البارت الثاني و الثلاثون

185 4 0
                                    

#الراوي

قبل ساعه :

وسط المطر المنهمر و الذي غطي فجأه و بدون مقدمات ساحه المدرسه، هرعت يولوف بقلب مكلوم لتلك السيده الجالسه تنتظر بصبر من ستقابله..

بدات يولوف خطواتها بتوتر في البدايه..
أيجدي حقاََ ان تكلمها..؟
من يدري ربما هناك شخص ما في الخارج يُمتحن مثلها،. ربما ابناََ لها او بنت..
سيكون من الوقح منها ان تسأل عما ليس يعنيها..

و لكن عندما اقتربت ، اصبح الفرق بين الدموع و المطر اوضح..
بات الجرح مما فعله سافاش  معها اخف من بكاء تلك السيده..
تلك الحسره تعرفها تماما..

**انها اقوي من الموت.**

" سيدتي..لا تحزني..
ربما من تنتظريه قد نجح.. "

بدات يولوف و هي تقف امامها، لاحظت كم انها لم تنظر لها فوراََ..
و لكن عندما رفعت وجهها،. لم تحسن يولوف التصرف عما كان ينتظرها و تلك السيده تلفها في عناق عميق و هي تردف بصوت مكسور.

" _ابنتي يولوف... حبيبه قلبي_..."

كان فمها شبه مفتوحاََ و هي تري تلك السيده تضمها كجرو  ضائع منذ سنوات و تربت علي شعرها المبتل..

ما هذا و اللعنه.. ؟؟

ابعدتها قليلاََ لتحث في وجها و هي تمرر يدها علي وجنتها و تنظر اليها اكثر عن قرب..

"اوه يا حبيبتي.. لقد تبللتي كثيراََ..
تعالي نذهب من هنا.. اعلم انك لا تعرفيني..
ساخبرك.. "

و مره اخري لم تعلم يولوف اهو البرد القارس الذي شل اطرافها و حتي لسانها..
او ماذا..

ما الذي تفعله تلك السيده و من اين تعرفها..؟

" سيدتي.. " اردفت يولرف للسيده التي بدات بجمع محتويات حقيبتها و لاحظ ان الصوره قد وضعتها في حقيبتها، تركت يولوف يدها و نظرت لها بحيره..

" اظن انك ربما تبحثين عن شخص اخر..
انا لا اعرفك..؟"

تفاجئت  يولوف قليلا من نفسها و هي تتحدث بالتركيه بتلك الطريقه  و هي تقطب يدها علي صدرها..

عادت فيرا الي الخلف لتنظر اكثر الي ابنتها الذي لا تزال تذكرها بنفسها و هي شابه..
لتبتسم بصبر و  بحنان..

" ساخبرك.. هل يمكنك..
اعطائي  فقط فرصه كي اتحدث معك..
من فضلك... "

تنهدت يولوف عندما رات تلك النظرات الزرقاء الناعمه، تلك التجاعيد حول عيناها و هي  تبتسم كلون بحر ايجة الساكن   تشرح قصه اخري..
هناك مشاعر تفيضها تلك السيده لمجرد نظراتها، و ابتسامتها المزينه  بفرح بعد  بكائها يجعلها تود ان تسمع كلامها بالفعل و تجلس لتستمع لقصتها ..

اخرجت يولوف نفساََ و هي تفك يديها، و لكن قبل ان تجيب
وجدت سافاش يتصل بها مره اخري..
فركت يدها لتمدها قليلاََ بالدفئ و هي تكاد تتجمد  ثم نظرت بين الهاتف و بين السيده و التي لا زالت تتراجاها بعيونها لتهمس..

بين غريبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن