بارت 19»

226 6 0
                                    

خـرج واغلق لباب ورفع هاتفه ليردف: ارحب يا مهاب!
مابين مُهاب كان يستمع لحوراهمـا ولكن لم يفهم شيء مجرد بأن الغيناء خائفـه من شخص ما ولكن من هو هذا الشخص لايعلم!
اردف مُهاب بتعقيد حاجب: الله يبقيك شسالفه!
كتم ضحكته سعـد واردف : وينك؟.
اردف مُهاب: بالبيت ليه؟؟
اردف سعد وهو ينزل للمجلـس: تقدر تجيني الحين؟
اردف مُهاب وهو يخرج من جناحه للاسفل: اي اقدر.
اردف سعد: ها انتظرك في المجلس اللي بداخل.
اردف مُهاب: ايه زين يلا فمان الله.
ليغلق هاتفه وخـرج مُسرعا لبيت الجـده.
بعد عدة دقائق•
دخل مُهـاب كعادته بهدوئه وخطواته المُتزنه ولكن هذه المره ببدلته لم يستطيع ان يُبدل بسبب خوفـه عليها.
اردف وهو يجلـس بجـانب سعد: وش حاصل هنا يا سعد؟.
صمت سعد تحت تساؤلات مُهـاب ليردف: انت صاحي؟.
اردف سعد بنبره مُختلفه هادئه سبب لمُهاب الخوف والفزع: الغيناء يا مُهـاب.
اردف بعدم صبر: بتتكلم مثل الخلق ولا ما يصبح الصبح الا وانت مصلين عليك!
اردف وهو يحاول بأن يكتم ضحكته ولكن لا فائده واردف بضحك: ماخذه خنجرك الذهبي وميته خوف منك.
تعالت ضحكات سعد بينما ابتسم مُهاب واردف بتساؤل: كيف اخذته؟.
لتعـود ذاكرته عندما وصلها خـبر بحضور عبير لمخزن القريه وكانت امام عينيه وبين احضـانه.
كتم ضحكته واردف: وينه هي؟.
اردف سعد: بغرفتها اشك انها نايمه.
هـز رأسه الايجـاب.
-
عند الغيناء.
لم تستطيع النوم من شدة رعبها منه كُلما غفت عينيها شاهدته فِي حلمها غاضبًا وعينيه حمراوتان وعروقه بارزه بشكل مُرعب.
فزت خائفه وهي تلتف ولم تجد احـدا اطلقت تنهيـده وهي تنظـر للخنجـر وقررت ان تذهب اليه في هذا الوقت المُتأخر
وتُعيده الى مكـانه!
كانت واثقه بأنه قد نام بسبب انه مُهلك من شغله.
تقدمت لتأخذ عبائتها وبرقعهـا واخذت الخنجر وخبئته فِي عبائتها وخـرجت من الغرفه لترفع هاتفها لتتصل على سعد لتُخبره بأنها ذاهبه لانها لم تستطيع ان تختطي خطوه من خلفه.
-
انـار هاتفه مُقاطعًا سوالفه مع مُهاب بأسم"عذبة المبسم"
لينظر الـى مُهـاب معقدا حاجبه ليُجيب واضعه على مُكبر الصوت مُردف: ما نمتي انتي؟.
تلهف مُهاب لشوفتها فقد الشوق احتله كُليًا.
هـزت رأسهـا بالنفي وكأنه ينظر اليها واردفت: لا.
اردف: ليه شصاير؟؟.
اردفت: مو قادره انـام بستغل الفرصه دام مُهاب نايم.
نظـر لمُهاب الذي يجلس بجانبه وهو كاتم ضحكته مُردف: شعرفك ان مُهاب نايم؟.
اردفت بتفسير: اكيد انه رجع من دوامه مهلك ونام ما يبيلها يا عمي.
ابتسم مُهاب على تفكيرها ليـردف سعد بسخريه: اي زين روحي قبل يقوم من نومه.
لم تفهم ماذا يقصد لتـردف: تمام يلا فمان الله لتُغلق هاتفهـا وخـرجت من المنزل.
مابين مُهاب الذي ابتسم على ضحك سعد ليـردف: طلبتك روح الحقها يا مُهـاب.
هـز رأسه بيأس من سعـد ليقف مُلبيًا طلبه.
-
لحُسن حظـها بأن باب منزلهم ليس مُغلق ولكن شاهدت والدته التى كانت جالسه تُشاهد التلفاز وفي هذا الوقت المُتأخر!!!
اقتـربت منهـا الغيناء لتُقبل رأسها مُردفه: شلونك يا يمه؟.
ابتسمت لتـردف: بخير لك الخير.
ابتسمت الغيناء بتوتر كيف تُفاتحـها بالموضوع.
نظـرت إليها والدته من طرف عينيها بأبتسامه لتـردف: شوفي لي يا يمه مُهاب نايم ولا صاحي اذا صاحي قولي له ينزل يكلمني.
هـزت رأسهـا بالايجـاب لتصعد بتسـارع تحت كتم والدته بضحكتها.
