Part : 9

6.8K 155 13
                                    

حل الصباح وحل يوم جديد وبقرارات جديده وافكار جديده وممكن تغييرات جديده في حياتها..وقفت عند المرايه تتأمل نفسها لثواني وربما لدقائق طويله
خلقتني جميلة لهذه الدرجة ولم تخلق لي حياه مثلها!!
وبالقنوط واليأس تُحدثّ ربها وعينيها في عيني نفسها بالمرايا!..تأكدت انها تجهزت داخليا وخارجيا ونزلت بخطوات هاديه وثابته وكانت متعمده انها تنزل في هذا الوقت..الوقت الي يجتمعون فيه على طاولة الطعام الي من اكثر من عشر سنوات ماتجلس حولها معهم ولا يجلسون حولها معها..اخذت نفس من اعماق قلبها وزفرته بصبر وبتهديه وتوجهت لهم وبهدوء : انا بملك اليوم
عمر لف عليها وعقد حواجبه يناظرها بقرف ثم قام ونفض يدينه وطلع من الغرفة ومن البيت كله
وامها الي ناظرتها من تحت لفوق ثم كملت اكلها وابوها ماكان منه رد فعل ابدًا
تنهدت بابتسامه سخريه على حالها ثم نطقت بكل جديه موجهه كلامها لابوها : اليوم العصر برسل لك موقع بيت الشيخ وتعال
ابوها هز راسه بايه بدون ايّ كلمة ثانيه ولا ايّ نظره عابره
وقبل ماتمشي بخطوتها وقفت لصوت امها المتحسر: جيبي اثنين وخلي واحد يغدر بالثاني عشان تحسين بقلبي المحروق!
ميان غمضت عيونها بتعب ولفت عليها بصوت عالي وبعصبيه : ست سنوات!! ست سنواتت عمري!! كنت ست سنوات يابشر!!..وتوجهت لبرا البيت ودمعت عيونها وسرعان مامسحتها وبكل خطوه تخطيها يبين صوت كعبها الواضح انها تمشي مستعجلة تبغى تطلع وتبغى تطلع روحها معها من كثر الالم والتعب والتجاهل الي تحس فيه..خمسة عشر سنه ماتخطوا! خمسة عشر سنه من التجاهل ومن اللوم والصدود..دفعوها ثمن كبير..انواع الدعاء والشتيمه تسمعها اذنها بكل مره تمشي من عندهم وتمر عليهم لين صارت تكرهه البيت وتكرهه حيهم وتكرهه المنطقة كلها وصار يومها اغلبه برا البيت واذا جات! تجي تنام بس ! ..توجهت لسيارتها وهي تحاول تجدد كسرها وتحاول ترمم نفسها بعد كلمات امها..شغلت السياره وماانتظرت ثانيه الا وهي داعسه بنزين للاخر..تمسح دمعه وتدعس اكثر

———————-

بالرغم من وجود الحاجز الي بينهم وبين الدكتور الي انها كانت لابسه وعبايتها ومتحجبه..نادى على اسمها يأكد حضورها واجابته بنعم ثم سأل : البحث الي المفروض تسلمونه انتِ مع قروبك ماشفته ؟
ماسه بصوت رسمي : سلمناه في البلاك بورد
الدكتور محمد: انا عارف بس قلت لكم ابغى نسخه الكترونيه ونسخه ورقيه ويكون بنفس الملف الي نزلته لكم! عالعموم بسلمك هذي المهمه ياماسه تجيبين لي الملف لمكتبي
ماسه اخذت نفس وعلى نفس نبرة صوتها : بس دكتور انا مااقدر اليوم بخلي ريم تسلمه لك هي معي بنفس القروب
الدكتور محمد بصرامه : انتِ قائدة القروب ياماسه وانتِ المفروض الي تسلمينه وعلى الوقت مافيه مشكلة حتى لو نهاية هذا الاسبوع
ماسه التزمت السكوت وشبكت يدينها وتلعب الخاتم وفي داخلها تردد كبير من حركات هذا الدكتور يبين الصرامه لكنه بكل محاضره ينطق اسمها ويسمع صوتها حتى لو بأيّ سؤال سخيف والي زاد شكوكها اكثر هو طلبه واصراره بأن هي الي تجيب الملف لعنده ومع ان كان بامكانه يكتفي بالنسخه الالكترونيه وترددت بشكل كبير وهي تتذكر كلام سلطان واحتارت بين انها تقول او ماتقول لكن ايقنت ان مافيه شي يستدعي وان مارح يقدر يسوي لها شي في الجامعة..بعد ماانتهى من كلامه اخذت شنطتها وايبادها وطلعت ترد على اتصال ميان
ماسه بابتسامه : اهلا ميان
ميان والواضح على صوتها الغصه والبكي : بشوفك
ماسه عقد حواجبها باستغراب : طيب انا في الجامعة تعالي لي
ميان : موجوده اطلعي
ماسه قفلت الجوال باستعجال ولبست عباتها وحجابها ونقابها وانتجهت للبوابة الخارجية وتمشي بخطوات سريعه لحد ماوصلت للسيارة ودخلت وبدون ايّ مقدمات ضمتها بقوه ومسحت على راسها وتسمع صوت بكائها على كتفها وماكان من ماسه الا انها تهديها بصوتها وسألت : اهلك مره ثانيه؟
ميان رفعت راسها ومسحت دموعها وهزت راسها ب ايه : ماسه انا كم عمري الحين؟ كمم؟
ماسه ناظرت في عيونها الباكية وبحزن طاغي على صوتها
ميان رفعت صوتها وفردت يدينها : ليه ماهم راضين يستوعبون!! محد راضي يستوعب اني كنت بزره! طفله طفله!! اموت باليوم الف مره تأنيب ضميري ومن الكوابيس الي ماتخليني انام ومن كل ذكرى موجوده في ذاك البيت وذيك الغرفة !! وفوق هذا يزيدوني هم ويزيدوني عجز ويزيدوني كره لنفسي !!
ماسه مسكت يدينها الثنتين وناظرت بعيونها : ميان انتِ كنت طفلة صح ! انتِ ماكنتي واعية صح! اهلك هم الغلط! امك تبغى تبري ذمتها وتحاول قد ماتقدر انها تلقي اللوم عليك عشان ضميرها يكون مرتاح ! ياما قلت لك هالكلام ياحبيبتي!!
ميان نزلت راسها على يدينهم المشبوكه ببعض وتمتمت : الناس وش يفهمهم ؟ العالم وش يفهمها؟
مدت يدها ماسه ترفع راسها : طول عمرك ماتهتمين بكلام الناس ولا ماوصلتي الي انتِ وصلتي له الحين وبعمر صغير ! ميان انتِ ماكملتي الجامعة وفتحتي شركة وهذا شي كبير ! الناس ياميان تنادي بشركتك وتشوف اسمك لكن هل من كل الناس الي تعاقدتي معهم احد شاف اسمك وسألك؟
ميان هزت راسها بالنفي تشتت نظرها : محد انتبه محد ينتبه ويجي في باله هذي العايله ومرتبطة ب الدم الاسود وتكون بهذي الشركة!
ماسه هزت راسها ب ايه: شفتي ! كملي حياتك ميان كمليها مثل ماكانت عليه ! وتهدمين نفسك عشان كلام ولا افعال ماتشوفين منها الا التجاهل !
ميان مسحت على دموعها وعدلت جلستها تاخذ نفس عميق : بملك اليوم
عقدت ماسه حواجبها : هاه؟
لفت ميان تمسك جوالها وتمد لها تشوف الصور وسرعان ماشهقت : كيف ؟؟
ميان رفعت كتوفها : العطاوي
ماسه : حسبي الله عليهم!! وهذا مين طيب ؟
ميان ابتسمت بسخريه وناظرتها : ولد عم زوجك
ماسه رفعت نظرها بصدمه : زوجي ! سلطان؟
ميان ضحكت بخفيف : للحين مو معترفه فيه؟
ماسه هزت راسها بالنفي بضحك ثم قالت : طيب فهميني السالفه من الالف للياء
ميان هزت راسها بايه وشغلت السيارة تمشي باتجاه بيت ماسه وهي تحكي لها السالفه ووش هو سيف ووش بداياتها معاه وكيف صارت وانتهت بملكتهم
ماسه : طيب بجي معك
ميان : احتاجك ماسه معي احتاجك
ماسه : خلاص خلك ببيتنا ونطلع سوا
ميان وقفت عند باب بيتهم ولفت عليها : عندي شغل بالشركة اخلص واجيك ونطلع سوا
ماسه هزت راسها ب ايه وضمتها بكل قوتها تستودعها الله وتنزل من السياره متوجها للبيت وماكان منها الا الصدمه والحزن على صديقتها الي حياتها منكوبه وهي عارفه ان صديقتها عباره عن قنبله مؤقته تحاول قد ماتقدر انها ماتنفجر في الوقت الغلط لكن اهلها وناسها تعرف انهم مو تاركينها لا بكلماتهم ولا بهمساتهم ولا بتجاهلهم الي يقتلها في اليوم الف مره ويعيشها احساس الوحده واحساس عدم الوجود

فتحوا له البوابة الخارجية للقصر ودخل سيارته لموقف السيارات على جمب ونزل من سيارته يلقي نظرة للشكل الخارجي للقصر والي يتوسطه نافوره وحراس يملون المكان..ابتسم بسخريه على جمب ومسح على ملامح وجهه ياخذ نفس ويمشي خطواته للبوابه الدخلية الي كانت واقفه عندها وحدة من الخدم الي ابتسمت له ونزلت راسها ترحيب بحضوره واشرت له يدخل ويمشي متجه للمجلس الكبير والي كل مافيه يشع بالفخامة واللون الذهبي الطاغي على المكان
توجه لصدر المجلس وجلس على الكنبة الطويلة وماهي الا دقايق معدودة وتقدمت له المرأه المدعوه ب "امه " متزينه من فوقها لتحتها..بالجلابيه البيضاء الواسعة والذهب الي يشع من عنقها واذنها ويدينها..شعرها الطويل الي من عرفها وهو على نفس طوله..بياضها الساطع ووجهها الي بدأ يمليه التجاعيد..تقدمت له بخطوات سريعه وملهوفة بشوفته..تقدمت له وفردت يدينها تنتظره يقوم لها ويبادلها لكن وكالعاده تخيب ظنونها من تشوفه يناظرها بنظرات شبيهه بالقرف والي يحاول قد مايقدر انه يصد عشان ماتبان عليه..قام وحب راسها ورجع يجلس وكأن صار لها شهور ماشافته..ابتسمت برضى رغم صدوده الدائم عنها وجلست بجنبه تناظر ملامح وجهه من على جمب لانه صاد عنها لكن راضيه! والرضا يملي ملامح وجهها..رفعت يدها تبي تلمس خده لكنه وكالعاده ابعد راسه بصد..وهزت راسها ب ايه وابتعدت بمسافة تخليه على راحته..هي راضيه دامه جاها ولبى طلبها..هي راضيه لانه بالرغم من كل الي سوته فيه هو جاء لها..ويستمر يجي لها بالرغم من ابتعاده الدائم..ابتسمت برضى تناظره : شخبارك يمه سيف ؟ شلونك ؟ شلون ايامك !
سيف هز راسه بايه : الحمدلله
ام سيف هزت راسها ب ايه بابتسامة: الحمدلله..طيب سولف لي عنك وش تسوي وش ماتسوي ؟
سيف ولحين على صده ويدون لايناظر لها: كل شي تمام
ام سيف بداخلها ممنونه لحروفه الي طالعه منه ماتبي شي ثاني دامه يكلمها ويرد عليها : طيب علمني وش الجديد في شركتك ؟ سمعت انك بتنزل منتج جديد
سيف ابتسم بسخريه : سمعتيه من زوجك ؟
ام سيف اختفت ابتسامتها وشافت بنتها " رؤى " الي عمرها ثمانية عشر عام عند الباب تناظرهم ومتردده تدخل : تعالي يمه رؤى تعالي سلمي على اخوك
سيف نزل نظره للارض من اتجهت له وحبت راسه والقت السلام ومارد عليها وانما ظل منزل نظره للارض وجلست جمب امها تناظره كيف مارد عليها ومارفع نظره لها
ظلت ام سيف بمحاولات تسولف معه وله عنها وعن بنتها وماكان منه استجابة الا انه يهز راسه ويسمع ونظره على الفنجال الي بيده والي يتجدد كل ماخلصه
ام سيف بمحاولة اخيره انها تفتح سالفه وتجبره يتكلم : مو ناوي تكمل نص دينك يمه !! واخطب لك وحده تناسبك !
سيف عجز انه يسكت ويكتم وهز راسه بالنفي بسخريه : هذا الموضوع بالذات مالك دخل فيه! تجيبين لي وحده اكبر مني وابلش بها !
ام سيف رفعت حواجبها بحزن : متى ياولدي بتسامحني ! خلاص تكفى احب يدينك خلاص
سيف قام من مكانه ومعطيها ظهره : مااسامح ولا رح اسامح وذوقي الخيبه عدل!، وتوجهه للباب يطلع وسط دموعها وصوتها الي ينادي بأسمه ويترجاه وماكان من اخته الا انها تهز راسها بأسى ويزيد كرهها له الي بدا من لما تشوف امها تبكي كل ليل وبكل صلاة وتر تصليها..ايّ قلب عنده مايسامح امه عشانها بس تزوجت! هذا كان تساؤلها الي دائما تسأل امها قبل ماتسأل نفسها! لكن ماكان فيه رد ولا منطق يجاوب على تساؤلها

يـامـيان عـيوني ويـاثرى قـلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن