بين غريبين

البارت السادس و الثلاثون

#الراوي

كانت تراها و هي جالسه في السياره و الشال يخبئ شعرها و عيونها مغطاه بنظرات سوداء..
و لكنها بدت اكثر من سعيده لان كل ما خططت له حدث..
بدون ان تكشف..

" يا لهم من بيادق سهله..
سيكون امر فيرا  سهلاََ الان..
لما ساضع اصبعي ان كانت ابنتها وحدها..
يمكنها ان تفعل بها ما هو اقوي.. ؟
و لكن ليكن.. "

اشارت للسائق ان يذهب، و بقت يولوف و كأنما توقف عالمها لبرهه..

الطيور  تحلق  فوقها في السماء و الناس و السيارات ياتون و يذهبون..
اما هي فما زالت مكانها..

كما كانت بدون احد عندما اتت الي تركيا..

كانت تمشي و الغربه تملأها..
لماذا ستشكي و لمن..؟

ضحكت بسخريه و حتي الدموع رفضت ان تنزل في البدايه..
بل اتي مكانها صقيع بارد رغم الشمس القاسيه..
و السخونه التي تلامس قدماها و هي تمشي فقط في الشارع بجانب الماره، بعد ان قدمت استقالتها و ذهبت..

" هل كنت اعيش كل هذا في كذبه..؟
لقد قلت ان الجميع يخدعني..
و استبعدت واحداََ فقط.. واحداََ  فقط.."

أبت ان تبكي و عادت لتضحك مره اخري ، و بدت تقسم ان هناك من التفت لها و هي تكلم نفسها  و تمسك تشد بشعرها بتأنيب..

" انا.. انا من صدقته..!!! "

لم تهتم لوجودها في الشارع و الدموع تسيل من وجنتيها تمسحهما مرارا و ذكريات ما عاشوه يمر امامها كشريط حياه شخص اخر..

اغمضت عيونها و حاولت التنفس و هي تضع يدها علي انفها الاحمر...
" تري ما الذي قد خبأه ايضاََ علي.. اريد ان اعرف..
تري هل هناك سببا وجيهاََ ايضاََ جعله يفعل هذا.. ؟"

هل علي ان اواجهه..
و لكن كيف.. ؟

لقد اخبرته مرارا و تكرارا ان لا يخدعني..
و هو كان يعلم ذلك كله من خلف ظهري..
لا..

ساذهب الي نتالي  مره اخري..
اعلم انها اكثر من له اللوم في تلك القصه، و لكنها تنال عقابها اليوم
اريد ان اعرف ما اخفي عني ايضاََ..
بالتاكيد هي سر عمي.
و هي تخبرني بما يحدث..

لا يوجد لديها خيار سوي هذا..

....

#سافاش

شعرت بفقاعه من التوتر تغمرني و انا ادخل الي المشفي،. و اصبعي علي رقمها..
كلما اتصل بها تغلق المكالمه و الان..
لا ياتيني سوي رساله بأن الهاتف مغلق..

ماذا حدث.. ؟

نظرت الي ساعتي، انه الموعد الخاص بطبيب ادم تحديد.، و بالفعل ربما قد تأخرت خمس دقائق ايضاََ ..

نظرت الي الخلف الي سيارتي و كل حواسي و ما بي..
يخبرني ان اعود، و لكن..
هذا الفتي الصغير انا متأكد انه ليس لديه احد..
مع وجود امه فهي اخر ما تدعي بالام.