البارت الثامن

433 10 0
                                    

#يولرف

" تفضلي.. هذه غرفتك"
اردفت نتالي بالروسيه و هي تشير الي الغرفه التي دخلنا اليها..

كنت بالفعل متخمة جدا من الطعام الشهي التي اعدته و العصائر اللذيذه، و لكني عندما نظرت اليها شعرت بالريبه قليلاََ..
انها تنظر لاي مكان سواي..

" شكرا لك جدا سيده نتالي" اردفت بحماس زائد قليلا لتلتفت لي و لمنعا لم تفعل بل اكتفت بالابتسام..

" العفو .."

ذهبت الي الخزانه الخشبيه  الكبيره لتفتح الجانب الايمن منها و تشير..

" هذه حقيبتك.. لقد وضعتها لك هنا..
ليله سعيده"

و غادرت بدون ادني كلمه..
حسنا.. لماذا اتوقع من الجميع ان يكون ودوداََ معي..

جلست السرير مع ارهاقي العظيم و تعبي من كل ما مررت به الا ان النوم قد فر تماما من عيني..
علي ان اتاقلم علي وضع جديد و مكان جديد،. اجل انا في منزل عمي لكن ليس في منزلي..
انا ضيفه هنا بعد كل شئ..
علي ان لا اتعلق..

خطوت و انا اجر رجلي الي حقيبتي لافتحها و اخرج الفساتين التي بها..
الفستان النيلي هذا اشتراه لي ابي عندما تسوقنا اخر مره و هذا البرتقالي و العنابي..

كانت الفساتين جميعها من ماركات عالميه و حتي الاكسسوارات خاصته ايضاََ..
ربما كانت هذه هديه اعتذار من ابي علي عدم وجوده الدائم معي.
و لكني لم اكن حزينه..
انا اعرف ان ظروفنا جميعاََ ليس بيدنا..
لقد اراد تعويضي.. و انا اقبل.

مررت يدي في الحقيبه، لاتذكر تلك العيون البندقيه الحاده كعيون الصقر، و ذلك الوجه الوسيم الذي من الصعب ان انساه..

لابتسم بدون شعور ايضاََ و انا اتذكر كيف اطعم العصافير بقربي..
خرجت الي الشرفه الموجوده في الغرفه لافتحها و انبهر من مشهد الصفحة السوداء تماما للسماء،. سماء فسيحة متسعه لا نهايه لها..
و مرصعه بنجوم كالالئ..

لارفع عيناي الي السماء و استمتعت بهبوب النسيم الخفيف و مداعبته لشعري..

اتمني ان يكون ذلك الشاب التركي الذي انقذني بخير..
له مبدأ غريب لمساعده الغرباء.. كلنا بحاجة لبعضنا..
كهما كانت مخاوفي من الناس علي. ان لا انكر معروفه ..
لولاه ربما لم يجدني احد..

رن هاتفي في جيبي، لاتنهد بحزن..
لابد انها اشعارات فارغه من شركة الاتصالات، فمن ان وصلت نسيني اصدقائي الذين عرفتهم هناك في روسيا،. حتي الشاب الذي ظننته معجب بي لم يرسل لي سوي  رساله نصيه واحده..
و بعدها لم يتصل

اخرجت الهاتف لانظر الي الرقم الغريب الذي يتصل بي..
الساعه الحاديه عشرة مساء الان..
من سيتصل بي في هذه الساعه..

.....

#الراوي

لم تنم نتالي في هذا اليوم منذ ان اتت يولوف الي المنزل،. ليعاد في عقلها هذا اليوم الاسود عندما اتت سيده تحمل طفله رضيعه في بطانيه ورديه صغيره..
طفله رضيعه لم يتحاوز عمرها الثلاث شهور...
كانت هي الوحيده الموجوده في المنزل حينها..
و ايفان في الحمام.

فتحت الباب بترقب و استغربت اكثر و توترت عندما طلبت تلك السيده مقابله زوجها بالاسم..

ادخلتها و الفتاه في حضنها تنام في سكينه.
" زوجي يغتسل في الداخل.. سينتهي و اخبرك"

لترد بعدم صبر " علي مقابلته .. ارجوك قولي له ان يسرع.."

تنهدت و لمنها لم ترد ان تكون فظه لتضع يدها علي فخذها و تدخل الي الممر لتنتدي من خارج الحمام بصوت خفيض.

" ايفان.. هناك سيده في الخارج تريد ان تقابلك..
لتهمس بغرابه في النهايه..

" معها طفله.."
..

لم تشا نتالي تصديق ما تراه..
اهي في كابوس..
كيف حدث و اصبحت الفتاه التي كانت ثمره خيانه زوجها مع احدي السيدات و.. و تعيش معها تحت نفس السقف.. ؟؟؟

وقفت تراقبها من الخارج و هي تضع ملابسها.
لتزغلل عيناها رؤيه كل تلك الفساتين الجميله..
و المجوهرات و عندما كانت ان تذهب مره اخري الي سريرها و النيران تنهش في قلبها..

" اذا طالما هي صاحبه نعمه كهذا لناذا لا تتركنا و شأننا .. ؟! لماذا اتت لتضيق علينا حياتنا..؟!
او لنري والدتها..
ربما تلك العاهره من ارسلتها لحصد المزيد من اموال زوجي..؟"

ثم وقفت مكانها خلف الباب عندما سمعتها تتحدث في الهاتف..

" اجل.. اجل.. انها قلادتي..
قلاده ذهبيه و مكتوب عليها بالروسيه
.. اجل انا هي.. شكرا لك.. شكرا لك "

و ايضاََ لها قلاده ذهبيه..
اردفت بتمعض و هي تنظر الي يديها الفارغتين..

" و انا لدي لليوم اسواره واحده...
علي ان اتحدث مع ايفان.. عليه ان يراقب تلك البنت من اين تاتي و اين تذهب..
لابد ان لديها عملاََ مشبوهاََ لذا معها كل تلك النقود..
سأظل خلفها.. و سأري.."

...










بين غريبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن