يولوف
لم اعرف ما الذي اشعر به ..
كنت اشعر بصداع شديد يغزوا راسي في البداية..
كنت سعيدة فعلياََ انه اصبح لدي مكان ياويني..
و الطباخ الكبير لم يهتم لجنسيتي و لا حتي لضعف لغتي الانجليزية بل سالني سوالا واحداََ و هو ينظر الي بعطف بعيونه البندقية.Do you know how to wash the plates
هل تعرفين كيفية غسل الصحون
ربما لم افهم الكلمة الاخيرة و لكنه اشار الي كومة من الاطباق المتسخة في المحل..
لتتورد وجنتي و انا افهم فورا و اجيب بايمائةYes
ابتسم قليلا ، و بدا للحظة انه اشفق علي عندما رأي مدي سعادتي..
و لكني لم استطتع الا ان اكون سعيدة و انا اراه يسلمني اوراقاََ نقدية في يدي.." take this.. And I think you are hungry.."
ذلك النفس الكبير الذي اخذته و تلك البسمة الواسعة و انا اتذكر وجهه البشوش..
و هذا الساندوتش الشهي الذي انهيت اخر قطمة منه الان..ربما ساستطتيع الفعل بدأ حياتي..
اعلم انني لا زلت في البداية و لكني وصل لمكان ما علي الاقل..
ابتسمت لنفسي و انا اغسل الاطباق بهمة و نشاط حتي انهيت الاطباق جميعاََ و كلما كان يحمل لي العمال المزيد من الاطباق و يضعوها في الحوض كنت اكمل غسلها بلا كلل.." Nasılsıniz , adın ne?"
سمعت احدهم يناديني من خلفي، حدقت الي وجهه الي الابتسامة الملتوية علي وجهه..
انا لا افهم اي مما قاله، لذا شعرت بوجنتي تتورد و انا التفت مرة اخري الي الحوض..و منذ ذلك اليوم..
هو وسط كل الطباخين هنا و العمال كانت نظراته لي ابداََ لا تريحني..
لم ارد بعد ذلك الاختلاط بأي احد انا في عادتي هادئة..
غير اني و انا اتي الي هنا لم اكن انزل كثيرا..
و لم اتحدث بالتركية ابداََ الا كلمات بسيطة للغاية حتي لم اعد اتذكرها..خرجت قليلا لتنفس بعض الهواء بعد ان اذن لي الطباخ اخيرا باستراحة
شعور أنني كالبكماء هنا.. مريح تماما..
لا اريد الاختلاط مع اي احد.. ليس الآن..
كيف انسي أن من عشت معها لسنوات اخدمها و اساعدها..
و حتي احببتها بعدما تزوجت أبي و رحبت بها تقول عني مثل هذا الكلام و تطردني بهذا الشكل..صعدت علي السطح لانظر الي السماء و الغيمات السابحات وسط لوحة فسيحة من اللون الازرق المريح..
فتحت ذراعاي و انا استقبل الهواء العليل..
لتناتبني الكثير من المشاعر كلها دفعة واحدة ..
الاشتياق.. الفرح و الحنين..
و الحزن..كلا لن أحزن فلا عاد لي منزل و لا اصبح لي من أحزن عليه.
علي تقبّل هذا لأنه اجلا ام عاجلا انا من ساتحمل مساولية نفسي.و لن يكون هناك لي غيري بالدنيا..
مسحت الدموع الساقطة من عيوني جبرا بقوة و كأني اخبر نفسي انه غير مسوح لي بانزال الدموع بعد الآن..
تراك... طاخ..
سمعت صوت ضجة في الخارج..
هرج و مرج لم اعتده منذ أن اتيت..
اجل لقد بقيت هنا لمدة ساعات فحسب و لكني كنت اخرج من حين لأخر القي النظر علي الوافدين للمطعم و انا أحمل الأواني المتسخةو لكن هذه المرة عندما اتي بي فضولي ركضاََ و ارتفعت الاصوات..
نظرت الي شجار رجال برتدون الاسود من راسهم لاخمص قدمهم..
كان اخدهم يضرب اخري و يلقي بي ايضاََ اخذاََ معه الطاولة التي بجانبه و كل ما عليها و يكتسحه ارضاََ..فغرت فاهي ن هول الصدمة و انا اري الزبائن الحالسون يقفون و يهرولون من اماكنهم ذعراََ..
" buradan çık"
كان يردد احدهم بجملة واحدة منذ ان دخلت لهنا..
كلمة لم افهم معناها و لكني سمعت صريخ الجميع..
سمعت اصوات التهديد في فم الرجل الممسك بالمسدس..
حاولت امعان اذني فيما يقولونه، لم اعرف بما افعل و انا اتسلل و احبي علي يداي الاثنان لانزل الي اسفل الطاولة و كانه ليس منظراََ حقيقياََ و كاني مستمتعة بمشاهدة فلم اكشن.
ربنا بعد كل ما مررت به مات الخوف في قلبي..
الي الان لا اصدق حتى انني هنا.. في ازمير
اعمل في بلد لا احسن قول مرحباََ بها..سمعت الترجيات الصامته في عيون المقهور و الملقي ارضاََ..
و بدون حاجة الي لغة..فهمت انني قد اوقعت نفسي في مأزق..!!
لينظر الملقي علي الارض حوله و كنت انا مختبئة خلف احدي الطاولات ليجرني من شعري و اشعر بتمزقات نهايات اعصاب شعري و هو يشدني ناحيته ليصدرني امامه...
وجهي المفجوع امام الرصاصة..صرخت..
انتابني الألم و الفزع اولا.. قبل ان اشعر باي شئ..
لم اعرف حتي اين اصابتني الي ان سقطت ارضاََ..
و شعرت بعدم قدرتي علي تحريك ذراعي اليمني..
خرج الدم من ذراعي و من فمي..
و بدات الروية تتباطئ في عقلي تدريجياََ..
صرخت..
На помощь!..- помоги мне.
ساعدوني.... اردت رفع صوتي اكثر .. و لكن صوتي ايضا ظل ينخض..
و يزداد تشوش رؤيتي..
ما اسمعه فقط هو صوت الخطوات و الهرولات حولي..
اشعر بالجميع ينظرون الي..و لكن بدا ان مدي صراخي لن يصل اليهم..
فهم لا يعرفون لغتي..لاستسلم لاغماض عيناي و تسقط رقبتي بتيبس علي الارض العشبيه الباردة تحتي..
و لكن قبل ان اسقط في الظلام تماما...سمعت صوتاََ صادراََ نحوي..
صوت ألفته..
عيوناََ كهرمانية تقترب مني..و لكن الالم كان اقوي مني ليحتلني الظلام و يشل حركتي تماما..
أنت تقرأ
بين غريبين
Romanceوجدت يولوف ذات التاسعة عشرة نفسها مطرودة من منزل والدها بعد وفاته عندما أتت زيارة لوالدها من سفرها لدراستها. فقد تزوجت زوجة والدها و لم تعد ترغب حمل عبئ تربيتها اكثر فكان عليها اللجوء لأي مصدر يؤمن لها دخلها.. و لكن كيف ستثبت ذاتها و تؤمن لنفسها ع...