البارت التاسع

475 9 2
                                    

#الراوي

تشقق الضوء من وسط كبد الظلام الحالك، و الدموع تبيت علي وجنه يولوف..
كانت تتقلب علي السرير بعدم راحة و قد بدأت تشعر فجأه من اضطراب فجائي، و حنين غير مسبوق لايام خلت،. لم يعد لها سوي ذكريات..
تذكرت والدتها،. و ابتسامتها التي تجلب الامان،. تذكرت والدها..
و طمئنته لها..

لتعض علي اظافرها و تتمني لو انها لم تقرر ذهاب الحمام ليلاََ..

**لربما لم تكن لتسمع ما قيل عنها..
و ما يظنه الناس هنا بها..**

كان وجهها قد اصبح احمر بالفعل من البكاء..
و لكن أين ستذهب..؟
ليس لها مأوى و لا عمل..
استلقت علي ظهرها و شعرها بلون سنابل الذهب يحيط وجهها الي اسفل كتفها، تحدق فقط في الظلام..

" يا الهي.. اريد ان اشعر بالامان فقط..
اريد ان اجمع كل ما لدي من شجاعه، اريد ان ابدا من جديد.."

استيقظت يولوف و التفكير قد اكل عقلها منذ البارحة، كانت عيونها منتفخة قليلا من قله النوم و وجهها شاحب اكثر قليلاََ من المعتاد..

ابتسمت لنفسها في مرآه الحمام لتصفف شعرها..

" علي اي حال، جيد انه للآن هناك اشخاص طيبون، لم تسرق القلاده مني..
و لا باس سأجد عمل..
سابحث مره اخري و سأجد "

ربطت شعرها لأعلي في شكل كعكه ليبرز عظام وجنتها العاليه و وجهها البيضاوي و الجميل..
ثم وضعت القليل فقط من ملمع الشفاه و ارتدت فستاناََ سماوياََ ناعماََ من الفساتين الشتويه القصيره  التي كانت معتاده ان ترتديها في روسيا.

" تناوي طعامك.. لقد وضعته لك علي الطاوله.."

وقفت يولوف، و لكنها لم تلتفت..
تلك زوجة عمها التي كانت تلقي عليها و علي امها اقبح الالقاب البارحة..
الان تدعوها للطعام..

لم تعرف لما.. و لم يكن لها قدره تحمل لتعرف..
كانت تفضل ان تكون غيمه علي ان يقال هذا عنها..
لم تلتفت يولوف و لكنها شكرتها بصوت  خفيض لتشير الي تفاحه حمراء شهيه  بيدها..

" ساتناول هذه في الطريق"

وصلت الي الباب و كادت ان تفتحه عندما نزل عنها من الدرج ليراها و هي ذاهبه.

" انتظري يا ابنتي..
الي اين تذهبين في هذا الصباح المبكر..
تعالي تناولي معنا افطارك حتي.."

تذكرت البارحة دفاعه عنها..
و لكن قلبها ظل يؤلمها..
تنهدت و حاولت ان تبتسم..
و لكن فشلت..

" عمي انا سابحث عن عمل..
انا ساتناول طعامي هناك.."

سمعت خطواته خلفها ليقترب الي وضع يده الكبيره علي ذراعها النحيل من الخلف ثم وضع يده علي كتفها ليديرها برفق اليه.

" انظري الي يولوف."

نظرت في عيناه الزراقاوتين لتلاحظ و لاول مره كم انهما مطابقتان تماما لزرقاوتيها.
ليبتسم ابتسامه ناعسه و يحك لحيته الشقراء الكثه.

بين غريبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن