#الراوي
تشقق الضوء من وسط كبد الظلام الحالك، و الدموع تبيت علي وجنه يولوف..
كانت تتقلب علي السرير بعدم راحة و قد بدأت تشعر فجأه من اضطراب فجائي، و حنين غير مسبوق لايام خلت،. لم يعد لها سوي ذكريات..
تذكرت والدتها،. و ابتسامتها التي تجلب الامان،. تذكرت والدها..
و طمئنته لها..لتعض علي اظافرها و تتمني لو انها لم تقرر ذهاب الحمام ليلاََ..
**لربما لم تكن لتسمع ما قيل عنها..
و ما يظنه الناس هنا بها..**كان وجهها قد اصبح احمر بالفعل من البكاء..
و لكن أين ستذهب..؟
ليس لها مأوى و لا عمل..
استلقت علي ظهرها و شعرها بلون سنابل الذهب يحيط وجهها الي اسفل كتفها، تحدق فقط في الظلام.." يا الهي.. اريد ان اشعر بالامان فقط..
اريد ان اجمع كل ما لدي من شجاعه، اريد ان ابدا من جديد.."استيقظت يولوف و التفكير قد اكل عقلها منذ البارحة، كانت عيونها منتفخة قليلا من قله النوم و وجهها شاحب اكثر قليلاََ من المعتاد..
ابتسمت لنفسها في مرآه الحمام لتصفف شعرها..
" علي اي حال، جيد انه للآن هناك اشخاص طيبون، لم تسرق القلاده مني..
و لا باس سأجد عمل..
سابحث مره اخري و سأجد "ربطت شعرها لأعلي في شكل كعكه ليبرز عظام وجنتها العاليه و وجهها البيضاوي و الجميل..
ثم وضعت القليل فقط من ملمع الشفاه و ارتدت فستاناََ سماوياََ ناعماََ من الفساتين الشتويه القصيره التي كانت معتاده ان ترتديها في روسيا." تناوي طعامك.. لقد وضعته لك علي الطاوله.."
وقفت يولوف، و لكنها لم تلتفت..
تلك زوجة عمها التي كانت تلقي عليها و علي امها اقبح الالقاب البارحة..
الان تدعوها للطعام..لم تعرف لما.. و لم يكن لها قدره تحمل لتعرف..
كانت تفضل ان تكون غيمه علي ان يقال هذا عنها..
لم تلتفت يولوف و لكنها شكرتها بصوت خفيض لتشير الي تفاحه حمراء شهيه بيدها.." ساتناول هذه في الطريق"
وصلت الي الباب و كادت ان تفتحه عندما نزل عنها من الدرج ليراها و هي ذاهبه.
" انتظري يا ابنتي..
الي اين تذهبين في هذا الصباح المبكر..
تعالي تناولي معنا افطارك حتي.."تذكرت البارحة دفاعه عنها..
و لكن قلبها ظل يؤلمها..
تنهدت و حاولت ان تبتسم..
و لكن فشلت.." عمي انا سابحث عن عمل..
انا ساتناول طعامي هناك.."سمعت خطواته خلفها ليقترب الي وضع يده الكبيره علي ذراعها النحيل من الخلف ثم وضع يده علي كتفها ليديرها برفق اليه.
" انظري الي يولوف."
نظرت في عيناه الزراقاوتين لتلاحظ و لاول مره كم انهما مطابقتان تماما لزرقاوتيها.
ليبتسم ابتسامه ناعسه و يحك لحيته الشقراء الكثه.
أنت تقرأ
بين غريبين
Romantikوجدت يولوف ذات التاسعة عشرة نفسها مطرودة من منزل والدها بعد وفاته عندما أتت زيارة لوالدها من سفرها لدراستها. فقد تزوجت زوجة والدها و لم تعد ترغب حمل عبئ تربيتها اكثر فكان عليها اللجوء لأي مصدر يؤمن لها دخلها.. و لكن كيف ستثبت ذاتها و تؤمن لنفسها ع...