دخل شقته ورمى مفاتيحه على الطاوله وتقدم للكنبة القريبه وجلس عليها بكل تعب واطلق " اه " من تعبه وغمض عيونه يفركها ويمسح على ملامح وجهه ثم توجهه لدورة المياه ياخذ له شاور ويجدد فيها نفسه، طلع وتوجهه لصوت جواله دليل على اتصال شخص وزفر بحده من شاف الاسم، انتظر ثواني ثم رد يحط الجوال عند اذنه ويسمع الصوت : يمه سيف وينك ماجيتني !، رد عليها بجفاء : ماعندي وقت، ردت عليه بنبرة حنية : تكفى يمه ابي اشوفك صار قريب الشهر ماشفتك!
سيف بسخريه: عندك زوجك الحبيب وبنتك اقرب لك مني
ام سيف تنهدت بحزن واضح بنبرة صوتها : لاحول الله! يايمه مايغنوني عنك انت بكري كم مره بكرر عليك الكلام واترجاك تجيني وتسير علي!، رد بنرفزه : لا يكثر! لايكثر تكفين مافيني حيل يكفيني الي فيني
ام سيف : الي فيك منك ماهو مني لكن الشكوى لله ياولدي انا ماارتجي منك الا انك تجي واشوفك تكفى لاتكسر امك
سيف هز راسه ب ايه : يصير خير
ام سيف بترجي واضح من نبرتها : تكفى ياولدي تكفى
سيف تنهد : خير ان شاء الله ياام رؤى خير
ام سيف بحزن واضح : الله يوليك العافية مع السلامه مابي اعطلك مع السلامه..قفل بدون رد! قفل يمنع عاطفته تجره لها..جرح كبير تركته في وسط قلبه وخاطره المكسور منها وجملها الي تتردد على مسامعه من هو وصغير
" انا ابي اعيش حياتي"
"ماعشت حياتي منك"
" الله لايسامح ابوك"
واكثر واكثر..كانت تمر كلماتها على اذنه وكأنه سمعها حديثًا ويتذكر تعاملها وكلامها وطيشها، سنوات ماقدر ينسى، سنوات ماقدر يسامح، ولو كثرت عاطفتها ولو كثر رجائها ولو كثر عطائها الي كان ناقص وللحينه ناقص، ماعنده لها شي وهز راسه يلاشي افكاره عنها ويمسح على ملامح وجهه يستغفر، ماله الا مكانه وعالمه الصغير الموجود بزاوية شقته، اخذته خطواته للمكان! يربط حزامه عليه! يثبت لوحاته ويجهز فرشه، بكل مايتخيله والي وده يسويه والغضب الكبير الي بقلبه قاعد يفرغه بالرسم وشدّ الفرشه واستخدام الالوان الغامقه! مابين الاسود والابيض، يُحاكي مخيلته بهذي الطريقة! يرسم الدلالات السائدة بعقله والي كلها تدل على الغضب! الماضي الي مايقدر يتجاوزه! والاكبر من كذا! ارتباط الماضي بأمه! كونها السبب الرئيسي في كل الي قاعد يصير لهجلست بينهم في الجلسات الخارجية لحديقة بيتهم وفي طاولتهم الشاي والقهوة والحب مع صحون حلى صغيره من الي كان موجود بالملكة، ماسكة بيالة الشاي بيدينها الثنتين وتناظرهم, تاخذ نفس وتزفره بهدوء : يعني هذا الي صار
مريم بشك : دخلتي وسألك اخبارك ودراستك ومشى! بس!
ماسه هزت راسها باايه بدون ذكر التفاصيل الي حاولت تخبيها لنفسها وماكانت عندها القدره انها تشرح لهم كيف كانت نظراته ولا كيف كان ملمس يدينه الي كانت على دقنها لما رفع راسها ولا قدرت تقول لهم اكثر من الكلام الي دار بينهم بالبدايه
مريم ضربت ميان الجالسه رجل على رجل وماسكة ايبادها تشتغل عليه ولفت عليها بصدمه وبنبرة غاضبه نطقت : وراه تطقين الباب عليهم كان خليتيهم براحتهم!
ميان لفت انظارها على ماسه ورجعت لفت لمريم بتبرير: اتطمن عليها وبعدين خليتوها تروح وانا ماكنت موجوده!!، رفعت حاجبها بتعجب : وهي بزر ! لايكون تبين تجلسين معهم بعد!
ماسه بتهدئة للوضع : خلاص اسكتوا الي صار صار واساسا ميان جات بوقتها ماكنت ابي اطول معاه
مسك : والله ياميان انك كفو! عز الله يعزك!، ابتسمت لها وناظرت مريم بنظرات الغرور ثم رجعت انظاراها لايبادها وماكان من مريم الا انها تناظرهم بصدمه : لو تمشون وراها والله انكم تضيعون! وخذوها مني
مسك بابتسامه ورفعة صوت: اقدمي ياميان وحنا وراك!
وعمّ الضحك في ارجاء المكان على تعابير ملامح مريم واسفهلت وجيههم متناسين الاحداث الي حصلت اليوم وتنهدت من الشغل الي فوق راسها ومن ماسه الي بالرغم من الضحك الي صار هي تشوف وتفهمها وماتدري وش تفكر فيها ووش ناويه عليه لكنها قامت بعد مارتبت اغراضها وشالتهم : تبون شي ؟
ماسه هزت راسها بالنفي : بتمشين ؟
ميان : ايه يقلبي وراي شغل لفوق راسي واذا تبون شي كلموني
ماسه هزت راسها ب ايه وقامت تضمها بقوه وهمست ف اذنها : مارح انسى وقفت معي ابدا، ابتسمت وهمست ترد عليها : مابيننا هالكلام!سنين مو صديقات يومين، ابتعدت عنها وابتسمت ابتسامه عريضه ترافقها لباب البيت الخارجي
ميان وقفت عند الباب ولفت عليها : انا ادري ان فيه اشياء صارت لكن ماقلتيها لاختك مدري ليه لكن انا شفتك وشفت كيف وجهك كان احمر ومتوتره وهذا شي بقول عنه طبيعي كونك ماسه وصديقتي واعرفك لكن
ماسه قاطعتها بهز راسه ب لا : ادري ماتحبين احد يقاطعك بس تطمني! لو فيه سوء جاني منه مارح اسكت وانتِ اول وحده بتكونين عارفه!
ميان هزت راسها ب ايه بابتسامه : ان كان صدق رجال والنعم فيه عسى الله يتمم عليك يحبيبتيرجعت البيت وخطواتها كالمعتاد متفحصه، هادئة، وثابته..ناظرت داخل البيت كامل لكن ماحصلت منهم احد واستغربت وسرعان ماشتت نظرها من شافت امها داخله بصينية القهوة ووراها اخوها، امها ناظرتها نظره وحيده وممكن تُسمى بالغلط ثم نزلت نظراتها لخطواتها تجاه الصاله المفتوحة، ناظرت اخوها الي مابدر منه ايّ حركة تجاها وكأنها غير مرئية..تنهدت بحزن! بأسى! وبقنوط على حالها! يكسيهم الاسود من اكثر من عشر سنوات! الفرح عيّا يدخل هالبيت من اكثر من عشر سنوات! توجهت خطواتها للدرج لكن سرعان مااستوقفتها امها يالي نطقت : ماقلتي بملكة بنت الهاشم عشان نقوم بالواجب!
ميان اخذت نفس وزفرتها بتعب : صار لك سنين قاطعتهم! وش طرى عليك الحين ؟
ام فهد تجاهلتها تمامًا كما انها ماكانت موجوده وكما ماكان فيه حديث بينهم ووجهت كلامها لولدها عمر الي جالس جمبها : كمل لي الي صار
عمر تنهد : جا ابوي وهددهم
ام فهد عقدت حواجبها : هددهم وش قال ؟
عمر تأفف بنرفزه : احسن لك ماتسمعين وماتعرفين زوجك مايحشم احد!
ام فهد : استح على وجهك هذا ابوك!
عمر : ابوي على عيني وراسي بس ماصارت كل ماتهاوشت مع احد يجي ياخذ حقي كأني بزر! انا الحين ٢٨! ماني صغير لجل يهدد الناس ماتقرب مني!
ميان رفعت حاجبها بابتسامة سخريه ومشت تكمل خطواتها للدرج ولمحت طرف الغرفة المقفوله لثواني ومشت مسرعه لغرفتها، دخلت وقفلت الباب ونزلت دمعه منها ترفع راسها : ليتك خذيتني معه!ليتك اخذت روحي معه!ليت الي صار ماصار!، صرخت بكل قوة احبالها الصوتيه : ليته ماصاارر!! ليه تخليه يصير!! ليه تعيشني هذا الشي!! ليه ماكتبت لي قدر غير قدري!! ليه ليه ليه ليه!!..قنوط ويأس يحتلها وكسرت الي قدامها وعفست ايّ شي حولها ورمت كل الي تلمسه يدينها!؟حالة تمر عليها كل فتره مابين وبين تحول غرفتها لحاله ميؤوس منها، تنتظر وتتمنى احد يطق بابها ويسألها ليه وكيف ووش صار والاهم " تأذيتي ؟ " لكن ماكان حول بابها صوت ولا خطاوي متفحصه قدام غرفتها..كانت على يقين بان عينها رح تغفى لأحتمالين..ياانها تسلم روحها لربها ياانها تصحى متجدده!بتجاهل العالمين وبلا احساس او وخز لمصدر الصوت الي في فوق وبلا ايّ تساؤل منهم وكأنه العاده المعتاده على هذي الحاله..بيت متهالك روحيًا..اجسادهم غائبة عن الوعي الفكري..هذا حالهم من اكثر من عشر سنوات..خمسة عشر عام مضت ولم تمضي روحهم متسامحه..الملامه الاولى والاخيره هي! الي يسمعون صدى صراخها في الطابق الاعلى وبداخلهم نبرة الراحة..لعل وعسى تكفر عن ذنبها..كملوا سوالفهم وقهوتهم وحلاهم غير متسائلين ولا احد رفع رأسه للطابق ابدًا
عمر بتجاهل للاصوات : كلمك فهد ؟
ام فهد هزت راسها بالنفي : يهج ويسافر ويدوج ولا يسأل
عمر تنهد : وش يسوي هنا ؟ لمين يقعد هنا
ام فهد : وشهو الي لمين ! لنا طبعا!
عمر ترك فنجال القهوه على الطاوله ورجع ظهره للخلف : يمه يرجع وش يسوي ؟ شايفه حياتنا طبيعيه؟
ام فهد غمضت عيونها بألم : لاتتكلم! يكفيني وجع كل يوم ويكفيني حرقة قلبي
عمر رفع راسه ياخذ نفس : يالله يامي يالله
ام فهد هزت راسها بالنفي وبنبرة بكي : والله كنا غير والله كنا غير..وبكت بشهقه : كان اخوك حلو وصغير وكان محبوب بينكم وبين ناسنا كلها..نطقت "اه " من هم مكبوت : ساعة وحده! ساعة وحده انقلبت علينا الدنيا وبما فيها!
عمر تقدم لامه يحط راسها على صدره : خلاص يمه تكفين اكلتي قلبك كل يوم نفس الموال! الي صار صار! وقدر ومكتوب ماعاد فيه حيله! ارضي بقضاء الله وقدره!
ام فهد ابتعدت تهز راسها بالنفي : هي السبب!! وماني راضيه عليها لا دنيا ولا اخره وعساها يارب ماتذوق طعم الهنا والسعاده في حياتها كلها وياجعل الله ياخـ..سكتت تبكي وتبكي وتمسح دموعها ثم تبكي وتناظر الغرفه وراها وتهز راسها بالنفي
أنت تقرأ
يـامـيان عـيوني ويـاثرى قـلبي
Romanceالعهد 🇸🇦 انه ماضي ليس الا, مخاوفنا تشكلت من ماضينا..من حكاية خُطت على اقدارنا حين ولِدنا, اخطائُنا..افعالنا..ردودنا..واخيرا! نهايتنا..رُسِمت من قبل ان تخرج رؤوسنا من الارحام!، Insta; rwayh_119