الجزء الثالث والأربعون
الماضي
كانت العائلة مجتمعة في منزل بو سيف.. في عزيمة وداعية لسيف لذهابه إلى مدرسة داخلية في الخارج لإكمال الثانوية والجامعة
كان الكبار في داخل المنزل والصغار يلهون في الفناء
تجمعن البنات في زاوية مخفية وبيدهن مكياج شرينة
مهرة كانت تتفنن بوجه شهد
شهد: حمااااااس متى بتخلصين ابا اشوف الميكب
مهرة كاتمة ضحكتها: الحين اصبري لا تتحركين
كانت مهرة ترسم وجهها بطريقة مضحكة.. استخدمت كحل العيون لتغليظ حواجبها ووضع بعض الشنب الخفيف لها.. وسمرتها قليلًا.. وكانت شهد في عالم آخر من التخيلات بأنها ستبدو كبنات عمها الكبار.. إلى أن انتهت مهرة وامسكت شهد المرآة لتنظر إلى نفسها وتصرخ
شهد شهقت: يالخايسة شو سويتي بويهي
مهرة تضحك: هههههههههههههههه استويتي تشبهين شرشبيل
شهد بغضب: والله براويج يا مهروه الخايسة
مهرة ركضت عنها وطلعت لسانها: يالله الحقيني ننننننن
أمسكت شهد قلم الكحل وبدأت بالركض خلفها ومهرة تضحك بصوت عالٍ.. كانت مهرة خفيفة بينما شهد ثقيلة الوزن مما منعها من الامساك بمهرة
صرخت مهرة بضحك عندما وجدت خليفة واختبأت خلفه: خليفة ساعدننننييي شوفها بتشوه ويهي
خليفة المراهق رمى سيجارته بسرعة.. بمنظر التقطته عين شهد المتقززة
خليفة سحب مهرة من وراء ظهره ودزها: بلا حركات يهال العبوا بعيد عني
مهرة: شوفها بتخسف بويهي
رمى خليفة بنظره على الفتاة فصعق: أعوذ بالله هذي بنت ولا ولد
مهرة ضحكت بينما انقهرت شهد أكثر
مهرة: هذي شهدووه بنت عمي حمد
خليفة: وععع انا اقوول هالخسافة ما بتيبها الا منه.. يلا يلاا بس ام شنب روحي عن اختي لا اكفخج
شهد بقواة عين: مب كفو تكفخني "وحاولت الهروب بعيدًا"
خليفة سحبها من شعرها قبل لا تخطي: شو قلتي
شهد تصارخ: آآآآآخ هدننني ريحتك خايسة وعععع بختنق
خليفة: خسفة ودبة وبعد لج عين ترمسين "دزها بعيد" يلا بس
***
كانت والدته تتواصل مع والدة العروس وانبأتها بحضور بو عبيد
أم بخيتة: هلا ابويه بو عبيد ماعليك امر دخل الكراتين المطبخ.. العامل مب موجود ساير ويا عمك العزبة
بو عبيد كتم غيظه وشتم أخيه للمرة الألف.. فهو أبعد ما يكون عن كل هذه الروابط العائلية والخدمات الاجتماعية
بو عبيد: وين المطبخ
اشرت للخلف: هني.. سامحنا تعبناك
بو عبيد لم يرد.. بصراحة تعبكم ليس براحة بالنسبة له
أخذ الكراتين على مضض وفتح اول باب كان أمامه.. وضع الاغراض وهمّ بالخروج حين سمع صرخة نسائية
صرخت وهي تحاول تغطية نفسها: اييييييييييييه
رفع بو عبيد نظره.. فستان أسود صيفي.. تعلوه مريلة بيضاء مطرزة الأطراف.. وغطاء رأس مثلث بنفس الشكل.. شعر بني فاتح مسرّح بشكل ذيل حصان يصل إلى آخر الظهر.. عيون بنية ودائرية أكثر مما يجب
لم يعي الا برشة طحين كبيرة على وجهه
شهد بقوة: وعمى.. خوز عينك
بو عبيد كان يود قتلها.. من هي لترميه بالطحين.. لم يجرؤ على هذا الفعل أحد "رفع نظره مرة أخرى وذاب" سوى هذه..... الفاتنة
وعى على نفسه وبدا بتأنيبها.. قد تكون زوجة أخيه.. لم يتكلم ولم يعتذر حتى.. تراجع وخرج وهو يحاول السيطرة على نفسه مما رأى.. ويحاول نسيانه
بينما كانت شهد بنفس الحال واشد.. متأكدة بانه لم يميزها ولكنها عرفته بسرعة.. أليس هو عريسها الذي حلمت به وتتبعت صوره السرية والعلنية لمدة 27 سنة؟ والذي صارعت نفسها واهوائها بنفسها لأجل أن تنفصل عنه.. فقط لأنها واقعية ولا تحب العيش على الاحلام
هرعت إلى أختها: بخووت لحقي علي بو عبيد شافني فالمطبخ
بخيتة: احلفي؟ كيف
شهد: شكله يايب اغراض خطوبتج وبدال لا يدخل المطبخ العود دخل مطبخي
بخيتة مصدومة: بو عبيد يايب اغراض خطوبتي انا؟ مستحيل
شهد: هي والله شكله سيف وايد سبيشل هههههههه بو عبيد هذا حتى في الاعياد مانشوفه
بخيتة: بس كيف محد وياه وداخل جي
شهد: مادري والله ماشفت حد برع.. وهذا قوي عين بصراحة لا هود ولا هدا داخل بيتنا ويطالع بعد مايخوز عيونه
بخيتة: ههههههههه انسحر بستايل الخادمة
شهد شافت نفسها وضحكت: هي والله تقولين الخادمة اللي تحب الامير
بخيتة حضنتها وقالت تذكرها: عاد بشو يهم الخادمة اللي تحب الامير والا الاميرة نفسها؟ تراكم انفصلتوا رسميًا يعني ما يهم رايه فيج
شهد ايدتها: صدقج
***
اتصل بها عشان تنزل له وانصدم بحضور الجدة
نزل باحترام وسلّم عليها
يدة عليا بتركيز على شكله: شكلك مرة مايقول واحد لوتي بس مادري كيف فريت راس بنتي عليا
خالد باس راسها باحترام: السموحة وحقكم علي
اليدة: دورلك اي محلوي وزعوا الحلوى على الناس اونكم مالجين الحين استروا ولا تفتحون عيون الناس مب زين
خالد: لا تحاتين وصتني الوالدة
اليدة: زين ما تسوي.. يلا درب السلامة.. وتحمل على بنتنا
خالد: في عيوني.. لا توصين
فتح لها الباب: تفضلي
ابتسمت علياء وخصوصًا وهي تعلم بمراقبة جدتها للموقف
علياء: صدق بتوزعون حلوى؟
خالد: أمي تكفلت بالموضوع كامل لا تحاتين
علياء: شو قالوا أهلك؟
خالد: شو بيقولون؟ ما تمت سبة علي ما انقالت
علياء ضحكت: انا يدتي قالت قص عليج ولعب بعقلج
خالد: وأنا ما قصيت عليج؟
عليا: لا أنا مب ياهل
خالد بهمس ماكر: متأكدة
انكمشت عليا على نفسها بإحراج.. بينما ضحك خالد
***
كان يتأمل محبوبته، وزوجته وهي نائمة بسلام.. بعد بكاء طال
لم يعلم كيف كان عليه التصرف.. بكت حتى وهنت ونامت بلا شعور
حتى في أسوأ كوابيسه لم يتخيل ليلة زواجه بهذه الطريقة المأساوية
فتحت عيونها بضعف.. قبلها على عينيها: صح النوم يالعروس الصياحة
خولة: صح بدنك
حميد: هاه شو الاخبار؟
خولة نزلت عيونها مباشرة: متلومة فيك
حميد بتأنيب مازح: زين يوم فكرتي فيني بعد
يلست خولة: شسوي مب بايدي
حميد ابتسم وهو يمسح خدها بيده: أدري.. وما الومج أبدًا.. بس يارب تحبينا هالكثر نحن بعد
خولة بادلته الابتسامة: انتوا أغلى اثنين في قلبي.. وكل واحد له مكان مختلف عن الثاني
حميد: بس مكان منو أكبر؟
خولة: اخاف اقولك وتزعل
حميد بزعل: كنت حاس
خولة ضحكت: اول مرة اشوف واحد يغار من اخو حرمته.. قلتلك كل واحد مكانته مختلفة ماقدر اقارنكم ببعض
حميد: يالله بنحاول نصدق!
***
بلغ التوتر به أقصى المبالغ.. ولم يجد سوى بو عبيد يسلّيه ويهوّن عليه.. فقد ضجر منه أحمد وطرده
بو عبيد: هلا هلااااا.. ويين هالغيبة
حرب: حياكم الله وبياكم شيوخ بني ***** (قبيلته)
بو عبيد: شو هالرد الكشخة اسميك تعيشني جو السلطان
قهقه حرب: كيف الحال
بو عبيد: الحمدلله ومن صوبكم
حرب بابتسامة واسعة: بافضل حال
بو عبيد: اول مرة في حياتي اكلمك وانته مستانس هالكثر.. شكلها المكالمة وصلتك
حرب: هههههههه بالفعل وقد تحدد الموعد
بو عبيد: افااا وما تعزم اخوك
حرب: اول المعزومين.. بل وتدخل قبلي
بو عبيد: اسسسلم.. هذا العشم فيك.. ومتى الخطوبة ان شاءالله
حرب: الجمعة.. ولكنني ساحضر غدًا باذن الله
بو عبيد: بسس موضوعك كاااامل علي بنضبطك.. ان شافتك بنت راشد بيغمى عليها
حرب ضحك بسعادة: والله انني غير مصدق
بو عبيد فرح له: الله يتمم لكم على خير يارب
***
تزلزل منزل بو خالد بانتشار خبر زواج خالد
كانت أم خالد صامتة تمامًا وسط النقاش الحاد من ابنائها
أم لطيفة: اماية ليش ساكتة؟ خبرينا شو اللي مستوي وكيف جذي فجأة تقولون بنوزع حلوى خالد عرس
تظاهر محمد بسكبه الشاي وجلس بجانبها وهمس: اقنعيني انج ماتعرفين شي
شما: كيف بعرف يعني؟
محمد: اقص ايديني الثنتين لو ماعندج خبر.. انتي السوسة عندج علوم البيت كلها
أم سالم ميودة راسها: والله راسي عورني.. مستحيل اللي يستوي.. نحن كيف بنجابل الناس
شما كان في خاطرها تضحك.. هذا وأنتي ما تعرفين الا نص السالفة يا أم سالم
محمد: وباجر منو اللي بيوزع الحلوى ليكون أنا؟
أم سالم فرته بالمخدة: وانته هذا همك؟ منو بيوزع الحلوى؟؟ ما تحاتي الناس يوم بتسألك كيف اخوك عرس فجأة؟ لا ومابيسوي عرس
محمد يرتشف شايه: تتحرين شغلة توزيع الحلوى بسيطة.. ترا كسر ظهر
شما ضحكت بخفة: كلن على همه سرا
محمد: وبعدين شو يخصهم الناس خلاص الريال عرس بالحلال ماسوا شي غلط.. شو لهم اصلا يعرفون هالتفاصيل
أم راشد: مَبْرد دم الرياييل والله
محمد: عشان جي تعيزن بسرعة.. رابطات راسكن بليا ويع.. المهم ماعلينا من موضوع خالد.. أنا متى بتخطبولي؟
أم خالد: انا لله.. وانته بعدك على نفس الموضوع
محمد: نعم ومصر.. مادري ليش مكبرين الموضوع ليكون فيها شي بنت بو سيف؟
أم خالد: حشى والله ما شفنا منهم الا كل خير.. زين وجمال وادب واخلاق.. لكن نخاف يقبضونا الباب
محمد: بو سيف ريال والنعم فيه ولا يفكر بالمظاهر.. انتي توكلي على الله وبإذن الله خير
أم خالد: ان شاءالله بنرمسهم لا تحاتي
دخل بو خالد بوجه بلا ملامح واضحة
بو خالد: السلام عليكم
الجميع: وعليكم السلام
أم سالم قامت: ابويه صدق اللي سمعناه! خالد عرس وانتوا راضين؟ كيف سكتتوا له ابوي والله مايستوي باجر هالصغار كلهم بيقلدونه شو بنرد عليهم؟
بو خالد: نورة قومي عني بروحي تعبان "جلس بجانب زوجته" وصلني اتصال من الديوان
التفت الجميع عليه
أم خالد: عسى خير يارب؟
بو خالد تنهد: الشيخ ياينا الجمعة
أم خالد بعدم فهم: الشيخ؟
بو خالد: الحاكم الله يطول بعمره
الكل بهت.. الحاكم بنفسه.. يتكرّم ويزورهم؟
اختلفت التعابير واتفقوا على ملامح الصدمة
محمد: ابويه ماقالولك شو السالفة؟
بو خالد: والله سألت قالولي بتعرف وقتها.. وخبرت كم واحد من ربعي ونفس الشي محد سامع شي.. بتخبر بو سيف بعدني
محمد: ييتهم خير بإذن الله
بو خالد: بإذن الله
أم راشد: أبوي مب يمكن عشان مشروع خالد الاخير؟ يمكن بيكرمونه
بو خالد: يمكن والله.. ولو ان خالد ربي يحفظه دوم ينطلب مع فريقه ويتكرم.. لكن صدق يمكن بعد ماندري
أم خالد: حياهم الله على كل حال.. لازم نبدا نرتب ونجهز من اليوم
محمد: أبويه بتعزم أهلنا كلهم
بو خالد: أكيد يا ولدي هذا السنع.. بعزم قبيلتي ونسايبنا والقراب منا
محمد: ميلسنا وين يسد يبالنا خيمة
بو خالد: رتب الموضوع
محمد سند جسمه كامل على الغنفة وبصوت واطي قال: الله يسامحك يا حميد ماعرفت تعرس الا الحين!
***
الخميس
يوم خطوبة بخيتة وسيف
كانت شهد تفتح باب الغرفة بين فترة وفترة وتطل من سور الدرج.. وتعود لأختها بإحباط
شهد: والحين انا ليش حابسيني وياج؟ والله أمي عليها سوالف غريبة
بخيتة: عيب خوات العروس اللي مب معرسات ماينزلون وقت الخطوبة
شهد تحط ريل على ريل: على أساس ان ام سيف ماشافتني؟ شافتني وشبعت شوف وكلهم أهلنا شو لها هالعادة الحين
بخيتة: ياربي يا كثر ماتتحرطمين
شهد: وبعدين ليش مايبا نظرة شرعية؟ والله هالاخوان عليهم حركات مادري كيف.. ماينبلعون
بخيتة: سبحان الله الحين ماينبلعون
شهد: هيه خلاص انغسل قلبي منهم
بخيتة ضحكت: هههههههه الله يعوضج بالريال اللي يرضيج حبيبتي شهودة
شهد: آمين
***
نزلت من المروحية ومعها ممرضة وحارس شخصي.. لطالما كانت تتنقل ما بين الدول النائية لإسعاف الأطفال في المجاعات والفيضانات والزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية والاجتماعية
كان باستقبالها قبيصة ورجلان من بني جلمود ليساعداهما في حمل الاغراض.. حياها قبيصة هي وفريقها وجهز للمرأتين منزلًا.. وللمرافق منزلًا آخر ملاصقًا لهم
كانت القرية ممدودة بالكهرباء من مولدات خاصة للحاجيات الأساسية.. إلى أن يتم بناء دائرة كهربائية كاملة
الطبيبة: إذًا أنتَ الشقيق الاصغر لشيخ القبيلة حرب؟
قبيصة: نعم
الطبيبة: سنترك حاجياتنا في المنزل ونذهب للطفل مباشرة.. فلا نعلم بعد حالته الصحية
هز رأسه بإيجاب ومشى بمحاذاتهم
دخلت الطبيبة والممرضة مع الحارس الشخصي والذي توقف خارج الغرفة المنشودة
بدأت بتقييم الحالة المرضية وكما توقعت عندما سمعت الاعراض، كان الصبي يعاني من حساسية شديدة ولكن لم يتبين لها السبب.. حقنته بدواء مضاد للحساسية وتركته للراحة
طلبت من الأم مراقبته ومراقبة كل ما يتعرض له الصبي وتسجيله، سواء مواد يتعرض لها جلده أو طعام يأكله
***
ومع نزول الطبيبة في القرية.. نزل حرب بالاتجاه المعاكس في المدينة وكان باستقباله بو عبيد
سلّم عليه حرب: السلام عليكم
خاشمه بو عبيد: وعليكم السلام هلا هلااا مرحبا المعرس
تهلل وجه حرب: اللهم تمم على خير يارب
بو عبيد: بإذن الله خير يالله هانت مب باقي الا شوي.. الحين دور الكشخة يلا اركب وياي
حرب: يجب علي تعلم القيادة ستزيد رحلاتي إلى المدينة
بو عبيد فتح له الباب: اركب سوق يلا
حرب نظر إليه بصدمة: تمزح
بو عبيد: لا والله مامزح.. اركب بس لا تدوس على شي لين اخبرك
كان حرب متردّدًا حين دفعه بو عبيد: يالله تعال بلاك انا تعلمت السواقة وانا عمري 14 ولا خذت الليسن الا عقبها ب 4 سنين.. كلنا جذيه يلا تعال بس خل ريولك خفيفة على الريس
***
كانت بكامل زينتها وأناقتها، فرشت عدة قطع وجلست بعيدًا تنظر إليهم بسرحان تام
خالد: بلاج؟
عليا: شو البس؟ احترت.. مابغي ابالغ وفي نفس الوقت ابغيه يكون شي مناسب
خالد: لبسي اي شي عادي ترانا بنسير البيت نسلم بس ومافي حد غريب.. بس اهم شي غطي بطنج
عليا بوزت: هاللي مخوفني
خالد: لا تحاتين وايد.. صح اننا مانبغيهم يعرفون.. بس اذا انكشف الموضوع يعني الله رايد بهالطريقة وأكيد فيه خير لنا.. لا تفكرين وايد
عليا: خواتك اكيد بيعرفون.. دام يدوه عرفت
خالد: والله اذا ام سالم موجودة ماستبعد تعرف حتى جنس الجنين
عليا ضحكت على تعليقه
خالد: يالله البسي اللي تشوفينه مناسب عشان نسير ما نبا نتأخر.. بعاون محمد مسكين بروحه يايينا ناس مهمين وعندنا توزيع الحلوى.. والله عِباله كل شي استوا مرة وحدة
علياء: ان شاءالله
...
دخل خالد المنزل.. تتبعه علياء.. وكنَّ نساء المنزل بانتظاره.. وبدأ بالسلام عليهن وهي خلفه
كانت تنظر إليهما بسرحان تام.. صحيح بأن الأمر ليس بهيّن.. ولكن رؤية خالد خلفه امرأته وتبدو عليه ملامح الراحة.. خصوصًا وأن هذه المرأة تحمل حفيدها.. كانت فكرة شديدة الدفئ بالنسبة لأم خالد.. كانت تراقب بطنها مع كل حركةومحاولاتها الواضحة لاخفاء آثار الحمل
استقبلتها بابتسامة متوسطة.. لا عابسة ولا مبتهجة
قبلت علياء رأسها وبدأت بسؤالها عن الحال.. كانت كعادتها هادئة.. تجيب على قدر السؤال.. لم تطل الموضوع أكثر مما يجب
تعدت أم خالد، وتلقتها أم سالم بسلام أكثر حدة.. ونظرات تنم عن غضب تام وعدم رضى
تبعتها أم لطيفة المحايدة.. صحيح.. لم يعجبها تصرف أخيها.. فهو ليس بتصرف شخص يحترم أهله.. ولا بتصرف رجل بعمره.. ولكن الفأس وقعت بالرأس كما يقال.. وعليهم تقبل الوضع
أم راشد أيضًا كانت محايدة رغم عدم تقبّلها.. الا انها تفهمت حبه الشديد والقديم لهذه الفتاة
وأخيرًا.. كانت بالاستقبال.. شما.. والتي كانت تسرق النظر إليها من اول لحظة دخلت فيها المنزل.. كانت تبادلها الغمزات والنظرات الماكرة
سلمت عليها سلامًا يبدو باردًا.. ولكنها اغرقتها بكلمات الشوق بهمس لم يصل إلى أذن أحد سواها
خالد همس لشما: اهتمي بحرمتي.. أنا طالع
خالد: عيل اسمحولي أنا بطلع اعاون محمد
أم سالم: وين عندنا وياك كلام
خالد: لاتحاتين موجود ما بطير.. ساعتين ثلاث لين نخلص شغلة الحلوى والخيمة وبرد ان شاءالله
***
كانت تحرّك نظرها على المنتجع الفاخر بعيون معجبة
خولة: حبيبي وايد تكلفت ماكان له داعي
ابتسم حميد: مب قدرج
خولة: لا تلعب وايد بالفلوس مب زين
حميد: لا تحاتين السفرة بكبرها هدية من اخوي خالد
خولة: الله يبارك له ما قصر
حميد: هيه والله
خولة انسدحت على الفراش: الللله يجنن.. أحس إني أغوووص داخل
حميد ضحك عليها وهو يتأملها
خولة رفعت راسها: أدري تقول فخاطرك بلاها هذي مب شايفة خير
حميد: حشى والله.. الا اقول يا حظي والله بهالبنت.. فيج حيل نطلع اليوم؟
خولة: شو نطلع عيل ليش حاجزين هالمكان؟ هذا بروحه سياحة
حميد: تبين نيلس بنيلس.. تبين نطلع بنطلع.. كلنا تحت أمركم يا وساع العين
***
اوصل حرب إلى الفندق وعاد يقود برفقة افكاره، والتي لم تفارقه منذ رآها.. أهي بخيتة أم شهد؟
لا يتذكر بخيتة جيدًا ولكن لديه موقف سيء جدًّا مع شهد.. وهذا الموقف لوحده يبعد احتمال أن تكون هي صاحبة الفستان الأسود
كلما حاول نفض الافكار والاستعاذة بالله.. خوفًا من أن تكون زوجة أخيه.. يلقى نفسه لا اراديًّا يفكر بها مرة أخرى
قرر حسم الأمر والتوجه إلى مهرة.. دخل إلى المنزل واتصل بها
بو عبيد: مهروه انتي وين؟
مهرة: عند قطاوتي
بو عبيد: ياينج
ذهب إليها ورآها تضع على يدها شيئًا يشبه الكريم وقططها يلعقونه بالترتيب
بو عبيد بقرف: وانتي ماتملين من هالوصخ
مهاري: شكلك تبا تجربه
بو عبيد: الله يلوع بجبدج.. ياينج بموضوع مهم
مهرة شافته باستغراب
بو عبيد: شهد بنت عمج.. كيف شكلها؟
مهرة رفعت حاجبها: شدخلك؟ احيدك قايل ماتباها
بو عبيد: موضوع مهم ضروري اعرف
مهرة خافت: شو مستوي بسم الله
بو عبيد حب يخوفها أكثر ومثل الجدية: ضروري مهرة خبريني كيف شكلها؟ شعرها بني؟ بيضا والا سمرا؟ ضعيفة والا متينة اوصفيلي اياها بالضبط
مهرة: بو عبيد مايجوز
بو عبيد: ضروري لو مب ضروري بي بسألج يعني؟ عمري سألت عن وحدة من بنات عمومتي؟؟
مهرة بسذاجة قالت: اممم هي شعرها اسود بس صابغتنه بني فاتح وطويل لين آخر ظهرها.. عويناتها وساع بس مدورة.. بيضا هي ومب متينة ولا ضعيفة وسط.. حتى طولها وسط من طولي تقريبًا "بقلة صبر قالت" الحين قوللي شو مستوي ليكون شهد مسوية شي؟؟!
بو عبيد: سؤال أخير.. هي تحب الطبخ والا تطبخ يعني؟
مهرة: هيه دوم تسوي كيك وكوكيز وهالسوالف يعني وتوزعها
بو عبيد ابتسم ابتسامة جانبية وقام بيطلع: زين عيل
مهرة لحقته: تعاااال خبرني شو السالفة
بو عبيد: عطيتج ويه يلا اجلبي صورتج
نهاية الجزء الثالث والأربعون
أنت تقرأ
سلالة من لهب
Science Fictionلم تعلم شما أن مغامرتها هذه المرة ستوقعها بيد سلالة من لهب سلالة عربية أصيلة من نسل عمليق بن لاوذ.. آخر ما تبقى من العرب البائدة ستخطف قلب شيخهم وتعود.. لتكمل سلسلة الأحداث في بلادها شخصيات متعددة وقصص كثيرة ما بين كوميديا ساخرة، حب جامح، وحرب لا ت...