دخـل مُهـاب ونظر لوالدته مُردف: سلام عليكم يا يمه شلونك عساك بخير؟؟.
اردفت والدته: وعليكم السلام والرحمة الحين اتركك عني في ملاك بجناحك روح له.
كتم ضحتكه مُهاب واردف: يا يمه يا يمه.
ضحكت  والدته لكن هو فقد تسارعت خطواته الى جناه.
-
فتحت الباب لتستقبلها برودة الغرفـه لترتجف ولكن الغرفه كانت مُظلمه تمام لم تستطيع ان ترى كان الخنجر ممسكته بعبائتها بشـده خوفا بأن يسقط من يديها!
تقـدمت خطوتان الى ان توسطت الغرفه في هذه الاثناء انغلق الباب.
وهـي تخاف من الاماكن الظلمه!!!  
ارتجفـت بخـوف وبهلـع وتجمعت الدموع بعينيها لم تستطيع ان تتحـرك خوفا بأن يصدر صوتًا ويستيقظ مُهاب!
شعـرت بأنفاسًا حاره تلفح عُنقها.
اشتدت بمسكتهـا على عبائتهـا بخـوف من هذا الكائن بحسب ظنهـا"جن" .
امتدت يديه اليسرى لتحاوط خصرها والاخرى لتُبعد برقعها واستنشق رائحه شعرها التـي خـدرته بأكملـه
أطلقت شهقه خائفه لتـردف بهمس بنبره توضح فيها على وشك ان تبكي: ابـ..ـعـ..ـد.
قربها إليه بشده مما ادى لضرب رأسهـا بصدره!
حـاولت  ان تبعـده بأدفاعه للخلف ولكن كان قوتها تخـور امام قوته!
سقطت دمعتهـا على صدره ليفز ويُنير الضوء
لـيردف ببحـه: اشش ليه البكا! 
نظـرت له بعيون دامعه ودفنـت وجههـا بصـدره بخـوف منه وبخوف من الظلام الدامس.  اطلقت شهقاتها المُتقاطعه ليسقـط الخنجر من عبائتهـا نظـرت إليه بفزع لتبتعد مُسرعه ولكن منعتها يديه التي كانت علـى خصـرها!
ثبتهـا بحُضنه بيديه اليمنـى ونزل لمستوى الخنجر وامتدت بيديه اليُسرى ليرفعه من علـى الارض جاعله امامها.
التفت اليها فنظر لخشمها المُحمر وثغرها الذي يرتجـف.
عقد حاجبيـه من الرغبه التـي داهتمه فِي تقبيلهـا ليدفن وجهه بعُنقهـا بخفه ودون تردد وهي بدورها..
تتجـمدت بذهـول وتوسعت عينيها من جرائته.
رفع رأسه وتأمل عينيها التـي تُشتتهـا لكي لاتنظر له فقد احمرت وجنتيها بخجـل!
رفعـها بيديه اليُمنـى وتقدم بخـفه الـى الامام بخطواته البطيئه وهو يتأمل كُل جزء منها حتى اقتـرب للحـائط ليسندهـا عليه مُردف: شيسوي النخجر بعباتك؟.
ابتلعـت ريقهـا ورفعت عينيها له بخوف وتوتـر ثم انزلتها مُحدقه للارض لتلتـزم الصمت.
حـاوط بكفوفـه الخشنـه وجهها واردف بهدوء: عينك بعيني يا عذاب هالقلب ودواه! 
نظـرت اليه ليـردف بتساؤل: ليه الخوف مبين بعينك وكان الامَان اللي عطيتك اياه تبخر يا الغيناء؟.
تحـرك لسـانها اخيـرا وابتلعت ريقها بتوتر مُردفه بهدوء: كوني اخذت شيء لك وانت ماترضى احد ياخذ اغراضك لو هي اختك!
ابتسـم بداخله بخـفه كونها تعرف عنه وعن طبعه وتصرفاته ولكنها جاهـلها بأنـها مُختلفه عنهم بشكل كبير!
اردف وهـو لايـزال على جموده ونظـراته مُبحـره بين نظـراتها: اشيائي من اشيائك.
صمتت قليلاً وكـانت عيناهما محدقتان ببعضهـا البعض.
نظـرت لعنقه وكـان يتوسطـه جـرح ولكنه مُغطيه ببدلته.
عقـدت حاجبيهـا لتمـد يديهـا بأتجـاه عُنقه تحـت نظـراته المُتفحصه لهـا.
وضعت يديـها علـى مكان الجرح لتنظر إليه مُردفه: يوجعك؟.
هـز رأسه بالنفي ليسحبهـا من خصـرها مُلصقهـا بصدره وكـان مُعجب بقصر قامتـها.
نظـرت لجرحه وكـان جديد لتـردف بصوت يوضح فيه الارتبـاك : مُـ.. مُهاب تعال معي اضمد لك جرحك.
نظـر إليها واردف: وين اجي معك؟.
اردفـت: لمكاني اللي انت عارفه وحافظه اكثر من اسمي.
ابتسمـت شفاهه ليـردف: ومين قال اني مو حافظ اسمك؟.
اردفـت بتغير الموضوع : يلا مُهاب!
هـد رأسه بالايجـاب ليأخذ اوراقه ويخرج قبلها. هـز رأسه بالايجـاب ليأخذ اوراقه ويخرج قبلها مُتجه لقمة الجبـل ولعُزلتـها ولمكانهـا المُفضل وكونهـا اخترتـه ان يلجأ معها لهناك يا حبه العميق لها !
ذهـبت الغيناء للمطبخ ونظـرت لخالتها التي تشرب دوائهـا لتـردف بحياء: خاله وين الشاهي؟. 
غمـزت ام مُهـاب لتردف: ورانا سهره هالليل؟.
ضحكت الغيناء واردفـت بخجل: اعذريني يا خاله مغير قادتني رجولي لين بيتكم وداهمتكم في اخر الليل.
ابتسمت ام مُهاب وربتت على كتفها مُـردفه: البيت بيتك يا يمه ومتى ما نويتي تجين حياك الله الباب مفتوح لك والبيت مرحب لجيتك.
قبّلتهـا الغيناء بحُب لتـردف: تأخـرت على مُهاب يا خاله اعذريني بروح له!
هـزت رأسهـا بالايجـاب لتـردف: بحفظ الرحمن يا بنتي.
تقـدمت الغيناء لتأخذ ثلاجـة من الشاي وكأسان وتذكـرت بأنها تحتاج حقيبة الاسعافات الاوليـه لتُضمد جرحه صعـدت لغرفة ميره لتنظر اليها كـيف غارقه بنومهـا لتضحك بخفه وتقـدمت واخذت الحقيبه وخـرجت من المنزل بأتجـاه مكانها المُفضل!
وفي اثنـاء مشيها اذن اذان الفجر لتبتسـم بهدوء وطمأنينه واجواء القريـه تاخذ نصيب من الجمال!
هدوء،صوت الديك الذي يرن صوته بين زوايا القريه،وصوت صرصار الليل..
تسـارعت خطـواتها عندما تذكـرت مُهاب وكيف انها تناسته.
اخـذت تمشي وتنظر لخطواتهـا الـى ان وصلت وسمعت صوته وهـو يُغرد بصـوته الجميل مما ادى لوقوفها بتوسع محاجر عينيها.
التفت للخـلف ونظـر إليهـا ليعض طرف شفايفـه كونها سمعت صوته وهو لاحد يعلم بجمال صوته غير سعد!
-
عـاد للمَنزل بعد يوم مُرهق شعر بأن جسده مُهلك يريد ان يتمد على السرير وان ينام دون ان يخلـع بدلته العسكريه!
توجهه لصـالة الجلوس ولمح الجـده تُصلي بخشـوع وسكينه.
ابتسم واتجهه اليها لينتظرهـا ان تُكمل صلاتهـا ويُخبرها عن طلبه.
سمع صـوت فِي المطبخ ليتجه له يُريد ان يُشبع فضـوله مُتناسي عن الهنـوف التي تشاركه المنزل!
تقـدم ووجد باب الثـلاجه مفتـوح والمطبخ مُظـلم والارض مُبتله تقدم وفتـح باب الثلاجـه ليـردف بتساؤل: وشو تسوين انتي؟. 
فـزت الهنـوف برعـب وانزلقت تسـارعت خطـواته  ليسحبـها من خصـرها لكـي لا تسقـط!
اصطدمت بصدره واتسخت بدلته بنوتيلا كتم ضحكتـه واردف: بسم الله عليك.
عضـت شفايفهـا بإحـراج شديد منه وأردفـت وهي تبعد عنه: اء اسفه.
نظـر إليها ونظر لشعـرها لاشيء يُغطيها كانت ترتدي بجامه بلون الوردي وبياضها الناصع كان له دورا في جمالها.
غض بصـره وخـرج من المطبخ وهو بكـامل روقانه.
نظـر للجـده التي اكملت صلاتها وبيديها مسبحتها وكان تُسبح وتستغفر.
تقـدم اليها وقبّل رأسـها واردف: مساك الله يا يمه.
اردفت الجده: يا هلا مساك الله بنور يا الغالي.
ابتسـم ساجي لتنتبه الجـده لبدلته وأردفت: وش ذا ببدلتك يا يمـه!
كتم ضحكتـه ساجي من تـذكر الموقف واردف: ابد قبل شوي ماخذ لي فطيرت بالشوكولاته وعاد طاحت على بدلتي وانا اسوق.
هـزت راسهـا بالايجـاب لتـردف: اي زين يا يمه قول للهنـوف تغسلهـا لك.
اردف : لا ماله داعي يا يمه.
اردفـت الجده بتمثيـل للغضب: انا امرتك ما اخذت رأيك.
وبدأت تُنادي الهنوف بصـوتها: يالهنوف يالهنوف وينك؟.
خـرجت الهنـوف وهي تضع الشال على رأسهـا اردفت: لبيه اميه.
اردفـت الجده وهي تأشر على بدلته: خذي بدلته ونظفيها له..

وغرست الغيناء اغصانها في قلبه.  وسقط طريحًا على الارض مُغرمِ!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن