42

592 14 1
                                    

الجزء الثاني والأربعون


خرج من المطار وهو يتلذذ بالنسيم البارد، براحة جديدةٍ عليه.. زوجته معه وحامل بابنيه
وهبه الله عائلة كاملة دفعة واحدة.. وهذه نعمة عظيمة تستوجب الكثير من الشكر

ركب سيارته التي قد ركنها في المطار

خالد: انزلج عند أهلج؟ والا بتيلسين في الفندق؟

علياء: لا مابغي اسير عند أهلي الحين فجأة

خالد: على راحتج.. بتخبرينهم عن الحمل؟

علياء: ما افكر

خالد بتردد: أنا بخبر أمي

علياء: على راحتك

خالد: عرس حميد اليوم.. بحاول إني ما اتأخر وبرد لج ان شاءالله.. رقمي عندج صح؟ اذا استوا أي شي لا سمح الله على طول اتصلي لا تتصرفين بروحج

علياء: ان شاءالله


***


كان يقود بهم إلى قاعة الزفاف.. اليوم هو يوم زفاف شقيقهم الأصغر حميد

كان سعيدًا لأجله بالطبع، ولكنه يفكر بالأمر الذي يؤرقه.. قال راميًا همّه عليهم

محمد: اخطبولي بنت بو سيف الصغيرة

كانت أم خالد تسولف مع بناتها وسكتت فجأة: بنت بو سيف مرة وحدة.. يا كبرها عند ربي

محمد: أبغي أناسبهم

أم لطيفة: محمد حبيبي توك طالع من قضية ونزاع اصبر شوي على عمرك ليش مستعيل؟

محمد بهدوء: ابغي اعرس.. اليوم شوفوها في العرس واخطبولي اياها

أم سالم: اذا تبا تعرس بندور لك بنت الحلال.. شكثرهم البنات وعاد اليوم عرس بنتنقى لك الزين كله

محمد: ابغي بنت بو سيف يا ام سالم

أم سالم بواقعية: محمد بنتهم مستحيل توافق عليك.. هاي بنت عز وخير عايشة في فلة تقول قصر وين بترضى تيلس في قسمك؟ وتعيش على هالمستوى؟

محمد: قلتلكم أنا ابغي البنت.. واخطبوها.. إذا ردونا هذا كلام ثاني

أم خالد: بس البنت مطلقة

أم راشد: أمي اظني تطلقت وقت الملجة ماعرست

أم لطيفة: هيه اظني كان ماخذنها ولد عمها من سنيين.. فجأة اجلوا العرس والحين تطلقت

محمد ينهي النقاش: وأنا بعد مطلق.. اخطبيلي اياها أمي


***


بو بخيتة: والله يا بنتي ماعرف كيف اقولج هالكلام.. لكن بو عبيد ولد أخوي يقول مرخوصة جان بتزوجونها

شهد: نصيب ابويه حبيبي ليش زعلان؟

أم بخيتة بغضب: سويتيها يعني

بو بخيتة: شو سوت؟

أم بخيتة: تقول برمس ابوي وعمي يرخصوني

بو بخيتة: صدق هالكلام؟

شهد: اضطريت اسوي هالشي

بو بخيتة: لا حول ولا قوة الا بالله.. ماعليه يمكن خيرة

أم بخيتة: بس؟ هاللي قدرت عليه؟ بنتك هذي استخفت اشوفها مستقوية مادري منو مخرب عقلها.. وانته تقول يمكن خيرة؟؟

بو بخيتة: تبيني اكسر راسها يعني؟

أم بخيتة: لا بس تم حاط ايدك على خدك.. شوف اخوانك كيف عنبوه كل واحد هاب ريح.. وانت بارد ابرد عنك ماشي ولا تقول الا يمكن خيرة

بو بخيتة بانزعاج: بس بدت امكم بسوالفها.. انا اقوم احسن

أم بخيتة: انا اللي اسير اجابل صلاتي وارقد اخير لي من هالبيت اللي يقصر العمر

بخيتة تكلم شهد بصوت منخفض: والله انج مستقوية صدقها امي.. كيف سويتيها؟

شهد: كان لازم اسوي هالشي.. كنت افكر اقول لابوي بس استوعبت انه مستحيل يسوي شي.. كان لازم اخلص هالموضوع بنفسي

بخيتة: الله يهديج بس

شهد غمزت لها: هيه زايغة الحين عن يشرد سيفوه

بخيتة ضحكت: لا مب زايغة سيف عاقل

شهد: وانا يبون ايوزوني المينون.. وزعلانين بعد لاني قلت فجوا الموضوع


***


كان الزفاف هادئًا.. مر بدون أي مشاكل.. كل الأطراف كانت سعيدة.. وخصوصًا العروسان

انتهى الزفاف على خير.. وحان وقت تسليم خولة إلى ذمة حميد وعهده

كان الاخوين شديدي التأثر.. رغم تحامل عبدالله على نفسه.. ومحاولته مقاومة دموعه حين كان يوصي حميد عليها.. إلا أنها أبت الصمود مع انهيار خولة في احضانه

تجمع عدد بسيط من الاقارب يودعان العريسين.. ولكن خولة لم تدع الليلة تمضي على خير.. كانت مسرفة بالبكاء.. لم تستطع ترك عبدالله

كانت متشبثة به، لدرجة أن من يراها يظنها مغصوبة على حميد
تأثر الجميع بمنظرها.. كانت تفطر القلب.. كانت منهارة من البكاء.. توصيه وتعتذر لانها تزوجت وتركته
الجميع تأثر وبكى عليهما.. أم خالد، خوات حميد، عماتها، حتى حميد نفسه.. والذي كان يحاول تهدأتها أول الأمر، استسلم.. هل بامكان أحد فصل الجنين عن أمه؟

كان الأمر شديدًا عليها.. فهي لم تفارق عبدالله أبدًا.. أبدًا
استلمت مسؤوليته عندما كانت مراهقة في المدرسة، وكان هو طفلًا.. عاشا وحيدين.. ليس لهما بعد الله أحد
كانت له كل شيء.. كانت تكبر معه.. وتعلمه ما تعلمته في سنواتها القليلة مع أمها وأبيها
عاشا أسوأ الظروف الحياتية.. عاشا الرعب والخوف، والجوع والديْن والجهل بكل ما يحدث
عاشا تسلل المطر إلى غرفتهما.. وانطفاء الكهرباء في الصيف.. عاشا المرض والحمى.. والأسوأ من كل ذلك عاشا ازدراء الناس حولهما
ولم يكن لهما أحد من البشر.. سوى نفسيهما

عبدالله الذي كان يخبئ وجهه المحمر خلف غترته المتدلية: خولة خلاص فضحتينا سيري عند ريلج

حميد: لا حول ولا قوة الا بالله.. خلاص يا خولة.. استهدي بالله وتعالي

خولة تشاهق: ماقدر حميد.. ماقدر.. قلبي يعورني.. ماقدر اخليه كيف تبوني اخلي اخوي؟ ماقدر والله

عبدالله يحاول ابهاجها رغم غصته: تراج عرستي ولبستي الفستان الابيض الحين تذكرتي اخوج؟؟؟ توكلي يالله وعن الدلع

قالها فانفجرت خولة في وجهه تحتضنه: سامحني.. سامحني عرست وبخليك.. سامحني عبدالله

العمة عويش: خلاص خولة حبيبتي خلي اخوج وسيري الله ييسر امرج.. عبدالله ولدي وفي عيوننا بيتم عندنا ليش زايغة عليه هالكثر

خولة حضنتها: عموه دخيلج اهتموا فيه.. عبدالله ماله غيرنا.. دخيلج عموه شوفوه هذا خايس بيموت من اليوع ولا بيتكلم.. اهتموا فيه ترا مالي غيره.. دخيلج عموه

عويش تمسح دموعها: خلاص خولة حبيبتي قطعتي قلوبنا.. سيري الله ييسر أمرج يارب

قالتها وأمسك حميد بها من زندها وادخلها السيارة وهي مستمرة بالبكاء، وقاد ولم يلتفت خلفه أبدًا.. ليس بحمل نوبة بكاء أخرى


***


زفّ حميد وعاد مسرعًا إليها.. إلى الآن هو ليس مصدّقًا بأنها معه كزوجة.. يشعر بأنه في حلم.. ولكنه لا يود النهوض منه.. هو سعيد جدًّا لكونها حامل منه
خصوصًا وهو بهذا العمر.. والسنين تمضي به

علياء كانت تعجبه كشخص منذ البداية.. فهي إنسانة طموحة، مثقفة، تحب التعلم، تجيد الاصغاء إليه إن تحدث عن العلم أو الفلك، تقدر صمته، وتستطيع احتواء غضبه.. بها كل الصفات الشخصية المناسبة له.. ولكن كان لديه ملاحظات كثيرة على مظهرها.. ولله الحمد هداها الله وأصبحت كما يحب بالضبط

هو متيقن بأنه لو لا حملها، لكان من المستحيل استعادة علاقتهما.. منذ وعدها بالتفاهم في لندن.. وهو يحاول بالتفكير في طريقة تمكّنهما من التفاهم المؤدي إلى الصلح.. ولكنه لم يجد أي فكرة تسعفه
وضعها الله في دربه مرة أخرى.. ومحال أن يتركها.. قرر أن يحاصرها في عالمه.. إلى أن تخضع له.. هذه ستكون مهمته هذه الشهور

وصل إلى الفندق، والغرفة، لم يطرق الباب وفتحه مباشرةً

كانت تمسح رجليها بالكريمات المرطبة.. كعادة لم تغيرها منذ اول عهده بها.. ابتسم.. لا زالت علياء هي علياء إذًا

كان الوضع مخجلًا بالنسبة لها.. ولا تعلم كيف ستتصرف معه.. أو مالذي عليها فعله

اقترب منها ولمس رجلها يمعن النظر: اشوف بعدها منتفخة من الطيارة؟

شعرت بحرارة من الخجل: لا.. اممم.. شوي

خالد: ما قالتلج الدكتورة كيف يخوز؟

علياء: امم تقول شربي ماي، ارتاحي، امشي، يعني هالسوالف العادية

خالد: عيل قومي ارتاحي

علياء: انزين.. عقب شوي

خالد: تعشيتي؟

علياء: مالي خاطر

خالد ابتسم: عذر مقبول لو ماكنتي حامل.. بس الحين مب على كيفج انا بطلبلج وبتاكلين

علياء تتأفف: مالي خاطر خالد

خالد: لازم تاكلين عشان تغذين عيالنا

علياء بدت تتنرفز: ممكن تخليني على راحتي؟ خلاص عاد متدخل في كل شي

انصدم خالد من أسلوبها: الحين انا متدخل في كل شي؟

عليا: متدخل في اكلي في شربي متى ارقد ومتى انش.. خلاص عاد

خالد كان يطالعها بصمت

علياء: انا مب ياهل واعرف مصلحتي ومصلحة عيالي رجاء خلني في حالي

خالد: اوكي.. مثل ما تبين

دخل إلى الحمام، استحم وخرج ذاهبًا للنوم

علياء: بترقد هني؟

خالد ببرود: عيل وين ارقد؟

علياء: مادري

خالد انسدح وتغطى: مب يهال نحن ولا مراهقين.. تعوذي من ابليس وارقدي.. "بعد ثواني قال" وسكري الليتات لا تطولين

كانت علياء تنظر إليه بتعجب تام.. كيف يتصرف بهذه التلقائية؟ وكأنهما لم يفترقان الا ليومين او ثلاثة


***


ذهب إلى منزل أحمد.. فلقد افتقده في الأيام الماضية.. خصوصًا بعد بدء أمور التجنيس وانشغاله بمتابعة البنيان الجديد في القرية

بصوت جهوري سلم: السلام عليكم

أحمد وتلاميذه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ابتهج التلاميذ ما أن رؤوا شيخ القبيلة بذاته قادمًا إليهم.. هرعوا إليه يسلمون عليه وانهلوا عليه بالطلبات إلى أن زجرهم أحمد وطلب منهم الرحيل لانتهاء الدرس

أحمد: أصبحت شيخًا تهل عليه الطلبات

تنهد حرب وجلس بالقرب منه: والله إنني لم اتخيل بأنها بهذا الثقل.. كنت اظن أن نشوة القيادة ستغلب.. وأن الحمل يخف مع الايام.. ولكنه على العكس.. إن الأمر يصعب كل يوم

أحمد: أعانك الله عليها.. ولا تنسى الأجر العظيم في قضاء حوائج الناس

حرب: بإذن الله سبحانه "اخرج هاتفه" علي أن اجري مكالمة مع منسق شؤون بني جلمود.. لدينا حالة مرضية وسأرى ما يمكنهم فعله

حرب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجل: وعليكم السلام

حرب: كيف الحال؟ معك حرب المجهجه من قرية بني جلمود

الرجل: ونعم والله.. عرفتك.. الحمدلله بخير الله يسلمك شحالك انته

حرب: الحمدلله

الرجل: آمر اخوي.. عسى ما من شر

حرب: لدينا حالة مرضية لأحد الأطفال.. ولم تفلح معنا العلاجات الشعبية ونحتاج إلى طبيب.. فإما أن ترسلوا إلينا الطبيب أو تأخذوه للعلاج؟

الرجل: لحظة فقط.. اعطني الاعراض وساستشير المختصين وأعود إليك

املا عليه حرب الاعراض واغلق عنه على أمل أن يعود إليه بالمساعدة عاجلًا

جلس وتنهد

أحمد: أحمد الله الذي اصطفاك لخدمتهم ولا تكثر التذمر

حرب: الحمدلله رب العالمين

أحمد: ماذا عن أمرك؟ أليس هناك أي جديد؟

حرب رفع حاجبيه نفيًا: أبدًا.. يقول بو عبيد أن الحكام لديهم كثيرو العمل والمهام.. حتى أن البعض منهم قد يتنقل ما بين دول في يوم واحد لزيارات رسمية.. ربما لم يحن دوري بعد

أحمد: بالتأكيد.. فالسياسات الخارجية بالطبع هي أكثر اهمية من لوعة العاشق حرب

حرب: سيأتي يومٌ أراك فيه عاشقًا متدثرا بجلمودية قد سرقت قلبك.. وعندها سنتحدث

أحمد: محال.. لا افكر بالزواج حاليًّا.. جل تفكيري بالعلوم وأود الدراسة بشكل منظم وإنشاء مركز التحفيظ.. وبعدها بإذن الله سافكر بالزواج.. وبالطبع لن تكون جلمودية

حرب: إذًا لست تريد الانشقاق عن القرية وحسب.. بل البراءة من بني جلمود برمتهم

أحمد يضحك: ليس الأمر كذلك.. ولكنني أريد زوجة تعينني على ديني.. ولم اسمع عن بنات جلمود من بها شغف التدين حتى


***


نهضت على اللوعة الصباحية.. والتي مهما طبقت من تعاليم لتخفيفها.. إلا أنها لا تتحسن.. يقال بأنها ستختفي خلال هذه الشهور.. وهذا أملها الوحيد لأنها جربت كل الحلول ولم ينفعها شيء

لحق بها بقلق: سلامات شو ياج

علياء بتعب: لوعة

خالد: طبيعي؟

علياء هزت رأسها بايجاب: روتين يومي

شعر بالشفقة عليها.. أمسك بيدها ومسح على ظهرها.. قال بصدق: ليت اقدر آخذ عنج نص هالتعب

أجلسها وابتعد.. كما طلبت بالأمس.. لن يبالغ باهتمامه بها

علياء: خالد

خالد: نعم

عليا: آسفة.. أمس كنت وقحة وياك

خالد: ولا يهمج

قالت بخجل: هرمونات الحامل تكون ضاربة شوي.. تحملني

خالد ابتسم: نمشي على الشوك لو تبين يا أم راشد

رفعت نظرها إليه

ابتسم ورفع يديه باستسلام: ادري ما تناقشنا.. بنتكلم يوم بيحددون جنس الطفل.. بس انا في خاطري هالاسم

علياء: ماعليه خير لين وقتها

خالد: أنا بسير عند أهلي اليوم عشان ارمسهم بالموضوع.. تبين اوديج عند أهلج والا بتيلسين؟

علياء: هي ودني عند يدتي.. بس ابا اخذ لي لبس واسع.. مابغي حد يشوف كرشتي

خالد: تبين السوق اول؟

علياء هزت راسها بايجاب


***


كان يشرب الشاي برفقة أمه.. ويحسب الدقائق لكي يتمَّ واجب البر بسلام

أم سيف: لو خاطبيلك أختها مب أحسن؟ جان تممت فرحتك ويا اخوك.. تام لي جي الشيب تارس لحيتك ولا منك فايدة

بو عبيد: شكلي صدق بسير اصبغ اللحية كل ما شفتوني قلتولي الشيب تارس لحيتك

شرينة: صدقها أمي.. تقول عمرك سبعين شو هذا

بو عبيد: شرينوه شو عرفج انتي بهالسوالف يقولج البنيات يتخبلن على اللي لحيته فيها شيب الحين هاي الموضة مب على ايامج ايام ابيض واسود

شرينة ضحكت: هههههههههه مسود الويه كم تتحسب عمري خمسين؟

أم سيف: بس هاللي فالح فيه بنيات ومصاخة.. أما بيت واستقرار ماتبغي

بو عبيد: انا مرتاح جي وبعدين قلتلكم المواصفات اللي ابغيها للحين مايبتولي

أم سيف تهز راسها بيأس: والله هالولد ما منه طب.. أنا عيزت منه

شرينة: شو بعد مواصفاتك؟ ماخبروني

مهاري تاكل جبس: يقولج يبا وحدة مواطنة بس الشكل روسية.. شقرا وبيضا بس ماتتكلم وايد وماتكون نكدية ولا غبية

شرينة: بعد ماتكون غبية؟

بو عبيد: هيه امتحنيها قبل لا تخطبينها لي

مهرة: والله مصدق عمرك انته مادري على شو.. الله يعز فلوسك بس اما الباقي نو كومنت

رن هاتف بو عبيد: دواج عندي انتي اصبري شوي.. هلا المعرس

سيف: مرحبتين.. اخوووي طلبتك طللبببة

بو عبيد: لا حوووول دام فيها طلب شكلي ببند

سيف: بس عاد لا تتمنن علينا.. تعطلت في الدوام عندي اجتماع مهم وما خلصنا للحين

بو عبيد: آمر.. لانك معرس بس

سيف: يزاك الله خير.. شي أغراض عند أمي اباك توديها بيت العروس

بو عبيد: وبعد تباني اسير اجابل عمي

سيف: ما يحتاي تجابله سير نزل الاغراض وسلم وانت طالع

بو عبيد: لا لا طلبك وايد عود ابالي مقابل

سيف: اللي تامر به.. الحين ماااعليك امر ولا كلافة ياخوي الغالي تخلص لي هالموضوع ولا تفضحنا في العرب

بو عبيد نش: على هالخشم


***


تغدى معهم وفكره مشغول.. كانوا يتحادثون مع بعضهم البعض، ويشركونه، ولكنه في عالم آخر

أم خالد: ويدي خالد.. شو بلاك لا تضحك لا ترمس ولا تعلق شو ياك

خالد: موضوع شاغل بالي شوي

شما بخبث: عن شو الموضوع هاه؟؟؟

الكل صد عليها مستغرب.. خالد له قدر كبير في البيت والكل يهابه.. حتى المزح معه أو أمامه له حدود.. كيف تتليقف عليه شما بهالطريقة؟

خالد رفع حاجبه يطالعها

شما ابتسمت: آسفة شكله موضوع خاص

أم خالد: شموه ويدي بلاج

خالد قام: أميه وأبويه بغيتكم بموضوع

أم خالد خافت: الله يستر.. شو مستوي

ضحك خالد وحضنها بيده اليمين: ما في مصيبة ولا حد مات لا تخافين.. بس ابغيكم بسالفة

مشى وياهم لين وصل غرفتهم

كان يطالعهم وهو غارق في افكاره.. مب عارف كيف يفتح الموضوع

بو خالد: وانته يايبنا هني تتطالعنا

خالد: والله مب عارف كيف افتح وياكم الموضوع.. هذي المشكلة

أم خالد: خالد طيحت قلبي ارمس وخلاص

خالد بجدية: تذكرون عليا؟

أم خالد: الله يقطعه من طاري.. شو يابها على بالك

خالد أخذ نفس عميق: أنا قلتلكم اني طلقتها صح؟ بس الصدق اني ما طلقتها

أم خالد وقفت: شوووووو؟؟؟؟ وطول هالوقت الحرمة على ذمتك؟؟؟ ليكون عندكم عيال بعد

خالد يبرر: ما طلقتها لكن كنا منفصلين.. هي بصوب وأنا بصوب.. بس كنا نشتغل ويا بعض اعتقد عندكم هالمعلومة

كانوا يطالعونه بصمت

خالد جذب عشان يبري شما: اضطريت اسكن معاها ففندق عشان الشغل.. و "رص على أسنانه باحراج" والحين هي حامل

قامت أم خالد تولول: يا ويلي يا ويلي يالفضيحة.. ياويلنا شو سويت يا خالد شو سويييييت فضحتنا بين العرب

خالد حاول يبرر: اماية بالحلال

بو خالد: عنبوك ريال انته والا ياهل عمرك 15 ماتروم تيود عمرك

خالد نزل راسه

أم خالد يودت راسها: يا فضيحتنا يا راشد شو نسوي الحين شو نسوي.. فضحنا ولدك فضحنا.. ونحن نقول عنه العاقل

بو خالد قام: شو بنسوي بعد؟ نزوجهم جدام الناس من اول استر لان قصة ولدج هذي حتى الياهل ما يصدقها

خالد: ابويه والله اني صادق حلال العقد عندي وكل شي موجود، والاهم ربي يشهد

بو خالد: حلال ولا غيره جدام الناس انته مطلق

خالد: أنا بشهر زواجي بها جدام الناس وبنسافر.. عندي مهمة برع البلاد بس بجدم السفرة وبنتم هناك كم شهر

بو خالد: خططت ونفذت كل شي بعد ليش ياي تخبرنا؟

حب راسه: سامحني


***


كانت في حضن جدتها تسرّح شعرها وتحكي لها قصص شبابها.. وتوقفت فجأة

رفعت راسها عليا باستفهام

الجدة مركزة عليها: عليا انتي حامل؟

قامت عليا جنها تكهربت: شو.. لا طبعا

الجدة كانت تتطالعها بصدمة: عيل والله انج حامل

عليا يلست عند ريولها: يدوه لحظة بفهمج والله حلال والله

اليدة هزت راسها: مستحيل اللي تشوفه عيوني

عليا بسرعة: يدوه لا تحكمين علي.. والله العظيم انه بالحلال

اليدة: الحلال المدسوس مشكوك في أمره يا بنتي

عليا بألم: لاتقولين جي دخيلج

اليدة: عيل شو تبيني اقول ابارك لج؟

عليا: انا ما تطلقت من خالد

اليدة بزعل: وطول هالسنين معرسة وداسة عنا الموضوع

عليا: انا ماكنت معرسة كنا منفصلين بس بدون طلاق.. وردني

اليدة: وانتي مقطوعة من شيرة؟ ماعندج اهل يهدج ويردج وتحملين ونحن ماندري؟

عليا نزلت راسها

اليدة: يوم يا خطبج بدون اهله انا قلتلج.. اللي يرخص نفسه مرة.. بيرخص نفسه وايد يا بنتي بس خذتيه وماطعتيني

عليا دمعت: احبه يدوه

اليدة: تحبينه؟ حامل وبطنج جدامج شو بقولج؟

عليا تحضنها: يدوه لا تزعلين مني.. والله اني رديت من برع على طول ييتج.. مابغيت اشوف حد قبلج

اليدة بسخرية: اذا بتسيرين عند امج هالراقدة والا ابوج المغفي ولا بيدرون وين الله حاطنهم لو ولدج فايدج

عليا ابتسمت بحزن

اليدة: ولابستلي هالشرشف تتحريني مابعرف

عليا انحرجت: بنشهر زواجنا جريب

اليدة: انتي سميتي والغالية عندي ماتمنالج الا كل خير.. لكن لا تخلين ولد ال**** (اسم عائلته) يلعب فيج لانج تحبينه خلج قوية وفطينة مثل يدتج مب هبلة يقص عليها بكلمتين

حبت راسها: حاضر


***


كان يراقب عملية بناء المشفى بنفسه، برفقة ثمال وبعض من رجال القبيلة.. حين أتاه الاتصال.. ابتعد حرب قليلًا ورد

حرب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المسؤول: وعليكم السلام حرب شحالك

حرب: الحمدلله رب العالمين.. ماذا عنكم؟

المسؤول: بخير ولله الحمد.. مابطول عليك يا حرب شكلك مشغول ونحن بعد مشغولين.. لكن الشيخ حدد يوم تسيرون تخطبون فيه بنت الـ*****.. بيكون يوم الجمعة بإذن الله.. طبعًا تعرف البروتوكول.. نحن بنتواصل ويا أهل البنت وبنبلغهم بكل شي.. بس ضروري اتينا البلاد الخميس
عندك رقم الهليكبتر تواصل وياهم ونسق وباذن الله نشوفكم على خير.. مع السلامة


نهاية الجزء الثاني والأربعون

سلالة من لهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن