45

634 17 2
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعتذر على التأخير

عندي خبر مب حلو بعض الشيء.. للأسف ما بقدر انزل لكم 5 اجزاء أسبوعيًا كالعادة
لكني بحاول التزم بـ3 اجزاء ويمكن أكثر إذا كان في الوقت متسع
اعتذر مرة أخرى واتمنى لكم قراءة ماتعة

.
.

الجزء الخامس والأربعون



شما ضحكت: ههههههههه أذن الفجر سير صل خلاص

حرب: أصلي وأعود إليك إذًا

قالت بابتسامة خجولة: لا خلاص وايد سولفنا اليوم.. بنكمل عقب

حرب: ومالمانع؟ زوجتي وحلالي.. ولا يمنعك عني لا دراسة ولا عمل.. فلم لا؟

شما بكسل: مابغي اخربط جدول رقادي بتفوتني الصلوات.. ولا تنسى أنت اليوم بيونك الوفد

حرب يتذكر: لقد نسيت أمر الوفد

شما: لازم ترقد ترتاح عشان تكون مصحصح

حرب: ان شاءالله.. ولكن صحيح قبل أن أنسى، لمَ لمْ تكملي دراستك؟ أعهدك شغوفة بالعلم

شما: امممم قلتلك بسبة الموضوع اللي استوا ضجة الغضيض وهذا

حرب: ليس بعذر مقنع

شما بوزت: صح.. بس مادري.. كنت ابغي راحة

حرب: ولكنك ستعودين بالطبع

شما ابتسمت بخجل: اذا بتسمحلي طبعًا

حرب بثقة: معكِ دائمًا


***


كانت مستلقية بهدوء.. حولها ابناؤها وبناتها يسارعون لخدمتها.. قال الاطباء بأنها تعرّضت لارتفاع شديد في السكر تسبب باغمائها.. ووضعت تحت المراقبة بحكم كبر سنّها.. وقد تُسرّح اليوم إن كانت بحالة مستقرة

كانت تراقبهم بصمت عندما قالت: شما بنتي وين؟

أم راشد: في البيت شما سارت ترقد عقب العزيمة

أم خالد بقلق: كيف خليتوها في البيت بروحها؟؟؟ مسكينة الحين بتنش ما بتحصل حد يمكن تخاف

أم سالم: نسيناها والله.. هي سارت ترقد ماعليها شر ان شاءالله ومحمد بعد سار البيت الفجر.. فديتج امي انتي ارتاحي ولا تفكرين بحد

تنهدت أم خالد: الله يلطف بحال بنتي.. الله يلطف بحالها

بو خالد: لا تحاتين قالولج اخوها وياها

أم خالد بحزن: نحن شو سوينا في حياتنا عشان ربي يبلينا بعيالنا؟

بو خالد بهدوء: استغفري ربج يا حرمة مب زين تقولين هالكلام

أم خالد بعبرة خنقتها: صح بتقولون جاهلة ومب متعلمة بس انا حاولت اربيهم باللي أعرفه.. مادخلت لا دورات ولا سمعت كلام استشاريين مثلكم.. بس مادري في شو غلطت عشان اشوفكم بهالحالة.. كل واحد في صوب وكل واحد همه هم

قبل خالد راسها بحنان: فديت قلبج امي ماقصرتي بشي.. واللي يقول انج قصرتي اقص لسانه.. الابتلاءات من الله.. والحمدلله عيالج مب في المستشفيات ولا في السجون.. ولا يتعاطون.. عقلهم صاحي وبدنهم صاحي.. ويعرفون ربهم.. وهذا المهم.. الباقي امور بسيطة تنحل ان شاءالله

أم خالد تنهدت: حميد حبيبي ماتصل بكم؟

خالد يطمنها: عاد حميد بالذات لا تحاتينه.. معرس ولاهي بعروسه وشهر العسل باذن الله ماعليه شر

أم خالد: مب عادته مايتصل

خالد: يمكن عشان الارسال هم ساكنين فوق اليبل اظني.. لا تحاتين امي يوم بيحصل فرصة بيتصل "ماكمل جملته الا ورن تلفونها" هاه شكله حميد كلميه بس هاه.. لا تقوليله عن شي وتخوفينه


***


نهض على طرقات من قبيصة.. فتح عيونه بكسل ونهض إليه

قبيصة: السلام عليك شيخنا.. اعذرني على ايقاظك على عجالة ولكن الوفد بانتظارك

حرب نهض كالمقروص: آآه لم اشعر بالوقت.. حسنًا ساتجهز سريعًا وأوافيكم

استحم ولبس الثوب الأبيض ولف عصابة رأسه كما تعلم من بو عبيد.. بعادة جديدة في القرية
وذهب إلى الوفد.. ارسل لها "تأخرت على الوفد والآن سأذوق عواقب الحب"
أعاد هاتفه إلى مكانه وذهب إليهم بابتسامة

رئيس الوفد: السلام عليكم يا حرب

حرب صافحه وبقية الفريق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رئيس الوفد: شكلنا وعيناك (ايقظناك) اسمحلنا

ابتسم حرب باحراج: لقد كان لدي عمل إلى وقت متأخر.. اعتذر عن ذلك

الرئيس: ولا يهمك.. نحن بدينا نتجول مرينا على جزء من القرية وشفنا السوق والحرف اليدوية وانبهرنا بصراحة

حرب: يسرني أنكم استغليتم الوقت وتعرفتم على قريتنا البسيطة.. اما أنا سآخذكم بجولة أخرى معي.. ولنبدأ من هنا.. ستجد اغلب بيوت المجهجه هنا.. بني المجهجه هم اقاربي بالدم وكانت المشيخة تتناقل بيننا

الرئيس: والنعم والله.. هالأراضي كلها بتتم لكم وبتاخذون صكوك التمليك مثل ما وصيتنا حكومتنا الرشيدة.. واللي حاب ينتقل البلاد بعد الارض واسعة

حرب: لقد تناقشت مع قبيلتي مسبقًا عن الأمر.. وبصراحة هنالك الكثير ممن يرغب بالانتقال إلى المدينة.. ولكن كما تعلم نحن لم نرى بحياتنا سوى القرية ولعل الاختلاط سيأخذ وقتًا أكثر مما نتوقع

الرئيس يفكر: صحيح وبعد العادات والاختلافات.. لازم نكون حريصين قبل الاختلاط الكامل

حرب: مبدئيًا اقترح أن توضع بيوت بني جلمود بالقرب من بعضها البعض

الرئيس: بس ما تخاف ينغلقون على نفسهم وما يخالطون الناس؟ نحن نبغيهم يطلعون من قوقعتهم شوي

حرب: لا تقلق سنختلط بالتدريج وخصوصًا في المدارس والعمل بإذن الله

الرئيس: صحيح بخصوص العمل ويانا اليوم مسؤول التجارة وهو بيكلمكم عن الرخص

مسؤول التجارة: مرحبا الشيخ.. نحن طوّرنا سياسة خاصة بكم.. ورخص خاصة ماعليها لا رسوم ولا قيود كبيرة نبغيكم تنقلون مشاريعكم الصغيرة وتكبرونها في البلاد.. واللي حاب يأسس بعد عندنا مجال ممكن ندخله دورات ونعرف عن البزنس خارج القرية

حرب: بارك الله في جهودكم.. لقد أخبرت الحاكم سلفًا بأنواع التجارة لدينا.. وحصرت اسماء التجار ولكن لا علم إن كان هنالك من يرغب بالتجارة ولم يبدأ بعد

المسؤول: مب مشكلة نحن فريقنا كبير وبنقدر نمر على الاسر باذن الله.. اظن العدد مب كبير وايد ماعتقد يطوفون ال25 بيت.. بنقدر نحصرهم خلال يومين.. والحمدلله خلال الفترة اللي طافت قدرنا نجهز لك مصنع ذهب.. بصراحة هو مب كبير وايد لكنه بداية جيدة عشان تتوسع في شغلك.. وطبعا دوم موجودين للدعم والتوجيه

حرب: جزاكم الله خيرًا وبوركت جهودكم.. بالنسبة لي فلدي صيّاغ الذهب وساستفيد بالطبع من عمالكم.. ولكن ماذا عن مركز التحفيظ لأخي أحمد المجهجه؟

المسؤول: بعد جاهز ويترياكم تباركونه بحضوركم.. وصحيح بعد نبغي ندخلكم دورة تثقيفية بسيطة عن الدولة وعاداتها وتقاليدها.. مع حفظ عاداتكم طبعًا وبالعكس نخلدها مع باقي القبايل في تاريخنا.. بما لا يتعارض مع الدين الاسلامي طبعًا

حرب: وماذا عن المدارس؟ كيف سيكون نظام الدراسة حيث ان الاعمار عندنا متفاوتة.. الامر سهل بالنسبة للاطفال ولكن ماذا عن الكبار؟

الرئيس: بالنسبة للدراسة بنسوي مناهج مكثفة للي حاب.. ويمكن ندمج الصفوف.. ويمكن نسويلكم امتحانات تحديد مستوى.. بصراحة سياسة الدراسة للحين ما انتهت بشكل كامل للحين ندرس الموضوع.. لكنه خير باذن الله وبعد بناخذ شوركم اكيد

حرب: باذن الله


***

اتصلت بشهد اللي ردت بكسل: الو

مهرة: شهدوووه وعله.. انتي وين من البارحة اكلمج

شهد تتثاوب: راقدة.. شو هالازعاج ع الصبح

مهرة: عنبوه هالرقاد.. الله يعين اللي بياخذج انتي

شهد: يالله صباح خير شو تبين باللي بياخذني

مهرة: عندي وياج تحقيق.. مسوية شي وماخبرتيني

شهد: عطيني لستة الاسئلة

مهرة: شو مستوي بينج وبين بو عبيد اخوي؟

شهد جنه حد صب عليها ماي بارد: هاه؟ بو عبيد؟ شدراني به

مهرة: لا والله.. اذا كنت شاكة الحين تأكدت.. خبريني شو مستوي بالضبط اشوف حالكم مب تمام

شهد: ليش؟ هو قالج شي

مهرة: يلس يسألني عنج.. كيف شكلها.. شو لون شعرها وكيف وزنها وشو لون عيونها.. يعني اسئلة واحد عنده لوحة وبيرسمج

شهد: ويععة.. اخوج هذا مايستحي؟؟

مهرة: ابدا.. المهم.. يلا spill the tea (بمعنى خبريني القصة)

شهد: لا tea ولا غيره.. شافني في المطبخ بهذاك الفستان الاسود اللي خذناه هاك اليوم

مهرة شهقت: ياويلي.. زاده متخبل الريال

شهد: ليش هو قال شي؟

مهرة: والله مادريبه.. بس كان يتسأل.. هذا بو عبيد ما تاخذين منه لا حق ولا باطل


***

نهضت وهي تشعر بخفة غريبة.. وكأن ببطنها بستانٌ كله فراشات.. قرأت الرسالة فزادت تبسّمًا.. كتبت له "انا مايخصني"

ابتسمت لنفسها في المرآة.. وحمدت الله كثيرًا.. فقد فرج عليها بطريقة لو علم عنها أهل الأرض لتعجبوا

نزلت إلى الصالة.. المنزل هادئ وفارغ على غير العادة

رأت محمد يأكل خبزًا وشاي

شما: يا عزتي لك يا محمد تتريق صمون وجاي

محمد: شسوي مافي حد هني وهالبشكارة يوم ما سمعت حس امي الله يحفظها شكلها بتخمد للظهر

شما: ليش وين أمي

محمد: أمي تعبت شوي ووديناها المستشفى

شما فتحت عيونها: شو؟؟؟ كيف؟! شو فيها؟ كيف محد خبرني

محمد: انتي كيف ما سمعتي كل هالصريخ؟ مسكينة تعبت ووديناها المستشفى

شما: حبيبتي امي شو اخبارها الحين؟ شو قالولها

محمد: لا تحاتين مافيها شي الحمدلله

شما: لا والله؟؟؟ ودني عندها

محمد: شما والله تعبان مافيني حيل اتريي لعقب الصلاة بنسير مرة وحدة

شما: لا والله مايخصني! امي وابا اتطمن عليها

محمد: اتصلي رمسيها يمكن يرخصونها اصلا

شما اتصلت بأمها على طول: امييه حبيبتي شحالج؟ "قالت بزعل" كيف سرتوا وخليتوني؟

أم خالد: بخير الحمدلله فديتج انتي شحالج كيف اصبحتي

قالت بزعل: والله قمت ادورج ماحصلتج كيف ماتخبروني عن شي؟

أم خالد: شو تبين باليلسة في المستشفيات آخر الليل.. زين رقدتي وريحتي انا عقب شوي بيرخصوني وبتشوفيني

شما: مايخصني انا بعد بي

أم خالد: بنت.. سمعي الرمسة اقولج عقب شوي بيكتبولي خروج وبطلع ان شاءالله لا تعبلين على اخوج بدون سبب

شما مدت بوزها: ان شاءالله!

محمد: هاه سمعتي؟ شو قالت بيطلعونها؟

شما: تقول هي بيكتبولها خروج عقب شوي

محمد عقب تفكير قال: ريلج خذا رقمج امس ما اتصل؟

شما نزلت راسها: امبلى

محمد: هيه؟ شو حسيتيه؟

شما ماعرفت شو تقول: عادي يعني

محمد: ماحسيتي انج تشوفين مسلسل راس غليص

ضحكت شما: هههههههه عشانه يرمس فصحى؟ هيه هو غريب في البداية بس عقب عادي ما قمت اركز

محمد بشك: عقب عادي؟ ليش حضرتج شكثر تسولفين وياه؟

شما: اقصد ما ركزت

محمد يذكرها ويذكر نفسه: ريلج هو محد له خص خذي راحتج تعرفي عليه.. يمكن يطلع ريال زين بعد ما ندري

شما سكتت بخجل.. الموضوع مب مناسب تناقشه ويا اخوها.. بالنسبة لها على الاقل


***


ذهب إلى منزل أحمد.. وكان جالسًا كعادته في الفناء مع طلّابه

حرب: السلام عليكم

الجميع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أحمد يحادث طلابه: فسحة اذهبوا تغذوا وعودوا "وما أن رحلوا حتى حادث حرب" إلى متى ستفسد علي حصصي

حرب: أتيت اليوم لحاجة ملحة.. بل حاجتين.. اولها ابشرك بأن مركزك جاهز وبانتظارك

أحمد: الحمدلله رب العالمين

حرب: مستعجل بالانتقال؟

أحمد: بأسرع ما يمكن.. أضعنا ما يكفي من العمر جاهلين بالدين

حرب: وماذا عن مركزك هذا وطلابك

أحمد: سأوكل أحد طلابي بالأمر.. فلقد التمست به الحكمة والذكاء وسرعة التعلم.. وتكلفت بتعليمه بكثافة.. واسأل الله أن ينفع به

حرب: آمين

أحمد: وما حاجتك الأخرى

حرب بابتسامة: بارك لأخيك فقد بلغ مناه

أحمد ابتهج: بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير.. ألم اقل لك بأنه لا يعجزه أمر في السماوات ولا في الأرض؟

حرب: ولكنني كنت عجولًا جهولًا.. فلك الحمد ربي


***


ركن سيارته عند الباب بمزاج عالٍ ونزل.. لا يعلم سبب تصرفاته هذه ولكنه قرر المشي خلف رغباته بلا اهتمام بالعواقب، كعادته

فكر بالاتصال ولكن ليس لديه رقم أحد من المنزل.. رن الجرس فخرجت له الخادمة

بو عبيد: السلام عليكم.. بابا موجود؟

الخادمة: نعم

بو عبيد: روحي قوليله بو عبيد عند الباب.. في حد داخل مجلس؟

الخادمة: لا

بو عبيد: خلاص سيري افتحي المكيف انا ياي.. سوي قهوة وشاي واذا في كيك بعد جيبي

الخادمة ماعيبها تلقي الأوامر من هذا الغريب

قالت: مافي كيك.. وراحت عنه

ذهب إلى سيارته.. بخ من عطره المفضل.. وعاد إلى المنزل براحة شديدة

دخل المجلس وارتاح بجلسته.. إلى أن أتاه العم المستغرب من وجوده

بو بخيتة: حي الله ولدي بو عبيد.. شو هالمفاجأة الحلوة

بو عبيد قام يسلم: الله يحييك عمي.. كيف الحال طمنني عنكم.. اسمحلنا على القصور المشاغل ما تخلص

بو بخيتة: مسموح ولدي.. استريح

جلس يتبادل معه أطراف الحديث إلى أن أتته مكالمة فخرج، وتبعه بو عبيد.. كان العم مندمجًا بالكلام ويبدو بأنه سيطول.. فابتسم بخبث

صحيح بأنه أتى بلا هدى.. ولكن لا ضرر المغامرة قليلًا

ذهب إلى نفس المطبخ وفتح الباب

كانت تغني، وقطعت غنائها بالحديث: انتي سايرة اتيبين لي شكر (سكر) من المطبخ ولاا من المصنع

لم تلقَ رد فلفّت.. وكانت الصدمة.. بو عبيد مستند على الباب وينظر إليها

شهد بغضب: انته ايييييه ليش تتطالع

بو عبيد خوّز عينه "ابعدها": أنتي اللي ما تستحين تطلعين المطبخ جي.. ولو شافج دريولكم؟ "سائقكم"

شهد: الدريول ما يدخل هني

بو عبيد: وانتي تمشين من البيت للمطبخ؟ بيغمض عيونه يعني؟

شهد: ألبس شيلة صلاة!

بو عبيد فكر قليلًا: انزين.. حطيلنا كيك.. بشكارتكم تقول ماشي كيك الهرمة براويها
"بشكارتكم=خادمتكم"

شهد بعصبية: بو عبيد شو تبغي؟ استح على ويهك ياخي والله عيب.. انا بنت عمك داخل علي جي

بو عبيد: تراني شال عيني عنج.. البسي شيلتج ما بشوف.. وقصيلي كيك

خذت شيلتها تلبس وهي مصدومة من الموقف.. كيف ممكن يكون الشخص وقح وقوي عين.. وما يهاب شيء لهالدرجة؟

بو عبيد يستهبل: هاه أفتح والا

شهد كانت صامتة.. قصت له من الكيك ومدته له.. طولت مادة ايدها وهو مغمض فقالت: تفضل

بو عبيد شاف الكيكة: بس جذي بدون تزيين؟

شهد همست: صبرك يارب

بو عبيد: بعدج تبين وايد صبر.. ادعي

شهد زينت قطعة الكيك بالتوت والورد القابل للأكل

بو عبيد بإعجاب: يا سلام فنانة والله شهودة

شهد طالعته بصدمة وتقول في نفسها منو شهودة؟ ليكون أنا؟

كان يأكل بتلذذ: والله طرررر تسلم ايديج.. بس عاد لمي شعرج مرة ثانية وانتي تطبخين عن نحصل شعر.. حد يطبخ بشعر مفتوح بتنعشين انتي؟
"تنعشين = ترقصين بشعرك"

طالعها وهي صامتة تنظر إلى الصحن

فقال: زين.. يعجبني الهدوء "وطلع"

كانت تنظر إلى الباب بصدمة.. ما باله؟
غاب كل هذه السنين.. كانت عنده كاللا شيء.. كمن لا وجود لها.. لم يبدي لها ولا ذرة اهتمام
والآن حضر فجأة.. بحضور قوي كهذا؟
لمَ الآن؟ بعد أن دهست قلبها وطلبت الانفصال منه، يعود؟


***


كانت جالسةً مع والدتها.. وتحاول تجاهل نظرات الجميع الفضولية تجاهها

شما بمرح: بس خلاص من اليوم ماشي عصبية واعصاب.. ماعندنا شي أغلى من صحتج

أم خالد تمسح على شعرها بحنان: وينها الصحة وأنا ادري انهم نفّدوا آخر العنقود؟ "نفدوا=تخلوا/ارسلوها للهلاك"

قاطعهم دخول خالد ومعه علياء.. سلموا على الجميع

كانت أم خالد كعادتها كلما رأت علياء.. تراقبها بشدة.. كانت علياء بجسم واهن.. ووجه مصفر.. ويبدو عليها الجفاف.. خشيت عليها وعلى أحفادها
فهي تعلم مسبقًا بشخصية أم علياء المتعجرفة.. والتي محالٌ أن تعلم ابنتها شيئًا أو تتابع حملها.. أشفقت عليها فنادتها

أم خالد: عليا تعالي يلسي عدالي

الكل استغرب، ومن ضمنهم عليا، ولكنها انصاعت بلا سؤال

أم خالد بصوت منخفض: عليا أمي تعبانة؟ شي بلاج

عليا استغربت من السؤال: لا عموه ما بلاني شي

أم خالد: متأكدة؟ اشوف ويهج مب صاحي لبد ما تاكلين زين

عليا: شوي الوحام متعبني

أم خالد تفاجأت: بعدج تتوحمين؟

عليا: هيه.. وايد متعبيني وخصوصًا الصبح

أم خالد ابتسمت: على ابوهم.. جي كان ملعوزني لين دخلت السابع بعدني اتوحم، بس على ايامنا محد يصدقني يتحروني اتدلع

عليا ابتسمت وطالعته، واللي كان بدوره مركز بصره عليهم بفضول وقلق شديدين

خالد: نحن حجزنا للسفرة.. كم يوم ان شاءالله ونسير

أم خالد: الله يحفظكم يارب ويوفقك حبيبي


***


انهى عمله وذهب إلى منزلٍ احتضنه في طفولته.. دخل بدون أن يطرق الباب
كان المنزل يضج بالخادمات كعادته.. منهن من تنظف والاخرى تطحن بالرحى ومنهن من تخبز.. والاخيرة تلحق بطفلٍ صغير يرتع ويلعب في الفناء

أما سيداته فكنَّ في الفناء يشربن الشاي.. أحدهن كانت تلف رأسها بغطاء، والأخرى بشكلها الجلمودي القديم

حرب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تهللت وجوههن برؤيته، ونهضت سارة إليه بابتسامة واسعة: حييت أهلًا سهلًا يا بن أخت ويا شيخ بني جلمود

قبّل رأسها حرب: حياك الله وبياك

سارة ابتعدت باستغراب: مالك تقبّل رأسي ولست سوى امرأة

قبّله مرة أخرى: اتركي عنك الجاهلية وارتاحي بالاسلام

سارة بحب كبير: كيف حالك يابني؟ والله إنها لتبدو ثقيلة جدًّا عليك "تقصد الأمانة/ المشيخة"

حرب قال وهو ذاهب إلى الأخرى: ثقيلة جدًّا أعاننا الله عليها

سلّم عليها وقبّل رأسها هي الأخرى: كيف حالك يا أماه؟

أم قبيصة: كعادتي كلما سألتني.. أنا بخير وافتقدك

حرب: اعتذر على التقصير يا أماه.. والله إنني لاتنقل هنا وهناك.. ما بين اراضٍ وأملاك وتجارة.. لا يهنأ لي منام حتى أرى بني جلدتي يعيشون حياةً كريمة

أم قبيصة: بارك الله في سعيِك.. ماذا عن الفتاة؟

حرب: لقد عقدنا القران.. ولله الحمد

سارة: مبارك لك

أم قبيصة: جعله الله زواجًا بالرفاة والبنين.. ومتى ستأتي بها إلى منزلك

حرب: في عاداتهم ما بين الزواج الحقيقي وعقد القران بضعة شهور

أم قبيصة هزت رأسها بتفهم: عليها أن تأتي إلي لاعلمها بدورها كالسيدة الأولى

حرب: لم نتفق بعد على المسكن.. بالطبع سآتي بها إلى هنا.. ولكن قد نستقر في المدينة.. فكما تعلمين سانقل تجارتي للمدينة الآن.. وتعلمين كم يقاسي التاجر في بداية تجارته

أم قبيصة تنقمه: المسؤولية عظمى والانسلال منها راحة بالطبع

حرب بابتسامة: لن انسل بإذن الله، وبالطبع إن كنت هناك فالبركة في أخي بارك الله فيه قد أصبح رجلًا الآن!


***


كانوا في طريق العودة إلى المنزل.. ولكنه لم يستطع أن يتمالك فضوله أكثر

خالد: أمي شو قالتلج يوم زقرتج

علياء: كل هذا فضول؟

خالد: مب فضول بس استغربت.. مب عادتها

علياء: تقول ويهي مصفر وشكلي تعبانة.. قلتلها من الوحام

خالد مسك ايدها اليسار: الله يعينج يارب

علياء لمست بطنها وكأنها تلمسهم: تقول طالعين على ابوهم

خالد بصدمة: انا؟ مستحيل

عليا: ههههه شو هالثقة.. هي قالتلي

خالد: والله أمي دوم تقول اني هادي من يوم كنت صغير

علياء: شكلك طلعت عينها في الحمل.. تقول تعبت لين دخلت السابع.. ومحد كان يصدق انها تتوحم يقولون دلوعة

خالد: الله يعظم أجر الأمهات.. بس على الاقل انتي حالج أحسن يراعونج ويدلعونج محد يقول دلوعة


نهاية الجزء الخامس والأربعون

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن