بارت 28»

223 4 0
                                    

ليجلس وأجلـسها بحُضنه واخذ يُشربها ببطء وهو يسمـي بالله عليها؛
مرت ثواني لتلتقـط انفاسهـا بينما سـاجي الذي رفع حاجبـه مُنتظر تبريرهـا وكيف استطـاعت ان تصـعد لسيـاره دون ان ينتبه عليها.
ارتشعت اطرافها من استـوعبت بأنهـا تتوسط احضـانه لتبتلـع ريقها وتُرجع خصلاتها المُتمـرده خلف اذنها ليـردف: اي مو ناويه تقولين لي وش تسوين بسيارتي؟.
نظرت له بعبّط لترفع اكتـافها بعدم معـرفه؛
ليـردف بطـرف عينـه: كيف طلعتي السياره؟.
زمـت شفايفـه ثم اردفت: راقبتك لين تدخل لداخل وركبت السياره.
ليـردف بتساؤول: وليه ركبتي السياره بدون علمي؟.
نظرت له لتبتلع ريقها ثم شتت انظـارهـا لتـردف: شفتك طلعت وانته معصب.
ابتسم ثـم اردف: ايه وبعدين؟
رمقـته لتردف: وخفت ان يصيبك شيء من عصبيتك وفكرت اني اركب لسياره.
توسعـت ابتسـامته ليـردف: ايه واذا طلعتي السيارة وش بتسوين؟
هـزت اكتافهـا بعدم معرفه لتـردف: معرف شو كنت بساوي.
ليهـز رأسه بأبتسامه ليفـتح الفـروه مُردف: تجين؟.
نظـرت له قليلًا لتهـز رأسهـا بالنفي.
ليـردف: برد بتمرضين!
اردفت الهـنوف: معليه مو يايني شيء الا اللي كاتبه ربي لي.
هـز رأسه بالايجـاب ليـتركها براحـتها وبدأ يجز له شاي بنعناع.
هبة نسمة هواء بارده لترتجـف نظرها ساجي ليـردف : باقي صامله؟.
نظرت له ثم شتت انظـارها دون رد.
بعـد دقائـق عطـست ليتحـول انفها للون الاحمـر.
ليطلق تنهيده وترك لهـا مكان لتجـلس فيه واردف وهو يرفع الفـروه: اقربي يا بنتي واتركي المكابره.
نظرت له الهنـوف لتتقـدم ببطء ودخـلت معه بالفـروه.
استوى الشاي ليضـع في الاكواب واردف: اشربيه تدفـين شوي.
مسكته لتعتدل بجلسته واخـذت ترتشفـه وهي جاهله بأن شالهـا قد سقط عندما صعدت لسياره!
اخذ يتـأملهـا بمُقارنـة لهما هو يراها طفله هي عمرها ١٨ وهو يبلغ من العمر ٣٠ عاما!
ارتشـفت اخر قطـره لهـا من الكوب لتضـع بجانب كوبه لتعود لفروته. وصل الـى المستشفى وقلبـه يرتجف خوفـا عليـها لينـزل من سيارته واتجهه الـى بابها وفتحـه وأنزلـها ولكن لم تستحـمل الالـم لتسقط بين احضـانه غائبـة عن الوعي!
صرخ بصـوته الخائـف: نقااالللههه اعجلـوا علي!!!
سمعـوا الممـرضين صـوته ليـخرجـون مُتسارعين نحوهه ووضعـوا الغيناء بالسريـر وهي لاتشـعر بشيء؛
مسـح وجهه بخـوف وهـو يدعي خالقـه بأن لا يصـيبها شيء:
استغـرق وقتًا طويلا لدرجـة ان مُهاب دب الرعب بقلبه.
لا يعلم هل يدخـل عليهم ام يصبر.
بعد دقائق خـرج الطَبيب ليتسـم علـى حاله مُهاب.
كان واضع رأسـه بين كفـوف يديـه وكان خـوفه واضح بحـركاته.
رفع رأسه بلهفه من سمـع صوت الطبيب ليستـقيم بتسـارع ليـردف: ها دكتور بشرني!
ابَتسم الطَبِيب ليـردف: الحمدالله على سلامتها ننتظرها تصحى من البنج ونرجع نفحص لها؛
ابتسمَ مُهـاب وشَكر خَالقهُ ليلتـفَت علـى خُرجـها من غرفـة العَمليات.
~
فِي وسَـط البـر كانـت تتأمـل النجـوم بصـمت تحـت انظار ذَلك الرجـل الذي هـام عشقًا لـها رُغـم كتمـان حُبـه الا انّ عينيـه فضحـته.
نظر لارتَجـافها ليـردف وهو ينـوي ان يُحظـر الحَطب  ليُشعل النَـار.
اردف بأمـر : خليك بمَكـانك ولا تتحركين وان صـار شيء اطلعي السياره زين؟.
نظـرت لـه لتـردف بتسـاؤول: وين بتسير؟.
اردف سَاجي وهو يرفع انظـاره ويتـأمل المكان المُظلم:
بجـيب حطب.
هـزت رأسهـا بالايجـاب لتـردف: انزين لكن لا تتـأخر! 
ابتسـم ليـردف: زين.
شاهـدته الٌى ان اختفـى عن انظـارها؛
اطَلقـت تنهيـده لتلتـف ونظـرت للعُزبه التـي وضعهـا امـامَهـا؛
صوت صَرصـار الليـل والنجـوم بالسمَـاء الصافِي انـزلت انظـارها لتتأمـل الرمـل الصَـافي لتمتد يديهـا واخذت تلعب به قليلاً.
داهمتـها نسمة هواء بـارده ليجـعل شعرهـا يطير
بعد مـرور ساعـه »
هَطـلت الامَطـار وابتـلت الشَـوارع والصـواعق بصـوتها تعـلى؛
واصبح الرمـال ممـزوجه بمَـاء المطـر والسَيـاره مُبتلـه بقطـرات المطر الغزيـره.
و بَين ارتَجـاف تلك الفتـاةَ من البرد القَـارص وخـوفها من صـَـوت الرعد!
اخَبرهـا بأنه سوف يعَـود مُسرعـا ولكن قـد تأخـر عليـها؛
سَكن فِي قلبهـا الخوف عَليـه من خطر ببـالها بأنه قد اصابـه مكروه فِي وَسـط العاصفه القَـويه هذه!
اردف بنبـرة يَكتسِيهـا الخوف: سَبح الرعد بحَمـده والملائكة بخيـفته؛
رفعـت انظـار لذلك الشَخص الذي جـاء رَاكـضًا وبيديـه الحَطب ليـتقدم ويضـعه فِـي صّنـدوق السيـاره وصعـد لسيـاره وابعد فروتـه المُبللـه والتفـت للهـنوف التـي ترتجـف بخـوف ومن شدة البـرد القـارص.
التـفت يديـه حـول خصـرها ليسـحبها لصـدره ثم حـاوط وجههـا بين كفـوفـه الخشـنه ليـردف بنبـرة تمـلئها الحَنيـه: جيتك جيتك يا روح هالجَسـد.
نظـرت لعيناه بعينيهـا الدامـعه لتـردف: خفت ان صابك شيء!
ابتسـم ساجـي ليـهز رأسـه بالنفي ليُطبع قُبلته على وجنتيها ليـردف: بنمشي الحين نرجع للقـريه.
توسعت عينيها بـذهول لتـردف: بس يا سَاجي.
اردف سَاجي: الله معنا يالهنوف نتوكـل عليه ونمـشي لان اكيد يدورون عليـك. -
التـفت يديـه حـول خصـرها ليسـحبها لصـدره ثم حـاوط وجههـا بين كفـوفـه الخشـنه ليـردف بنبـرة تمـلئها الحَنيـه: جيتك جيتك يا روح هالجَسـد.
نظـرت لعيناه بعينيهـا الدامـعه لتـردف: خفت ان صابك شيء!
ابتسـم ساجـي ليـهز رأسـه بالنفي ليُطبع قُبلته على وجنتيها ليـردف: بنمشي الحين نرجع للقـريه.
توسعت عينيها بـذهول لتـردف: بس يا سَاجي.
اردف سَاجي: الله معنا يالهنوف نتوكـل عليه ونمـشي لان اكيد يدورون عليـك.
~
كـان يتأمـلها بهدوئهـا وبرائَتهـا وَطَريـقة نومـها مـرت ساعه  ولم تستيقظ.
بـعد مرور سَـاعتين»
فتحـت عينيهـا ببطء وهِـي تنظر لـزُجـاج النَافـذه وهي تنظر للامَطـار الغزيـره وصـوت الرعد والبـرق العـالي!
فـز مُهـاب من انتبه لاسَتيقـاظهـا ليـتقدم لها لتـردف بهـدوء: ابي مويه؛
هـز رأسه مُهاب ليأخـذ قارورة المـاء ليسنـدهـا على صـدره وبدأ يُشربهـا بهدوء.
ارتشـفت منه القليـل واكتفت بذلك لتتمـدد على السريـر والمَغـذي بيديـها اليُمـنى.
دخـل الطبيب بعدمـا بلغـهُ مُهـابْ ليفحصـها بهدوء ويطـرح عليـها بعض الاسأله.
ومُهاب انظـاره عليـها وكيف انـها تُجـيبُ عليه بألـم؛
خـرج الطَـبيب بعد عـدة دَقـائـق وهـو مُبتسـم بخُبث
-
بَينمـا الغَينـاء التى انتقـلت انظـارها بعد خُـروج الطَبيب لمُهـاب الهادئ كَعـادته.
زمَـت شفايفـها بهدوء لتـردف بتسـاؤول: مانمت؟.
رفـع انظـاره مُهاب وهو على نـفس هدوئه وتأملـها قليلا ليُجيب علـى سؤالهـا: كيف تنام عيني وانتي غايبه عن الوعي!
انتـقلت انظـارها الـى النـافذه الكَبيره وهي ععَبـارة عن زُجـاج والظلام يـعم المَكـان وقطـرات المَطر علـى النـافذه.
عـادت انَظـارهـا لمُهـاب لتُزيـح جسدها قليلاً ليصبح مَكـانًا لشخـص اخر يُشاركـها السَـرير.
زمـت شفايفهـا لتـردف له: تَعـال.
توسعَت حدقتـه ليردف : كيف تحركتي!!
رفعت اكتـافها بعدم مَعـرفه لتردف: مو مهم.
رفع حاجبـه بعَدم اعجـاب لتنظر له بتوتر وأردفـت: مُهاب اقرب؟.
اطلق تنهـيده مُهابْ لا يـود ان يضايقـها او تتأذى منه لان قبل ساعات خـرجت من غرفـة العمليات فيجب عليـها الانتباه لشديد لكـي لا تنفتح خيـوط بطنهـا الرقيقه.

وغرست الغيناء اغصانها في قلبه.  وسقط طريحًا على الارض مُغرمِ!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن