تستمع إليها وهي مخفضة رأسها، ورفعته فجأة: وليش تمدحينه جدامي؟ خلاص اللي بيننا انتهى
مهرة بملاطفة: قلت أحسن سمعته
شهد ابتسمت بسخرية: بس أنا خلاص مابغيه.. عقب كل هالسنين وعقب ما طلبت من عمي يرخصني ووافق.. الحين قرر انه يباني؟
مهرة: انا بصراحة ماعرف هو بشو يفكر.. ولا اقدر اخذ منه لا حق ولا باطل.. بس دام انج للحين تحبينه.. او خلينا نقول للحين تميلين له ولفكرة انه يكون ريلج.. ليش تبين ترفضين؟
شهد: لاني مب لعبة عنده
مهرة: صح كلامج بس لازم تفكرين بعد إن هذا مستقبلج.. هل انتي مستعدة تخلين الشخص اللي تبينه بس عشان عناد؟
شهد بضجر: افففف مالت عليه صدق انه كريه
مهرة: صح انه اخوي بس صدقج والله هههههههه
***
كان يمشي على رجليه خارجًا من القرية وهو يحرك نظره على الشارع البسيط الذي تم تعبيده ليصل ما بين المدينة والقرية
كان دخان المحرّكات معكّرًا لصفو الهواء النقي الذي تعوّدوا عليه.. ولكنها ضريبة التمدّن.. هكذا قال لنفسه
ركب مروحيته متجهًا إلى المدينة واتصل بها ما أن وصل
شما: الو
حرب: ألا ليت الدنيا كلها أعجمية
شما ضحكت: وانت بعدك تقول عني اعجمية
حرب: وما هي الو هذه
شما: حياة التمدن مثل ما تقول
حرب ابتسم: لقد وصلت للتو
شما: الحمدلله على السلامة
حرب: سلمك الله.. سأذهب لرؤية منزلنا الجديد
شما: منزلنا؟
حرب: أنا وأنت وابناؤنا باذن الله.. ألا تودين رؤيته معي؟
شما استحت: أكيد في خاطري
حرب: إذًا انتظريني ما هي الا ساعة قد تزيد أو تقل وأنا عند باب منزلك
شما قالت بسرعة: لااا أسولف وياك.. أهلي مابيرضون
حرب: صبرًا يا رب
شما: هههههههه لا تكن كثير التذمر.. صوره ويسد
حرب يشتكي: اعطاني بو عبيد قائمة ببرامج علي تنزيلها ولست افقه بها شيئًا.. يقول "تعبث لين تتعلم" وكأن لدي الوقت الكافي للتعبث
شما: عادي أنا بعلمك عليها
حرب بمكر: إذًا علي أن آتي إليك للتعلم
شما فاهمة عليه: لا عادي بننزل برنامج تقدر تشوف منه اللي اسويه وبقدر اشرحلك بالضبط
حرب: لا افقه شيئًا في هذه الامور علي رؤيتك وجها لوجه
شما: ياللوتي
حرب ضحك: ولكنني اريد رؤيتك حقًا.. متى كانت آخر مرة؟
شما تفكر: اممم يوم المحرقة
حرب قاطعها: دهر.. بل دهور يالدومة.. اشتقت إليك
قالها بخفة ولكنها سقطت في صدر شما بثقل
هذه أول مرة يعبر فيها حرب عن مشاعره بعد عقد القران.. بل هي من المرات القلائل منذ عرفته في القرية
لطالما كانت متحفظة تجاه التعبير عن المشاعر.. وتمنعه.. لم تسمح له بتجاوز الحدود الشرعية.. الا في مرات قليلة
حرب: ألم تشتاقي إلي؟
شما احمرت خدودها: امبلى
حرب: إذًا لم تحرميني حلوَ الكلام؟
شما همست: بس
حرب: كنَّ الجلموديات يغرقنني بالكلام المعسول.. ويتمنّين نظرة مني.. ولا زلن.. ولكنني لا أرغب به من أحد سواك
شما غارت: حرب.. شو هالكلام
حرب ضحك: هذا الواقع
***
أم سالم بتركيز: عليا اشوف ويهج مصوفر ليكون حامل
عليا توترت وعدلت المخدة اللي تحطها في حضنها
قالت أم خالد: حرمة معرسة اكيد بتحمل شو الغريب؟
أم سالم: لا ماقصد شي بس أقول اذا في شي تخبرنا يعني
عليا: هيه قالولي حامل
أم سالم: صدق؟ مبروك مبروك تستاهلون
عليا: الله يبارك فيج
بقول أم سالم بدأت المباركات تنهل على علياء.. التي زاد توتّرها.. وزادت قبضاتها على الوسادة رغبة باخفاء بطنها.. فحجم التوأمين يكبر بشكل سريع وأمر الاخفاء يصبح أصعب مع كل يوم
أم راشد: خبرتي خالد؟
عليا: هيه خبرته.. قالولي حامل بتوأم
تهللت الوجوه بقولها.. قالت أم سالم: ماشاءالله.. ماشاءالله.. الله يبارك لكم يارب تستاهلون
أم لطيفة: ماشاءالله الله يتمم عليج صحتج ويقر عيونج بشوفتهم بأحسن صحة
علياء: آمين حبيبتي
أم سالم: أشوفه خالد ويهه منشرح ومرتاح.. طلعت عنده علوم
أم خالد: الله يبارك له حبيبي سنيين عزابي وعايش وحيد الله رزقه هالرزق كله مرة وحدة
***
اتصلت به للمرة الثالثة ورد بكسل: الو
خولة بحماس: هلااااا والله وغلااا بعبودي حبيبي
عبدالله بانزعاج: ليش تصارخين خاطري اعرف
خولة: اوص.. شحالك؟ طمنني عنك
عبدالله: الحمدلله رب العالمين مرتاح ومستانس واصيع ع راحتي محد يقوللي رد البيت وليش متاخر وكل ما خلصت اشغالها قالت ضعفان ومتنان
خولة شهقت: احلف! هذا وانا موصية عموه تتابعك!!!
عبدالله ضحك: صدق هبلة.. انتي طمنيني شحالج؟ حميد ندم انه خذاج والا بعده
خولة: يالزفت
عبدالله: ههههههههه لا تصيحين أسولف وياج.. انتي شو مسوية عيبتج البلاد ولا
خولة: بلادهم حلوة بس مافي مثل بلادنا
عبدالله: هاه اسمعوا بنت الفقر
خولة: هذا الصدق.. "بوزت" أمس طالعين رحلة وانلدغت
عبدالله: افا.. سلامات.. شو لدغج؟
خولة: مادري حشرة شكلها.. حميد حليله وداني المستشفى وقالوا مب شي كبير التهاب بسيط وبيخوز ان شاءالله
عبدالله: الله يعظم أجرك يا حميد مبتلش بها من أول يوم صياح وعقب مستشفيات
خولة: ما برد عليك لانك سخيف.. لحظة حميد يبا يرمسك
عبدالله: عطيني
حميد: السلام عليكم مرحبا النسيب شحالك
عبدالله: وعليكم السلام والرحمة.. الحمدلله ربي يعافيك شحالك انته
حميد: بافضل حال الحمدلله.. شو عندك طايح في حرمتي سب من الصبح
عبدالله انحرج: ههههههه شوية سوالف
حميد: تحمل لا تزودها عليها مافينا تفتح حلجها (أي تبكي)
عبدالله ضحك بينما غضبت خولة
خولة: لا والله انته الثاني.. مستلميني اشوف!
حميد يغير نبرته إلى أخرى جادة: لا لا عاد كله ولا خولة مانرضى عليها لو سمحت عبدالله
عبدالله ضحك: ههههههههههه افا خفت من خولوه!
***
فكّرت بالأمر طويلًا.. ولا تعلم ما هو الحل في وضعٍ كوضعها.. أحبت شخصًا وأحبها.. وتزوجها قهرًا
تظنها عائلتها مظلومة.. ويشفقون عليها.. تقرأ الحزن على ملامحهم كلما نظروا إليها
بينما هي من السعداء.. ولا تستطيع حتى ابداء سعادتها به
يبغضون زوجها ويشتمونه.. ولا يلامون على ذلك.. فعلمهم به بسيط.. ويظنونه سيجور عليها
فلو كان أي أحد مكانهم لفعل بالمثل وأكثر
محمد: بسم الله الساحرة واعية
شما: هيه
محمد بتركيز: شو بلاج
شما: تعال ابغيك باستشارة
محمد: ما حجزتي موعد
شما: بلا سخافة محمد صدق ابغيك بموضوع مهم
محمد يتثاوب: قولي
شما: اممم انا قلتلك ان حرب كلمني صح
محمد: هيه
شما: يقول يبغي يشوفني ويسألني عن العرس.. بصراحة حاولت اتهرب كم مرة لأني مابغي اسوي مشاكل بس الريال مصر.. ويقوللي ان هذا حقه واذا ما ترومين ترمسينهم انا بي ارمسهم.. وانا صدق ماعرف شو اسوي يعني استحي ارمس ابوي بهالموضوع او امي وتشوفها كيف تعبانة وهو لو يا اخاف تستوي مشاكل
محمد باعجاب: والله مب هين الجلمودي
شما تدافع: لا هو ما قالها بضرابة.. بس يقول ان هذا حقه مثل اي ريال ثاني
محمد: صدقه.. وانتي شو رايج بالموضوع
شما: مادري
محمد: أنتي راضية تكونين زوجة له؟
شما استحت: اممم مادري يعني من كلامه حسيته عادي
محمد: الموضوع مافيه عادي او لا.. هذا زواج يعني حياة.. تحسين انج متقبلة تعيشين مع هالريال باقي عمرج؟
شما استحت ماعرفت شو تقول: اممم مادري بس انا استخرت وارتحت
***
كان جالسًا بانتظارهم.. خصوصًا بعدما افزعته مهرة بخبر زواج شما والذي ظنه خطوبة شهد ووقع قلبه منه لوهلة
هو لا يحبها.. ولكنه يشعر برغبة بها
منذ رآها وهو يريدها أن تكون ضمن أملاكه وهذا سبب كافٍ بالنسبة له لأن يطالب بها
فلم يرغب بامرأة قط
لطالما كنَّ النساء تسلية.. لا يأخذ منهن لا عاطفة ولا غيرها من الأمور.. ولا حتى علاقة عابرة.. كنَّ اضاعة للوقت فقط.. يحادثهن إذا شعر بالملل ويمتنع إن وجد ما يشغله
بو سيف: ماشاءالله بو عبيد هني.. أحيد دوامك عندنا يوم في الاسبوع
(أحيد= أعهد)
بو عبيد: افا بس يا بوسيف.. الحين اليلسة وياكم استوت دوام؟
بو سيف: هذا اللي عودتنا عليه
بو عبيد حب راسه: السموحة منك يالغالي
أم سيف: ماعليك منه بو عبيد حبيبي هذا ابوك ما يعيبه شي
بو سيف: والله مبين ولدج عنده رمسة.. انطق والله يستر منك
بو عبيد: الغالي أنا بغيت اخطب
بو سيف شافه بتعجّب: تخطب؟ من وين طالعة الشمس
أم سيف قامت تيبّب "تزغرط": كلولولووووووش الله يبشرك بالخير يا ولدي على هالخبر
بو سيف: ومنو هذي سعيدة الحظ اللي ليّنت الحصى في راسك
بو عبيد: بغيت شهد
أم سيف انصدمت: شهد ما غيرها؟
بو عبيد: هيه شهد بنت عمي حمد
بو سيف: ومن كم يوم اقولك خذها ما طعت وتقول مرخوصة والله يوفقها.. شو ياك عليها اليوم؟ تراها بنت حشيم مب لعبة.. دامك رخصتها خلها تشوف نصيبها
بو عبيد: ابويه انا نصيبها
أم سيف: ويدي بو عبيد استخفيت يوم اباها ويوم ما اباها؟ لعبة هي
بو سيف بتعجب: أنا أدري!!! من يومين مرخص البنت.. تباني أسير الحين اخطبها عشان يقبضوني الباب؟
بو عبيد: محشوم ابوي
بو سيف: محشوم الا رمسة.. لو صدق تحشم ابوك ما طلبت منه هالطلب
بو عبيد: البنت دخلت خاطري شسوي
بو سيف: تو الناس.. عقب 20 سنة توها تدخل خاطرك
بو عبيد: الصراحة انا شفتها بالغلط فبيتهم ودخلت خاطري وابغيها
بو سيف: لا والله وتقولها في ويهي
بو عبيد: بالغلط والله ما كنت قاصد
أم سيف بشفقة على ابنها: فديت قلبك يا ولدي.. دخلت خاطرك وطحنت الحب اللي فراسك.. حرام عليك بو سيف تشوفه الولد متشفق يبغيها لا تيبس راسك انته الثاني
بو سيف: حشى مب ميبس راسي لكن مالي ويه أسير اطلبها من اخوي وانا رادنها من كم يوم
بو عبيد بعزم: أنا بقنعه وبستسمح منه
بو سيف: سير رمس عمك واذا طاع بنخطب لك البنت
***
كانت نائمة طوال الوقت في الطائرة، بينما يخطط هو لتذويب الجليد ما بينهما.. صحيح بأن علاقتهما افضل من السابق.. ولكنها كعلاقة الزميل بزميلته.. أو الأخ بأخته.. يتناقشان في الأمور الهامة.. يتبادلان المسؤوليات.. وصامتين فيما يتبقى من الوقت.. بلا مودة ولا رحمة.. وهو لا يستطيع العيش مع زوجته بلاهما
رفعت نظرها إليه.. ثم أعادته إلى الأمام.. لقد حجز في نفس الفندق الذي اعتادا عليه كلما زاروا لندن.. مدينتهم المفضلة
لا تعلم أهو فعل بسابق اصرار وترصّد.. أم هو اختيار معتاد ومريح؟
قال: شو رايج نخلي العامل يوصل الشنط الغرفة ونسير نتمشى
عليا: لا طبعا اتخيل يسرق اغراضي
ضحك خالد: اووووه صح نسيت كله ولا الكريمات
حبست ابتسامتها ومشت خلفه إلى أن اوصلت اغراضها بسلام
عليا: يالله الحين اقدر اتمشى
خالد: ما تبين الحمام أو شي مني مناك؟ مب عقب تقوليلي انا حامل وماقدر
بوزت عليا: متى قلت هالكلام
خالد: ما تقولين بس تلمحين لين تكسرين خاطري واسوي اللي تبينه
ابتسمت وسكتت
هي لا تقصد إنهاء الحديث.. بل تكره نفسها لأنه دائمًا ما يكون آخر المتكلمين.. دائمًا ما تصمت.. تجد نفسها لا تمتلك ردًّا على كلامه.. فتصمت.. وتخشى أن يظنه تمنُّعًا منها.. وهي الراغبة!
مد يده ومشى معاها في الشارع
خالد: تعالي نسير ناخذ بمبولوني
استغربت: من متى تحبه
خالد: داخل خاطري.. يذكرني بأيام حلوة
ابتسمت عليا: تقول متروس شكر (سكر)
خالد: الحياة مرة لازم ناكل شكر
عليا: الحياة حلوة للي يباها حلوة
قال خالد بجرأة مفاجأة: لو تحلّين حياتي شوي ما باكل لا بمبولوني ولا غيره
***
خولة تغمض عيونها: أنا برقد يوم بنقلع ونستقر في السما قومني
حميد فيه ضحكة: بعد مرة بتسويلنا نفس السالفة؟
خولة: لا هالمرة صدق برقد.. انته لا تسولف وياي عشان اقدر
حميد: يالله بنسكت
خولة اغمضت عينها بشدة.. شعرت برعبٍ شديد عند اقلاع الطائرة أول مرة.. وها هي ذا تشعر بنفس المشاعر للمرة الثانية
كانت تستمع إلى صوت الاحتكاك المزعج ما بين عجلات الطائرة والشارع.. تمسكت به إلى أن ابيضت اصابعها
خولة بهمس: حميد بنطيح بنطيييح
حميد يمسك بها: هههههههههه مابتطيحين ان شاءالله اذكري الله
خولة بلون مصفر: حميد والله احس بنطيح يودني
حميد: يعني اذا طحتي انا كيف بقدر انقذج
خولة بدت تدمع: بموت من الخوف.. ساعدني شو اسوي
حميد: لا حول ولا قوة الا بالله.. يا حرمة اذكري الله.. يلسي استغفري والا اقري قرآن من اللي حافظتنه الا هي طيارة ماعليج شر ان شاءالله
***
كان خارجًا من منزله الضخم ببال مرتاح.. فهو الآن يمتلك منزلًا ضخمًا لم يحلم به.. ولم يظن يومًا بأن هنالك منازلًا بهذا الحجم
رفع نظره إلى المنازل حوله.. بيوت بني جلمود الجديدة.. والتي تتشابه بالشكل واللون والحجم.. باستثناء منزله
غدًا ستصل أول دفعة من بني جلمود.. كان قلقًا بعض الشيء عليهم من هذا العالم الكبير.. وتعاطي الناس معهم
فقد عاش بني جلمود حياةً بدائية.. لم يروا أي مظهر من مظاهر التطور
ورؤية كل هذا الترف فجأة.. بالطبع سيكون مليئًا بالكثير من الشهقات والصدمات.. وبالفعل يخشى من استنكار الناس حولهم.. واستنقاصهم منهم
رن هاتفه برقم غريب، فرد
حرب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: وعليكم السلام والرحمة.. شحالك حرب؟ معاك محمد أخو شما حرمتك
استغرب حرب.. لم يتوقع أن يتواصل معه أحد من أهلها
رد باحترام: بخير ولله الحمد.. ماذا عنك يا محمد
محمد: بخير ربي يسلمك.. الريال فاضي؟ عندي وياك كم كلمة
حرب: أنا في منطقة ***** حيث ستكون منازل بني جلمود.. يمكنك القدوم
محمد: دقايق وأكون عندك
وبالفعل ما هي الا دقائق حتى حضر محمد وسلم عليه
كان هدف محمد الأساسي من هذه الزيارة هو التعرف على حرب كرجل.. كان شديد التركيز على صفاته
شكليًّا كان فارع الطول.. قوي البدن.. برداء تقليدي.. ولحية كثيفة ومرتبة.. ملامح جادة وصامتة.. لا تستطيع من خلالها تبين مشاعر صاحبها
ولكن كشخصية؟ سيرى بعد قليل
محمد: مادري عاد تبغيني اكلمك فصحى والا عادي
حرب: يمكنك الحديث بما تشاء
محمد: ماشاءالله هذي البيوت لكم
حرب: نعم لبني جلمود.. مكرمة من صاحب السمو رئيس الدولة
محمد: الله يبارك لكم
حرب: قيل بأنها بنيت ولم توزّع بعد.. فبدأ أمرنا وتقرر تسليمنا اياها
محمد: ماشاءالله مبين البيوت شرحة ووسيعة.. المنطقة بعد حلوة بس يديدة مافيها ولاا شي.. الله يعينكم
حرب: لا بأس ستعمّر سريعًا بإذن الله
محمد: بإذن الله
صمت محمد قليلًا يفكر
محمد: رمستني شما عن طلبك
حرب: نعم
محمد: حقك طبعًا.. هي حرمتك ومن حقك تشوفها وتزورها حالك حال اي ريال ثاني.. بس بصراحة عندنا الامور شوي ملخبطة في البيت.. الوالدة كانت تعبانة من كم يوم ويمكن يكون الموضوع شوي صعب عليها.. فعطني كم يوم احاول اهدّي الاوضاع وان شاءالله خير
حرب: أنا اتفهم ظروفكم ولذلك كنت متهاونًا.. ولكنني لا أريد أن يطول الأمر
محمد: يزاك الله خير ماتقصر
حرب يفكر: يمكنني الصبر عن الزيارات إن عجلتم بالزفاف
محمد: متى تبا العرس؟
حرب: بعد شهر
محمد انصدم: قريب يا حرب.. الحرمة ما بيمديها تتجهز
حرب: لا بأس لن ينقصها شيء بإذن الله
محمد يحاول يشرح له: الحريم عندنا قبل العرس يتجهزن يشترون ثياب وفساتين وغيره خرابيط الحريم.. لو تسأل شما بتخبرك.. لكن هالشي يباله وقت.. ما يمديها تخلص كل شي في شهر
حرب: اتفهم ذلك ولكن لا تقلق.. سأكون معها واساعدها بما تشاء.. ولكن الدار الموحشة وليس بي صبر أكثر على العيش بدون امرأة
نهاية الجزء السادس والأربعون
أنت تقرأ
سلالة من لهب
Bilim Kurguلم تعلم شما أن مغامرتها هذه المرة ستوقعها بيد سلالة من لهب سلالة عربية أصيلة من نسل عمليق بن لاوذ.. آخر ما تبقى من العرب البائدة ستخطف قلب شيخهم وتعود.. لتكمل سلسلة الأحداث في بلادها شخصيات متعددة وقصص كثيرة ما بين كوميديا ساخرة، حب جامح، وحرب لا ت...